<%@ Language=JavaScript %>  علي محسن حميد نحو استراتيجية بديلة لاستكمال إسقاط نظام صالح
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

نحو استراتيجية بديلة لاستكمال إسقاط نظام صالح

 


علي محسن حميد

 

استمرار المراوغة: أفشل الرئيس صالح عمدا المبادرة الخليجية منذ إعلانها في 3 نيسان/ ابريل. وفي 22 ايار/ مايو رفض التوقيع عليها لثالث مرة. حزب المؤتمرالحاكم بعد ستة أشهر على المبادرة يفسرالماء بعد الجهد بالماء فبدلا من أن يستجيب لمطالب شعبية وعربية ودولية بتنحي الرئيس ونقل سلطاته لنائبه هاهو في مسرحية هزلية يطلب منه في 7 ايلول/ سبتمبر تفويض نائبه للتفاوض مع اللقاء المشترك للحوار ضمن شروط خارج سياق تطور ثوري يتراكم منذ ثمانية أشهر لإسقاط النظام. المؤتمر الشريك في تزيف الإرادة الشعبية لا يرى الأزمة إلا من زاوية الحوار المرفوض من قبل الثوار قبل التنحي التام .
التفويض بالحوار فقط فضح السلطة التي تدعي أن نائب الرئيس يمارس سلطات رئاسية منذ 4 حزيران/ يونيو وأن لاشيء منها بيد العائلة المالكة. ولأن هذه السلطة محصنة من أي حرج فهي سائرة في إطالة الفراغ الدستوري الذي بدأ في 20 آذار/ مارس عندما أقيلت الحكومة بعد مجزرة ساحة التغيير بصنعاء التي راح ضحيتها 56 شهيدا. بعدها وفي 25 آذار/ مارس ساوم الرئيس على خروجه من اليمن بخروج بعض خصومه معه ولكنه سرعان ماالتقط أنفاسه وعاود نفس ألاعيبه.
إن الحوار مع المعارضة لا يحتاج إلى تفويض دستوري لأن لاعلاقة له بالدستور وإنما تقتضيه علاقة حزبية خارج الدستور Extra-constitutional كانت متوترة حتى في الظروف العادية. والدستورإجمالا لايهتم بها مطلقا. حتى استناد النظام إلى المادة 124 التي تنص على تفويض الرئيس لنائبه ببعض اختصاصاته لاصلة لها بهذا الحوار لأنها تعنى بالاختصاصات الدستورية وليس الحزبية لأن الدستور لم ينص مثلا على أن رئيس الدولة هو رئيس الحزب الحاكم ولم يقرن بين السلطات الحزبية والسلطات التنفيذية .وهكذا تستمر مراوغات النظام وحيله.

عجز الرئيس

صدور أي قرار جمهوري يتطلب أول مايتطلب التوقيع عليه خطيا وهو ما لا يستطيع الرئيس فعله بسبب عجز بدني وتشوهات في يديه تخفيها قفازات بادية للعيان. المذهب الزيدي وهو مذهب معترف به في اليمن ومن قبل الأزهر الشريف وإيران الشيعية وهو من ضمن مصادر التشريع اليمنية وأحد مكوناته يقول صراحة بأن من شروط الولاية أو الحكم أن يكون الحاكم سليم العقل والبدن والرئيس الزيدي المذهب ينقصه هذا الشرط. إذا من الناحية الدينية يجب عزله ومن الناحية الوطنية يجب منعه من الاستمرار في منصبه حرصا على المصلحة العامة غاية كل نظام وتشريع ودستور. ما نحن أمامه هو حالة تتطلب إستقالة الرئيس وليس تفويض نائبه بصلاحيات حزبية تنسب للدستور باطلا، إذ ليس من المعقول أن يحكمنا رجل لا يستطيع مصافحة سفير أو رئيس دولة ولا يمكنه السفر إلى الخارج لتمثيل اليمن إلا إذا كان للعلاج بسبب الإعاقة اليدوية التي لاتمكنه من لمس يد الغير ولا التوقيع على أي اتفاقية أو قرار. اليد كالعين والسمع ضرورية ومن وسائل الحكم وليست كمالية، وقد استعملها الرئيس في الصفع والقتل أي والله وأنا لا ابالغ. رئيسنا المعاق Handicaed يجب أن يخلد للراحة ويريح ويكف عن العناد والتشبث بالسلطة نظرا لحالته التي تدعو للرثاء والمناكفة من أراضي دولة نتوقع منها إن لم تقف مع الثورة أن تقف على مسافة واحدة من طرفي الصراع وألا تتيح للرئيس استخدام الإعلام من أراضيها لخدمة أهدافه التخريبية في اليمن.
في 22 ايار/ مايو وقع المشترك على المبادرة الخليجية أمام شهود ورعاة عرب وأجانب ووقعها بعده أقطاب المؤتمر ولم يبق إلا توقيع الرئيس الذي استحضر عقلية البداوة وأصر على أن يأتي رعاياه من المعارضة صاغرين إلى الذي كان قصره للتوقيع عليها أمام فخامته بعد حادث درامي مخجل في سفارة الإمارارات قام به نظام غير رشيد لم يراع اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961. وقتها قامت الغوغاء الرسمية بمحاصرة مبعوثين دبلوماسيين ساميين كل همهم هو مساعدة اليمن على الخروج من محنته. وهؤلاء هم الشركاء في مجموعة أصدقاء اليمن الذي انتقل دورهم من الاقتصاد بعد فشل الرئيس في إدارة اقتصاد اليمن إلى السياسة بعد فشله في إدارة العلاقة مع ثورة الشباب والاستجابة لمطالبهم. بسبب إعاقته ليس أمامه من خيار سوى أن يفوض نائبه شفهيا بحضور المعارضة وشباب الثورة ورعاة المبادرة الخليجية وأمين عام جامعة الدول العربية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر بتولي السلطة كاملة غير منقوصة. بعد ذلك تشكل حكومة انتقالية ثم يبدأ الحوار وإعادة هيكلة القوات المسلحة والأمن بأسرع ما يمكن لكي لا يكون لدينا حصان طروادة يستطيع نسف نتائج أي حوار تحت تهديد القوة والخلايا النائمة وقناصة مجزرة 18 آذار/ مارس وإغراءات المال وبقايا النفوذ والولاءات المصلحية المتشعبة.

النائب الذي خيب الأمال

'النائب للأسف أسيركلمات مؤتمرية جوفاء تشيد به كـ'مناضل، وشريف، وأمين' وهي أوصاف لم نسمعها ممن يريد من أساطين المؤتمر اختزال دوره الدستوري البالغ الأهمية في هذه المرحلة الدقيقة في الحفاظ على سلطة الأسرة حتى يتعافى الرئيس. والمؤتمر بذلك يحرمه من دخول التاريخ بمساهمته الفاعلة في إخراج البلاد من أزمتها الخانقة. التاريخ والشعب لن يترك النائب بدون حساب فهو إما أن يقوم بدوره التاريخي والوطني ويرمي وراء ظهره أي حسابات صغيرة وأي مخاوف من بقايا النظام أو يستقيل فورا طالما أن هناك من يقيده ويحول دون أدائه لمهماته الدستورية. إن دستورنا المريب فصل تفصيلا دقيقا لكي يمهد للتوريث وليس لتداول سلمي للسلطة حتى في إطار الحزب الحالكم، والتوريث لايزال يراود الرئيس وأسرته ومن لف لفهم من أصحاب المصالح الضيقة، وإلا لماذا الإصرار على إجراء انتخابات في ظروف غير طبيعية وانتقال للسلطة عبرها وهم خبراء في التزوير وشراء الأصوات وتسخير القوات المسلحة والأمن والخدمة المدنية للتصويت لحزب المؤتمر.

التغيير وضروراته

بعد ثمانية أشهر من الثورة السلمية على الثوار أن يعيدوا النظر في حساباتهم الأولية وأن يقرأوا ما قاله ناطقو النظام وحزب المؤتمر بأن الرئيس لن يتزحزح من مكانه وأنه سيكمل فترته الدستورية وأن بإمكان شباب الثورة أن يستمروا في ساحاتهم إلى عام 2013.ثم ماقاله هؤلاء عن عودة مظفرة قريبة للرئيس تؤرخ لبداية تصفية الثورة عسكريا اختيرلها يوم 24 آب/ اغسطس وهو اليوم الأثير لدى الرئيس ليس لأن المؤتمر الشعبي بعث فيه عام 1982 وإنما لأنه اليوم الذي انتصرت فيه قوى تقليدية قبلية وعسكرية على القوى الجديدة التي دافعت عن الثورة إبان حصار السبعين ودحرت فيه الملكيين من على مشارف العاصمة صنعاء عام 1968. عودة الرئيس بقدر ماهي مرفوضة شعبيا فهي غيرمرغوبة إقليميا ودوليا وبعد أن أضاع الرئيس فرصة التنحي بدون ملاحقات قضائية هاهو حزب المؤتمر يطلب عدم الملاحقة في فقرة من بيانه عن التفويض والحوار صدر في 7 ايلول/ سبتمبر تقول 'أن تلتزم كافة الأطراف بوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض'. وقبل ذلك قال الناطق الرسمي الجندي لإذاعة صوت العرب - برنامج العرب والعالم - صباح يوم 28 آب/ اغسطس 'إن المبادرة الخليجية بحاجة إلى آلة تنفيذية حتى لايطالب الطرف الأخر بحل الحزب (المؤتمر) كما حدث عندكم في مصر ولنضمن عدم الملاحقة'. هذه المخاوف لاتأتي من فراغ وهي تعكس قلق نظام سجله أسود وملطخ بالدماء طيلة الـ33 عاما.
يا ثواراليمن الجديد لقد اضعتم فرصا كثيرة لو اغتنتموها لكان النظام قد سقط قبل سقوط نظام القذافي وحقيقة ليست هناك سوى قراءة واحدة لهذه الفقرة وهي أن من يطلب عدم الملاحقة يشعر بقرب النهاية وأن فرص النجاة تتضاءل فغيروا بعض تكتيكاتكم وجزء من استراتيجيتكم ولا تضعوا كل بيضكم في سلة الثورة السلمية وحدها فالخصم عنيد و العنف لديه كشرب الماء وفي جعبته الكثير للمناورة والبقاء وإسالة المزيد من الدماء وتوزيع الأموال حتى المزور من ورقها كما عمل في الانتخابات وفي حرب 1994 ضد الجنوب. الصدر العاري لايجب أن يبقى عاريا يستقبل الرصاص بدون رد يتناسب مع طبيعة وشكل ونوع العدوان. تذكروا لو أن عدوان مايو على الحصبة لم يواجه بما يستحق لكان الحال غير الحال بالنسبة لأسرة الأحمرالتي أراد الرئيس إبادتها من الوجود وأنتم مستهدفون مثلها بالتصفية الجسدية .كلنا ندرك أن المصالح والبقاء يفرضان نفسيهما على موقف أركان النظام وأن البعض يتخوف من مستقبل قاتم باعتبارهم شركاء في جرائم النظام.لقد قال الرئيس للسيد عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي بصراحة في 22 ايار/ مايو أنه لن يوقع على قطع رأسه. ومؤخرا جاء في الأنباء أن الدكتورعبد الكريم الإرياني مستشار الرئيس الذي يشعرمع عدد محدود في حزب المؤتمر بخطورة الموقف وتداعياته السلبية قال إذا لم يوقع الرئيس على المبادرة الخليجية فقد يطرح موضوع اليمن على مجلس الأمن ويناقش الوضع في اليمن تحت الفصل السابع البهيمة ضائعة والمدورقليل خير (بشدة وكسرة على الواو)
يصرخ البعض في الساحات من إهدار فرص. وهذاالمثل اليمني يعبر عن هذه الحالة أي أن الباحث عن البهيمة الضائعة غير جاد في البحث عنها وله حسابات أخرى. الثورة طلاق مع الماضي وحان الوقت لتغيير في الاسترتيجية وليكون للثورة عنوان ورقم هاتف وليكون الكل على قلب رجل واحد. وإياك أعني وافهمي ياجارة.

' كاتب ودبلوماسي من اليمن 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا