<%@ Language=JavaScript %> مطاع صفدي هل هي عودة الروح إلى الجدث العربي؟
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

هل هي عودة الروح إلى الجدث العربي؟ 

 

 مطاع صفدي *

2011-01-30

  ثورة مصر هي ثورة العرب جميعاً، فمنذ إنجاز إعتقالها أمريكياً إسرائيلياً، أصبح اعتقال بقية الشعوب العربية داخل أنظمتها الحديدية تحصيل حاصل، إلى حين يحطّم نيلُ مصر سدود الوحول حول شواطئه؛ عندئذٍ قد تفيض صحارى العرب جميعاً بأنهارها المدفونة تحت رمالها وطحالبها وعوسجها.

خلال غياب مصر الثورة تحت الردة الفرعونية، تحولت كل (ثورات) العرب الأخرى إلى أضدادها.

ابتُليت أعظمها، ثورة فلسطين، بأخطر أمراضها.... بأسْرلة بعض قادتها، وجعلهم حفْنة من القَتَلة المحترفين لأبنائها، والبائعين لبقية وطنها.
لقد وُلدت إسرائيل ولادَتها الثانية الفعلية منذ أن أنجزت أمريكا اعتقالُ مصر الناصرية في قمقم كمب ديفيد.

أنتجت معاهدة الاستسلام (كمب ديفيد) هذه، نظامَ حُكْمها الخاص بها بدلاً عن دولة مصر، صارت لهذا النظام مهمة الحارس لأمن إسرائيل الضامن لديمومتها، والمعطِّل لكل مشروعِ مقاومةٍ مصرية داخلية أو عربية، يمكن أن تستنجد بها بقيةُ الثورة الفلسطينية في الآتي من أيام تصفيتها المعدَّة لها والمرسومة بعناية (المعلّم) كيسنجر، الحالم بتهويد قارة العرب والإسلام، سياسياً إقتصادياً، من أجل ضمان الإبقاء على فلسطين يهوديةً إلى الأبد.

وكاد الحلم الشيطاني هذا أن يتحقق لولا عودة الروح إلى الجَدَث العربي.. ربما.
ماذا يفكر الغرب؟

إن كان يقف عاجزاً أمام المد الثوري الجديد المتنقل من عاصمة عربية إلى أخرى، فإنه يخشى كذلك أن يظل عاجزاً عن إحباط مستقبلات هذا المد، كأنه استنفد كل أساليب التلغيم والإحباط، واغتيال الثورات والانتفاضات بأخطائها عينها، لكنه لن يكف عن عاداته القديمة تلك، أملاً منه، في أن تحركات المجتمعات المتخلفة قد يكرر جديدُها السقوطَ في ذات الحفر والمطبات التي تساقط فيها قديمها.

ومع ذلك يبقى الرهان في هذا الحراك العربي الراهن أن جديده قد يأتي مختلفاً مع هذه الدورة من التغيير البنيوي والتاريخي غير المسبوق في سيرورة النهضة المعاصرة.

ههنا يدخل أصحاب المصلحة الفورية في تفعيل هذا الحراك، وليس وكلاؤهم أو الناطقون عنهم بأسماء الأسباب والأهداف.
هل أصبحت الجماهير المحرومة من أبسط حقوقها الإنسانية، والمطعونة في كرامتها الوطنية، هي القائدة وهي القاعدة.

قلّما أنتج الهرم الاجتماعي العربي قمته من أصول قاعدته وحدها.

تونس والقاهرة، وسواها من حواضر الصحارى العربية، هل تعود ملكيتها أخيراً إلى أهلها.

هذه العودة هي الخط الفاصل بين اليوم والأمس، بين تركات الماضي ودروسه الفاشلة من ناحية، ومعطيات الحاضر غير المقروءة بعد، هذا وإن كان تسجيل حروفها ونصوصها الملتهبة راح يتدفق من لحظة إلى أخرى، فالأمل ان تبقى الجمرات ناطقة بنورها.. ألاّ تختنق بدخانها سريعاً، كما يتمنّى أعداؤها.
الشباب العربي يحرر أمتُه من معتقلاتها القطرية، فارضاً وحدة الثورة والنهضة معاً

..

 


*
مفكر عربي مقيم في باريس

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا