<%@ Language=JavaScript %> سالم ايليا الزهاوي قالَ أسفري ـ ـ ورئيس جامعة بغداد يقول تحَجبّي !!
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

الزهاوي قالَ أسفري ـ ـ

 

ورئيس جامعة بغداد يقول تحَجبّي !!

 

 

سالم ايليا

 

كُنتُ ومجموعة من الأصدقاء جالسين نتصفح صفحات المنتديات على الإنترنيت وإذا بنا أمام خبر مفادهُ قرار صادر من رئيس جامعة بغداد وليس ( جامع بغداد ) يفرض ُ فيه ( اللبس المُحتشم ) على جميع طالبات جامعة بغداد ، فهتفت أحدى الحاضرات مُستنكرة !! جميل صدقي الزهاوي قال قبل قرن من الزمن :
أسفري فالحُجابُ يا ابنة فهرٍ    هو داءٌ في الاجتماع ِ وخيمُ
كل شئ الى التجددِ ماض ٍ        فلماذا يُقرّ هذا القــــــــــديمُ
ورئيس جامعة بغداد يقول تحجبّي يا أبنة فهر ٍ!! فقفزت الى ذهني فكرة ان أجعل صرختها وإحتجاجها هذا كأمراة عراقية عنواناً لمقالي !! عسى أن يسمعهُ رئيس جامعة بغداد ( السيد ) موسى جواد عزيز الموسوي .
وهذا نص القرار ( الاداري ) :
الى الكليّات والمعاهد والمراكز التابعة لجامعتنا كافة :
تحية طيبة : بناء على توجيهات ( السيد ) رئيس الجامعة وما تقتضيه المصلحة العامة ، يرجى تنفيذ ما يلي :

1-   عدم السماح للطالبات بارتداء اللبس غير المحتشم والفاضح واحترام حشمة الحرم الجامعي .
2-   الالتزام بالضوابط  والتعليمات والقوانين الجامعية كافة وتجنب كل ما يخدش الحياء العام .
3-   عدم السماح بدخول الطالبات اللواتي يُخالفن التعليمات والاوامر أعلاه .
4-   نُهيب بعمادات الكليات والمعاهد والمراكز التابعة لجامعتنا تنفيذ ما ورد أعلاه واتخاذ الاجراءات الاصولية للحد من التجاوزات أعلاه . انتهى القرار

