<%@ Language=JavaScript %> عبد العزيز المقالح النرويج والتطرف
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 النرويج والتطرف

 

 

عبد العزيز المقالح

 

هل يغير ما حدث في النرويج من نظرة أوروبا إلى الإسلام، ويكون مدخلاً إلى رفع التهمة عن هذه العقيدة السمحاء وما توصف به من تطرف اعتماداً على أن أفراداً من أتباعها يغالون في مواقفهم المتشددة ضد الآخرين؟ يساورني شك في أن الجريمة التي ارتكبها متطرف مسيحي روّع بها الآمنين وقتل العشرات من الأبرياء المسالمين تؤكد أن الإرهاب لا وطن له ولا دين، وأن الصراع السياسي وإن أخذ تسمية دينية لا يعكس سوى مشاعر بعض المتعصبين والعنصريين الذين لا يعرفون حقيقة الأديان ولا يرتقون إلى الفضاء الإنساني والإيماني الذي تدعو إليه وتحض أبناءها المخلصين على الالتزام به وعلى تمثل خصائصه واستيعاب قيمه الروحية والسلوكية كما ينبغي أن تتمثل وتستوعب .

 

وأتساءل هنا: لو كان الجاني الذي ارتكب مجزرة أوسلو قد اختفى أو لم يسجل اعترافه العلني بأنه هو الذي قام بهذه الجريمة النكراء بدافع من تطرفه الديني من ناحية ومن عنصريته ومن موقفه السياسي من ناحية ثانية، أتساءل: لو لم تنكشف الحقيقة بأسرع وقت فما هو نوع الاحتمالات والنتائج التي يمكن أن تترتب على غموض هذا الحادث الإجرامي؟ لا شك أنه في مناخ التهم الجزافية الملقاة على عاتق الإسلام ستكون الأقلية المسلمة في النرويج هي المسؤولة الأولى وأن أصابع الاتهام سوف تمتد أول ما تمتد إليها من جميع الأطراف، فالمتهم جاهز والأدلة لا تهم .

 

وكأني أرى سيارات البوليس وهي تحاصر منازل تلك الأقلية وتفتش غرفها ومطابخها بحثاً عن مرتكبي الحادث، ولا مانع من اعتقال أي عدد من الأبرياء والتشهير بهم وتحريك شهية الآلة الإعلامية التي أصبحت في كثير من الوقائع آخر من يعلم .

 

ولا بد أن نتذكر ونستحضر في أذهاننا على الدوام أنه منذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، والتي لم تعرف حقيقة منفذيها بصورة مقنعة حتى الآن، والجاليات الإسلامية في الولايات المتحدة وفي أوروبا وفي كثير من مناطق العالم عرضة للاتهام وكأنها المتهم الجاهز لكي يلقي عليه الآخرون كل التهم، وصارت لذلك تعاني من خوف دائم، ومن الإدانة المسبقة بذنب لم ترتكبه أو تفكر في ارتكابه . وأسوأ من كل ذلك أسلوب المعاملات التي تحدث لهذه الجاليات في البلدان التي تدعي أنها حامية حقوق الإنسان وحارسة أقانيم الحرية والديمقراطية في العالم . وما أكثر الحوادث التي تحمّلها عدد من المسلمين زوراً وبهتاناً لمجرد أنهم مسلمون، أو أنهم يدينون جرائم الصهيونية التي تُرتكَب في أرض فلسطين التي اغتصبها الإرهاب الصهيوني ولا يزال يسوم أبناءها سوء العذاب .

 

إن الأديان السماوية كما أنُزلتْ من خالقها مبرأة من كل إرهاب، ومن كل ما يلصق بها من تهم بالتعصب والعنصرية، وإذا كان بعض من يدينون بها يقومون بأعمال مخالفة وخارجة عن قيم تلك الأديان التي تدعو إلى الوئام والتعايش وتحترم النفس والإنسانية، فإن ذلك لا ينفي أن ينسب إلى الأديان تهمة العنصرية والتعصب أو توصم بها، والشواهد كثيرة وأحدثها ولن يكون آخرها ما حدث في النرويج من متعصب عنصري مهووس مدفوع بأهداف سياسية مغطاة بقشرة الوطنية والدين .

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا