كتابات حرّة

حقائق عن حياة المجرم

 

أياد علاوي

 


فى عام 1944 ولد إياد علاوى فى بغداد الكرادة ، بعد أن نزحت عائلته من الحلة فى بداية القرن السابق 
الذين هاجروا لأسباب اقتصادية وإثنية ومذهبية الى العراق العائلة بالأساس من أصول إيرانية من منطقة لورستان الغربية منبت العديد من الأكراد الفيلية الشيعية، وأيضا جاء أقسام منهم مع الجيوش  الايرانية الغازية واستقروا فى العراق ، وكانت الجنسية الإيرانية تحميهم من الاضطهاد العثمانى

حسب البروتوكول مع الدولة الصفوية وهى أيضا تقيهم من الدخول فى الجيش العثمانى

لكن عميد العائلة جعفر علاوي كان قد تقدم بطلب خاص الى الملك فيصل الأول فى نهاية 1930لنيل الجنسية العراقية ثمنها الولاء الكامل السياسى للبلاط وتوجهاته السياسية وانخرطت العائلة على أثرها فى النشاط السياسى ، الاجتماعى وأصبحت جزءا من الكتلة المرتبطة مع الحزب السعيدى القائد الفعلى للحياة السياسية للسلطة الملكية ، 
  
فى حكومة وكان عم علاوى الطبيب عبد الأمير علاوى ، وهو والد على علاوى وزير التجارة والدفاع بريمر ، والمرشح حاليا للسفارة فى واشنطن وز يرا للصحة بشكل دائم فى العهد الملكى وهناك علاقات خاصة تربط عائلة علاوى مع عائلة الجلبى وعائلة كنعان مكية تبدأ بالنشاط التجارى ، وتمر عبر قنوات السياسية 

فى السابعة دخل الابتدائية وتخرج منها الى كلية بغداد وهى مدرسة للمرحلتين الإعدادى والثانوى تابعة للإرسالية اليسوعية الأمريكية ، والتى هى جزء من الاتفاقية الثقافية التى أملتها واشنطن على العراق جزءا من موافقتها على انتهاء الانتداب ونيله استقلاله فى العام 1932 ، ووكانت الولايات المتحدة ايضا قد فرضت إتاوة نفطية على شركات النفط البريطانية الفرنسية الهولندية باستيلائها على 23.75 ٪ من النفط العراقى
ولهذا المعهد دوره فى السيطرة السياسية الثقافية على العديد من أولاد النخب المرتبطة مع الرجعية فى العهد الملكى أو التى لديها طموح سياسى 
  
 
فى هذا الصعيد. فى عام 1961 دخل علاوى كلية الطب البشرى فى بغداد بعد أن أتم انتماءه الى حزب البعث فى نفس السنة ، فى الكلية استمر علاوى على نفس الايقاع فى دراسته الثانوية ، طالبا محدود الكفاءة ، يتميز بالشراسة الاجتماعية والعدوانية الشخصية ، وفى حياته السياسية الجديدة كان لا يبارى فى وقاحته ولا يجارى فى مطاردته اليومية لكل الشرفاء والمناضلين بما فيهم عناصر مهمة وجيدة فى حزب البعث كانت قد اختلفت مع الحزب أو عاشت نوعا من السجال الفكرى والنقاش السياسى
 
فى نهاية عام 1962 وحين بدأ الإضراب السياسى الطلابى الشهير الذى قاده حزب البعث عمليا ، وتبين أنه التميهد الفعلى لانقلاب عسكرى كان الحزب يعد له بالتفاهم مع بعض القوى السياسية الأخرى وبالاستناد الى كتل عسكرية تدور فى فلكهم، كان علاوى عضوا صداميا فى هذا الاضراب كسرت  ساقه فى إحدى الجولات مع شرطة قاسم السياسية. وكان علاوى ايضا عضوا مساهما فى الجهاز السرى الحرس القومى لحزب البعث، والذى كانت مناطة به مهمات خاصة مثل القيام ببعض  الاغتيالات الشخصية لرموز النظام القاسمى السياسية أو العسكرية انسجاما مع الخطة الموضوعة للانقلاب

وتؤكد الدكتورة هيفاء العزاوى فى مقالة نشرتها فى كانون الثانى 2004 فى صحيفة لوس انجلوس تايمز بأنها كانت طالبة فى كلية الطب البشرى فى بغداد ، وان علاوى كان معروفا فى حينها بغبائه الدراسى وكونه بلطجيا يهدد الطلبة بمسدسه الشخصى ويتحرش جنسيا بالطالبات ، وأنها عن بمعلومات سلوكياته الشخصية تدينه أخلاقيا وسياسيا تحتفظ  
 
وبعد نجاح الانقلاب فى 8 شباط 1963 كان علاوى بملابسه العسكرية أحد قادة الحرس القومى فى كلية الطب ببغداد والمناوب اليومى ليلا فى العديد من مراكز الحرس المهمة ولاسيما المركز الأساسى فى قصر النهاية ، حيث مكتب للتحقيق الخاص مع القوى المتهمة بكونها معادية للانقلاب وفى مقدمتها الحزب الشيوعى والقوى القاسمية والأحزاب الديمقراطية والقوى الناصرية وبعض الشلل السياسية الصغيرة. وفى قصر النهاية كان يلقب ب طبيب القصر اضافة الى ألقاب أخرى غير سليمة. وكان قد مارس كل أنواع الاضطهاد والعنف الشخصى والسياسى على المئات من المعتقلين فى مختلف مراكز الحرس وأهمها قصر النهاية ، وتحديدا على طلاب المجموعة الطبية الطب البشرى ، طب الاسنان ، الصيدلة ، المعاهد الطبية الفنية
وعلاوى متهم بشكل أساسى بالتعذيب حتى الموت للعديد من العناصر السياسية الناشطة فى تلك الفترة ومن أهمهم : محمد الوردى ، فيصل الحجاج وصباح المرزا الطالبة فى كلية الطب البشرى ، والثلاثة من القيادات النقابية والسياسية للحزب الشيوعى العراقى ، وهم إضافة الى وضعهم النضالى السياسى يمتازون ايضا 
بالخلق الكريم والثقافة الواسعة والمنبت العائلى النبيل
  
وكان علاوى فى ساعات دوامه القليلة فى الكلية نموذجا للشرطى المطارد لكل الطلبة الذى يختلفون معه سياسيا أو شخصيا ، واعتقل بعد الانقلاب وحاول الانتحار
وقد أطلق سراحه بعد فترة اثر وساطة عائلية وسياسية خاصة كان لأحمد حسن البكر دوره الرئيسى فيها ، ومن تلك الفترة ارتبط مصير علاوى مع البكر وأعوانه ومنهم صدام حسين ، وحين شكل الأخير جهاز حنين الأمنى السرى للإرهاب والاغتيال 
  
كان علاوى أحد عناصره الاساسية ، وقد نفذ بكل أمانه تعليمات الجهاز ومعه العديد من كوادر الحزب الطلابية فى الجامعة أو فى مناطق وحارات بغداد. وفى نهاية 1966 ، ووبعد أن قتل عبد السلام عارف فى حادثة الطائرة الشهيرة ، وبعدها فى عام 1967 وبعد نكسة حزيران  ، حاولت القوى السياسية الوطنية الانتظام فى جبهات وتحالفات عريضة لمواجهة استحقاقات هذه النكسة الكبيرة ومن أجل خلق وتطوير عمل جماهيرى عريض ، إلا أن عصابات الحزب وفى مقدمتهم علاوى فى الجامعة كان لهم الدور الريادى فى تحطيم هذه النشاطات وملاحقة المناضلين فى أروقة الجامعة وفى شوارع المدينة بل حتى الى بيوتهم وعندما قرر المناضلون تلقين هؤلاء دروسا فى الوطنية والأخلاق لجأ علاوى وزملاؤه الى الشرطة العلنية والسرية محتمين بها وليتعاونوا وينسقوا معها بشكل مخجل ومنحط ولينظر الناس إليهم بكونهم أدوات رخيصة بيد السلطة المستبدة وأجهزتها القمعية البوليسية
وفى 17 تموز 1968 كان لعلاوى دوره الرمزى مع عدة شلل وخطوط أمنية من حنين فى نجاح الانقلاب واستتبابه السياسى لاسيما بعد التخلص من جناح الداود النايف وسيطرة الحزب النهائية على السلطة ، 
  
وكان علاوى مقربا من البكر الى درجة أن الأخير منحه غرفة خاصة فى القصر الجمهورى وسعى  بصورة ملحة لتسهيل نجاحه وتخرجه من كلية الطب بالتأثير على وزير الصحة حينذاك الدكتور عزت مصطفى ، والقريب جدا من البكر ، لكن الخلافات بين علاوى وصدام قد ظهرت الى العلن ، والسبب أن صدام كان لديه هاجس من بعض العناصر ومنهم علاوى التى تحاول التسلق بسرعة السلم الحزبى وأن تلبس رداء خاصا أكبر من إمكانياتها الفعلية
  
 
وكان الحل بإرسال علاوى الى الخارج وتحديدا الى لندن ، حيث يمكنه إكمال دراسته الطبية العليا ، والاشراف على تنظيمات الحزب الطلابية والمخابراتية ، وقد منح صلاحيات واسعة وإمكانيات مادية غير محدودة ، وفى لندن تعرف على مصادر المال والمخابرات والحياة السرية الأخرى ، ومن خلال هذه الغابة الجديدة ، كانت المعلومات حوله تصل الى بغداد بالتفاصيل ، لذلك سارعت الأجهزة الأمنية فى عام 1978 الى محاولة تصفيته جسديا فى سكنه الخاص فى منطقة كينغستون التايمز الشهيرة ، 
  
  
والتى كانت قد أنجزت دراستها الطبية معه ايضا ،  وكان مع علاوى زوجته المسيحية عطور دويشة وتمكن والد زوجته من انقاذه من براثن الموت ونقل الى أحد مستشفيات المخابرات البريطانية إيرلندا فى 16 م ، ليرقد هناك أشهر عديدة تحت الحراسة الأمنية الخاصة
يبدو أن هذه الحادثة كانت حاسمة فى تعبيد الطريق أمام علاوى نحو إقامة علاقة خا صة مع الأجهزة الأمنية السياسية البريطانية أولا والأمريكية ثانيا. لكن بعض الأخبار الخاصة تشير الى عكس ذلك ، فبعض المقربين من علاوى يؤكدون أنه كان لديه صلات مع المخابرات الأمريكية منذ دراسته فى كلية بغداد حيث جنده أحد الآباء اليسوعيين فيها. وأن أباه الروحى هذا كان قد انتقل بعدها الى واشنطن حيث سلمه بعد ذلك الى أحد المحطات المهمة فى بغداد ، وفى لندن استعاد علاوى بشكل حر علاقته المخابراتية 
 
حيث أدت إحدى أخطائه المالية الشخصية الى أن يقع فى كمين أمنى للسلطة مما أدى بالقيادة السياسية الى استدعائه فورا الى بغداد ولكنه رفض بشدة وتحد ، مما دفع بالسلطة الى محاولة التخلص منه فورا

بعد شفائه من محاولة الاغتيال كان علاوى قد فقد زوجته التى هجرته ، وعلاقته مع الحزب بوضعه السياسى السابق ، لكنه تمكن بفضل صلاته الاجتماعية من استعادة نشاطه الشخصى والانغماس فى العمل التجارى أساسا وفى الفعالية السياسية الثانوية وبحذر شديد
والدة علاوى لبنانية من عائلة عسيران ، وخالته ناشطة اجتماعية ومعروفة فى الوسط البيروتى ، وقد تزوجت من رجل أعمال يسارى هو فاروق الطائى ، وكان صديقا شخصيا للكثير من القيادات السيا سية العراقية فى السلطة وخارجها ، وكانت صلاته ايضا متينة مع بعض العناصر القيادية البارزة فى ا لإعلام والسياسة فى بيروت وبغداد وكانت لعائلة عسيران وزوجها صالون سياسى مفتوح فى بغداد  1978 ولندن ، وفى أيام العز التحالفى بين البعث الحاكم والحزب الشيوعى العراقى بين سنوات 1972  .  بعد تلك السنوات هرب الجميع الى خارج العراق ومنها لندن المأوى الجديد
 
وهكذا كانت هذه العلاقة العائلية زخما جديدا فى نشاط علاوى وطموحاته الخاصة لاسيما حقده الخاص على صدام وشلته ، لكن علاوى لم يتمكن من بناء عمل خاص له فى الثمانينيات لأن الحلفاء الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن ودول الخليج كانوا يدعمون صدام حسين فى حربه الضروس مع ايران، واستفاد علاوى تجاريا من هذه الحرب بصورة مباشرة أو غير مباشرة مثل القيادات الأخرى هانى الفكيكى ، صلاح التكريتى  ، أحمد الجلبي متنقلا بشكل بين لندن والخليج والأردن  وبحماية بريطانية خاصة. وقد فضحه مؤخرا المهندس اليمنى عبد الله جشعان حيث رفع ضده دعوى قضائية بتهمة الاحتيال وفتح مكتبا تحت يافطة تجارية مهمته جمع المعلومات حول اليمن كما ذكرت  صحيفة الوحدوى الناصرية وكان المكتب يمثل شركة سميث عبر البحار للتوكيلات العامة. وكان يتعاون معه تجاريا شقيقه صباح علاوى ، المرشح حاليا للسفارة فى السعودية ، المرتبط مع إحدى المنظمات الاقليمية التابعة للأمم المتحدة والذى استطاع أن ينسج علاقات خاصة مع بعض البلدان الخليجية ومنها السعودية ، 
  
وكان صباح صلة الوصل بين أخيه والسعودية والأردن من الجهة الأخرى. فى نهاية عام 1989 قرعت ال مي 6 جرس العمل فى حياة علاوى وطلبت منه مباشرة العمل ببناء تنظيم سياسى علنى معارض والبدء بالنشاط المطلوب. تعاون علاوى مع العديد من عناصر المعارضة البعثية السابقة فى هذا المضمار ، مقدمتهم وفى : صلاح عمر التكريتى عضو مجلس الثورة سابقا ووزير الإعلام ، اسماعيل غلام عضو قيادة تنظيم سوريا ، تحسين معلة القيادى البعثى يالقديم ، صلاح الشيخلى مدير البنك المركزى سابقا ، سليم الإمامى العسكرى السابق البعثى. 
  
 
فى هذه الأثناء انفجرت أحداث المنطقة بعد الدخول العراقى الى الكويت. ازدادت نشاطات علاوى وامتدت لإقامة علاقات جديدة مع الأردن ، السعودية ، دول الخليج ، تركيا ، وأخيرا الى مصر أيضا. وكان قد زار مصر بشكل سرى فى 10 كانون الثانى 1991 وبدعوة خاصة من وزارة الخارجية المصرية والتقى مع كبير مفاوضيها حينذاك عمرو موسي كان الوفد يتألف من علاوى وصلاح التكريتى ، حيث وضع الأسس السياسية للعلاقة بين الوفاق الوطنى للعراق وبين الخارجية المصرية ، وكان الطرفان مقتنعان بأن الحرب القادمة فى 17 كانون الثانى 1991 ستكون هى النهاية الحاسمة لنظام صدام حسين 
  
 
لكن حسابات البيدر المصرى لم تتطابق مع الحقل العلاوى ، وانكفأ الوفاق الى المحور السعودى ، وشارك بالتعاون مع المعارضة الكردية والإسلامية التابعة لإيران فى مؤتمر مارس 1991 فى بيروت
كان المؤتمر فاشلا فى كل متابعاته وقراراته ، وبعد هذا التعثر لجأ الأكراد الى بغداد للتفاهم معها. وذهب تنظيم الوفاق العلاوى والشلل الأخرى الى الولايات المتحدة لنيل المساعدة المادية واللوجستية ، 
  
 
وكان المحور الأساسى فى هذا الميدان : أحمد الجلبى ، وللأخير صلات عائلية خاصة مع علاوى ، فالطبيب عبد الأمير علاوى عم إياد علاوي متزوج من أخت الجلبى الكبيرة ، وأحمد الجلبى متزوج ايضا من عائلة عسيران اللبنانية وهم أخوال علاوى ، لكن هذه الصلات العائلية والتجارية ايضا والمذهبية الشيعية قد أسست ايضا علاقة الحب ، الكراهية المشهورة بين الطرفين ، اذ أن الطموح الشخصى لكليهما والمزا ج الخاص يمنع عمليا من التعاون الهادئ والمتوازن بين الطرفين ، ناهيك من أن الجلبى يعتبر أن عائلة علاوى هامشية فى حياتها الاجتماعية ودورها السياسى كما انه يكن كراهية خاصة للبعثيين ويعتبر علاوى جزءا لا يتجزأ من هذه المادة الكريهة 
  
، لكن المصالح المشتركة والارتباطات الدولية الخاصة كانت عونا لهما فى التغلب على المنافسة وتجاوز الصراع والحساسيات اليومية ، وحين استقر الجلبى مع المحافظين الجدد فى واشنطن تحديدا بول وولفويتز ، وليم كريستول ، دوغلاس فايث ، ريتشارد بيرل ، مايكل ليدين ، جيمس وولسى وشلة مركز الدراسات الأمنية اليهودية جنسا لتشكيل المؤتمر الوطنى العراقى 
 
فى تموز 1992 كان لعلاوى دوره الخاص فى هذا العمل ، وكان لعلاوى صلات جديدة بعد حرب 1991 ، فقد انفجرت الانتفاضة مباشرة بعد انتهاء الحرب ، وفشلت من تحقيق أهدافها ، 
 
وبعد الهزيمة هرب المئات من المدنيين والعسكريين البعثيين الى خارج العراق ، وكان علاوى هو الخلاص بالنسبة إليهم لأسباب سياسية وشخصية وطائفية ، ونذكر منهم العسكريون من أمثال فارس الحاج حسين ، توفيق الياسرى ، سعد العبيدى ، نجيب الصالحى ، مهدى الدليمى ، وفيق السامرائى عبد الله الشهوانى ، ومنال ياسين آرشد توفيق ، حامد الجبورى ، غسان العطية ، هشام الشاوى ، وقد تعاون هؤلاء جميعا مع الوفاق الوطنى العلاوى أو مع الجلبى ، لكن هذا التعاون انفرط عقده فى عام 1993 ، فمن جهة اختلف علاوى مع صلاح التكريتى ، لأن الأجهزة الأمريكية رفضت التعاون مع التكريتى بخلاف السعودية لكونها متأكدة بأنه كان أحد المشرفين على شنق اليهود علنا فى عام 1969 فى بغداد ، لذلك فإن الانقسام حدث فى الوفاق الوطنى ، وانسحب التكريتى مع راشد الحديثى وبعض القيادات الوسطية الأخرى وشكلوا الوفاق الديمقراطى
استمر العلاوى فى تعاونه مع ال وكالة الاستخبارات المركزية وتصاعد نشاطه فى تلك السنوات ، فبالتعاون مع الأجهزة الأمريكية ومن خلال وجود مكتب خاص له فى شمال العراق استطاع علاوى إرسال بين 1992 1995 العديد من السيارات المفخخة الى بغداد ، والقيام بعدة تفجيرات منها فى باص طلابى وفى إحدى دور السينما وكذلك فى مدينة ألعاب للأطفال 
.
ويقول ضابط المخابرات السابق روبرت باير بأن علاوى كان غير كفء فى هذه النشاطات وإنه كان جشعا فى نواياه المالية كما ان باير يشك بأن لعلاوى صلات خاصة مع المخابرات العراقية ، ويعلق كينيث بولاك المحلل السياسى الهام وعضو مجلس العلا قات الخارجية الأمريكية على اهتمام الأجهزة الأمنية الأمريكية بعلاوى بأنه يتماشى مع المثل الشهير أرسل حرامى للقبض على حرامى
  
 
لكن صموئيل بيرجر الخبير الأمنى المتميز والمستشار الخاص لدى بيل كلينتون يعتقد بأن علاوى أقل حيوية وأهمية من الجلبى وأن الظروف الخاصة هى التى دفعت بالجلبى الى الوراء حاليا ، وذلك لأن علاوى كان فاشلا فى كل المهمات التى قام بها فى أعوام 1992 1995 ، بالرغم من أن علاوى يدعى أن لديه الاتصالات الواسعة مع الطائفة الشيعية من جهة أو الجهاز العسكرى البعثى أو المدنى من الجهات الأخرى. ويعتقد بيرجر بأن المخابرات الأمريكية كانت لا تطمئن الى الجلبى لطموحه العلنى وتصرفاته الحادة المستهترة ، مما 
دفعها الى الاعتماد دوما على ركيزة صغيرة مثل العلاوى ، لا يتناطح ولا يشكل خطورة خاصة
  
 
وكان ذروة الفشل العلاوى فى عام 1995 ، حيث أخفق فى قيامه بمحاولة انقلابية عسكرية على أثرها اتصلت المخابرات العراقية علنا بالمحطة الأمريكية فى عمان وأخبرتها بالكارثة! وبعد ذلك شكل علاوى مكتبا خاصا للوفاق مع إذاعة حزبية سرية موجه نحو العراق فى الأردن عمان وبرعاية مباشرة من قبل الملك حسين والأجهزة الأمني ة الأردنية ، وكان هو التنظيم الوحيد المسموح به فى الساحة الأردنية ، 
  
ويعتقد عبد الكريم الكباريتى رئيس الوزراء الأردنى السابق أن فشل علاوى مرده الى أن تنظيماته مخترقة بشكل جيد من قبل المخابرات العراقية المتدربة. لكن السبب الأساسى الذى جعل الأجهزة البريطانية والأمريكية برأى الخبير بيتر سيموندز ، تثق بعلاوى هو أن الأخير كان قد أقنعهم بأنه يمكنه من أشخاص آخرين موجودين فى الحزب والجيش من ارجاع الحزب مرة ثانية الى طريق التعاون مع أمريكا والغرب بعد أن اختطف صدام الحزب والسلطة
  
 
كذلك فإن علاوى ومنذ عام 1998 حيث سن قانون تحرير العراق من قبل الكونجرس الأمريكى ، بدأ يسرب الوثائق الخاصة والمعلومات السرية بخصوص : 1 النشاطات السرية للمشروع النووى العراقى 2 العلاقات الخاصة بين النظام العراقى وتنظيمات القاعدة الأصولية. وقد فضح الصحفى مارك هوسينبال هذه الأكاذيب مؤخرا ، وقد نشر المذكور بأن الضابط المنشق العقيد الدباغ هو الذى سرب وثيقة مزيفة حول كون أن النظام العراقى قد نقل أسلحة الدمار الشامل الى الخطوط الأمامية فى بداية عام 2002! وقد أشارت جريدة الديلى تلجراف الى أن هذه المعلومات سربها جهاز علاوى الى الإدارة البريطانية ذاكرا أن النظام قادر على شن هجوم عام خلال 45 دقيقة

. 
وحين سأل المعلق توم بروكاو قبل فترة علاوى فى محطة بى بى سى عن جدوى الحرب فى العراق الذى لا يملك أسلحة دمار شامل ، وكانت صحيفة الاندبندنت البريطانية قد نشرت تفاصيل ذلك فى  صفحاتها فى عام 1997وأن تقرير الكونجرس يؤكد عدم وجود صلة بين العراق والقاعدة أجابه بصلف بأن الحرب أساسية ضد الارهاب وبأن للعراق صلات مهمة مع القاعدة بدأت من السودان وأنه متأكد من ذلك. 
 
وحين سأله عن الممارسات التى تحدث فى العراق ، أجابه ايضا بنفس الوقاحة بأن للعراق تقاليد خاصة تختلف عن مفاهيم الديمقراطية لديكم
سارع علاوى الى معالجة الفضيحة بتسجيل نقاط جديدة لصالحه فى هذا الصراع الخفى والدائر بين قادة الأجهزة الأمنية الأمريكية فى مختلف الادارات الخاصة
 
توصل علاوى الى تفاهم خاص مع صهره نورى بدران المستشار الخاص علنا فى السفارة العراقية فى موسكو ، والذى كان عمليا المسئول الأول لقسم المخابرات العراقية فى أوروبا بأجمعها. وانشق الأخير حاملا معه معلومات مهمة للمخابرات البريطانية والأمريكية. فى عام 1996 كان الجلبى قد هزم ايضا مع الطالب انى فى عملية اربيل الشهيرة ودخول الجيش العراقى إليها وإعدام المئات من قيادات الجلبى. تساوى الكل فى الفضائح

دخل علاوى الى مجلس الحكم الذى تعين فى 13/7/2003 وانتخب ضمن 9 من هيئة الرئاسة الدورية لمجموع المجلس ال 25 والمنصب ضمن المحاصة الطائفية والعرقية التى سنها بريمر وبالتعاون الكامل مع لجنة ال 100 التى شكلها البنتاجون فى نيسان 2002 باشر علاوى بعد تعاونه مع بريمر فى رئاسته للجنة الأمنية لمجلس الحكم فى بناء جهاز أمنى خاص للمجلس ومرتبط مع الجهاز الأمنى لسلطة الاحتلال المؤقتة
 
يؤكد الصحفى كيرت ميكو والمعلق الشهير روبرت دريفوس وصاحب التحقيقات المتميز سيمورهيرش بأن علاوى وبالتعاون مع جورج تينيت مدير  وكالة الاستخبارات المركزية باشرا فى بناء جهاز سرى لفرق الموت الخاصة ضمن برنامج خاص شبيه بالجهاز الذى بنى فى فيتنام عام  1968، والذى أنشئ حينها ضمن برنامج يسمى فينيكس ،وقد أعطيت لعلاوى تغطية مالية ، وبالتعاون مع بريمر تصل الى حدود 3 مليارات من مجموع 87 مليارا وضعت فى خدمة إعمار العراق؟! وقد غسلت أموال هذا الجهاز الخاص ضمن لائحة الاعتماد المالية للقوات الجوية الخاصة الأمريكية فى العراق ، وكان العدد الأسا سى لهذا الجهاز يحتوى على 275 ضابطا من  وكالة المخابرات المركزية مع بضعة أنفار من العراقيين المتعاونين مع الأجهزة الأمنية العراقية السابقة ، وبقيادة الضابط المنشق ابراهيم الجنابى. وكانت الخطط الملائمة لهذا الجهاز قد وضعت منذ كانون الأول 2003 ، 
  
 
وحين زار علاوى مقر  وكالة المخابرات المركزية الامريكية فى فيرجينيا فى الولايات المتحدة. ويبدو أن علاوى قد استمع فى زيارته تلك الى نصائح عديدة من قبل الوكالة  ، فقد بدأ على أثرها بكتابة المقالات المتتالية فى الصحافة الأمريكية الواشنطن بوست ، نيويورك تايمز ، الوول سترتي والصحافة الخليجية الاتحاد ، وكان الهدف الأساسى من المقالات هو الإشادة بالأجهزة الأمنية الأمريكية والدفاع عن نشاطاتها ضد الارهاب (المقاومة) كذلك وجه نقدا خاصا لحل الجيش والأجهزة السابقة والنشاطات المحمومة التى تقوم بها لجان اجتثاث البعث بقيادة الجلبى وأعوانه
 
كتبت ميلنداليو فى مجلة نيويوزويك فى مطلع يونيو المنصوم ، وهى قريبة من بعض الدوائر المحسوبة على المخابرات المركزية بأن ما حدث فى بغداد هو الأقرب الى الانقلاب الصامت ، فقد نجحت المخابرات فى القضاء على نفوذ الجلبى نهائيا وتمكنت من فرض علاوى فى رئاسة الوزارة المؤقتة وبالموافقة الفورية من قبل بريمر الذى شعر بأن وجوده أصبح ثقيلا ورغب فى الهروب من العراق بسرعة
  
 
وقد أجبرت المخابرات أمراء الحرب الأكراد والملالى الشيعة وبعض النصابين من التجار أمثال سمير الصميدعي والضباط 
السابقين على التوقيع على وثيقة الانقلاب ، وبالرغم من تأييد الأمم المتحدة المهزوم لهذه الخطوة فإن الابراهيمى الذى فشل فى ايصال ممثل للتكنوقراط الى الرئاسة الدكتور العالم الفيزياوى حسين الشهرستانى والقريب من المرجع السيستاني قد فضح فصولا من هذه المهزلة ، فقد كشف الابراهيمى بأن مجلس الحكم المأمور وافق على كل القرارات بانصياع تام وان كل المحاولات التى بذلت علنا لتصوير العكس هى فاشلة وتنخرط فى إطار الدعاية الأمريكية سيئة الصيت وهو يعرف جيدا الابراهيمى بأن هذه الشلة المتواطئة من أجل الحصول على المغانم السياسية والمالية هى جزء أساسى من إدارة الاحتلال بجوانبه السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية ، وأنهم بذلك يستحقون علاوى البعثى السابق والمخابراتى الحالى ، 
  
 
وببساطة وحسب أحد المقربين من الابراهيمى فإنه بالنسبة للشارع العراقى ، فقد جمع أسوأ الصفات ليكون رئيسا للوزارة فى ظل الاحتلال الأنجلوسكسونى ، وهو يلخص الرأى الذى صدر عن الملك الأردنى عبدالله الثانى ، بأن العراق بحاجة الى رجل قوى مثل علاوى ، يجمع بين الكفاءة المخابراتية والحس الغرائزى فى حل الأمور السياسية بالقوة والقتل الفورى ، وما الحادثة التى جرت بعد أقل من ثلاثة أسابيع من تسليم مهامه كرئيس للوزراء مؤقت ، ما هى إلا مؤشر على هذه الإمكانيات التى كانت لديه تفجرت مباشرة مع الانفجارات الهائلة للانتفاضة الشعبية المسلحة فى الكثير من المناطق فى البلاد وفى مقدمتها الفلوجة ، الموصل ، بهرز ، بعقوبة ، بغداد ، النجف ، الكوت ، الناصرية ، العمارة ، البصرة ، وكربلاء. فقد فضح مراسل جريدة سيدنى مورننخ هيرالد الاسترالية ومجلة أيج المعروفة بول ماك جو حادثة رهيبة تقشعر لها الأبدان جرت فى مجمع أمنى فى ناحية العامرية فى غرب بغداد ، وقد أجرى المذيع القدير ماسكين ماك كيو من إذاعة وتليفزيون هيئة الإذاعة الاسترالية مقابلة مع الصحفى المذكور ، حيث كرر بالتفاصيل ما نشره فى الجريدة المذكورة ، وتحدى الصحفى الأجهزة الأمنية والإعلامية التابعة لعلاوى بتكذيب ذلك ، 
 
وملخص الحديث والحادثة ان علاوى ذهب الى المجمع الأمنى فى العامرية بزيارة ميدانية مفاجئة يرافقه وزير الداخلية فلاح النقيب. كانت الزيارة فى حدود الأسبوع الأخير من حزيران الماضى. فى المجمع اجتمع علاوى مع مدير المجمع الجنرال رعد عبد الله ومجموعة من الشرطة الجدد ، وأكد لهم أهمية استعمال أسلوب القسوة العالى فى التعامل مع الارهابيين وأن علاوى وحكومته عازمة على حماية الشرطة من أى محاولة للانتقام منهم. ولكى يثبت لهم مصداقية قراراته وتفسيراته والتزاماته اندفع شاهرا مسدسه الشخصى وملوحا به باتجاه ميدان المجمع ، حيث أمر بحبس مجموعة من الإرهابيين! عددهم 7 وضعوا الى الجدار مكبلى الأيدى ومعصوبى الأعين. بادر علاوى الى اطلاق النار على رؤوس هؤلاء المعتقلين حيث سقط ستة منهم ، وبقى السابع مغمورا بدمائه. كان الصحفى الاسترالى قد استمع الى أحاديث شخصية مختلفة وبطريقة خاصة والى تفاصيل متشابهة

وذكر الشاهدان كيفية نقل الجثث ودفنها فى الصحراء القريبة لسجن أبو غريب المشهور ، ومن الأسماء التى ذكرت فى الشهادة : أحمد عبد الله الأحسمى ، عامر لطفى محمد القدسية ، والثالث هو وليد مهدى أحمد السامرائى وقد أكد الشاهدان بأن وزير الداخلية فلاح النقيب كان يريد الإجهاز على المعتقلين وتحديدا السامرائى ، لأنهم كانوا قد شاركوا فى نسف بيت النقيب فى سامراء وتصفية العديد من حراسته الشخصية

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

مواضيع متنوعة

يا صبر أيوب

إحدى روائع
الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد

إلى جوقة المنطقة الخضراء

     تمهلوا

 قصيدة بقلم شاعرها

حوار بين طفل فلسطيني و آخر يهودي

يحصل على جائزة أفضل كاريكاتير في أمريكا

مجرم الحرب دونالد رمسفيلد في

زيارة الى أحد الفنادق في واشنطن

مقطع من فيلم فيديو

____

كاريكاتير

 

ماهو رأيكم بالوضع السياسي ؟

 

__

فتى عراقي يفك رموز معادلة

 برنولي الرياضية

______

حول تقرير برنامج الامم المتحدة للبيئه

 لتقييم المناطق الملوثة في العراق 2005

لمصلحة من يتم تجاهل التلوث

 الاشعاعي في العراق؟؟

الجزء الأول

إعداد عزام محمد مكي

حول تقرير برنامج الامم المتحدة للبيئه

 لتقييم المناطق الملوثة في العراق 2005

لمصلحة من يتم تجاهل التلوث الاشعاعي

 في العراق؟؟

الجزء الثاني

إعداد عزام محمد مكي

________

كاريكاتير

ديمقراطية وحرية وسلام

 

 

 الصفحة الرئيسية | مقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | أرشيف الأخبار | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

صوت اليسار العراقي

 

تصدرها مجموعة من الصحفيين والكتاب العراقيين

webmaster@saotaliassar.org    للمراسلة

 
من الصدف الجميلة ان يدق لي عود المشنقة في نفس المكان الذي كنت اثير منه المظاهرات الوطنية

الشهيد حسين محمد الشبيبي

الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق

الرفيق الخالد فهد