وقد أستغربتْ أوساط كثيرة ومختلفة من داخل العراق وخارجه هذا القرار المُبهم والغير واضح والذي يضع المستقبل العلمي للطالبات الجامعيات بين أيادي الحرس الجامعي ، حيثُ ان كلمة ( اللبس غير المُحتشم والفاضح ) فيها من المطاطية ما يجعل الاجتهاد في تفسيرها يختلف من شخص الى آخر ومن مُراقب لتنفيذ القرار الى آخر ، فمنهم من يفهمها على ان الطالبة يجب أن تتحجب ومنهم من يذهب أبعد من ذلك ويصل لحد النِقاب !! ـ ـ فالقرار بحد ذاتهِ غير مهني ومختصر وهو أساساً ليس من إختصاص رئيس جامعة يُفترضْ أن يكون إختصاصهُ أكاديمي فني وليس تربوي أداري تنظيمي ، فهذا القرار هو ربما من اختصاص مدير الادارة بعد أن يُغنيهِ بتفاصيل كاملة عن معنى ( اللبس المُحتشم ) وضوابطه فيكون واضحاً عند الطالبات لارتداءهِ وواضحاً عند الجهة التنفيذية لعدم الوقوع في خطأ حرمان الطالبة من دخول الجامعة لإنتهال العلم والمعرفة وخاصة حرمانها من أداء الامتحانات وفقدانها لفرصتها في المجتمع .
واذكرُ جيداً عندما كنّا طلبة في الجامعة وتم تطبيق الزي الجامعي الموحد على الطلبة ، كيف انه أستغِل ّ من قِبَل الحرس الجامعي ( لإبتزاز ) بعض الطالبات ، وكيف ان رئيس الجامعة التكنلوجية في ذلك الوقت الدكتور طه تايه ذياب النعيمي أصبح مراقب يتجول في أروقة وساحات الجامعة ليقتنص المخالفين ففقد إختصاصه الهندسي ليتفرغ للعمل كمراقب لتنفيذ قرار أداري !! كما أتذكر جيداً كم كان رد فعل أساتذة الجامعة مُستهجن لوضعهم في موضع الرقيب لتنفيذ القرار ، كذلك كان هو نفسه يرتدي الزي الجامعي الموحد ( لتشجيع ) الطلبة على إرتداءه ، فهل سيفعل رئيس جامعة بغداد الحالي الشئ نفسه مستبدلا ً البدلة باللباس الداخلي الطويل والدشداشة القصيرة التي كان اسلافه أيام الدعوة الاسلامية يرتدونها ، إذ انه ليس من المعقول ان يطالب رئيس جامعة بغداد الطالبات بالعودة عشرات المئات من السنين الى الوراء بازيائهنّ بدعوة الاحتشام ويبقى هو يمارس حقه الطبيعي في معاصرة الازياء الحديثة و( الغربية ) ، إذ ان البنطلون يعتبر دينيا ً بالنسبة للرجل من الملابس ( الفاضحة ) لانه يُجسّد في بعض الاحيان بعض مناطق الجسد بشكلٍ فاضحٍ وغير محتشم ، وهل سيطالب الطلاب بفعل الشئ نفسه حتى تصبح الجامعة كالكُتـّاب ( الكتاتيب ) أيام زمان ؟ !!!

واذا قصد رئيس جامعة بغداد بقرارهِ هذا إجبار الطالبات على التحجُب أو لبس النِقاب فانه يكون قد تجاوز حدود مسؤوليته ، حيث ُ يُعتبر هذا الإجراء إعتداء صارخ على الحُرّيات الشخصية المكفولة ضمن فقرات الدستور ( المادة 35 ثانياً ) وبشكلٍ خاصٍ للطالبات الغير مسلمات ويدخلُ هذا القرار في مجال تغيير المعتقدات الدينية للطالبات ، كما وانه سيسمح للانتحاريات بالتخفي بزي النِقاب للدخول الى الكليّات وتفجير أنفسهنّ .
إذ ليس بعيداً عنـّا ما حدث في دولة أسلامية مجاورة وهي تركيا حيث أتخذ قرار منع لبس الحُجاب في الجامعات التركية بقرار من المحكمة العليا وليس من قِبل رئيس الجامعة . اي ان لبس الحجاب من عدمهِ ليس من اختصاص رئيس الجامعة .

وهل أن رئيس جامعة بغداد قد حلّ كل المشاكل الرئيسية التي تعاني منها جامعته من تفشي الطائفية والتحزّب والاقتتال بين الطلبة داخل الجامعة وتدني المستوى العلمي للتدريسيين والطلبة على حدٍ سواء بحيث ان اية دولة في العالم وبضمنها الدول المتأخرة علمياً لا توافق على معادلة شهادات خريجي جامعته عكس ما كانت عليه في الماضي ولم يبقى إلا مشكلة ( إحتشام لبس الطالبات ) لمعالجتها . كذلك لا أستطيع ان أصدق بان بعض الطالبات الجامعيات يلبسنّ الآن أزياء فاضحة وغير محتشمة كما ذكر رئيس الجامعة في قرارهِ وذلك للظروف التي يمر بها البلد ، وإذا كان هذا صحيحاً فهو من مسؤولية الاهل أولاً للحفاظ على حياة وسمعة بناتهم في هذا الظرف الدقيق ، حيث ان رئيس جامعة بغداد يرأس جامعة وليس جامع أو حُسينية ، كما وانهُ ليس مدير مدرسة ثانوية تعد الطالبات أخلاقياً وادبياً وتربوياً وعلمياً ـ ـ ـ فواجب الجامعة يا ( سيدنا و شيخنا ) أولاً وأخيراً ينصب في أستقبال الطلبة ( الذين تجاوزوا مرحلة المراهقة وبدأت ملامح البلوغ المتكامل بالظهور عليهم ) وذلك لبلورة المعرفة العلمية وزيادتها وتوجيهها عندهم كمرحلة نهائية لزجّهم في المجتمع كمنتجين وكأعضاء فاعلين لبناء البلد . ولهذا ولمعلوماتك فان كل الفعاليات بدءاً بحفلات التعارف في السنة الاولى وإنتهاءاً بحفلات التخرج وكذلك قوانين الجامعة وطرق التدريس والتعامل من قبل الاساتذة تختلف كلياً عن مثيلاتها في المراحل السابقة . وأذكر جيداً باننا كطلبة وجدنا هذا الاختلاف منذ اليوم الأول لدخولنا الجامعة .

وقولي الاخير لرئيس ( جامع بغداد ) وغيره ممن تبؤوا هذه المناصب الحساسة بالتقسيم الطائفي المقيت وهم ليس آهلاً لها ـ ـ ـ أتقوا الله في المرأة العراقية الصابرة فهي نصف المجتمع بحق إن لم تكن المجتمع كله ـ ـ ـ أفلا يكفي الضغط النفسي الرهيب على المرأة في البيت من قِبل الاب والاخوة ومن ثم الاقرباء من أبناء عمومة وغيرهم ثم الخوف والرهبة في الشارع من الارهابيين والمتشددين المتحجرة عقولهم ثم تأتي الى الجامعة لترى أمامها ضغط آخر يحرمها من حقها في التعليم لسبب تافه لا يمُت للحضارة أو العلم بأي صلة .

فتباً لشهادة علمية أو أدبية عالية يحملها كائن من كان لا تكن مؤطرة باطار الحضارة والزمن الذي يعيشُ فيه ، فهي عندي نقمة وليست نعمة تضع صاحبها في موضع السُخرية والإستهجان للإزدواجية التي يعيشُ فيها ، وسيأتي اليوم وهو ليس ببعيد في خروج طالبات جامعة بغداد وغيرها من الجامعات العراقية بتظاهرات احتجاجية لنصرة المرأة العراقية ، وللمطالبة بانصافهن والغاء فقرات من الدستور التي تحط من مكانتهنّ وتحدد عملهنّ كجاريات في سوق زواج المتعة فهنّ حفيدات الرائدة عدوية الفلكي أبنة التاسعة عشر التي تقدمت أكبر مظاهرة في تاريخ العراق في وثبة كانون ، وهنّ حفيدات أسماء الزهاوي ( اخت الشاعر جميل صدقي الزهاوي ) ونعيمة السعيد وماري عبد المسيح ورفيعة الخطيب وفخرية العسكري ( زوجة جعفر العسكري ) وأمينة الرحّال وغيرهنّ كثيرات اللاتي وقفن بوجه التخلف الذي يعيد نفسه الآن . كما سياتي اليوم الذي تجلس فيه المرأة العراقية في البرلمان لتاخذ مكانها وتشغله بحق لتدافع عن أنسانيتها ووجودها وليس كما يفعلنّ بعض ممن تم تعيينهنّ من قبل الاحزاب الدينية كعضوات في البرلمان يرفعنّ اياديهنّ تاييدا لقرارات جائرة بحق النساء كالقتل غسلاً للعار ( ولا أعلم هل العار على من يَقتل أم العار على من يُقتل ؟ ) وقرار ضرب المرأة ( لتأديبها ) وقرار تعدد النساء وقرار تحديد التعليم لغاية الابتدائية فقط و ـ ـ ـ و ـ ـ ـ و . وعندها سيكون وجود المرأة في البرلمان العراقي كوجود الروح في الجسد .      

 

     سالم ايليا / كندا

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا