<%@ Language=JavaScript %> أبو سارة حكايات فلاحية: المسؤولون والخطاب المزدوج!!
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org             مقالة للكاتب صالح حسين - أبو سارة           

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

حكايات فلاحية:

 المسؤولون والخطاب المزدوج!!

 

 أبو سارة

قال الأمام علي إبن أبي طالب ( ع ) ( لو كان الجوع شخصاً لقتلته )...مشهد الفقر بكل أشكاله في العراقي يتكرر يومياَ...ومنذ فرض الحصار على العراق عام 1990 وتظاهرات يوم الجمعة 25 / 2 / 2011 هي من إفرازات مخططات الحصار والغزو والأحتلال الأمريكي للعراق عام 2003..وتصريحات الأمس، التي أدلى بها المسؤولون العراقيون المرتبطون بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، هي نفسها تصريحات اليوم، وخصوصاً عندما كانوا يتهمون العراقيين الوطنيين المعارضين للنظام السابق والرافظين للغزو الأمريكي، ويصفونهم بالموالين لنظام صدام حسين.

ويقال ( ساعة عدل واحدة، تعادل ( 60 ) سنة عبادة )...وبدون تحفظ لو خرج  السيد ( السيستاني ) شخصياً مشاركاً بمظاهرات ( جمعة الغضب ) لنعتوه أو نعته رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) ومن هم يسيرون في ركابه وبدون أي تردد، أن  السيد ( السيستاني ) كان بعثياً، وربما أكثر من ذلك لقال ( المالكي ) إنه ( صدامي! ) ...هذه هي النعوت السياسية الجاهزة والمستخدمة من قبل القادة والمسؤولين العراقيين المرتبطين بحكومات الأحتلال الأمريكي في العراق!

يقول المثل الشعبي ( باكة لاتحلين وخبزة لاتثلمين إكلي لما تشبعين ) دأب سياسيو الآحتلال وغيرهم من المسؤولين العراقيين المنتفعين " مادياً " من الأوضاع الراهنة على حساب الأغلبية الساحقة من الفقراء والمعدمين العراقيين، حيث يسود الفساد والرشوة جميع مرافق الدولة، والخطاب السياسي المزدوج دليل كبير على إستمرار الوضع المزري والمتردي في العراق بدون أية حلول تذكر!! حيث كثيرا ما نسمع أو نشاهد على القنوات الفضائية، ( حكومية كانت أو حزبية طائفية ) من تصريحات وخطب، وخصوصاً المتعلقة منها بهموم معيشة المواطن العراقي... فهم تارة يمجدون (ديمقراطيتهم الجديدة ) وتارة أخرى يتوعدون المواطنين ظلماً في قطع أرزاقهم وحرمانهم من أبسط الحقوق بما فيها ( التظاهر والتعبير عن آرائهم ) ومنها المطالبة بحقوقهم بدءًا من( إصلاح النظام السياسي ) في العراق، التي كفلها لهم الشرع والقانون...وهؤلاء المسؤولون يتذرعون خوفاً ويذرفون دموع التماسيح على الأموال العامة وهم أول السارقين لها! وشماعتهم هي تخويف الجماهير من بعبع ( البعث ).

 بينما نرى أن بعضاً بل وكثيراً من البعثيين المشمولين بما يسمى بـ( قانون إجتثاث البعث ) لم يتضرروا كثيراً في هذه المرحلة ( مرحلة الأحتلال الأمريكي ) بل إنخرطوا في الكيانات والكتل والأحزاب السياسية الطائفية الحاكمة وغير الحاكمة بحكم المصالح الشخصية وصلات الصداقة وعلاقات القربة العائلية بينهم وبين قيادات تلك الأحزاب والكيانات والكتل السياسية فيما تسمى ( العملية السياسية ) المرتبطة باجندة الأحتلال وعملائه من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وبدون أستثناء!.

وإذا كان الأحتلال وعملاؤه قد عمدوا إلى تصنيف العراقيين بين ( شيعي وسني وكردي وتركماني...) كان القصد منه هو تفتيت وحدة العراقيين أمام الأحتلال بغية السيطرة عليه وعلى ثروات البلد.

رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) في خطابه يوم 24 / 2 / 2011 وقبل بدء التظاهرات بيوم واحد دعا إلى إجهاض مخططات من أسماهم ( أعداء الحرية والديمقراطية ) " ...داعياً إلى عدم المشاركة في مظاهرات يوم ( الجمعة - 25 / 2 / 2011 ) لأنها مريبة، وفيها إحياء لصوت الذين دمروا العراق واسقطوا سيادته ودمروا مؤسساته، واشاعوا القتل والفساد" ...وبدون أية إشارة للأحتلال وما خلفه من دمار في البنية التحتية وفي قتل وتدمير روح الأنسان العراقي ذاته !

وبناء على هذا التخوف فقد حشدت السلطات العراقية كل قواها وباللجوء الى المراجع الدينية وزعماء العشائر المرتبطة بحكومات الأحتلال في البلاد لإفشال أحتجاجات يوم الغضب العراقي التي كانت مقررة في ساحة ( التحرير ) وسط بغداد ومدن عراقية اخرى، دون جدوى وهناك من قال: التظاهرات ليست بعثية وإنما قمع الدولة " البوليسي " بعثي!

 فيما أعلنت سلطات مطار بغداد ضبط ( مليون و 200 ) ألف دولار أمريكي حاول سياسيون ونواب، إخراجها معهم من البلاد خلال الساعات الاخيرة قبيل أنطلاق التظاهرات... أي في وقت متزامن مع خطاب رئيس الوزراء يوم 24 / 2 / 2011.

والرئاسات الثلاث أو كما أصبح يسمونها اليوم بـ(الاوقاف الثلاثة ) الشيعية والسنية والمسيحية إلا إنهم لم يذكروا ( الأوقاف الكردي )!! تدعو المشاركين في يوم الغضب لمنح حكومة ( المالكي ) فقط ستة أشهر ثم تلمس أثر المصادقة على الميزانية العامة والحكم عليها وينسون السنوات الثمان الماضية... وقالت في بيان مشترك تلاه رئيس ديوان الوقف السني ( عبد الغفور السامرائي ) في مؤتمر صحافي إن الكثير من العراقيين يعتبرون تظاهرة يوم الجمعة 25 / 2 / 2011 فرصة حقيقية للمطالبة بتحسين واقعهم الخدمي والمعيشي وتحقيق بعض أهدافهم التي تعذر على الحكومة تحقيقها خلال الحقبة الماضية.

جاء في إفتتاحية "طريق الشعب" ليوم 27/2/2011 وتحت عنوان: أداء الجماهير يستحق الثناء، مايلي: "... وتميزت تظاهرات واعتصامات الجمعة في مدن العراق المختلفة، بمساهمة واسعة من جانب الشباب والفعاليات الاجتماعية والمهنية، الامر الذي شكل اضافة نوعية للعمل السياسي والاجتماعي والمطلبي في بلادنا. تضاف الى ذلك المساهمة الواضحة للمرأة العراقية.

وقالت ( طريق الشعب ) وبيّـنت الشعارات التي رفعها المشاركون في التظاهرات والمطالب التي قدموها، انها بعيدة كل البعد عما جرى تهويله والتخويف منه في عشية يوم التظاهرات، من انها يمكن ان تـُجيّر لصالح " البعث الصدامي " والإرهابيين من اتباع القاعدة وغيرها... بل ان ما حصل كان عكس ذلك تماما، حيث شهدت التظاهرات إدانة واسعة للارهاب والارهابيين... وبصوت عال أكد المتظاهرون أيضا ان لا عودة للبعث الصدامي، الذي لن ينسى الشعب ما ارتكب من جرائم وما جلب من مآس، ما زلنا نعاني من تركتها الثقيلة لحد اليوم".

وهنا رسالة تضامن مع شعبنا بمناسبة تظاهرات يوم 25 شباط 2011 نقتطف منها هذه الفقرة "...أحبائنا شباب العراق اليوم نرى أنفسنا فيكم وانتم تطلقون صرختكم المدوية ضد الفساد والطائفية...ضد من يريد أعادة التاريخ للوراء هذه الصرخة التي وجدت صداها عند كل فئات شعبنا التي عانت وتعاني من فقدان ابسط مقومات الحياة اليومية أنكم تقولونها بصراحة وبكل وضوح لا وألف لا لمزوري الشهادات وسارقي قوت الشعب... الأنصار ألشيوعيين العراقيين و أصدقائهم في بلغاريا ... ( موقع الناس ) ".

بينما نرى أن الموالين لسكرتير الحزب ( حميد مجيد موسى ) أي ( شيوعيي الأحتلال ) لم يشاركوا في التظاهرات لا من قريب ولا من بعيد، أي لا في داخل العراق ولا في خارجه كأن ليس لهم ( لاناقة ولاجمل )... وحسب ما سمعناه من بعض هؤلاء أنه لاتوجد ( أوامر! ) بالمشاركة !! ولكن قسماً منهم أيدوا المظاهرات بعد يوميين أي يوم 27 / 2 / 2011. مما جعل المشاركة مقتصرة وبشكل فردي على الذين يعانون الفقر والحرمان من الشيوعيين وأصدقائهم وخصوصاً من الذين لديهم موقف وطني!

 وهذه الحالة طرحت كثير من التساؤلات داخل ( اليسار العراقي ) و داخل ( التيار الديمقراطي ) اللذين يقودهما بعض أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي! إضافة إلى مايجري من لغط بين الشيوعيين أنفسهم... بحيث وصلت الأمور إلى إتهام سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ( حميد مجيد موسى ) باللامبالاه، كونه يستلم مبالغ مالية كبيرة ( شخصية ) جراء عضويته السابقة في " مجلس الحكم " ومن ثم " عضويته في البرلمان العراقي  " أي الدورة البرلمانية قبل الأخيرة، وليس هو وحده، بل يشاركه أعضاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية.

 هذا الأمر دفع الكثير من الرفاق إلى القول بأن " السكرتير" يكفيه مالديه من الرفاق (حراس ومرافقين ) ليستلم مخصصاته من البرلمان ويعتبر نفسه يمثل حزب شيوعي عراقي في الساحة السياسية!

مربط الفرس:...يتندر العراقيون على المسؤولين اليوم بقولهم: كل حكومات العالم لخدمة الشعب إلا حكومة ( نوري المالكي ) فهي تريد أن يقوم الشعب بخدمتها! ...ومن شعارات ( المظاهرات ) برلماني، برلماني غير قادر عل الأماني، كذاب، كذاب " نوري المالكي" كذاب، وهذا دليل واضح على الرفض الشعبي الواسع لكل حكومات الأحتلال وعملائه.

وأخيراً: ما نريد التأكيد عليه هو: أن كرسي السلطة مثل كرسي الحلاق ( قائم كاعد )! فلا تفرحوا به يا عملاء الأحتلال سواء كان منكم في حكومات الأحتلال أم في قمة أحزاب الأحتلال!

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا