<%@ Language=JavaScript %> الفضل شلق حول عالمية الثورة العربية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

حول عالمية الثورة العربية

 

 

الفضل شلق

 

تحدث الثورة العربية في سياق غير معزول عمّا يجري في العالم في أزمته المالية الراهنة الناتجة عن انهيارات اقتصادية واجتماعية في البلدان المتقدمة والمتأخرة على مدى الكرة الأرضية. هي ثورة لها أسبابها العالمية، وربما نتائجها العالمية. هي ثورة عربية تحدث في الفالق الزلزالي الذي يمثل أكثر النقاط ضعفاً في النظام العالمي. يمكن القول إنها ثورة عربية ذات طابع عالمي.

العوامل الخارجية للسيطرة:

1 ـ المنطقة العربية هي مساحة الحرب العالمية على الإرهاب، وتدفع ثمن الأزمة المالية العالمية.

2 ـ تتعرض مواردها النفطية للنهب المنظم على يد الإمبريالية والطبقات والحكام المتحالفين معها.

3 ـ تتعرض مواردها المائية الرئيسية (النيل ـ دجلة ـ الفرات) للنهب الأفريقي التركي بمباركة إمبريالية طبعاً.

4 ـ يعاد النظر بتقسيم دول المنطقة (العراق، ليبيا، اليمن، سوريا، والأرجح دول أخرى أيضاً) من أجل أن تبقى إسرائيل (القاعدة الأميركية) هي الدولة الأقوى في المنطقة.

5 - تزرع الإمبريالية القواعد في نواحٍ شتى من بقاع المنطقة من أجل التدخل السريع.

العوامل الداخلية للسيطرة:

1- هي منطقة الفصل والوصل في العالم: تصل القارات والمحيطات؛ تتعرض للتهميش عن طريق التقسيم كي تبقى ممراً. وكي يبقى سكانها مهمشين.

2- زيادة عدد السكان زيادة هائلة أدت إلى نشوء شريحة واسعة من السكان (أكثر من النصف) من الشباب الذين لا عمل ولا مكان لهم في بلادهم ولا في بلاد العالم.

3- عندما يهاجر هؤلاء يتعرضون لشتى صروف العنصرية (ما حدث في النروج أخيراً)؛ والعمل بكفالة في الجزيرة العربية لا يقل استعباداً وعرقية عما يحدث في مناطق أخرى من العالم.

4- الاستبداد المحلي هو آلية النهب والتهميش المحليين على يد قوى الإمبريالية المهيمنة عالمياً. لا ينفصل الاستبداد المحلي عن الإمبريالية العالمية وآليات عملها.

5- تراجع إنتاج الصناعة أخيراً عما كان عليه قبل 30 عاماً، وتراجع النمو الاقتصادي في القرن العشرين عما كان عليه في القرن التاسع عشر. لم يكن ذلك صدفة؛ هو نتيجة سيطرة القطاع النفطي والتوزيع الريعي والنمط الاستهلاكي المفروض، إضافة إلى إنفاق مبالغ كبيرة على أسلحة لا تستخدم للدفاع بل للقمع.

اتجاهات التحرر:

1- مواجهة السلطات الأمنية والعسكرية التي تفرض عنف الحديد والنار وحزبها الواحد.

2- مواجهة السلطات الدينية التي تفرض عنف الحقائق الإيمانية المفروضة في أنظمة النفط وأتباع المذهب الواحد.

3- مواجهة النهب الإمبريالي للمنطقة، البترولي والمائي، بالتنمية الاقتصادية والزراعية.

4- مواجهة برامج التقسيم التي تزايد على سايكس بيكو باعتماد شعارات العروبة والوحدة العربية والعمل في سبيلهما وتحت رايتهما.

5- معارضة الوجود الإسرائيلي والعمل من أجل تحرير فلسطين وتحرير الأمة من مشاريع التقسيم.

آليات التحرر:

1- استمرار الضغط الشعبي بالمسيرات والمظاهرات المستمرة اليومية والأسبوعية.

2- على شباب الثورة العربية في كل مكان، استدعاء النخب الثقافية العربية لتقديم برامج العمل العملية والنظرية في مجالات الوحدة العربية والتنمية الاقتصادية ـ الزراعية والصناعية، واستخدام الموارد المائية، ورفض القواعد الأمبراطورية، واقتلاع كل قواعد الغرب من بلادنا، وطرد جميع القوات العسكرية الغربية من منطقتنا.

3- الإصرار على سلمية المواجهة، فالحكومات العربية تمتلك من وسائل العنف ما لا تستطيع الجماهير العربية امتلاكه.

4- امتناع جميع قوى الثورة العربية عن التعاون مع أعداء الثورة المحليين، أو أعدائها العالميين الإمبرياليين أو الصهاينة.

5- التواصل الدائم بين قوى الثورة العربية في مختلف الأقطار العربية.

أدوات التحرر:

1- الوعي على مستوى الأمة بالأخطار التي تسببها قوى الإمبريالية العالمية المتحالفة مع قوى الاستبداد المحلي.

2- الوعي بالعروبة (وضرورة إلغاء جميع المشاريع المشتركة مع إسرائيل وصولاً إلى رفض وجود إسرائيل رفضاً كاملاً). إذا كانت الأخطار تواجه جميع الأقطار العربية، فمن الطبيعي أن يحاول الثوريون العرب التوحد من أجل المواجهة.

3- الوعي بالعروبة، المؤسسة على اللغة، والساعية لاستيعاب جميع الإثنيات والمذاهب والطوائف، في إطار أمة مؤسسة على اللغة لا القومية (بدول متعددة أو دولة واحدة). الوعي الوحدوي يواجه المؤامرات التقسيمية للأقطار العربية. العروبة تحمي وحدة الأقطار العربية من الفيدرالية والتجزئة.

4- الوعي بضرورة العمل والإنتاج، والتخطيط لمزيد من المشاريع المنتجة والزراعية والصناعية، لضرورة إعادة دوران عجلة الاقتصاد. من مصلحة جماهير الفقراء استمرار العمل اليومي، من أجل الحصول على القوت اليومي.

5- ضرورة إنتاج برنامج اقتصادي لكل الأمة يراعي أوضاع كل قطر عربي، وكل منطقة عربية.

6- أخيراً لا آخراً، استمرار ضغط الثورة في وجه الثورة المضادة وفي وجه المؤامرات.

المؤامرات على بلادنا العربية كبيرة. لا بد للثورة العربية من الارتقاء إلى مستوى مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية معاً. المواجهة المنظمة أجدى.

الأمل أن تتوجه الثورات العربية توجهاً عربياً، وأن تواجه الإمبريالية عالمياً، وأن تبرمج عملها، وأن تنسق أعمالها.

الطريق طويل، لكن لا بد من الوصول. ما عدمت هذه الأمة الوسائل لنيل حقوقها.

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا