<%@ Language=JavaScript %> اللقاء الـ 12 للأحزاب الشيوعية والعمالية يحدد دور الشيوعيين في تقوية الجبهة المناهضة للامبريالية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                           

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 

اللقاء الـ 12 للأحزاب الشيوعية والعمالية

يحدد دور الشيوعيين في تقوية الجبهة المناهضة للامبريالية

 

 

برنامج طبقي واضح يهدف الى وصول الطبقة العاملة وحلفائها الى السلطة السياسية

 

 شكل اللقاء الثاني عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية الذي عقد، مابين 3 و5 كانون الأول/ ديسمبر 2010، في جنوب أفريقيا منعطفا مهما في حياة الحركة السياسية المواجهة للامبريالية. فهذا اللقاء تم اثر تحركات عمالية وجماهيرية واسعة استطاعت أن تفرض، في أوروبا على وجه الخصوص، واقعا جديدا في مواجهة محاولات الرأسمالية العالمية تحميل أوزار أزمتها للفئات الكادحة. ويمكن القول إن المظاهرات التي انطلقت في شوارع المدن الأوروبية الكبرى لمواجهة قرصنة البرجوازية، إضافة لكل الحركات الاجتماعية التي عمت الدول النامية والفقيرة ولكل حركات المقاومة للعولمة النيوليبرالية، قد أسست لمرحلة نوعية جديدة، إن بالنسبة للبرنامج الذي تبنته الأحزاب الشيوعية والعمالية أم بالنسبة لأساليب النضال وأشكاله التي أقرتها... دون أن ننسى أن هذه الأحزاب مجتمعة قد نجحت، خلال العام المنصرم، في تجربة العمل المشترك حول مسائل أساسية أعطت قيادتها ومناضليها دفعا وثقة بإمكانية تحقيق مكاسب مهمة؛ من بين هذه المسائل، نتوقف عند عناوين ثلاثة:

أولها القضية الفلسطينية، التي كرس لها لقاء استثنائي أكد على دعم الشعب الفلسطيني باتجاه إعلان دولته الوطنية وعاصمتها القدس وعلى التحرك ضد المشاريع الأميركية-الإسرائيلية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، مع دعم النضال الفلسطيني لرفع الحصار عن قطاع غزة وتحرير كافة المعتقلين والمعتقلات في سجون إسرائيل والوقوف بوجه مشاريع الصفاء العنصري.

ثانيها مواجهة موجة العداء للشيوعية التي استفحلت في أوروبا على وجه التحديد والتي تمظهرت في قمع بعض الأحزاب الشيوعية ومنع بعضها الآخر من ممارسة نشاطه السياسي، إضافة إلى بعض النشاطات القليلة، إنما ذات الدلالة، في مجال الصراع الإيديولوجي مع منظري البرجوازية ومفكريها الاقتصاديين.

ثالثها مواجهة الذراع العسكرية للامبريالية المتمثل في حلف شمال الأطلسي، عبر التحضير لأوسع تحرك ضد قمة لشبونة وما يمكن أن ينجم عنها من توجهات عدوانية، عدا عن استمرار التنسيق في مجالات كتلك المتعلقة برفع الحصار الامبريالي عن كوبا وبمواجهة الانقلابات ومشاريع الانقلابات في أكثر من بلد في أميركا اللاتينية، عدا عن مواقف جديدة حول دعم المقاومة الوطنية اللبنانية في وجه الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية والدور الملتبس لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان.

لقد شكلت هذه العناوين وتلك التحركات المنطلق الراسخ للتغير الذي طرأ على المواقف العامة والتفصيلية للأحزاب الشيوعية في لقائها في تيسواني - جنوب أفريقيا.

 فالبرنامج الذي أُقر في نهاية اللقاء يمكن اعتباره قفزة نوعية ومنطلقاً نضالياً جديداً يؤسس، في حال بلورة البرامج العملية والتنفيذية لمحتوياته، لإطلاق المواجهة وتصعيدها، بالاستناد إلى ما يزخر به تاريخ الحركة الشيوعية والعمالية من تجارب نضالية إضافة إلى تجربة كل الحركات، السياسية والاجتماعية والمسلحة، التي عمت العالم في السنوات العشرين الماضية التي تلت سقوط التجربة الاشتراكية المحققة والتي كان من آثارها إسقاط أوهام نهاية التاريخ ومنع الامبريالية الأميركية من تحقيق حلمها في إقامة النظام العالمي الجديد ورديفه النظام الشرق أوسطي الجديد.

ويمكن تلخيص البنود الأساسية للبرنامج الذي تضمنه "إعلان تيسواني" بالتالي:

أولا، التأكيد على برنامج التغيير من أجل بناء الاشتراكية، ودعوة القوى الاجتماعية ذات المصلحة في التغيير، وفي مقدمتها الطبقة العاملة، إلى الانتقال من الدفاع عن مكتسباتها إلى الانطلاق في عملية التغيير.

ثانيا، بناء التحالفات في كل بلد وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي من منطلقي المواجهة مع الامبريالية والتغيير باتجاه الانتقال من المجتمع الرأسمالي نحو المجتمع الاشتراكي، مع التأكيد على ضرورات الجمع بين النضال الاجتماعي والنضال من أجل التحرر الوطني، إذ بدون توافر هذين الشرطين لا سبيل لإنجاح التغيير.

ثالثا، التركيز في المرحلة المقبلة على دفع الصراع الأيديولوجي إلى الأمام ومواجهة الهجمة المعادية للاشتراكية والتي تحاول تشويه ما قدمته الحركة الاشتراكية للإنسانية.

رابعا، التشديد على أهمية المنظمات الجماهيرية ودورها في الصراع الدائر اليوم مع الامبريالية ومؤسساتها، وبالتحديد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

هذا، وكان النقاش صريحاً، في جو من التفاعل وتبادل التجارب. وفي هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى الاهتمام الذي أبداه ممثلو الأحزاب الشيوعية والعمالية تجاه اللقاء اليساري العربي الذي بادر الحزب الشيوعي اللبناني إلى الدعوة له بمناسبة العيد السادس والثمانين لتأسيسه.

كما تجدر الإشارة، أخيراً، إلى الاهتمام الاستثنائي بالوضع في الشرق الأوسط، وفي فلسطين ولبنان بالذات، حيث أقرّ اللقاء، إضافة إلى البيان الختامي، بياناً حول الشرق الأوسط تقدمت به مجموعة العمل؛ هذان البيانان شكلا الوثيقتين الرسميتين للقاء تيسواني وتنشر "النداء" نصيهما في ما يلي.

إعلان تيسواني

تجذر الأزمة البنيوية للرأسمالية

لا زالت الأزمة البنيوية للرأسمالية مسيطرة على الأوضاع السياسية الدولية.  هذه الحقيقة تؤكد التحاليل التي تم طرحها في اعلان ساو باولو في ٢٠٠۸ واعلان نيو ديلهي في ٢٠٠۹، خلال انعقاد مؤتمرينا العاشر والحادي عشر.  ذلك أن الأزمة العالمية للرأسمالية تظهر من جديد صعوبة التوصل الى حلول لها وتبين الحاجة الى التغيير الثوري.  كما تظهر تفاقم التناقض الرئيسي للرأسمالية: بين الطابع الاجتماعي للانتاج وعملية الاستيلاء على الانتاج من قبل القوى الرأسمالية. 

علينا ان ندرك الطبيعة البنيوية لهذه الأزمة. فبالرغم من الأوهام التي زرعتها الرأسمالية قبل العام ٢٠٠۸، لم تستطع من الافلات من نزعتها نحو دورات من الازدهار والكساد.

بالتأكيد ان الازمة الراهنة هي عبارة عن تجلٍ حاد للانكماش الحاصل بسبب فائض الانتاج الرأسمالي. والآن كما في السابق، لا يوجد حل لهذه الازمات الرأسمالية، بل اننا سنشهد أزمات جديدة تؤدي الى تدمير هائل وغير مبرر من الناحية الاجتماعية للممتلكات والقوى المنتجة؛ ومن ضمن هذا التدمير الطرد التعسفي للعمال والموظفين والاغلاق القسري للمصانع والتعدي الصارخ على الاجور والتقديمات الاجتماعية، أي التعدي على مصدر رزق الشعوب مما يؤدي الى تآكل مصادر الرزق هذه.

  لهذه الأسباب مجتمعة أكدنا خلال الاجتماعين السابقين ان الازمة الراهنة لا يمكن ان تعزى الى مجرد عيوب ومصادر خلل ذاتية (على سبيل المثال لا الحصر جشع المصارف او المضاربين في الأسواق المالية).  بل على العكس علينا ان ندرك جميعاً ان هذه الازمة هي جزء لا يتجزأ من خصائص النظام الرأسمالي نفسه.

ان الأزمة المستمرة تتفاقم بسبب تغيرات في موازين القوى الدولية، وبالتحديد:

 ١- التراجع النسبي في هيمنة الولايات المتحدة الاقتصادية؛

٢- جمود العملية الانتاجية في معظم البلدان الرأسمالية المتقدمة؛

 ٣- بروز قوى اقتصادية جديدة على الصعيد الدولي – وبشكل اساسي الصين.

 لقد أدت الأزمة الراهنة الى تعميق التنافس بين المراكز الرأسمالية، وكذلك بين المراكز في البلدان الرأسمالية المتقدمة وتلك الناشئة حديثاً.  هذا التنافس يشمل:

 ١- حرب العملات التي تقودها الولايات المتحدة؛

٢- تمركز السلطة الاقتصادية والسياسية داخل الاتحاد الاوروبي مما يسهل قيادتها من قبل الدول الرأسمالية الاساسية ومما يثبت طبيعتها الامبريالية؛

 ٣- تفاقم جليّ في الصراع بين القوى الامبريالية نفسها على الاسواق وعلى مصادر الموارد الأولية؛

 ٤- توسع النزعة العسكرية ومنها:

·         اشتداد التحالفات ذات النزعة العدوانية (على سبيل المثال قمة حلف الناتو في لشبونة ومفهومها الاستراتيجي "الحديث" والخطير)؛

·         غزارة نقاط التوتر والحروب الاقليمية في الشرق الأوسط، وآسيا وافريقيا؛

·         تكثيف النزعة النيو- امبريالية في ازكاء الصراعات العرقية؛

·         المنحى المتزايد لعسكرة افريقيا بواسطة وسائل متعددة ومنها افريكوملقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا).

في الوقت نفسه اصبح من الواضح ان مسار الرأسمالية باتجاه تعظيم الربح، وتدمير الموارد الطبيعية والبيئة بشكل عام، يشكل خطراً مميتاً على استدامة الحضارة البشرية نفسها.  ان الدوائر السياسية المسيطرة في البلدان الرأسمالية المتقدمة لا تقدم سوى أنصاف الحلول المتعلقة بهذا الموضوع. وبالتأكيد فان الحلول المقترحة، ومنها التكنولوجيا الخضراء وتجارة (تداول) الكربون، لا تمثل في افضل الحالات سوى محاولة لاحداث بعض التعديلات في السياسات، اذ أنها تهدف بشكل أساسي الى تكثيف الارباح الرأسمالية بالتزامن مع تكثيف عملية تحويل البيئة الى مجرد سلعة، والقاء أعباء أزمة تغير المناخ على كاهل بلدان العالم الثالث الأقل تطوراً.

 ان أزمة النظام الرأسمالي التي تواجهها البشرية حالياً مرتبطة بشكل مباشر بقصور الرأسمالية عن اعادة تجديد نفسها بأية وسيلة سوى عبر السعي الشره الى مضاعفة النمو.  وهذه الازمة يمكن تجاوزها فقط بواسطة الغاء الرأسمالية.

في مواجهة هذه الحقائق، تحارب الرأسمالية على جميع الصعد والجبهات من أجل حماية الأرباح ومن أجل القاء أعباء الأزمة على كاهل الطبقة العاملة عبر تكثيف عملية الاستغلال للنساء والأطفال والفقراء في الريف والمدينة؛ بالاضافة الى استغلال شريحة واسعة من الفئات الوسطى. اذاً يتم تكثيف عملية الاستغلال، من ناحية، عبر انقاذ المصارف الخاصة والمؤسسات المالية، الأمر الذي يعني تعريض فئات واسعة من الاجيال القادمة الى عبء مرتفع وغير مستدام للدين العام؛ ومن ناحية أخرى، وبشكل متوازٍ، عبر تكثيف المحاولات السافرة التي تهدف الى نهب الفقراء والفئات الوسطى من خلال السعي الى الغاء التقديمات  الاجتماعية. 

وتنظم البرجوازية في العالم اجمع عملية الغاء حقوق العمال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وعلى رأسها التقديمات الاجتماعية التي كانت ثمرة نضال عقودٍ من الزمن. وبالتزامن مع محاولات الالغاء هذه تتم عملية تغيير الانظمة السياسية لتصبح اكثر رجعية، خاصة لناحية حصر الحريات السياسية والمدنية، وبالتحديد الحريات النقابية.  ان عملية تقليص النفقات، ومنها تقليص نفقات القطاع العام، تترك اثراً مدمراً على ارزاق العمال، وخاصةً العاملات.  ونشهد ايضاً محاولات تهدف الى جعل مآسي الفئات الشعبية والمتوسطة، وشعورها بعدم الأمان، تأخذ منحى رجعياً غوغائياً، يعتمد على خطاب عنصري يحرض على "الغرباء" ويشرع لبروز قوى فاشية جديدة. هذه الاتجاهات نحو أنظمة أقل ديمقراطية واكثر عنصرية، أنظمة استبدادية ورجعية، تتزامن مع تزايد الاعتداءات والحملات على القوى الشيوعية في العديد من بلدان العالم.  فالعالم يشهد حالياً في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية محاولات لفرض أنماط واليات جديدة من القمع الطبقي وقمع الشعوب بواسطة أدوات اقتصادية ومالية وعسكرية، بالاعتماد أكثر فأكثر على الانتشار الواسع لـ"المنظمات غير الحكومية" المؤيدة للامبريالية.

لكن بالنسبة الى عامة الشعب، وخاصة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، من المهم جداً ادراك أن ظروف الحياة (حتى قبل الازمة الرأسمالية العالمية الراهنة) كانت عبارة عن ازمة دائمة ومستمرة، ونضال يومي من أجل تأمين الحد الادنى للبقاء. فحتى قبل الأزمة الراهنة، كان أكثر من مليار شخص يعيشون في احياء فقيرة قذرة في مدن الصفيح، وكان اكثر من نصف سكان العالم يعيشون بأقل من دولارين في اليوم. لكن اليوم، في ظل الازمة، هذه الاوضاع المأساوية قد تفاقمت.

معظم هؤلاء الفقراء، في المدن والأرياف، جنباً الى جنب مع اقاربهم الذين يعملون كعمال مهاجرين، معرضون لأقسى أنواع الاستغلال. معظم هؤلاء هم ضحايا العملية، المتسارعة حالياً، للتطور الزراعي في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.  فالرأسمالية العالمية، بقيادة الشركات الكبرى في قطاع الصناعة الزراعية، قد اعلنت الحرب على ما يقارب نصف البشرية – اي ثلاثة مليارات من البشر المتبقين في أرياف أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية.

في الوقت عينه، يتم تطوير حواجز غير انسانية لمنع حركة المهاجرين واللاجئين؛ ويتزايد عدد سكان مدن الصفيح في المناطق المدنية وشبه المدنية، حيث يتزايد عدد المهاجرين البائسين المنخرطين في ابشع انواع العمل من أجل تأمين حد ادنى للبقاء.  بالتأكيد ان تطور قطاع الصناعات الزراعية المتسارع في البلدان ذات التطور الرأسمالي المنخفض يؤدي الى احتمال حصول كوارث ذات انعكاسات على مستوى الابادة الجماعية.

أهمية نضال الطبقة العاملة والقوى الشعبية المقاومة لنهج الرأسمالية

تواجه الطبقة العاملة والحركات الشعبية في أرجاء العالم المحاولات السافرة للامبريالية بالقاء تبعات الازمة على كاهل الفقراء والعمال. لذا، تضاعفت الجهود والنضالات خلال السنة الماضية، وفي أوروبا خاصة، ضد محاولات سلب المواطنين  مكتسباتهم المختلفة، ومن ضمنها حقوق العمل والتقديمات الاجتماعية والاجور.

أما في الشرق الاوسط، وآسيا و أميركا اللاتينية فالعدوانية الرأسمالية الامبريالية ما برحت تواجه مقاومة شعبية حازمة.

ففي أفريقيا وأميركا اللاتينية، صعدت القوى المناهضة للامبريالية، من نقابات عمالية وقوى اجتماعية مختلفة، من نضالاتها للدفاع عن حقوق الشعوب في وجه عملية السلب المنظمة التي تشرف عليها الشركات الكبرى.  وقد ادت هذه النضالات ، في بعض الاحيان، الى بروز حكومات شعبية تقدمية أعلنت تبني برامج لدعم وتعزيز السيادة الوطنية، ومن أجل الحقوق الاجتماعية والتنمية وحماية الموارد الطبيعية وتنوع الثروة الحيوانية، مما شكل عامل قوة ودفع اضافي للنضال بوجه الامبريالية. 

في ظل هذه الحقائق الراهنة ضمن المرحلة التاريخية الحالية من تطور الرأسمالية، لا بد للأحزاب الشيوعية والعمالية أن تشارك في دعم وتحويل هذه الحركات الشعبية الى مواجهات نضالية للحصول على حقوق اوسع للعمال والشعوب ولالغاء الرأسمالية.

وفي النضال الاستراتيجي هذا، يركز الشيوعيون على أولوية تنظيم الطبقة العاملة، وعلى الدور المهم لتطوير نضالها ضمن برنامج طبقي واضح ووجهة طبقية لا لبس فيها. وتكمن أهمية هذه الادوار ضمن عملية نضال اشمل تهدف الى وصول الطبقة العاملة وحلفائها الى السلطة السياسية.

لذا نشدد، ضمن هيكلية النضال هذه،على جوهرية الأمور التالية:

·         دعم وتطوير السيادة الوطنية الشعبية؛

·         دعم وتعميق التحالفات الاجتماعية؛

·         دعم وتقوية جبهة السلام المعادية للامبريالية، من أجل الحق في ديمومة العمل، ومن أجل حقوق للعمال في التقديمات الاجتماعية الأساسية مثل الطبابة والتعليم المجانيين.

الدفاع عن السيادة الشعبية وتطويرها

في وجه العدوانية المتزايدة للرأسمال العابر للقارات، أصبح النضال في مواجهة الاحتلال الامبريالي للبلدان والنضال ضد الهيمنة والتبعية السياسية و من أجل الدفاع عن السيادة الشعبية اكثر وضوحاً.  ضمن هذه النضالات، تتأكد المهمة الرئيسية الملقاة على عاتق الشيوعيين في دمج هذه النضالات الوطنية مع النضال من أجل التحرر الطبقي والاجتماعي.

ان الشيوعيين، وهم يقاومون الامبريالية، يناضلون من أجل ارساء علاقات بين الدول تقوم على المساواة بين الدول والشعوب على قاعدة الفائدة المشتركة للشعوب.

ان الدفاع عن السيادة الشعبية يرتدي أهمية خاصة في افريقيا وعند شعوب اخرى تعرضت لعقود وحتى لقرون من القمع الاستعماري وشبه الاستعماري. وتشكل سنة 2010 الذكرى الـ 50 لبدء تحرر افريقيا من رجس الاستعمار. لكن أينما نظرنا، وحتى في الشتات الافريقي، نستطيع ان نرى ان الميراث القاتم والكالح لتجارة العبيد، ولعملية السلب والنهب الاستعمارية ما زال موجوداً ومستمراً.  وبالرغم من مرور  50 عاماً من "التحرر" رسميا، يتم تكثيف التدخلات الامبريالية في شتى المجالات، حيث نشهد تكثيف الاحتكارات بمساعدة رأس المال المحلي. ان النضال بوجه هذه النزعات يتطلب تنشيط وتفعيل جهود نصرة القوى الشعبية ووحدتها كما يتطلب توسيع رقعة الحقوق الديمقراطية الشعبية.

تعميق التحالفات الاجتماعية: الأزمة الراهنة للرأسمالية وهجمتها غير الانسانية تساهم في بروز الظروف المناسبة من أجل قيام تحالف واسع ، بوجه الاحتكارات وبوجه التحالفات الامبريالية؛ وقادر على اكتساب السلطة وتعزيز حصول تغييرات تقدمية، راديكالية وثورية.

وحدة الطبقة العاملة: تشكل أحد العوامل الرئيسية من أجل بناء تحالفات اجتماعية فعالة مع الفلاحين، مع التكتلات الجماهيرية الفقيرة في المدن والارياف، مع الفئات الوسطى ومع المثقفين.  وهنا يجب ايلاء أهمية خاصة بموضوع طموحات وتطلعات الشباب والتحديات التي تواجههم.

مسألة الارض: والاصلاح الزراعي والتنمية الريفية تبقى من اهم المسائل التي يجب معالجتها من أجل تطوير العمل النضالي  الشعبي في البلدان الاقل تطوراً.  هذه الامور مترابطة بشكل مباشر بالسيادة والأمن الغذائي، باستدامة موارد الرزق، بالدفاع عن التنوع الحيواني، بحماية الموارد الطبيعية والنضال ضد احتكارات الصناعات الغذائية ووكلائهم المحليين.

يبرز ضمن هذه النضالات الدور الشرعي والمهم للسكان الأصليين في تطوير تطلعاتهم التقدمية وفي الدفاع عن ثقافتهم، لغاتهم وبيئتهم.

دور الشيوعيين في دعم ورص صفوف الجبهة المناهضة للرأسمالية

 من أجل السلام والتقدم والاشتراكية

ان الازمة الامبريالية ومحاولاتها للهجوم المضاد تؤدي الى توسيع وتنوع القوى التي تأخذ ، بشكل موضوعي، موقفاً وطنياً ومعادياً للامبريالية.  في كل مكان، في بلداننا المختلفة، على الشيوعيين ان يلعبوا دورا مهما في توسيع ودعم الجبهة السياسية والاجتماعية المناهضة للامبريالية، وفي دعم النضال من أجل السلام، والاستدامة البيئية والتقدم. كما لا بد وأن يدمجوا هذه النضالات ضمن الصراع من أجل الاشتراكية. ان الدور المستقل للشيوعيين، كما ضرورة تقوية الأحزاب الشيوعية والعمالية، يكتسبان أهمية خاصة من أجل التأكد من ايجاد رؤى متماسكة وموحدة ضد الامبريالية من قبل الأحزاب والجبهات الأوسع.

وينبغي ايلاء اهتمام خاص لتوضيح الترابط بين نضالات المقاومة المختلفة، وبين ضرورة تنظيم هجوم ايديولوجي الهدف منه اظهار الاشتراكية كبديل ومن أجل الدفاع عن الاشتراكية العلمية وتطويرها.

 ان انخراط الحركة الشيوعية في الصراع الايديولوجي ضروري من أجل مواجهة الموجات الحالية المعادية للشيوعية، ومن أجل مواجهة الايديولوجية البرجوازية وغير العلمية، وكذلك النزعات الانتهازية الحالية التي ترفض مفهوم الصراع الطبقي وتغيبه.  كما ان الانخراط في هذا الصراع الايديولوجي ضروري من أجل القيام بعملية هجوم مضاد  ضد القوى الاشتراكية- الديمقراطية التي تدافع عن سياسات مؤيدة للامبريالية وتطبقها عبر دعم استراتيجيات رأس المال.  فللشيوعيين دور جوهري في تصميم وتطوير الروابط الدقيقة، في النظرية وبشكل خاص في الممارسة، بين الساحات المختلفة للنضالات الشعبية من أجل تعزيز التضامن الطبقي الأممي.

نحن نعيش في مرحلة تاريخية مهمة، حيث الانتقال من المجتمع الرأسمالي الى المجتمع الاشتراكي قد أضحى ضرورة حضارية. هذه الازمة الشاملة للرأسمالية أكدت طبيعة المهمات المترابطة في النضال من أجل التحرر الوطني والنضال من أجل الانعتاق الاجتماعي والوطني والطبقي.

ففي وجه الأزمة الرأسمالية المتجذرة، تظهر تجارب بناء الاشتراكية بوضوح ظروف تفوق الاشتراكية.

ان توثيق عرى التعاون بين الأحزاب الشيوعية والعمالية وتقوية الجبهة المناهضة للامبريالية يجب ان يتقدما جنباً الى جنب .  وفي ظل الظروف الحالية التي تتميز بالهجمة الشرسة والانقضاض على القوى العمالية والجماهيرية، إلا أنها أيضا ظروف تسمح بتطوير امكانات متعددة لتفعيل نضالاتنا، نعبر كأحزاب شيوعية وعمالية عن تضامننا العميق مع العمال والشعوب في النضال الذي تخوضه ضد الامبريالية، ونعيد التأكيد على عزمنا للعمل والنضال جنباً الى جنب مع جماهير العمال والشباب والنساء وجميع القطاعات الجماهيرية الشعبية الذين ما برحوا يقعون ضحايا الاستغلال والقمع الرأسماليين.

ومن هذا المنبر، نعيد التأكيد على دعوة أوسع القوى الجماهيرية للانضمام الينا في نضال مشترك من أجل الاشتراكية التي تبقى البديل الوحيد لمستقبل الانسانية.

ولذلك نود التشديد على المحاور التالية من أجل تطوير نشاطاتنا ونضالاتنا، خلال العام المقبل، حول رؤآنا المشتركة، وهي:

1- مع تعمق أزمة الرأسمالية، سنركز على تطوير العمل النقابي ونضالات العمال والفئات الشعبية من أجل استعادة حق العمل والحقوق الاجتماعية الأساسية. وفي هذا المجال، سنولي اهمية خاصة للمشاكل والتحديات التي تواجه النساء العاملات والشباب العمال الذين يشكلون غالباً الضحايا الأول للأزمة الرأسمالية.

2- في وجه العدوانية المتزايدة للامبريالية على كافة الصعد، وفي وجه التنافس المتصاعد بين القوى الامبريالية، سنعمل على تكثيف النضال المناهض للامبريالية من أجل السلام، وسنقف بوجه الحروب التي تنظمها  وسياسات الاحتلال التي تمارسها، وبالتحديد الاستراتيجية الجديدة لحلف "الناتو "؛ كما سنعمل من أجل انهاء وجود القواعد العسكرية والأسلحة النووية... وصولا الى التضامن الأممي الفعال مع كل شعب أو حركة تواجه القمع والتهديد الامبرياليين.

3-سنحارب بحزم القوانين المعادية للشيوعية وكل الحملات والتدابير والملاحقات المتخذة من قبل القوى المعادية للشيوعية. هذا، اضافة الى استرجاع التاريخ المشرف للشيوعيين في كافة مجالات النضال واسهامهم في تقدم الحضارة الانسانية.

4-نؤكد على تضامننا مع القوى والشعوب المنخرطة في النضال  باتجاه بناء الاشتراكية؛ كما نؤكد على التضامن الواضح والمستمر مع الشعب الكوبي وثورته الاشتراكية في مواجهة الحصار الامبريالي الذي تفرضه عليه الولايات المتحدة، ونعلن دعمنا للحملة العالمية من أجل الافراج على الكوبيين الخمسة المعتقلين في سجون الولايات المتحدة.

5-سنسهم، كل حسب ظروفه وبالاستناد الى الوقائع الذاتية لكل حزب، في تدعيم المنظمات الجماهيرية الأممية المعادية للامبريالية، كشكل من أشكال النضال المشترك. وفي هذا الاطار، نحيي بشكل خاص المهرجان العالمي للشباب والطلاب الذي سينظم في جنوب أفريقيا ما بين ١٣ و٢١كانون الأول ٢٠١٠.

قرار حول الشرق الاوسط

دعم غير المشروط للشعب الفلسطيني ولمقاومة الشعب اللبناني والشعب العراقي

عبّر المجتمعون خلال اللقاء الثاني عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية عن قلقهم العميق إزاء التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط والتي تتسبب بها السياسات العدوانية الامبريالية والصهيونية. ونبه المجتمعون الى الأمور التالية بالتحديد:

1.     استمرار اسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، بارتكاب جرائم القتل وتدمير المنازل وأشنع الأساليب والممارسات العدوانية اليومية ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة؛ كل هذا من أجل إخضاع هذا الشعب وتمزيق وحدته وتقسيمه الى دويلات.

2.     سعي الولايات المتحدة واسرائيل الى تطوير بذور الفتنة الطائفية والمذهبية في لبنان عبر تسييس المحكمة الدولية (واساليب اخرى)، وذلك كمقدمة لحرب اهلية لبنانية جديدة الهدف الرئيسي منها ضرب المقاومة الوطنية والثأر لكل الهزائم التي منيت بها اسرائيل منذ العام 1982 وخاصة في العام 2006.

3.     التهديدات المستمرة لسوريا بسبب رفضها السياسات الاسرائيلية التوسعية والعدوانية.

4.     استمرار وجود قوى الاحتلال الاميركي والقوى الأجنبية الأخرى في العراق ، واستمرار الجرائم التي ترتكب من قبل هذه القوات المحتلة.

5.     التجليات الاخيرة التي تؤكد مرة اخرى السياسات العدوانية التي تهدف الى خلق "شرق اوسط جديد"، خاضع بشكل كامل للسيطرة الاميركية، وذلك عبر إضعاف قدرات السيادة الوطنية العراقية وزرع بذورالانقسامات الطائفية والمذهبية في العديد من الدول ومنها العراق ولبنان واليمن.

لذا، قرر المجتمعون التالي:

1. إعادة تأكيد دعمنا غير المشروط للشعب الفلسطيني، والدعوة لتحرير جميع الأسرى والمعتقلين السياسيين في السجون الاسرائيلية، ودعم تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين الى بلدهم الأم.

2. الإعراب عن دعمنا لمقاومة الشعب اللبناني بوجه المشاريع العدوانية الجديدة للولايات المتحدة واسرائيل التي تتربص بلبنان.

3. نطالب بانسحاب القوات الاسرائيلية من الأراضي العربية في مزارع شبعا ومن الجولان.

4. نؤكد على تضامننا مع الشعب العراقي وندعو الى انسحاب القوات الاميركية والاجنبية الأخرى من العراق.

5. ونؤكد كذلك أننا سنقوم بكل ما بوسعنا من أجل فضح ومقاومة الأجندة الامبريالية في المنطقة.

ملف النداء 25/12/2010

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany