<%@ Language=JavaScript %> أبو سارة  حكايات فلاحية: إحنا دافنينـه ســوا!
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org             مقالة للكاتب صالح حسين - أبو سارة           

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

حكايات فلاحية:

 

 إحنا دافنينـه ســوا!

 

 

أبو سارة

في خبر عاجل: بين النكته والواقع: قام مواطن من محافظة ( الناصرية – العراق ) بحرق نفسه احتجاجا على سوء الاوضاع في البلد فتجمع عليه عدد من المواطنين ( طلبا للدفء )... هذه الحالة رغم بشاعتها، إلا إنها ذات دلالة كبيرة في ( الوحدة والتضحية والتلاحم ) في المجتمع العربي بشكل عام والعراقي خصوصاً...وربما هو تجسيد لشعار: إذا أنت لم تحترق وأنا لم أحترق فمن يضيء لنا الطريق.

وبمناسبة انعقاد مؤتمر القمة العربية في ( بغداد المحتلة) في آذار 2011 ، ربما لا يعرف البعض المثل الشعبي المصري ( إحنا دافنينه سوا)، من يريد أن يعرف قصته التي تشابه تماماً قصة هؤلاء القادة المدعوين، حيث تقول الحكاية:  أن أخوين كان لديهما (حمار) يعتمدان عليه في تمشية أمورهما المعيشية ونقل البضائع من مزرعة إلى أخرى، وكلاهما أحب هذا ( الحمار ) كثيراً وأعتبراه صديقاً  لهما...يأكلان بقربه... وينام إلى جنبهما وأعطياه اسما للتحبب مثل ( ابو صابر) وفي أحد ألايام توجها الى المزرعة المجاورة، فسقط ( الحمار- أبو صابر ) هناك و ( نفق- مات ) ...وحزن الاخوان على حمارهما حزنا شديدا، أكثر من (حزن الشعوب العربية على رؤسائها ) ودفناه بشكل لائق... يختلف عن مراسم دفن سكرتير حزب ما، أو عن رئيس دولة مستبد...وجلسا يبكيان على  قبره بكاء حاراً، وكان كل من يمر بقربهما يلاحظ هذا المشهد، فيحزن على (الأخوين - المسكينين)  ويسألهما عن (المرحوم، ) فيجيبانه بأنه المرحوم ( أبو صابر) ويقولان إنه كان عنواناً للخير والمحبة، كما يفعل القادة والمسوؤلين، يقضي الحوائج ويرفع الاثقال ويوصل البعيد، فكان الناس يحسبون انهما يتكلمان عن ( شيخ جليل ) أو ( مسؤول رفيع ) فيشاركونهم البكاء والحزن، وشيئاً فشيئاً صار البعض يتبرع ببعض المال لهما، ومرت الايام فوضعا خيمة على القبر، وزادت التبرعات، فبنيا له  (حجرة - مقام ) بدل الخيمة والناس تزور القبر وتقرأ الفاتحة، على العبد الصالح والشيخ الجليل ( ابو صابر )وصار ( المكان - الموقع ) مزارا يقصده مختلف الناس من مختلف الاماكن، وصار لمزار(  ابو صابر)  كرامات ومعجزات يتحدث عنها الرؤساء والمسؤولون ، فهو يفك السحر ويزوج العانس ويغني الفقير ويشفي المريض، ويحل كل المشاكل التي لاحل لها، فيأتي الزوار ويقدمون النذور والتبرعات، طمعاً في أن يفك الولي الصالح عقدتهم، وتنتهي الحكاية بـ( غنى الاخوين وصارا يجمعان الاموال التي تبرع بها الناس السذج ويتقاسمانها بينهما )...وفي يوم ما اختلف الاخوان على تقسيم المال فغضب احدهما وارتجف وقال: والله سأطلب من الشيخ ( ابو صابر - الحمار) مشيرا الى قبره، ان ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع حقي!.

ضحك اخوه وقال: اي شيخ " صالح " يا أخي؟ أنسيت إنه ( الحمار – ابو صابر )؟ وأردف قائلاً: ( دا احنا دافنينه سوا) !! وقد أحسن من وصف شعراً البيان الخنامي الذي سيصدره مؤتمر القمة الذي لايختلف عن حكاية الأخوين وبما انتهيا إليه رغم ما يحمله من  دعاء هو :

اللهم ثبتنا على كراسينا !

وبارك لنا فيها !

واجعلها الوارث منا !

واجعل ثأرنا على شعبنا !

وانصرنا على من عارضنا !

ولا تجعل مصيبتنا في حُكمنا !

ولا تجعل راحة الشعب أكبر همنا !

ولا مبلغ عِلمنـــــــــــــــــــــــــــــا !

ولا  الإنقلاب العسكري مصيرنــــا !

واجعل القصر الرئاسي هو دارنا ومستقرنا !

***

اللهم إنا نسألك فترة ممتدة !

وهجمة مُرتـــــــــــــــــدة !

والصبر على المعارضـة !

والنصر على الشـــــتعب !

ونسألك الحُسن لكن لا نسألك الخاتمة  أبداً !

اللهم ارزقنا معونة لا نسرق بعدها أبدا !

اللهم لا تفتح أبواب خزائننا لغيرنـــــــا !

اللهم أعطنا كلمة السر لحسابات الحكام السابقين لنا في بنوك سويسرا !

***

اللهم أمركني ولا تأفغنـــي !

اللهم برطني ولا تصوملني !

اللهم فرنسني ولا تسودنــي !

اللهم ألمني ولا تؤلبنـــــــي !

اللهم أني أبرأ إليك من الاستعانة في حكم شعبي بأحد !

ولا حتى بصديق ، ولا برأي الجمهور !

         ***

اللهم أني أعوذ بك من كرسي يُخلع !

ومن شعب لا يُقمــــــــــــــــــــــــع !

ومن صحيفة لا تُمنـــــــــــــــــــــع !

ومن خطاب لا يُسمـــــــــــــــــــــع !

ومن مواطن لا يُخــــــــــــــــــــدع !

وأعوذ بك من أن أجلس على الكرسي ثم أقوم أو أ ُقام  عنه !

         ***

اللهم ثبتني على الكرسي تثبيـــا !

و شتت المعارضة تشتيتــــــــــا !

ولا تبق منهم شيطاناً ولا عفريتا !

 اللهم ...آميــــــــــــــــــــــــــــــن

 كم من تلك المزارات الوهمية موجود’!؟... وكم من تلك القيادات العربية الوهمية في عالمنا العربي!؟... وكم من تلك الوجوه والقيادات السياسية العربية اثبتت (عمالتها وخيانتها ) لشعوبها وأوطانها وهي لاتزال تبحث عن سلطتها في خلق الاوهام والخدع، وتخلد ذكرى ابطالها، بينما الواقع يثبت عدم وجودها على ارض الواقع !!!

ولكن يبقى السؤال مطروحاً: يا ترى من هو الأوفر حظاً من" القادة العرب " الذي سوف يحضر مؤتمر القمة هل هو: " زين العابدين  إبن علي أو حسني مبارك أو علي عبد الله صالح أو ..." في بغداد في آذار 2011. ربما يكتفي القادة العرب بحضور أمين عام جامعة الدول العربية ( عمرو موسى )!؟

وقبل هذا وذاك هل سمع القادة والمسؤولون العرب أهازيج وهتافات شعوبهم التي تطالب بالحرية والأمان والخبز...الخ،  مثل:

 ياجمال خبّر أبوك                 بالسعودية ينتظروك

    يا مبارك يا مبارك               السعودية بأنتظارك

مربط الفرس:  ربما نعتكف إلى وصية الإسكندر المقدوني حيث قال: "

- وصيتي الأولى: أن لايحمل نعشي عند الدفن إلا " أطبائي " ولا أحد غير أطبائي .

- والوصية الثانية: أن ينثر على طريقي من مكان موتي حتى المقبرة قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي.  

- والوصية الاخيرة: حين ترفعوني على النعش أخرجوا يدي من الكفن وابقوهما معلقتين للخارج وهما مفتوحتين. ..حين فرغ الملك من وصيته قام القائد بتقبيل يديه وضمهما إلى صدره ، ثم قال: ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال ، إنما هلا أخبرني سيدي في المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث ؟...أخذ الملك نفساً عميقاً وأجاب: أريد أن أعطي العالم درساً لم أفقهه إلا الآن. 

 أما بخصوص الوصية الأولى ، فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع اليهم إذا أصابنا أي مكروه ، وأن الصحة والعمر ثروة لايمنحهما أحد من البشر. وأما الوصية الثانية ، حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثوراً ، وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب . وأما الوصية الثالثة ، ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي وسنخرج منها فارغي الأيدي كذلك" فهل من حكمة لهؤلاء أكثر من هذه !!.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا