<%@ Language=JavaScript %> سامي كليب لبنان في الاشتباك الأميركي ـ السوري مجدداً روبرت فورد في حماه رداً على ولادة حكومة ميقاتي
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

لبنان في الاشتباك الأميركي ـ السوري مجدداً

 

روبرت فورد في حماه رداً على ولادة حكومة ميقاتي

 

 

سامي كليب
 

لم تمض ساعات قليلة على حصول حكومة نجيب ميقاتي على ثقة البرلمان اللبناني، حتى ضجَّت سوريا بنبأ وصول السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد الى مدينة حماه، ثم تبين لاحقا أن السفير الفرنسي اريك شوفالييه ودبلوماسيا المانيا قد زارا أيضا المدينة السورية ذات الارث الدموي في العلاقة بين النظام والجناح المسلح لـ«الاخوان المسلمين» منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي.
الحدثان اللبناني والسوري ليسا منفصلين. دخل لبنان بقوة في الاشتباك الاميركي والغربي مع سوريا وايران و«حزب الله». مهما حاول نجيب ميقاتي النأي بحكومته عن الاتهام بأنها ليست حكومة «حزب الله»، فان الغرب لا يراها الا كذلك. ظهر الأمر جليا في جلسات منح الثقة في البرلمان، عندما قدّمت قوى 14 آذار قضية المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على كل ما عداها. بدا واضحا ان «حزب الله» وسلاحه هما القضية المركزية الواجب التركيز عليها، ولا بأس بان تستهدف الطلقات الاولى ميقاتي بهدف محاولة تشويه صورته وصورة حكومته.
تدرك واشنطن ومعها الاتحاد الاوروبي ووزارة الخارجية الفرنسية، اللذان أُعلن أمس عن قلقهما من «غياب التزام صريح» من حكومة ميقاتي حيال المحكمة الخاصة بلبنان، أن ضرب مصداقية هذه الحكومة وحجب المساعدات عنها ودعم خصومها في الداخل، ستؤدي كلها الى اضعاف الدور السوري. هذا هدف كبير الاهمية في الوقت الراهن. ليس غريبا إذاً ان يتقاطع هجوم قوى 14 آذار على الحكومة الميقاتية في البرلمان، مع الهجوم الدبلوماسي الذي شنه فورد وشوفالييه وغيرهما في مدينة حماه.
هذا وذاك يتقاطعان أيضا مع تصعيد الاعمال العسكرية في العراق، وارتفاع لهجة بعض حلفاء أميركا ضد ايران بتهمة «تهديد أمن العراق واقتصاده» على حد تعبير «القائمة العراقية» بزعامة اياد علاوي. يستعيد العراق حاليا جزءا أساسيا من قواعد الاشتباك الايراني ـ الاميركي. يذهب محمد رضا رحيمي نائب الرئيس الايراني على رأس وفد سياسي واقتصادي من 200 شخصية الى بغداد. تؤكد طهران دعمها رئيس الوزراء نوري المالكي. يجدد رجل الدين مقتدى الصدر تلويحه باستخدام القوة ضد القوات الاميركية لو تم التمديد لها. تشتد التظاهرات ضد المالكي لاسقاطه.
روبرت فورد ليس شخصا عاديا في كل هذه المعادلة. ثمة معلومات سورية كثيرة عن تنسيقه الدائم مع السفارة الاميركية في لبنان حيال الملفين السوري واللبناني. هو خبير في ملفات الشرق الاوسط والمنطقة. يتقن لغات عدة بينها العربية. منذ تخرجه من جامعة هوبكنز باجازة في الآداب عمل دبلوماسيا في تركيا ومصر والعراق، ثم أصبح سفيرا لبلاده في الجزائر قبل وصوله الى سوريا. ليس غريبا إذاً أن تتقاطع خيوط أميركية عدة في المنطقة عند السفير الاميركي في دمشق الذي تكثفت ضغوط الكونغرس الأميركي مؤخرا لسحبه من سوريا للضغط على النظام.
يوصف روبرت فورد بأنه حركة لا تهدأ. لم تنف واشنطن لقاءه عددا من المعارضين السوريين في الداخل. هو «باروميتر» التحرك الأميركي المقبل حيال سوريا. صحيح أن المطلوب أميركيا حتى الآن هو اضعاف النظام الى درجة يقبل فيها بشروط الصفقات المقبلة وليس إسقاطه، لكن الصحيح أيضا أن حركة الشارع في مدينة «حماه» في الاسبوع الماضي، شجعت جزءا من الادارة الاميركية على القول ان الشارع قد يُسقط النظام. تتحرك الإدارة الاميركية حاليا في الاتجاهين. تستكشف كل التفاصيل وتستعد لكل الاحتمالات كي لا تنزلق الى اخطاء مماثلة لتلك التي ارتكبتها في تونس ومصر.
الورقة اللبنانية مهمة في الوقت الراهن: مهمة لان الضغط عبر الخليج لا يزال خيارا ضعيفا. البحرين تستعيد أنفاسها بصعوبة. السعودية في وضع ضبابي على أبواب الخلافة. اليمن يترنح ويهدد بترنُّحه الجار السعودي. يذهب جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأدنى إلى صنعاء. يلتقي المعارضة بعد نجاة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من محاولة القتل. تفهم المعارضة اليمنية من فيلتمان وقبله من السفير الاميركي في صنعاء، ان المقبول هو تغيير الرئيس وليس النظام. قال الاميركيون بالفم الملآن، انهم يريدون الابقاء على الحرس الجمهوري ويرفضون المس به على أن يتولوا هم إعادة تأهيله. يريدون أيضا الحفاظ على مواقع ابناء الرئيس في السلطة، وعدم المساس بالاتفاقيات الامنية المتعلقة بمحاربة تنظيم «القاعدة» وغيرها.
فهم اليمنيون ان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لا يريد إسقاط النظام اليمني. تبنى الأميركيون بداية هذه المقولة رغم وجود جناح سعودي آخر كان يريد رحيله. لكن حين اشتدت وطأه الشارع، قبل الاميركيون بتنحي علي عبد الله صالح شرط بقاء النظام. السعودية قلقة. عدوى الشارع العربي على الأبواب. يقال ان الملك عبد الله يفضل أيضا بقاء الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة.
احترق علي عبد الله صالح بالمتفجرات. تبين أن هذا النوع من المواد الحارقة ليس موجودا أصلا في اليمن. سأل صالح بعد التفجير مباشرة «أين وكيل المسجد»، حيث كان وكبار المسؤولين في الدولة يؤدون الصلاة، فقيل له انه اختفى منذ أيام. سادت شكوك في أن تكون «القاعدة» خلف المتفجرات الـ 12 التي لم ينفجر منها سوى 6. قيل لاحقا ان اللواء علي محسن الأحمر الذي كان في طليعة المنشقين عن صالح قد يكون خلف التفجير.
كلها روايات لم تتأكد بعد، لكن الأكيد أن الأميركيين الذين فقدوا حليفهم المصري الاهم في المنطقة حسني مبارك، يحملون علامات استفهام كثيرة حول استقرار الخليج. تسري شائعات عن استعداد للتفاهم مع ايران. تعزز ذلك القمة الإيرانية ـ الأفغانية ـ الباكستانية ضد الارهاب التي عقدت في طهران. تعززها أيضا تسريبات اخرى عن استعداد ايراني لتقوية التحالف مع العراق تحسبا لما قد يحصل في سوريا. وفي كل الأحوال، لا بد من تفاهم إيراني ـ أميركي لتمرير بقاء القوات الاميركية في العراق وتأمين انسحابها من أفغانستان، تماما كما حصل حين ساهمت سوريا في المساعدة في تهدئة اوضاع البحرين ودخول قوات «درع الجزيرة» إلى المنامة.
في ظل هذا المشهد الضبابي بامتياز، تتشكل حكومة نجيب ميقاتي وهي تضم معظم خصوم المشروع الاميركي في لبنان. فهل يفكر عاقل باحتمال تركها تنجح، وترك سوريا تستعيد أنفاسها؟ العلاقة بين ما حصل في بيروت وزيارة السفير الاميركي الى حماه وطيدة جدا. ليس لدعم المتظاهرين السوريين هناك أي علاقة بهذه النخوة الاميركية.

 

 

السفير 9/7/2011

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا