<%@ Language=JavaScript %> ياسر قبيلات "مختلف ألوان الطيف" الواحد
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

"مختلف ألوان الطيف" الواحد

 

 

 ياسر قبيلات

 

لا ينتهي المرء من مشاهدة مذيعي ومقدمي برامج "الجزيرة" ومراسليها على شاشتها، حتى يصطدم بهم على صفحات المجلات والجرائد؛ وبطبيعة الحال، على شاشة الكمبيوتر أيضاً، طالما أن كل مواقعنا الاليكترونية العربية تنقل عن الصحافة المطبوعة والمرئية والمسموعة.

الظاهرة، بطبيعة الحال، ليست جديدة ولا تقتصر على أهل "الجزيرة"؛ ولكنهم المثال الصارخ هنا، وتتجسد من خلالهم أكثر من سواهم؛ وفي حالتهم فإن الأمر يثير العجب والاستغراب، لأكثر من سبب!

السبب الأول، يتمثل في ملاحظة أن القناة لم تعد تهتم بالحفاظ على حصرية وجوه وأسماء "أهلها" من مذيعين ومقدمي برامج ومراسلين؛ فبإمكان كل هؤلاء الظهور على أكثر من وسيلة إعلامية، مطبوعة ومرئية؛ لا بل وبإمكانهم أن يكونوا خبراً على صفحات الجرائد والمواقع ونشرات الأخبار في المحطات الأخرى، كشركاء ضالعين في الأحداث التي يؤمنون لمشاهد "الجزيرة" تغطية إعلامية لها!

الثاني، أن القناة لم تعد تتحوط ولا تأبه لأي تضارب محتمل في المصلحة بين سلوك أهلها وانسياقهم وراء انتماءاتهم ونشاطاتهم السياسية من جهة، ومعايير المهنية التي يفترض التشديد على صيانتها من جهة أخرى؛ ويبدو أنها مطمئنة تماماً إلى "وحدة" الرأي والموقف بينها وبين "أهلها" في الميادين العربية.

هذا كله، لا يبدو مفهوماً بدون ملاحظة أن القناة باتت تبدي اهتماما أكبر بمهمتها التعبوية، ومقتنعة أكثر من أي وقت مضى بأن وظيفتها كوسيلة إعلامية لا تتمثل بنقل الأخبار والمعرفة، ولكن تحديداً: بصنع رأي عام.

الأمر الذي يثير العجب أكثر من سواه هو أن كل أهل "الجزيرة" ملتزمون حرفياً بروايتها للأحداث، وبموقفها السياسي، ولا يبدو أنهم في كتابتهم يختلفون عن تغطياتهم، التي تظهر على شاشة القناة الأشهر والأوسع انتشاراً؛ كأنما هم مجندون عند ربِّ "مختلف ألوان الطيف" الواحد!

وهذا يدعو للتساؤل: هل لا يكتفي هؤلاء بما تتيحه لهم "الجزيرة" من مساحة للتعبير عن رأيهم وموقفهم. أم أن "الجزيرة" نفسها لا تكتفي بما يقدمه "أهلها" على شاشتها ولا تقنع بتأثيرها الخاص، فتستخدم أهلها لغزو الوسائل الإعلامية، وتنشرهم في الإعلام المطبوع كتبة مقالات تستقي كلماتها من نفس شاشتها، تماماً كما يفعل العبد الفقير لله في الترويج للمقالات، التي ينشرها بمدونته، بوضع رابطها على "الفيس بوك"..!

والحال، يبدو أن "الجزيرة" تصر على احتلال كل مساحة إعلامية ممكنة، وتحرص على أن لا تبقى هناك مساحة، حتى خارجها، شاغرة بغير "مختلف ألوان الطيف" الواحد، الذي تمثله شاشتها!

أسأل لأنني ألاحظ أنه لم يبق في قناة "الجزيرة" مذيع أو مقدم برامج أو مراسل لا يكتب مقالا هنا أو هناك، وبعضهم يحطم أرقاماً قياسية في عدد جهات النشر، رغم أن كثيراً منهم، يكرر في مقالاته نفس تعليقاته على الشاشة؛ مع فارق أن الرداءة التي تسترها الصورة ويداريها الإخراج، يفضحها القلم والكلمة المكتوبة!

عموماً، لا تفسير لهذه الظاهرة أقرب للصحة من التذكير بأن "الجزيرة" تحولت إلى تجمع حزبي، يعبر عنه الشعار "مختلف ألوان الطيف".. الواحد،

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا