<%@ Language=JavaScript %> علي محسن حميد لاعزاء في عبد العزيز: يجب توجيه أصابع الاتهام إلى المسئول عن معاناته وعن موته
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

لاعزاء في عبد العزيز:

 

يجب توجيه أصابع الاتهام إلى المسئول عن معاناته وعن موته

 

 

 

علي محسن حميد

28/08/2011

سيفقد اليمن برحيل عبد العزيزعبد الغني رئيس مجلس الشورى رجل دولة مخضرم وعالم اقتصاد واسع الأفق وسياسي محنك هادئ الطبع من النوع الذي يناسب دولة اسكندنافية وليس مجتمعا الكل فيه يتزاحم على مص ضرع الدولة والتلاعب بالقاونين والأنظمة وتوظيف الدين لمصالح دنيوية.
كل هذه الصفات اجتمعت فيه إلى جانب تواضع جم وطيبة متناهية ومشاعر صادقة ومودة حقيقية.
مع عبد العزيز البسيط تشعر أنك مع صديق أو زميل دراسة من النوع الوفي.
يصغي أكثر مما يتكلم وفي إصغائه لايعترض على ماتقول حتى لتظن أنكما على وفاق تام ولاخلافا يفرقكما وأن مايميزكما أنك حر فيما تقول لأن لاقيد على حريتك.
لم أسمع في كل لقاءاتي معه تبريرا أو دفاعا عن الوضع السيئ الذي وصلنا إليه.
ولاشك أن الألم يعتصر قلوب كل محبيه الذين لم يتزلفوه لأنه لم يكن بحاجة إلى ذلك ولأن علاقة الناس به لم تكن قائمة على توقع مصلحة منه.
قال لي الأستاذ الدكتور محمد مطهر نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي كانت مرة وحيدة تلك التي كتب فيها عبد العزيز من أجل شخص على عكس مسئولين كثر يمارسون اختصاصات ليست لهم ولا يقرها القانون.
اليمنيون بدون استثناء وبمختلف أطيافهم حزينون لفقدانه برغم أنه كان داخل النظام ولكنه كان لايختلف مع من يطالب بالإصلاح والتغيير وإن لم يفصح.
كان عبد العزيز شخصية غير خلافية وصديق للجميع ولم يسمح للخلاف في وجهات النظر ان يعكر صفو علاقاته بالأخرين الذين يعذرونه ويعرفون أنه وغيره مؤممة أفكارهم ومصادرة حقوقهم في الاختلاف مع الحاكم ولا يملكون هامشا للحركة وإبداء الرأي وفي نفس الوقت لا يحملونه مسئولية سياسات النظام الفردي.
قال لي رجل أعمال أن أسوأ لحظة في حياة عبد العزيز وآخرين لن أذكرهما الأن كانت عندما يستدعيه الرئيس.
النظام وظف موقع عبد العزيز كرئيس وزراء وكعضو مجلس رئاسة وكرئيس لمجلس الشورى لإيهام تعز بأنها ممثلة في السلطة وتشارك في صنع القرار وصاحبة مصلحة في النظام وعندما طفح كيل تعز وأضحت ساحة للثورة والتغيير خيبت تعز ظن السلطة ولم يفلح عبد العزيز في مهمته الأخيرة فيها وكأنها تقول للسلطة إلى هنا وكفى.
عبدالعزيز شخصية كاريزمية هادئة لطيفة المعشر غير زاعقة غزير الثقافة واسع المعرفة ومن القلائل في اليمن الذين حظوا بشبه إجماع في احترام شخصه وفي محبته.
لم يكن عبد العزيز بعيدا عن هموم شعبه وإن لم يفصح عن موقفه علنا.
يصغي إليك وأنت تنقد وتبدي ملاحظاتك على الوضع وعندما لا يجادلك أو يقف موقف المدافع عن سلبيات يدركها ويعايشها تدرك وتتأكد بأنه يتفق معك على أن الحال معوج وبحاجة عاجلة للتقويم والإصلاح.
قال لي قبل ثورة الشباب بأسابيع قليلة مشكلتنا كمسئولين أكبر وهي أن الناس يتوقعون منا القيام بأشياء لانستطيع القيام بها.
هنا لخص بإيجاز وبالتلميح ما يعانيه هو وغيره ممن عجزوا عن القيام بما يجب القيام به وأقله النصح الذي لم يعد مطلوبا لأن القائد الرمز بلغ مرتبة الكمال.
إن من يمسك بدفة الحكم لايترك لأحد أن يقول مالا يريح أذنيه كنتيجة للإدمان الطويل المدى للسلطة ولطابور النفاق الطويل والتقارير المزيفة عن سلامة الأوضاع وعن أن من يشكك فيها ليس سوى متأمر على "الثورة والجمهورية والوحدة والثوابت والإنجازات" ولأنه لايريد وجع الدماغ مثل زميله الذي خلع في فبراير.
كان عبدالعزيز يجمع نخبة متنوعة ثقافيا وعمريا في مقيله كل أربعاء وفي هذا اليوم سيفتقده وسيتذكره من حضر مدعوا أم لا.
عبدالعزيز ضحية عناد الرئيس وتشبثه بالسلطة ورفضه التوقيع على المبادرة الخليجية لذلك فالرئيس شخصيا مسئول مسئولية مباشرة عن موته شرعا وقانونا وأخلاقيا وعن كل ضحايا التفجير الإرهابي في جامع الرئاسة الذي نتعاطف معهم ونتمنى لهم جميعا بمن فيهم الرئيس الشفاء العاجل.
وحان قول الحقيقة.
كانت جمعة 26 اغسطس جمعة الشهيد ولكننا لم نشاهد صورة الشهيد عبدالعزيز وهو المعني بهذه الجمعة لأن التمييز بين المواطنيين مستمر حتى بعد مماتهم ولأنه لاصورة ليمني ترفع بجانب صورة الرئيس.
المغفرة للفقيد وصادق العزاء لأسرته ولمحبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولاحول ولاقوة إلا بالله.
والبقاء لله

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا