<%@ Language=JavaScript %> صلاح حسن الموسوي دور بان كي مون في إشعال الوضع السوري
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

دور بان كي مون في إشعال الوضع السوري

 

 

 

صلاح حسن الموسوي

 

ثمة تشابه واضح بين الدور الذي اجبر عليه الأمين العام للأمم المتحدة خافيير دي كويلار تجاه العراق إبان حرب الخليج الأولى عام 1991 والمهمة التي يتطوع الأمين الحالي  بان كي مون لأدائها تجاه سوريا في غمرة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تعم الشارع السوري, وتبرز الولايات المتحدة كقاسم مشترك في الحالتين , ففي كتاب (حرب الخليج ) يتحدث محمد حسنين هيكل عن كيفية استدعاء الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب لـ (دي كويلار) قبل ايام قليلة من انتهاء المهلة المحددة لصدام للانسحاب من الكويت في خطوة فهمها كويلار على إن قرار الحرب قد حسم من قبل الأمريكان وسيكون دور الأمم المتحدة إضفاء الشرعية إمام العالم على هذه الحرب من خلال زيارة أمينها العام للعراق في يوم 13 / 1/ 1991 أي قبل يومين من انتهاء مدة الإنذار و4 ايام من تاريخ شن الحرب المدمرة على العراق بحجة إخراج جيش صدام من الكويت ,ووجه المقاربة مع دور بان كي مون في الأحداث السورية , التخادم المفضوح مع أقطاب الإدارة الأمريكية لنزع الشرعية عن النظام والتمهيد لحصار دولي على سوريا , فبان كي مون سعى جاهدا وعبر محاولات الاتصال التلفوني المستمر لاستحصال التزام  من الرئيس    الأسد بإيقاف العمليات العسكرية وسحب الجيش من المدن أعقبه الرئيس الأمريكي بعد يوم واحد بدعوة الأسد للتنحي على الرغم من تزامن خطوات كي مون مع التصريحات العلنية لوزيرة الخارجية الأمريكية باستبعاد دعوة الرئيس السوري للتنحي .

بعد انتهاء نظام  القطبين واستفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم بات مصير الأمم المتحدة معروفا بتحولها رويدا رويدا  ومع جميع مؤسساتها إلى دوائر ملحقة بوزارة الخارجية الأمريكية  وأشهر القصص كانت قصة طرد الأمريكان لبطرس غالي على الرغم من تأييد الـ (14 ) عضو الآخرين في مجلس الأمن  لتجديد ولايته  . واحد أهم أسباب حقد الأمريكان على غالي تقريره الذي أدان  الكيان الصهيوني بسبب مجزرة قانا الأولى, وفي عهد كي مون باتت احد زوايا النظر للهيمنة الأمريكية على المنظمة الدولية تقرأ من تاريخ الأمين العام السياسي وجنسيته كونه عمل طويلا وزيرا لخارجية كوريا الجنوبية , هذه الدولة المعروفة بتبعية سياستها الكاملة للولايات المتحدة في ظل الصراع مع الصين وكوريا الشمالية, ومن المواقف المعيبة لبان كي مون تملقه لأمريكا وإسرائيل إبان حمى التجديد لولايته الثانية عبر دعوته للدول الأوربية المتوسطية بقمع أسطول الحرية الثاني المناصر لفك الحصار عن غزة ومنعه من الوصول إلى الشواطئ الإسرائيلية . وأيضا كذبه فيما يتعلق بليبيا بعد بدء هجمات الناتو تحت مظلة الأمم المتحدة وادعاءه بأن العمليات تهدف لحماية المدنيين وعدم إسقاط القذافي .

غداة التجديد لكي مون بالولاية الثانية صرح عن افتقاد الرئيس السوري للمصداقية   أردفه بتصريح أخر حول فقدان يشار الأسد لأي شعور أنساني , وبقدر الغرابة في صدور مثل هذا التصريح من الأمين العام للأمم المتحدة والمتعارف عليه بتجنب التدخل بتفاصيل الأمور السيادية للدول الأعضاء  , يتكشف الدور الذي يسعى بان كي مون لانجازه في المسألة السورية وهو إحالة  الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية , والتمهيد لسيناريو شبيه بالسيناريو الليبي الذي مهد موضوع  إحالة الملف للمحكمة الجنائية لتدخل الناتو العسكري , ففي ظل الانقسام الحاد في مواقف أعضاء مجلس الأمن الدولي والصعوبة القصوى في إقناع روسيا والصين وغيرها بالمشروع الأوربي لإنزال اشد العقوبات بالنظام السوري , يبدو مشروع المحكمة الجنائية هو الأنسب والذي لا تستطيع روسيا الذهاب بمواجهته إلى ابعد من الامتناع عن التصويت خصوصا إذا كان مصدر الدعوة  مؤسسات المنظمة الدولية المرتبطة بأمينها العام , وهذا يتماشى مع الموقف المتبع في ستراتيجية اوباما تجاه الربيع العربي الذي لخصه بعدم التدخل العسكري المباشر إضافة إلى رفع شعار ( الم يكن أمننا مهددا فيمكن ان تكون قيمنا مهددة ), ولبان كي مون تاريخ معروف في التخادم مع الإدارة الأمريكية فيما يسميه اوباما قيمهم المتعلقة بالحريات وحقوق الإنسان .حيث نشر موقع فورن بوليسي الأمريكي الشهير إحدى وثائق ويكليكس حول التواطؤ لحرف تقرير الأمم المتحدة الخاص بجرائم حرب غزة عام 2008, وبما نصه ان الولايات المتحدة تحركت خفية لمساعدة إسرائيل على عرقلة عمل لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم محتملة خلال الهجوم الإسرائيلي على غزة , ففي الرابع من أيار عام2009 عقدت سوزان رايس مندوبة الولايات المتحدة ثلاثة لقاءات مع الأمين للأمم المتحدة بان كب مون سعت خلالها الى إقناعه إلى ان يحذف من التقرير حادثة الهجوم الإسرائيلي على مواقع  الأمم المتحدة في غزة , وأمام إصرار المندوبة الأمريكية اضطر بان كي مون الذي كان مترددا في البداية إلى الرضوخ لهذا الطلب , وعلى الأثر شكرت له رايس جهوده غي العادية وفقا لبرقية دبلوماسية .

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا