<%@ Language=JavaScript %>  أبو سارة حكايات فلاحية: ...نعي مناضلة !
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org             مقالة للكاتب صالح حسين - أبو سارة           

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

                                    

حكايات فلاحية: ...

 

نعي مناضلة !

 

 

       أبو سارة

في الساعة الثامنة من مساء يوم الأحد المصادف 17-  18 / 4 / 2011  حدثت جريمة بشعة بـ(كاتم للصوت ) في محافظة كركوك، راحت ضحيتها ثلاث نساء ( عربيات - من عائلة عربية واحدة ) كانت أثنتان منهن ( حوامل ) واحدة في شهرها الثالث والثانية في شهرها الثامن !!

 موحة جهاد حمزة،  التي كانت تلقب بـ( جميلة بوحيرد ) من قبل وجهاء قريتها والمقربين إليها من عوائل عشيرتها، كانت هي واحدة من ضحايا هذه الجريمة التي يرفضها الضمير الحي... ومن الخطأ الفادح أن تسجل كالعادة مثل هذه الجريمة ضد " مجهول " وهكذا يتساقط أحرار العراق ( رجالا ونساء ) بين مطرقة الأحتلال الأمريكي وسندان التعصب الشوفني العنصري .

كانت الشهيدة ( موحة جهاد حمزة - جميلة بوحيرد  ) في بداية السبعينات من القرن الماضي عضوا في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وكانت جديرة بأن تحتل موقعا قياديا سواء على الصعيد التنظيمي أو الجماهيري.

لم تكن معروفة بأنتمائها الحزبي ونشاطاتها السياسية وتحركاتها بين الفلاحات في ريف قضاء ( النعمانية ) محافظة الكوت، لدى أجهزة النظام السابق وخصوصاً عندما كانت مرشحة إلى قيادة ( لجنة قاعدية ) بعدما كانت ضمن خلية نسائية تضم خمسة رفيقات من نساء القرية التي تسكن فيها والقرى المجاورة والقريبة لها.

كنا في منظمة الحزب في قضاء( النعمانية ) نعتمد عليها في العمل السري ونعوّل عليها كثيراً في النشاط النسوي، ولاسيما كونها تجيد القراءة والكتابة في مجتمع الريف الذي يندر فيه المتعلمات، وكنا حريصين على عدم زجها بأي نشاط سياسي مكشوف خصوصاً في أيام الجبهة الوطنية في منتصف السبعينات من القرن الماضي خوفاً من بطش أجهزت النظام السابق.

لأسباب معيشية أنتقلت مع عائلتها ( والدها ) للعمل كـ( فلاح ) في محافظة كركوك...لم ترسل المنظمة الحزبية آنذاك ( ترحيلها ) التنظيمي إلى كركوك، لأسباب كانت المنظمة تراها أمنية.

 وبعد أشتداد الحملة ضد الشيوعيين من قبل النظام السابق في أواخر السبعينات، أخبرت برسالة شفهية بقطع الأتصال بأي رفيق ممن كانت تعرفهم من قبل وخصوصاً من ( المعارف – الأقرباء ) مع الحذر من  أي  لقاء...الخ.

واصلت ( موحة جهاد حمزة - جميلة بوحيرد  ) دراستها وحصلت على شهادة جامعية وعملت كـ( مدرّسة لغة عربية )  في عدة مدارس ضمن محافظة كركوك.

لم ألتقي بها منذ عام 1976 حتى عام  2004 حيث التقيت بها والرفيق الراحل ( سلمان - أبو داود ) سكرتير محلية الكوت سابقاً، ورفاق آخرين من المحافظات الأخرى، لأمور كانت تتعلق بوضع حزبنا بشكل عام.

كان أغلب الرفاق الذين ألتقيتهم ومعهم ( موحة جهاد حمزة -  جميلة بوحيرد ) قد رفضوا العمل مع ( قيادة الحزب الحالية ) بسبب تعاون هذه ( القيادة ) مع الأحتلال الأمريكي، ومنهم من رفض حتى عملية فتح المقرات الحزبية وفكرة المقاومة السلمية، التي كانت تروج لها ( قيادة الحزب الحالية ) تبريراً لأنخراطها في أجندة الأحتلال الأمريكي، وأعتبر هؤلاء الرفاق أن قيادة الحزب الحالية متواطئة مع الأحتلال الأمريكي، ولم يكتفوا بذلك بل أوضحوا أن السكوت أو التعاون مع الأحتلال هو خيانة وطنية ومبدئية، يرفضها جميع الأحرار وخصوصاً الشيوعيين الوطنيين جملة وتفصيلاً.

كانت ( موحة جهاد حمزة - جميلة بوحيرد )  تقول حينها عن الشيوعيين الذين يتعاونون مع الأحتلال الأمريكي، إنهم كانوا بالأمس رفاقا لنا، وهم اليوم للأسف في موقع الخيانة الوطنية والعمالة للأمريكان.

بالعودة إلى موضوع استشهاد ( موحة جهاد حمزة - جميلة بوحيرد  ) والتي قالت أيضاً في حينه إنني سوف أجد مكانا للعمل من أجل الشعب في صفوف أية جهة وطنية عراقية...وقد علمت فيما بعد إنها أصبحت ناشطة في صفوف ( التيار الصدري ) في محافظة كركوك، أقتناعا منها بأن هذا ( التيار ) هو الذي يحقق آمالها الوطنية في طرد الأحتلال الأمريكي وعملائه من ( يمينهم إلى يسارهم ) !

أغتيلت هذه المناضلة بـ( كاتم للصوت ) وذهبت ضحية المحاصصة الطائفية والعنصرية... ليس على أيدي أجهزة ( النظام السابق ) كما كنا نعتقد ونخاف عليها سابقاً، ولكنها قتلت غدراً على أيدي دعاة ( الديمقراطية ) و ( العراق الديمقراطي الفدرالي ) أو بالأحرى على أيدي زمر مشروع " القتل والتصفيات الجسدية ".

 تحية لك أيتها الشهيدة طالما كنت في مكانك الصحيح، من أجل حرية الوطن، و سلام عليك في ( مثواك  ) الأخير، ونعاهدك بأننا سنبقى على محبة الوطن وسعادة شعبه كما كنا.

 عزائي الشديد إلى أفراد إسرة الشهيدة ( موحة جهاد حمزة – جميلة بوحيرد ) كباراً وصغاراً وإلى كل من كان يعرفها في موقعها الوطني، وإلى طالباتها وطلابها، وكافة أفراد عشيرتها... وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا