<%@ Language=JavaScript %> هيفاء حيدر سفير الفتنة وشموخ نواعير حماة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

سفير الفتنة وشموخ نواعير حماة

 

 

هيفاء حيدر

 

أنا خائف فعلاً, وأنا أحس فعلاً,إنني مهدد كأي هندي أسمر, وإبتداء من الحرب النووية مروراً بالخوف من الخطر الصهيوني ,الذي ليس لدي أدني شك في أنه يستهدف أرضي ووجودي ومستقبلي,والذي يفرض علي المجابهة أو التهيؤ للإبادة أو الحل الوسط... 

  نص لممدوح عدوان من دفاعاً عن الجنون.

 

فهل هذا عصر الجنون ؟والعبث بسيادة الدول وشعوبها, وان اختلفت التسميات والمرامي, أم  هو عصر انقلبت فيه المعايير والمعادلات كي تضرب منظومة القيم الأخلاقية ومعها أبسط القواعد   في الأعراف الدبلوماسية والعلاقات ما بين الدول .

زيارة مشبوهة لم تراع أبسط قواعد اللياقة للضيف والمضيف,سفير أقوى دولة تأخذ على عاتقها - كما تزعم -نشر مهمة الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان يختار يوم الجمعة في مدينة تحمل له بذور وليمة شهية فيها ما لذ وطاب من أصناف الفتنة   حمل قريحته المفتوحة وأطلق العنان لركبه, وتوجه شمالاً يرافقه سفير جمهورية حقوق الإنسان أحفاد نابليون بونابرت .

ربما غاب عن ذهن السفير الأمريكي إنه لا يزور إحدى جزر وجمهوريات الموز في الكاريبي حيث غالبية الشعب قد لا يتذكرون إسم رئيس بلادهم لكثرة الانقلابات العسكرية التي تقودها قوات كوموندوس أمريكية ترابط على أطراف الجزيرة أو قريبة من بوابات القصر الجمهوري تملك أكبر الشركات المصدرة للموز .أما رفيق دربه سفير النوايا الحسنة والدور المشبوه لساركوزي   في تغطية فضائحه المتتالية, فقد نسي تاريخ   بلاده الاستعماري وراءه ظانا أن الشعب السوري نسي هو الآخر ذكرى ديغول غير المأسوف على أيامه.وأعتقد ولو للحظة أن بإمكانه استبدال جلد الثعلب بحمل وديع .

لقد غيب التعنت الأمريكي   وحليفه الفرنسي والصلف الذي تعاملت به الولايات المتحدة شعوب العالم الثالث   الحقيقة عن صانعي السياسة لديهم ,بأننا نعرف تماماً ذاك الميزان غير المتساوي الكفتين الراجح على الدوام لصالح "إسرائيل".وبأن شعوبنا ليست من الغباء لدرجة أن تخدعنا السيدة كلينتون   ونظيرها جوبييه بأنهم مع حقوق شعوبنا ومع الحرية لهم ,لدرجة تصل   السذاجة بالسيدة المذكورة إلى   أن ترسل سفيرها في دمشق ليدعم وعن كثب محاولات الفتنة وقطع الطرق وتهديد السكان الآمنين في محافظة حماة .

قد لا يهمني كثيراً كيف وصل موكب الغفلة هذا ومن قام بحراسته .ربما رافقه على الطريق وسبقه الى   الموقع   مجموعة من شركة بلاك ووترسيئة الصيت والسمعة تسللت مع من يتسلل في جنح الظلام واستعدت لحمايته .ما يهم أكثر هو هذا العلياء الذي تجلس عليه الولايات المتحدة ومن دار في فلك سياستها   الاستعمارية في   النظر إلينا نحن" الشعوب المتخلفة" بمنظور العطف والشفقة على الفاقدين للحرية معتقدين أننا   ما زلنا نقبع في كهوف مظلمة .يعاملوننا وكأن الله اختارهم ليجلسوا في برج عاجي يمنون علينا هنا بقليل من الديمقراطية وهناك بقليل من الحريات   .

نسوا او تناسوا ان البشر خلقوا متساوين, إلا انه بفضل سياساتهم في العالم هناك أطفال يولدون مديونين ومثقلين وأهاليهم بديون للبنك الدولي ولحضارتهم الكاذبة.التي تطل علينا وزيرة خارجية السياسة الأمريكية كل يوم لتمنحنا بركاتها في الدعم والمساندة .حسب المعايير والقيم الأمريكية .

هي لا تعرف, إننا نعرف , أية مصالح تحمي في منطقتنا العربية التي يراد لها زوراً وبهتاناً أن تغير ليس فقط تركيبتها الجغرافية وإنما حتى الاسم يراد لنا أن نصبح بموجبه   شرق أوسط جديدا وهي تعرف إننا نصر على وطن عربي شرقي الملامح والسحنة واللغة والتوجه.وأن لا مكان بيننا لكيان عنصري دخيل هجر شعبنا وعاث في الأرض فساداً.

وهي لا تعرف إن المستعمر مهما غير من ثوب ولغة ومهما وارب في الدخول من شق الباب أو من الشباك سيبقى بالنسبة لنا ذاك الغريب الذي يرتدي أسمالا رثة حتى ولو كان جاء من عاصمة النور والحرية .

هي لاتعرف أن ثمة فرقا ما بين أرخبيل تاهت به أمواج الكاريبي ليرتمي في حضن الأمريكان , وما بين سورية بلاد الهلال الخصيب وواحة الشام التي لا تعرف أن تيمم وجهها إلا نحو العروبة والعروبة فقط. وإن ثمة بون شاسع بين مدن ترزخ تحت خطوط الفقر على طول خط الاستواء وبين مدن تطل على البحر الأبيض المتوسط من عمريت الى إبلا يعانق فيها الجبل الساحل وتغفو على شطآن   ما هجرتها مراكبها يوماً.

نحن نعرف أن لا كلينتون ولا سفيرها ولا أي من مرافقيهم الأتباع لهم في سياسة اضطهاد الشعوب مرحب بهم في بلاد الأبجدية الأولى, ليس كرهاً بالشعب الأمريكي الغارق في أزمة مديونية على صعيد كل بيت والفاقد لآلاف الوظائف يومياً بل كرهاً بالعم سام القابع تحت قلنسوة اللوبي اليهودي وبالمسيو الفرنسي الذي فقد أصول اللباقة واللياقة الاجتماعية   .

هي لا تعرف أن التعليم والصحة مجانية في بلادنا,لكن نحن نعرف أن من أكبر القضايا التي يعاني منها الأمريكي قضايا التأمين الصحي والضمان الاجتماعي.وأن الفرنسي يرزخ تحت حكم قوى اليمين المتطرف الذي لا يستطيع ان يقول له ساركوزي لا.

هي لا تعرف أننا الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا ديون عليها وأننا نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ونصدر أفضل أنواع القطن والقمح الى بلاد الله الواسعة.ونحن نعرف تماماً مشكلة المخدرات والسرقات والتمييز العنصري التي تعيشها ولايات بأكملها .وبأن مشكلة الهجرة في بلاد نهر السين هي مسألة حقوق إنسان أكثر منها مشكلة إقامة وكثافة سكانية.

هم لديهم تمثال الحرية الكئيب يقبع شاهداً على احتلال العراق وأفغانستان وتقسيم السودان .وساحة الجان دارك التي تلوثها عصابات من الأحزاب اليمينية المتطرفة هنا وهناك .

ونحن لدينا ساحة المرجة في دمشق الشاهد على شنق شهداء الحرية في 6 آيار, وشموخ نواعير حماة التي لم تتح نوافذ سيارة سعادة السفير الأمريكي المحصنة ضد اختراق حاجز الصوت أن يسمع عنينها وهي تتألم لمروره من قربها.وتنثر رذاذ مائها كي يصل الى سفح قاسيون عل قبر يوسف العظمة يشعر معها بما تعاني وترى ويتألم لألمها.  

ربما لا ننعم ببحبوحة العيش كما يتراءى للبعض أن الأمريكي يعيشها ,لكن لنا أرضنا وسماؤنا و قوت يومنا الذي نقطفه من حوا كير الزمان في قرانا ولا نبيع أوطاننا إن اختلفنا, وبئس من يفعل ذلك لأجل التشكن تكا والهمبرغر والجانك فود والكورواسون ووعود الأمريكان.

نعرف طعم عروسة الزيت والزعتر ورائحة النعناع في كأس الشاي نرشف معه دعوات الأمهات والآباء الذين هامت أرواحهم في السموات العليا كي يحفظ   الرحمن هذه النعمة ويقيها من الزوال .

فطوبى لشعب سورية ، لمن أتقن أن يتوازن في المشي وكان العالم مقلوبا

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا