%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
حكايات فلاحية:
الخازوق... البنفسجي!
كاريكاتير قيس عبد الله
أبو سارة – 10 / 3 / 2011
أتذكر ( مسرحية ) كويتية تاريخية، قدمت في عام 1975 تحت عنوان: حفلة على الخازوق... وكلمة ( خازوق ) نستخدمها كثيرا في أحاديثنا اليومية، وفي لغتنا الدارجة أصبح ألـ( خازوق ) مرادفا لكلمة ( مقلب ) لكن ( الخازوق ) في الحقيقة شيء أبشع بكثير من مجرد مقلب... لذا دعونا نلقي نظرة على الخازوق السياسي الذي تستخدمه حكومات الأحتلال حتى لمن يرفع راية ديمقراطيتها من المشاركين في العملية السياسية! كما جرى لقيادة الحزب الشيوعي العراقي أي ( شيوعيي الأحتلال ) في أغلاق ( مقر الحزب الرئيسي في ساحة الأندلس ببغداد) ومكتب ( جريدة – طريق الشعب ) بحجة أن ملكية العقار تعود للدولة العراقية التي يترأس حكومتها ( نوري المالكي ).
ورغم ملابسات الموضوع إلا إنه يعتبر ( خازوق ) من العيار الثقيل لسكرتير اللجنة المركزية ( حميد مجيد موسى البياتي ) الذي أيد الحصار والغزو والأحتلال ورفع إصبعه البنفسجي بوجوه رفاقه وأصدقاء حزبه المعارضين لنهج الردة والعمالة وهم أكثرية الحزب، حيث إنتهى به الأمر إلى الخيانة الوطنية والعمالة للمحتل الأمريكي .
نحن نتكلم هنا عن السياسيين الذين شاركوا فيما سمي بالعملية السياسية بـ( قصد وإدراك ) ولا أعني هنا عامة الناس...وربما إن صدفة خير من ألف ميعاد، هكذا قال لي رفيقي الذي درس الشيوعية العلمية في المدرسة الحزبية في ( بلغاريا ) عندما التقينا قبل إشارة ( عبور المشاة ) حيث الأتجاه المعاكس، وكان عائداً من مشاركته في الأنتخابات التي جرت في مدينة ( مالمو ) يوم 7 / آذار / 2010، وأشار لي مبتسماً بأصبعه ( البنفسجي ) بدون أية مقدمات ، ومثل هكذا منظر غير مألوف بالأخص لدى العراقيين، وكأنما يشير إلى ( الخازوق ) ولكن ربما إن الديمقراطية تحمل معنى أكثر من هذا...لم يتردد صاحبي من الحديث عن الديمقراطية والأنتخابات بدون أن أسأله عنها! وتضمن حديثه الأشادة، بأن القائمين عليها كانوا أشد حرصاً بأستثناء البعض منهم بالألحاح والدعوة بالتصويت إلى هذا الكيان أو ذاك، وكان يردد هذه هي الديمقراطية بذاتها ...رغم إنه يعرفني جيداً ويعرف موقفي بدءاً من الحصار في عام ( 1990 ) و مروراً بالغزو والأحتلال وأنتهاء بالعملية السياسية والأنتخابات التي يتكلم عنها، والتي بنيت على الباطل من أساسها وعلى قاعدة المحاصصة الطائفية والعنصرية والمناطقية، وبالفساد الأداري والمالي، وكان لعملاء الأحتلال من العراقيين دوراً كبيراً في ترسيخ هذه الظواهر والمفاهيم وساهم الكثير منهم في الدعاية والترويج لها وممارستها ...الخ
وعندما إفترقنا نحن الأثنين كل بإتجاه سيره، تذكرت صديقي ( علي الربيعي – أبو رهف) الذي أصدر بياناً في مدينة ( مالمو – السويدية ) في ذلك الوقت، أي ما يقارب ( 13 ) عاماً من هذا التاريخ، كاشفاً من خلاله أمور كثيرة كانت تتعلق بالجالية العراقية ومن ثم كتب مقالا في جريدة الوفاق العدد( 287 ) بتاريخ 16 / تشرين الأول / 1997، التي كانت تصدر في لندن وتصل إلى مدينة ( مالمو ) تحت عنوان: الجمعيات العراقية في المنافي...إلى أين !؟.
جاء فيه "...إقترح أحد الأصدقاء أن ينشر مقالة ينتقد فيها سلبيات النوادي والجمعيات العراقية، علماً بأن في مدينة ( مالمو - السويدية ) وحدها توجد أكثر من ( 20 ) جمعية ونادي عراقي منها جمعيات يسارية وأخرى جمعيات ومراكز إسلامية".
ولم يكتف ( الربيعي ) بذلك ( البيان ) بل نشر فيما بعد ( موضوعاً – مقالاً ) من صفحتين ( كاملتين ) بهذا الخصوص في الجريدة المذكورة أعلاه.
وفيما يتعلق بالجمعية الثقافية العراقية التي كانت تحت سيطرة منظمة الحزب الشيوعي العراقي ( جنوب السويد ) بنسبة 99%، حيث قيل حينها أو بالأحرى قالت ( منظمة الحزب في مدينة مالمو ( عـنـه ) إنه ( يخدم النظام بدون أن يدري ) رغم إن ( علي الربيعي ) شخصية إجتماعية سياسية معروفة للجميع، كان قد غادر العراق في منتصف السبعينات على نفقة الحزب الشيوعي العراقي لغرض الدراسة في الأتحاد السوفيتي... وكان يعمل في منظمات الحزب الشيوعي العراقي وخصوصاً الشبابية منها في محافظة ( كربلاء – العراق ) منذ أواسط السبعينات من القرن الماضي! وإنه من الناشطين في مجال حقوق الأنسان في السويد.
ومن المفارقات العجيبة أن هؤلاء الذين قالوا عن ( علي الربيعي - أبو رهف ) إنه يخدم ( النظام بدون أن يدري ) هم من أيدوا الحصار والغزو وهم أنفسهم تظاهروا مطالبين الرئيس الأمريكي ( بوش ) بتعجيل غزو وأحتلال العراق وشاركوا في العملية السياسية والأنتخابات التي أشرف عليها المحتل نفسه ورفعوا أصابعهم البنفسجية تأييداً للاحتلال الأمريكي، فهم بذلك خدموا الأمبريالية الأمريكية عن ( قصد ) و ( إدراك ) مسبقين!!.
مشيجيخة: في يوم 7 / آذار / 2011 ، أي بعد سنة من إجراء الأنتخابات التي لم يكتمل تشكيلها لحد الساعة، قرأت خبراً في موقع ( ينابيع ) كان وقعه مفاجئاً لي وربما لغيري وبعنوان : " طلب مفاجيء وغير مفهوم بإخلاء الحزب الشيوعي العراقي ( مقرّيـه ) في بغداد وخلال ( 24 ) ساعة وشوهدت صور للشرطة وعجلاتهم قرب ذلك المقر ".
وفي نفس الصفحة والتاريخ قرأت بياناً، لكنه هذه المرة ليس لـ( علي الربيعي ) بل من رئاسة مجلس الوزراء يتضمن: " يكفل الدستور نشاط جميع الاحزاب السياسية، وما نقل عن حظر نشاط الحزب الشيوعي العراقي لا اساس له من الصحه .
وأضاف ( البيان ) إن وزارة الدفاع طالبت منذ عدة أشهر وبالطرق القانونيه إستعادة جميع المباني العائده اليها ومن بينها المبنى الذي يشغله الحزب الشيوعي العراقي".
وبما يعني، أوكما يقول المثل الشعبي ( إجا يكحلها عماها) وأكثر من ذلك، فأن قيادة الحزب الشيوعي العراقي حالها حال بقية الأحزاب والكتل والسياسيين الذين أستولوا أو سرقوا دون حق، ممتلكات الدولة من العقارات والمال العام وغيرهما بطرق غير قانونية وغير مشروعة
قال عضو المكتب السياسي للحزب ( مفيد الجزائري ) " ...طلبنا التريث لحين استرجاع أملاك وعقارات الحزب التي صادرها النظام السابق في سبعينيات القرن الماضي".
هنا رجعت بالذاكرة لعام ( 1978 ) عندما ( غض النظر ) أو ( أمهل ) نظام ( صدام ) الدكتاتوري، الشيوعيين أكثر من سنة لتصفية ممتلكاتهم أو السماح لهم بالسفر خارج العراق!
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لنفترض أن كلام ( الجزائري ) فيه نسبة من الصحة! لماذا تأخرتم طيلة هذه الفترة عن أسترجاع ممتلكات الحزب!؟ وخلال ثمان سنوات الماضية بينما نسمع من الكثير وخصوصاً من " رفاقكم " بانهم إسترجعوا ممتلكاتهم الخاصة ومنها ( البيوت السكنية والعقارات التجارية وحتى الآثاث المنزلية ) ويتحدثون فيما بينهم بأن عملية إسترجاع الأملاك العقارية لاتستغرق أكثر من ستة أشهر أو أقل خصوصاً بالنسبة لساسيي الخارج!؟.
وإذا كنتم جادين وصادقين فلماذا لاتطالبون الآن ببقية الممتلكات العائدة للحزب الشيوعي العراقي من عقارات وأموال مستثمرة، وأغلبها في الدول الأوربية وقسم منها داخل العراق اليوم والتي صادرها رفاق لكم، منهم أعضاء في اللجنة المركزية وأعضاء في المكتب السياسي ومستشار في رئاسة الجمهورية...الخ!؟ ... علينا بللم!
مربط الفرس: من الأمثلة الشعبية في الريف العراقي ( الراكب على الحمار لايستحي من ...) لكننا نقول: إن الذي يأخذ " شرعيته السياسية " من عضو البرلمان (خالد العطية ) بدلا من ( شرعية الشعب والحزب ) يقع بأكثر من هذه المزالق والخطايا، فسكرتير اللجنة المركزية للحزب ( حميد مجيد موسى البياتي ) لديه الاستعداد للجلوس على ( خازوق ) الأحتلال مقابل البقاء على ( نصف كرسي ) في البرلمان ، ومثله، مثل ذاك الفلاح الذي أشترى ( نصف الفرس ) وتركها عند صاحبها، وهو أي أن ( البياتي ) لايعنيه كثيرا إن كان هناك أحتلال أجنبي وعملية سياسية فاشلة... فالمهم أن يبقى هو في المنطقة الخضراء...يتناول وجباته الغذائية السريعة من الهمبركر الأمريكي .!
وإذا كان ( البياتي ) يريد موقفاً وطنياً ومبدئياً عليه أن يعلن براءته من عملاء الأحتلال وأن ينسحب من العملية السياسية والتوقف عن الهرولة والارتهان إلى الوجود والدعم المالي الأمريكي والكردي وأن يصارح شعبه ورفاقه وأصدقاء حزبه، بفشله سياسياً وفشل العملية السياسية برمتها، والعودة إلى أحضان الشعب ودفء رفاق الحزب وأصدقائه!.
وأخيراً: إنتهت العملية السياسية ( البنفسجية ) بين أستحواذ الأحزاب الطائفية الأسلامية وبين الأحزاب العشائرية الكردية الحاكمة والمتسلطة على أرقاب شعبنا الكردي.
فالمراقب السياسي يرى أن القائمة العراقيه ( إنضربت بوري ) و ( شيوعيي الأحتلال ) أكلو ( خازوق بنفسجي )!.
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|