<%@ Language=JavaScript %> عمار طلال الطاغية يتناسل
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

الطاغية يتناسل

 

 

عمار طلال* 

 

 

طغى في حياتنا العشرات بعد سقوط الطاغية الاوحد منتشرين بين تفاصيل حياتنا بعد ان كان صدام حسين يحصر جبروته في قصوره وينشره منها بثا الى الانطقة التي تعنيه، تاركا ما لايعنيه لتخبطاتنا الجمالية يرعاها.. ايهاما.. فننعم بالوهم حتى لو جيرنا رصيد صك ممضي لخدمة نظامه من دون ان نعي او نعي (ولا نستطيع المبالاة).

تنوعت مخالب الطغيان في الجمهورية العراقية الحديثة التي لملمناها من تحت سرف الدبابات الامريكية ومن بين خناجر الحواسم الذين انفلتوا يوم 9 نيسان 2003 من داخل العراق واقبل معهم شذاذ الافاق الذين يدعون الاقامة في الخارج نضالا يريدون منا فاتورته او هم حوسموا الفاتورة شئنا ام ابينا، فضلا عن ادعياء الدين والدنيا معا الذين احتلوا حياتنا وطغوا فيها باسم الدستور والشريعة وما تبقى من ازلام صدام.. نهازو الفرص في كل زمان ومكان الذين يتنكرون لمواقف موالاة صريحة مع صدام يصنعون لانفسم تاريخا معارضا ينطلقون به من انتمائهم التام لنظام صدام حد ان احدهم وضع سلما موسيقيا ساذجا اسماه (سلم صدام) حاول لوي ذراع دائرة الفنون الموسيقية لاقراره كبراءة اختراع ليس لانه فتحا في الموسيقى انما لانه يحمل اسم (القائد العظيم) ولما اعترضت الدائرة اشتكاها الى عبد حمود سكرتير صدام حسين وقد حملت الشكوى ما نصه "انهم لا يحترمون كون الاختراع يحمل اسم القائد صدام حسين" فكان حمود بكل طغيان دنياه ارحم من هذا الموسيقي بزملائه فاحال الامر الى دائرة الفنون الموسيقية مرة اخرى فشكلوا لجنة اخرى من اعضاء اخرين ايدت ما توصلت اليه اللجنة الاولى من ان هذه السذاجة تحاول لوي ذراع العلمية لتمرير سذاجتها باسم صدام حسين.

والله العظيم.. انا الذي عشت تلك التفاصيل واطلعت على كل هذه المخاطبات جاءني هذا المخترع يدعي امامي بان النظام السابق كان يحاربه ويهمشه بامر من صدام حسين يوجهه عبر سكرتيره عبد حمود الى دائرة الفنون الموسيقية في وزارة الثقافة بدليل تنكرها لسلم موسيقي اخترعة.

هذا وهو يعلم انا قريب من الاحداث.. مطلع على التفاصيل، فماذا يدعي امام البعيدين.. غير المطلعين...

لا حدود بين هذه الكيانات.. الفردي منها والجماعي على حد سواء.. الا ما يشكله التعايش النفعي عبر التواطئ على مصالح بعضهم البعض، تفاهما فيما بينهم، واذا غاب التفهم الضمني نقلوا خلافاتهم الى الشارع وظلوا هم في منأى من تبعاتها التي يدرونها من مقرات الاحزاب ومجلس النواب الى الشارع المسكين.. لا حول ولا قوة.. عهدذالك وهذا العهد.

اناس لا يقلون سوءا عمن سبقهم التحقوا بصدام في ظلمنا بعد ان كنا نعتقد مشكلتنا تنتهي بنهاية صدام واذا بها تبدأ بنهايته لأن ابواب الطغيان مفتوحة في العراق منذ ما قبل حمورابي ونبوخذ نصر مرورا بهما وبكل ما تلاهما الى ما بعد صدام حسين.

انتشر الطغاة الجد في ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية والصناعية والزراعية والخدمية والصحية كالنار في الهشيم، آخذين اشكالا اميبية قياسية مدروسة مع الميدان الذي ينفذون اليه فالفساد فن غاية في التنظيم. وهناك الذي يحمل بكلوريوس قانون وهو راسب في الاعدادية التي سحب اوراق رسوبه منها بالقوة ومحى اي اثر له فيها واستصدر شهادة نجاح في السادس الاعدادي ثبتها في وزارة التربية حسب ما يدعي ومثلها مراحل نجاح متلاحقة في كلية يعمل بموجبها الان في مهنة مفصلية تؤثر في حياة الناس.

هذا على مستوى الحياة الخدمية اليومية.. طبا او هندسة او محاماة او صحافة وما اليها من مهن يجري تأثيرها في الحياة اليومية للناس اما ما كان اوسع من ذلك فيتمثل بمن حلوا مدراء عامين ومفتشين عموميين ووزراء باختصاصات لا يمتون لها بصلة.

كان القائد المهووس بذاته يكتفي برصد الاشياء من بعيد لمجده مكتفيا بكون المنجز الفلاني تحقق في عهد مع شيء من هذا الايحاء يبيده صاحب المنجز كي يأخذ حريته في التعاطي مع منجزته لخدمة البلاد والعباد والذات اذا ما لم يسع لاستحصال مكرمة من صدام نظير هذا المنجز ويحصل عليها، فان شاء عرضه في معرض (هدايا السيد الرئيس) الذي يطلع عليه صدام شهريا او رفعه عن طريق مكتب السكرتير حمود فتجيئه المكرمة المجزية التي يقدرها صدام شخصيا.

الان صارت المحاججة باسم الدين كي يحققوا موطئ قدم في الدنيا، وباسم كونه رجل دين روحاني ينال موقعا لا يعرف منه سوى كونه سبيلا للسرقة في ميدان يحتاج علماني تكنوقراط، الا انهم يديرون الدولة بمنطق "اهجهم وروح القدس ترعاك".

كان ذاك يترك احلامنا لنا لانه غير معني بها وهؤلاء يداهمون حتى الاحلام توطيدا لهشاشة داخل ارواحهم تحثهم على ضعضعة الاخرين كي يبدون متماسكين.

وكلما تكلم واحد منهم ادعى انه موهبة صارخة في الشعر والقصة والمسرح والتشكيل الا ان النظام اراده يمجد الطاغية فرفض، ولو فتح ادراج الجرائد والمجلات ومكاتب فاحصي النصوص المسرحية واللوحات التشكيلية لوجدتها تطتظ باعمال في القصة والشعر والمسرح والتشكيل تمجد القائد لكنها رفضت لضعف مستواها الذي حال دون نشرها في الجريدة او عرضها على المسرح او زجها في معارض الحزب.

لو اطلعت عليه اليوم لقال لك ان النظام السابق يهمشني لانني لم اكن موالي له، بينما هو موال واكثر ولاء من الموالين.

 

Ammar.tallal@yahoo.com *

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا