<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين حكايات فلاحية: الربيع العربي...الخريف العربي!
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org             مقالة للكاتب صالح حسين - أبو سارة           

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

حكايات فلاحية:

 

 الربيع العربي...الخريف العربي!

 

 

صالح حسين 

     

       قـال الأمام علي إبن ابي طالب - ع - " مـاغـزي قـوم في عقـر دارهـم الاّ ذلـــّـوا " ... يقولون أن الكذب نوعان : أبيض وأسود، أما الابيض فهو الكذب الذي يكون هدفه الضحك والتندر دون الاساءة للاخرين، بعكس الكذب الاسود، كذب ( السياسيين - المحتالين ) الذي يكنزون الذهب والفضة والبترول الأسود... !

البغداديون  الاصليون ( المسجلون في بغداد قبل 2003 ) يعرفون جيدا المرحوم ( أبراهيم عرب ) وهو ما يشبه ( الحكواتي ) في بلاد الشام، وحكاياته الظريفه في مقهاه الشعبي الواقع في صوب ( الكرخ ) في خمسينيات القرن الماضي والذي أستطاع من خلال حكاياته الممتعة أن يستقطب جمهورا غفيرا كان يستمتع بالحكايات الشعبية غير الواقعية وكان يقضي أوقاتا ممتعة هناك مع شرب الشاي والحامض والدارسين وجكارة اللف، منها ( المزبن ).. وكان ( إبراهيم ) يقص حكايته ويتوقف في منتصفها ليعود مرة ثانية قائلا:( سالفتنا )... ويصيح على صانعه الجايجي، وينك يا ولد ( فر  وزع ) جايات عالكاعدين، أحنا خو مو نحجي ( بلاش ) ربما يقصد هنا السياسيين في هذه أو تلك المرحلة !

ومن حكاياته يقول : في أحد الايام أشتهيت سمكا مسكوفا، وذهبت الى ( الشط ) لأصطاد السمك لقرب النهر من ( الكهوة ) وجلست على ( المسناية - الجرف ) وكان الهواء ( عذيبي ) فرميت ( الشص – السنارة ) فوقع في منتصف النهر تقريبا، وجلست أنتظر، فاخذني النعاس من شدة عذوبة الهواء، ونمت نوما عميقا، وبعد فترة من الزمن أحسست أن الشص يتحرك، وبدأت بسحب الخيط  وكان قويا فقلت في نفسي تبدو أنها سمكة كبيرة فأغمضت عيني وبدأت أسحب وأسحب ولم أسمع الا صوتا قويا كأنه صوت ( طوب أبو خزامة ) أو أقوى ولما فتحت عينييّ ذهلت مما رأيت، فلقد رأيت أن ( الرصافة طبكت عالكرخ ) ولكي لا تخرب بغداد قطعت خيط السنارة ودفعت بقدمي صوب الرصافة وأعدتها الى مكانها، وهنا صاح أحد الجالسين :

 أبو عرب:  وجسر الصالحية وين صار؟

 فأجابه ( أبو عرب ) على الفور : ضميناه بـ( كـ... خالتك ) لكنه سرعان ما أستدرك قائلا ( أبيت خالتك ) فضحك الجميع، كلا بطريقته بـ( الأبيض وبالأسود ) !!

هذا النوع من الكذب مقبول أحيانا لانه من أجل الفكاهة والفرفشة أو كا يقولون ( فضفضة ) ويعلم المستمع جيدا أنه مجرد كلام مبالغ فيه فيتقبله الجميع برحابة صدر ويضحك منه ...الخ

ولكن ما يبكينا أن يتم الكذب ( الأسود ) علنا، وفي كل يوم من قبل ولاة الأمر والمتسلطين الجدد على كرسي الحكم... فالعراقيون يعلمون علم اليقين أن كل الذين جاءوا على ظهور الدبابات الأمريكية أو بجانبها سواء كانوا ( إسلاميين أم علمانيين ) عام 2003 الى يومنا هذا يكذبون عليهم، تارة بالأبيض وأخرى بالأسود، ويسرقونهم وينهبون حقوقهم وأموالهم علنا، وأعتقد أن السبب في ذلك هو: أن كل حاكم أو مسؤول يأتي، يعتبر أن شعب العراق شعب ( بسيط - قشمر ) من السهولة الكذب والضحك عليه، لكن وللاسف فأن كل الحكام لم يكتشفوا حقيقة هذا الشعب الا في اليوم الذي يسقط من كرسي الحكم، ومن هنا تأكد للحاكم أو المسؤول بنفسه بأنه هو من كان ألـ(  قشمر ).

وبعيدا عن الحكام والمسؤولين الكبار الذين لا نعتب عليهم، فأن هناك من عموم الشعب من يمجد الحاكم أو المسؤول الحزبي ويرفعونه الى مستويات لا يحلم حتى الحاكم بها، ويصفونه أحيانا بأوصاف تقترب من الكفر!!

لي قريب لايزال يعيش في القرية وهو بقدرة قادر أصبح عضوا في حزب ( الدعوة ) بعدما كان ( شيوعياً للعظم ) ومن ثم ( بعثياً للنخاع ) واليوم ( دعوجياً من الوريد للوريد ) وليس هذا فقط بل يحب ويمجد  السيد ( القائد ) رئيس الوزراء ( نوري المالكي )... وفي كل يوم يزداد حبه وتعظيمه له!

 ذات مرة ( هتف ) لي قائلا: هل تعلم أن  سيد ( نوري ) ويقصد ( المالكي ) إنه ( يشّــور ) وأردف قائلا: أنتظر العذاب الذي سينزله الله على رؤوس المتظاهرين في ساحة التحرير - منتصف عام 2011 -  ألا يعلمون أنه ( سيد ) وأبن رسول الله وله كرامات مشهودة.  

قلت له : هل لك ان تذكر أحدى هذه الكرامات!؟

قال لي: في أحدى ليالي الشتاء تمرض ولدي، فأخذته بسيارتي الخاصة الى المستشفى في النعمانية، وتمت معالجته من قبل ( المضمّد ) الخفر، وعند عودتنا الى البيت تعطلت سيارتي مقابل قرية ( الجمهورية ) وكانت الساعة تقترب من الثانية فجرا، فنزلت وفتحت غطاء المحرك ...كل شيىء في السيارة كان سليما، وعجزت عن تحديد العطل، التفت يمنة ويسرة فلا يوجد أحد في الشارع ينقذني، عندها أستدرت نحو " القبلة " بأتجاه قرية ( الحجام ) ورفعت كلتا يدي وقلت : اللهم بجاه سيد(  نوري ) وليس بجاه الرفيق سيد ( عدي ) الذي هو من سلالة ( ماركس !! ) أن ترسل لي في هذه الساعة من يعلمني سبب عطل السيارة، فلم أكد أنزل يدي، وإذا بطائر أبيض اللون يمر مسرعاً من فوق رأسي وهو يصيح ( لبيك... لبيك سيد نوري بين أديك )!

هذا القول ذكرني بـ( طرفة - نكته ) تناقلها العراقيون هذه السنة 2011 من خلال ( رسالة – مسج ) التلفون هي: أن هناك أثنان من ( الشيعة ) يدفعون بـ( عربة – سيارة ) عاطلة، في وقت متأخر من الليل ويقولون: يا عمر...ياعمر... زميلهم الثالث وهو من السنة ( إستغرب ) لقولهم : ياعمر... ياعمر.!

فسألهم : ولماذا تنادون  ياعمر... يا عمر !؟

قال أحدهم: وهل نحن أغبياء بحيث نصيح يا ( علي ) في هذا الوقت المتأخر من الليل ( نصحيه من النوم ).

 هذا الواقع  المرير يذكرني بقول لرئيس الوزراء ( نوري المالكي ) عن ( الربيع العربي ) حيث قال: الربيع العربي يمر من العراق... لكنه أي ( المالكي ) لم ينظر إلى (  الخريف العربي ) فقد تهاوت عدة عواصم في العالم العربي، و أخرى ما تزال في انتظار أن يأتي عليها ( الخريف العاصف ) وهي تتساقط كأوراق الخريف والنتيجة في كل مؤسسات الدولة تعم الفوضى الخلاقة من الدمار والخراب...الخ

 وإذا كان صحيحا أن البلدان العربية تعيش حالة من ( الربيع على العكس تماماً، فهي تمر بخريف طويل من حياتها، و( شتاء عات ) إلى أن يأتيها ( الربيع ) متراصاً وقوياً، مختلفا عن المعنى السياسي الذي أعطي له في الغرب... فمجرد نعت ثورة ما بـ( الربيع ) معناه أنها ثورة تنتمي للغرب و قيمه.... و من هذا المنطلق يرمي الغرب و( عملاؤه – أدواته ) الفعل الإيديولوجي إلى تأطير الثورات الجماهيرية العربية وتدجينها حتى لا تتجاوز زمانه و نطاق مصالحه و ثقافته و حضارته ...الخ

واذا كانت الولايات المتحدة وأوروبا مهتمتين فعلاً بالانتفاضات الشعبية ( الشعب يريد تغيير النظام )، فإن إهتمامهما جاء من باب منافق وموارب ومصالح لاتقبل الجدل، فالمنطقة، شعوباً وحكومات، تصرخ منذ ثلاثة وستين عاماً وتطالب بأنصاف الشعب الفلسطيني وبإسقاط ( الكيان الصهيوني ) بصفته ( نظام إحتلال ) منذ عام 1948 كان في صدد إفساد المنطقة، وقد فعل... واذا كان العالم العربي أمعن في استفساد ذاته، فهذا لا يغيّر شيئاً في الواقع، وسُمعنا من أصدقاء وأشقاء عربٌ كثر يشكون في حالات مختلفة من ( الاحتلالات ) الداخلية، ( الوطنية ). يوماً بعد يوم ، كما بررت وفعلت المعارضة العراقية آنذاك عندما أعتبرت أحتلال العراق عام 2003 تحريراً، وهذا عكس تماماً للمفاهيم الوطنية والسياسية والشرعية!

وفي مقالة للأستاذ ( حسن ميّ النوراني ) تحت عنوان: " هل خطباء المساجد، عميان وبهم صمم؟! نهاية القذافي نصر من الله حققته طائرات الناتو؟! يقولون: إن النصر على نظام القذافي هو نصر من الله... وحقائق الواقع تقول إن نصر ثوار ليبيا تحقق بتدخل سافر مباشر حاسم من قوات حلف الناتو... فهل جاء نصر الله والفتح من جيش حلف الناتو " الكافر" كما يعتقد خطباء المساجد؟! وهل الطائرات الأمريكية، التي قصفت سيارة معمر القذافي، ملائكة من ملائكة الله...، 21/10/2011 – غزة / فلسطين."

  تعليق: ماذا يقول الشيخ القرضاوي وأتباعه من عملاء الأسلام السياسي!؟

مربط الفرس: هم سيد، وهم شيوعي، وهم عميل، وهم محتال!! و ( المقصود هنا سادة الأحتلال ) شلون ينجمع هذا الرقم أو هذا المصطلح ...!؟ وللاسف أصبح من غير الواضح، التمييز بين ( الكذب الأبيض والكذب الأسود ) وبين ( الربيع العربي والخريف العربي ) وبين ( الشيوعي الوطني والشيوعي العميل ) وبين ( الربيع الأسلامي والخريف الأسلامي )...طبعاً هذا بدفع من العملاء العرب ( يساريين وعلمانيين وإسلاميين ) و جامعتهم ( جامعة - عمرو موسى ) وعضوية ( قطر- الشيخ حمد ) وحلفائهم من الدول ( الأمبريالية ) الغربية، على أضعاف وقتل وأشعال الفتنة بين الشعوب العربية بـ( الأبيض والأسود ) أو كما يقال ( بنيران صديقة ) تحت مبرر ( كلمة حق يراد بها باطل ) كما فعلت من قبل الجامعة العربية في العراق وليبيا... فقد أصبح ذلك أكثر وضوحاً خصوصاً عندما تدخلت ( قطر ) و ( السعودية ) وقبلهما الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق أهدافهما وأطماعهما  للسيطرة على القرار العربي ( سياسياً وأقتصادياً وإسلامياً ) ...الخ

وأخيراً:  نعود للشاعر العراقي ملا عبود الكرخي حيث يقول:

حيل دوخني الحچي الماله ربط وصار عندي سكر وحصبه وضغط

نفترش عاگول ونتغطه إبحسچ قيم الرگاع من ديرة عفـــــــــــــــــچ

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا