<%@ Language=JavaScript %> حيدر عوض الله ((عودة الروح))
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

(عودة الروح)

 

 

حيدر عوض الله

 

بما يشبه الحلم، سقطت وبدأت تتداعى بنظرية الدومينو اسوار النظم التي حاولت تدليس مفهوم الدولة الحديثة، والشرعية الانتخابية . كل ما بدى صلباً ومتماسكاً يتداعى اليوم، امام مطارق الشباب التي فرض عليها ان تحيا حياة مزدوجة ما بين عالم الحداثة والتنوع المتخيل عبر الانفتاح غير المسبوق على وسائل الاتصال والمعرفة، وما بين حياتها الواقعية التي تعيد انتاج نفسها كمتلازمة قدرية لا انفكاك منها، متلازمة التخلف والانغلاق والأبوبة المزمنة التي تتمظهر في كل البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في العالم العربي والمسمى "بالثالث" . ان صعود ما يسمى بالانظمة الثورية الى سدة الحكم، او ابقاء ما يسمى بالقوى اليمينية في السلطة، نتيجة واحدة وحتمية، التشارك في التسلط والاستبداد، واستحضار ارواح الدولة الحديثة من انتخابات وبرلمانات ومؤسسات دستورية، وقضائية لتشكيل القناع السميك الذي يتلطى خلفها،  كل هذا الارث المتواصل من التخلف والاستبداد المزمن .

ان التكثيف المباشر لاستبداد الدولة، مستمد بالاساس من الجذور الاجتماعية والاقتصادية للاستبداد الذي تحياه مجتماعتنا العربية . ان الدولة المستبدة هي في نهاية المطاف التتويج المنطقي لاستبداد البنى الاجتماعية . لم يكن بالامكان الهجوم المباشر على الدولة ورموزها الشكلية لو ان المجتمع المدني والسياسي قادر على احتضان طاقة الشباب وتوقها للتغير، لا بل لم يكن ممكنا ان يستمر استبداد الدولة لو ان المجتمع السياسي والمدني لم يكن صورة مصغرة،  او كل كاريكتورية عن الدولة المستبدة . ان الدولة هنا هي حصيلة بناها التحتية .

ان نظرة عابرة على حياة المجتمعات العربية الاجتماعية والسياسية،  تؤثر الى حقيقة سكون التسلط والفساد في كل مؤسساتها، بدءاً بمؤسسات المجتمع المدني وغيرها مرورا بالاحزاب السياسية، الا تتقمص هذه المؤسسات شكل وحياة النظم الساسية؟ . اذا لم يكن بامكان الشباب التعويل على هذه الاطر التي تشكل نماذج مصغرة النظم من السياسية التي تكافحها .

نحن امام حالة نهوض غير مسبوقة، حالة تنتمي الى المستقبل .لا مكان فيها لاولئك الذين يقيسون الحكمة بعدد الشعر الابيض في رؤوسهم .

نعم ان انتفاضة الشباب هي في جوهرها انتفاضة على هذه البنى الميتة، والتي تمثل الدولة ورموزها وجهها القبيح .  وحتى لا تسرق هذه الاتنفاضات الشبابية والشعبية التي ستكرر حتما هنا وهناك، في كل معقل من معاقل الاموات، تحت مخاطر التلويح بالفوضى، وتسيد حثالة المجتمع من الافاقين والحواة، لا بد من مرحلة انتقالية غير قابلة للانتكاسة ترسم ملامح المستقبل، وتضع الاساس المتين للدولة الحديثة وتداول السلطة عبر الشرعيات الانتخابية، وليس عبر اي شرعيات اخرى مهما كان بريقها او ضوضاؤها. ان المجتمعات العربية، تدخل نادي  الدولة الحديثة عبر تضحيات شبابها والمهم ان تتواصل هذه الانتفاضات بالاشكال المناسبة لكل مجتمع ودولة لتقطع شريان الحياة الفاسد الذي تتغدى منه الدولة الاستبدادية وهو شريان موجود في المجتمع السياسي والمدني بصورة خاصة.

 

31/1/2011

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا