<%@ Language=JavaScript %> سالم قبيلات يجمعهم العداء للعروبة والمقاومة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

يجمعهم العداء للعروبة والمقاومة

 

سالم قبيلات

 

    لقد كشفت احداث المؤامرة الخبيثة التي تتعرض لها سورية الشقيقة، حجم الحقد الهائل عليها، نتيجة لدورها القومي البارز في التمسك بالحقوق العربية، والذي ادى الى ان يتجاوز اعداء الامة عديد التناقضات والعقبات الموضوعية والذاتية فيما بينهم وعلى مختلف الساحات المحلية والعالمية، ليتوحدوا في جبهة واحدة اساسها العداء الشديد لهذا الموقف الوطني السوري الشجاع. وما من شك انهم استثمروا لصالحهم عملية حراك وطني طالب باجراء اصلاحات سياسية واجتماعية، وخلالها علا ضجيج ماكيناتهم الاعلامية بحجج دعمها ومؤازرتها لهذه المطالب الاصلاحية المشروعة، مع ان حقيقتهم لم تكن في جوهرها موقفا حريصا على تحقيق تلك المطالب، كما ادعوا اثناء تسويق اكاذيبهم للرأي العام، بل هي بالاساس موقف معاد لمشروع قومي تحرري تمثله عربيا سورية الشقيقة، يقف بقوة في وجه مشاريع الهيمنة الغربية ويدافع ببسالة عن مصالح وقضايا الامة. ولو دققنا في طبيعة التحالفات المحلية التي نشأت عن المصالحة الاسلامية الامريكية لنجد ان الجامع الرئيسي لها هو اضعاف سورية، ومن اجل ذلك تم طي صفحة الخلافات والصراعات الشديدة التي سادت بينهم خلال السنوات العشر الماضية، الامر الذي  يفسر لنا كيف اصبح ممكنا في يوم وليلة ان يجتمع الليبراليون الاردنيون بكل مودة وحب مع قيادات حزب جبهة العمل الاسلامي في نشاط واحد مشترك، ومن دون اية حساسيات او اتهامات متبادلة كما كان يحدث في السنوات الماضية. وقد بتنا نشاهدهم  اليوم يظهرون وكانهم اخوان بالرضاعة، فها هي قيادات العمل الاسلامي البارزة باتت ضمن سباق مارثون الهجوم على سورية الى جانب جماعات السفارة الامريكية، ويتنافسون على ايهما الاشد عدءا واخلاصا في تنظيم المسيرات المعادية لدمشق، وفي سرعة اصدار بيانات السب والشتم لها، الى درجة ان منهم من تجرأ على رفع شعار طرد السفير السوري من عمان ونسي نفسه واستبق استكمال نجاح المؤامرة الخبيثة على الشقيقة سورية، ونسي ايضا ان اهل البلاد عرب اقحاح، تسري العروبة في شرايينهم بغزارة، وهم وحدهم  المخولون باعطاء حق الضيافة اورفضها، فكل ما يجمعنا ويوحدنا الى الان هو  العروبة لاغيرها ، ولن نقبل بغيرها تحت اية مسميات، ولاجل ذلك وبكل فخر دفعنا الثمن الغالي في سبيل فلسطين، ولاجل العراق، ونحن على اتم الاستعداد لدفعه اليوم في سبيل حماية سورية قلعة العروبة.

   ان قناعة الانسان العربي بوجود الحقد الصهيوني والامبريالي الاستعماري على الامة العربية مطلق، وهو ما يدفعنا الى التدقيق في مجريات الاحداث بعناية، وبالتحديد ما يجري بالقرب من فلسطين المغتصبة وما يستهدف  قوى المقاومة، فموقف السفارة الامريكية المعادي ليس بالجديد وكذلك موقف الجماعات العميلة لها ايضا متوقع، فهم منذ سنوات يحظون بالرعاية المادية والمعنوية من مؤسسات التمويل الامريكية والاوروبية، بهدف الترويج لمشاريع التفتيت والشرذمة والتبعية في المنطقة، وان كانت النشاطات تدار من زوايا واجندة متنوعة.

     ولكن الغريب في الحالة الناشئة اليوم هو سرعة قفز جماعة الحركة الاسلامية وانتقالها الى عهدها السابق بعد سنوات من القطيعة القاسية، لتعود من جديد بمثابة اليد الطولى لتنفيذ السياسات والمصالح الغربية في المنطقة العربية، صحيح ان تاريخهم القريب حافل بتحالفات مشابهة استهدفت عرقلة حركة الشعوب الباحثة عن التطور والحرية والاستقلال وفك التبعية، ولكن السؤال الاساسي الذي يطرح نفسه بقوة، ما الثمن الذي دفعته الولايات المتحدة للاسلاميين مقابل هذا الالتحاق السريع بمعسكرها.  شاهدنا الحلقة الاولى من مسلسل لملمة حركة حماس مع فتح، وتحويل بن لادن الى سندباد جديد، ودعوة الاردن الى الانضمام الى مجلس الدشاديش الخليجي، ومنح الخليفة العثماني الجديد دور قيادي في خدمة مشاريع التسوية المشبوهة. ولا ناتي بجديد اذا ما اكتشفنا ان الثمن الذي يدفعه المتربصون بالعروبة وبالذات بحاضنتها سورية، في مقابل تخريبها كبير جدا، ومن المؤكد انهم  اسخياء جدا مقابل ذلك.

   ولكن موضوع  الاسلاميين يحتمل وصفه باللغز، ليس لانهم في الماضي القريب كانوا حاجز الصد المنيع لدخول رياح الديمقراطية والاصلاحات الى دول المنطقة انسجاما مع فكرهم السلفي، وانما كيف انقلبوا اليوم سريعا الى منظرين في الديمقراطية وحقوق الانسان ؟، مع بقائهم حلفاء لاشد الانظمة قمعا وتخلفا، بعضها لم تدخل الى حقبة الدولة المدنية، بل لايزال بعيدا كل البعد، والبعض الاخر مطلوب دوليا لحساب تهم بجرائم ضد الانسانية، ولكن من اجل تدمير سورية يبدو ان كل شيء اصبح مباحا .

   ونعود ونسأل نفس السؤال، ما الذي استجد في الصحوة الشعبية العربية لتثير غريزة الحرية عند الاسلاميين ؟، فلا نجد الا رغبة الغرب بقيادة الولايات المتحدة في توظيفهم كجماعات تدين له بالولاء، وقد وصل الحال الى تقديم الدعم العلني لهم بسخاء، بصرف النظر عن ما يرتكبونه من جرائم ضد الانظمة المدنية. ففي هذا نشعر بالحزن والاسى ، للتشويه الذي الحق الاذى بسمعة الاسلام جراء ارتهان تلك الجماعات الى الغرب، فمنذ سنوات لايعرف عنهم سوى تكفير وتصفية الاخر، وبانهم اعوان للاستعمار، في لحظة لقد كنا نرى في هذه الاوصاف مبالغة، ولكن الاحداث في سورية كشفت صحتها، وان الموضوع الديني لديهم ليس اكثر من غطاء لافعالهم .... .

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا