<%@ Language=JavaScript %> صلاح حسن الموسوي امبريالية خليجية !!!!
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

امبريالية خليجية !!!!

 

صلاح حسن الموسوي 

 

( أينما نكتشف بئرا نفطيا   نقيم دولة)

ونستون تشرشل

 

ثمة مفارقة كبيرة  يظهرها التماهي الكامل لوسائل الأعلام الخليجية مع الثورات  المتأججة في عدد من البلدان العربية وتجاوز هذا الدعم  لحدود التغطية الخبرية  والتحليل السياسي لصالح الانحياز الكامل  إلى طرف الجمهور المحتج ,  وقد برزت البحرين باعتبارها الاستثناء الذي يؤكد القاعدة , والقاعدة هنا تعني المفارقة التي نتحدث عنها , فشعارات الاحتجاجات العربية تدعوا إلى تطبيق الديمقراطية , وبلدان الخليج العربي ابعد ما تكون عن الديمقراطية , فلا أحزاب حرة بل "مشائخ" وعوائل تحكم بإرادات مطلقة , وبعض هذه الملكيات والأمارات لا يوجد لديها دستور , وتمنع المرأة من المشاركة في الانتخابات , بل تمنع المملكة السعودية صاحبة اكبر إمبراطورية إعلامية عربية المرأة من قيادة السيارة .

 

قال احد الفلاسفة أن الحقيقة تكمن في المفارقة ,  فالماء الذي يطفأ النار يتكون في أصله من عنصر الهيدروجين القابل للاشتعال , والأوكسجين الذي يساعد على الاشتعال ,  ودعم الأنظمة الخليجية عبر اذرعها الإعلامية للثورات الشعبية الديمقراطية في العديد من البلدان العربية هو اتحاد يؤكد أكثر من حقيقة لهذه المفارقة ,    إذ إن أنظمة  الخليج وخصوصا السعودية تراهن على قوة التيار السلفي ولأخواني في حركة الاحتجاجات العربية الراهنة وإمكانية التحكم بها عبر سطوة المؤسسة الوهابية السعودية وتأثير القدرة المالية الهائلة للمملكة , وابرز تمظهرات نهج الأرشاء السعودي تردد المصريين في تطبيع العلاقة مع إيران بعدما أعلنت السعودية عن التبرع لمصر بـ ( 10) مليارات دولار, والحقيقة ألأخرى البادية للعيان الدور المحوري للقنوات الفضائية في تأجيج نيران الاحتجاجات والتظاهرات  وصب الزيت لإيقاد أصغر الشرر في  بعض البلدان العربية , حتى بات مصير العالم العربي يقرر حاليا في دويلات الخليج والمثال بالثقل السياسي الذي تحظى به قطر حاليا والمتأتي من التصدي الإعلامي المنحاز لقناة الجزيرة وسطوته على الشارع العربي مما استفز حيادية ابرز العاملين بها وتركهم للقناة كفيصل القاسم وغسان بن جدو وعباس ناصر وغيرهم .

 إن قصة نجاح قناة الجزيرة وتبؤاها لمركز متقدم بين وسائل الأعلام لا يدين بأسبابه إلى الدعم المالي الهائل لدولة قطر, بل الى الفلسفة العميقة التي تبناها الاتحاد الأوربي في تأسيس وسيلة إعلام عربية تكون بمستوى التحول العالمي بعد انقضاء الحرب الباردة ونشر مبادىء الديمقراطية والليبرالية الأقتصادية وتعميم رؤية أوربية لحل النزاع العربي _ الإسرائيلي والتي لا تنكر أوربا مسؤوليتها في صنع هذا النزاع عبر تشريد الشعب الفلسطيني وإحلال يهود الشتات بدلهم , ولا يخفى ان كادر محطة الـ( bbc) البريطانية هو الذي نهض بشكل كامل في تأسيس القناة وان امرأة هولندية شغلت المنصب الأول للقناة بعد تأسيسها , وبالرغم إن القناة حققت نجاحات كبيرة في تغطية إحداث غزو العراق 2003 وحرب تموز في لبنان  وحرب غزة , إلا إن المهنية العالية التي ينسب إليها هذا النجاح شابها الكثير من الخلل بسبب استشراء النهج الطائفي ونفوذ الأخوانيين والسلفيين وأنصار" القرضاوي" , والخلل المهم الأخر  انجرار  الجزيرة خلف السياسة الرسمية القطرية خصوصا  بعد تفجر الثورات العربية وتبلور موقف خليجي موحد للدفاع عن الذات أولا وقد  أظهرت القنوات الخليجية ومن بينها الجزيرة تناقضا يقارب الفضيحة في تغطية الاحتجاجات البحرينية , إضافة الي التحول الخطير البادي على سياسات دول الخليج في التحول من  شن الحروب عبر (الوكلاء ) كحرب اليمن عام 1962عندما دفعت السعودية بالقبائل اليمنية لمحاربة النظام الجمهوري الوليد هناك , وتحريض صدام لمهاجمة إيران في عام 1980, إلى المشاركة المباشرة في الحروب كما حصل في مشاركة قطر والأمارات لحلف الناتو بشن الهجمات  الجوية على ليبيا , والتدخل العسكري المباشر لقوات مجلس التعاون الخليجي في البحرين . وما دعوة مملكتي الأردن والمغرب للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي إلا تأكيد على تشجع المحور الخليجي بعدما وجد في قدراته المالية الهائلة والدعم الغربي اللا محدود , إمكانية حقيقية أو متوهمة للنهوض بدور امبريالي في المنطقة العربية، لا يقوم على القدرة العسكرية الكاسحة أو التطور الصناعي بل يستند  إلى   الهيمنة شبه الكاملة على  الأعلام العربي , والقدرة الاقتصادية الفائضة , والاحتمالية الكبيرة في سيطرة أحزاب الإسلام السياسي على الحكم في الدول العربية  ومباركة الغرب للنفوذ الخليجي المتعاظم لضبط حراك التيار الإسلامي المتعاظم .

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا