<%@ Language=JavaScript %> نضال بشارة رواية هاشم غرايبة "القط الذي علمني الطيران" نشيداً ضد الكراهية وأيقونة ضد فظاظة النظام
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

تنقل بين سجون الأردن فجاءت روايته "القط الذي علمني الطيران"

 نشيداً ضد الكراهية وأيقونة ضد فظاظة النظام

 

هاشم غرايبة: أعترف أننا هزمنا لكن أفكارنا لم تهزم وقد استعادها الشارع العربي اليوم

 

نضال بشارة

 

تضم المدونة السردية للروائي الأردني هاشم غرايبة الروايات الآتية: بيت الأسرار، رؤيا، المقامة الرملية، الشهبندر، بترا (ملحمة العرب الأنباط)، بترا (أوراق الكتبا)، فضلاً عن كتب أخرى في القصة والمسرح والنقد وأدب الأطفال. صدرت له في مطلع العام عن دار فضاءات للنشر في عمّان رواية "القط الذي علمني الطيران"، وصدرت في طبعة ثانية بعد أربعة أشهر، وهي مهداة إلى روح محمد البوعزيزي.. وللإرادة الحرة. عن أسباب هذا الإهداء واقتباسه من صاحب "ويكليكس"، وعن أسباب اختياره المكان الذي سجن فيه واستوحى من نزلائه شخصياتها مكاناً لتوقيعها، وعن أسباب عدم تحبيذه لأدب السجون، ومفاصل أخرى، هذا الحوار: ÷ السجن الذي أنبت لك خيوط روايتك تحوّل إلى متحف، ما الذي اختلف لديك تجاه المكان الذي حرصت على إقامة حفل توقيع روايتك فيه؟ } الرائحة! فالمكان كما تعرف ليس أبواباً وحجارة فحسب، المكان رائحة أيضاً. للسجن رائحته المعششة في الذاكرة. للأرواح التي سكنت المكان رائحتها التي افتقدتها. أثناء حفل التوقيع حضر عدد من شهود التجربة. حضورهم طرح سؤال "المتحف": لماذا لا يكون المكان "السجن" متحفاً لذاكرته ذاتها، للناس الذين عاشوا فيه، للأسماء والأثاث وللرسوم والكتابات التي كانت محفورة على جدرانه؟ هو اليوم متحف لمقتنيات دائرة الآثار العامة تجمع فيه تحف أثرية من حقب تاريخية تمتد للعصر البرونزي، ولا صلة لها بخصوصية المكان: إربد، التل، دار السرايا العثمانية، السجن المحلي!!.. لو صارت دار السرايا متحفاً لتراث المكان نفسه لكان أكثر حميمية وأكثر جاذبية للناس. لكن السلطة قصيرة النظر غالباً. يومها – يوم حفل التوقيع - تجلت المفارقة الفاضحة بين ذاكرة السلطة، وذاكرة الروائي. السلطة تسعى لأن تمحو، والروائي – الرواية – تسعى لأن تثبت. ÷ تحوي روايتك على شخصيات متنوعة منها الملتزم حزبياً، ومنها الانتهازي، ومنها الفاسد الذي يستفيد من كل الأجواء، والسؤال كيف ترسم الخطوط الأولى لشخصيات رواية لك، وهل تولد مع الاسكتش الأول للرواية أم أن حضور هذه الشخصيات في الحياة هو الذي يولّد فكرة الرواية؟ } لما بدأت بالكتابة كلهم حضروا. معفرين بخطاياهم وبطولاتهم والغبار، لابسين عريهم في وضح النهار، تراكضوا نحوي! كيف؟ لا أدري. الغائبون والحاضرون، السجناء والسجانون، الأموات والأحياء، القتلى والشهداء.. الصغار والكبار، الذكور والإناث.. كلهم أتوا. لقد سجنت سبع سنوات ونصف السنة جُلت خلالها معظم سجون الأردن: فأتوا من سجن إربد، وسجن المحطة المركزي، وسجن الجفر الصحراوي، وسجن الطفيلة، وسجن سواقة، أتوا.. لما لملمت رفاق السجن من الذاكرة ومن قصاصات الورق المصفرة في حافظتي، قفز من بينهم "القط" وتربع على (الكي بورد)! ابتسمت له وقلت: الملائكة والشياطين وجهان لعملة واحدة. مجرد أن قررت ذلك حضر عساف، ثم الختيار، والشكيك، وأبو حديد والكرزم وأبو زهرة، وتراجعت صور الرفاق والأصدقاء المناضلين والزعماء السياسيين فهؤلاء ملائكة، شخصياتهم لم تغرني بنبش دواخلها. هكذا ولدت شخصيات هذه الرواية التي جعلتني أقصِر روايتي على تجربة السنة الأولى في سجن إربد المحلي المخصص لسجناء المحاكم المدنية. حرية السرد ÷ الراوي المثقف هل لإثراء الرواية أم لتقديم وجهة نظر الروائي؟ وهل ما دوّنه البطل من أحداث حياته داخل السجن يدفعنا للسؤال لمن كانت الغلبة للشخصيات الوثائقية، أم للتسجيلية التي تسجل عادة موقفاً ما، بخلاف الأولى؟ } هو كذلك، الراوي بوعيه عام 2011 يكتب عن تجربة سجنه عام 1977. أقتطف من الرواية: "أنا الراوي "هاشم غرايبة"، كنت أقلّب أوراق كُنّاشٍ مُصْفرّة كتبتها قبل ثلاثة وثلاثين عاماً، فطارت من بينها زهرة ياسمين مثل فراشة بلون التبن لتحطّ على كفي، وتصل روحي بخيط من شذى الياسمين مع زهو الشباب، وزمن الإلهام، ودفء الحلم، وقدسية الكرامة الشخصية.. فسطع حبر الكوبياء موقظاً الذكريات الغافية في كف الزمن..". الهاجس الأساسي في كل أعمالي هو هاجس الحرية: الحرية الداخلية للفرد، وحرية الاختيار، وحرية الاعتقاد والقول، وحرية التعبير مقترنة بحق التغيير، وحرية السرد في تشكيل بنيته بلا تكلف. فهذه الرواية تعتمد في مادتها الأساسية على التجربة الشخصية، وفيها ملامح السيرة الذاتية، وتستعيد الأحلام الكبرى في الوحدة العربية، وتحرير فلسطين، والعدالة الاجتماعية، لكنها في النهاية عمل إبداعي يعتمد التخييل في بنائه. ÷ وهل يمكن اعتبار الرواية تدويناً لمرحلة هامة من ذاكرة الوطن أم مراجعة لتلك المرحلة؟ } كما أسلفت منذ قليل هي عمل روائي يعتمد التخييل في بنائه الفني انطلقت شرارته من استثنائية الصداقة بين لص كهل لقبه القط (صاحب خبرة بالسجون وبالحياة)، والفتى عماد (السجين السياسي الغض)، وتتشعب الرواية في عالم يبدو فيه الناس مكشوفي السريرة، أرواحهم مشرعة الأبواب، مخلّعة النوافذ. لم اقصد التأريخ لمرحلة أو مراجعة تجربة بل ذهبت لاستقصاء حالة إنسانية يبدو فيها السجان والسجين أسرى لفظاظة النمط العام، ويبدو الملائكة والشياطين وجهان لعملة واحدة، فنتعرف على بشر يعيشون في عالم مختلف عما ألفنا، وشديد الالتصاق بما نعرف في الوقت ذاته!. هي بالنسبة إلي نشيد ضد الكراهية بين البشر الخطائين، وأيقونة ضد فظاظة النظام المسيطر برمته. إنها كتابة تنحاز للكبرياء الإنساني، وتعلي الكرامة الشخصية. ÷ اختيارك اسماً تراثياً لـ (اللص) يدفع بالسؤال عن سبب هذا الاختيار؟ } لأن القط علمني الطيران!.. القط / اللص شخصية معروفة لأجيال متعاقبة من السجناء في الأردن. كان صديقي وتعلمت منه الانحياز للحياة. وقد اخترت العنوان عندما اخترت السجناء الخطائين لينهضوا بروايتي. لما أنهيت الرواية، حاولت اختيار عنوان آخر، أكثر رصانة حسب تعبير أصدقائي الذين قرأوا الرواية قبل الطبع، مثل (كهف الأسرار، الكناش، بيت الخالة، كوبيا، دار السرايا..)، لكني لم أجد لأي من العناوين المقترحة ما يزحزح العنوان الذي اخترته، ولم أجد صورة أصدق من الطيران نقيضاً للسجن. مراجعة شجية للذاكرة ÷ ما الذي أضافته روايتك لأدب السجون، أو بماذا تعتقد أنها تختلف عن سابقاتها، وهل ترى في تصنيف أدب السجون إنصافاً؟ } لست معجباً بأدب السجون، فلم تعجبني رواية "شرق المتوسط" على سبيل المثال، ورأيي الشخصي لا يقلل طبعاً من أهمية الروائي عبد الرحمن منيف. كذلك لم تشدني تجارب اليساريين والإسلاميين في الكتابة عن السجون. الكتابة عن السجن ليست مناحة وعويلاً، واستحضار التجربة المرة ليست ضرباً من المازوشية! نعم هذا سرد روائي مختلف عما ألفنا من أدب السجون، فهي تبتعد عن التذمر والشكوى، وترصد دفق الحياة القوي ينبض في أعتم زوايا السجن، ومراجعة شجية للذاكرة وهي تتمدد عبر الزمان والمكان، وإضاءة لقنديل الحزن الشفاف في روح السجين. فيكون الامتحان الصعب ليس لانتمائه السياسي، بل لروحه المتمردة. الحياة فيها مرارة وبهجة سواء كنا في السجن أو خارجه، ليس السجن وحده تجربة مرة؛ المرض أو الفقر أو الغربة أو الفقد تجارب مرة فالحياة مرة وحلوة بطبيعتها، وغنية بتكويناتها. المهم أن لا ننكسر أمامها، والأهم أن نوظفها لترتقي بإنسانيتنا. وككاتب لست معنياً أن يصنف كتابي في باب أدب السجون. فأنا كتبت ما رغبت بقوله، والتصنيفات ليست مهمتي. ÷ هل ترى أن ربيع الثورات العربية ستدفع نسبة روايات هذا النوع إلى التراجع أم للارتفاع، أم سيستلهم منها الكتاب أعمالاً ذات رؤى جديدة فكرياً وفنياً؟ } من ناحية السوق نفدت الطبعة الأولى من روايتي خلال أربعة شهور، وصدرت الطبعة الثانية. وهذا لم يحدث لأي من كتبي السابقة!. القراءة والتوق للمعرفة تحتاج إلى روح معنوية عالية استعادها الشارع العربي بعد غياب طويل. أهم ما أنجزه الربيع العربي شعور الناس بأنها تستطيع أن تغيّر وأن ما يجري على أرض الواقع ليس نهاية التاريخ. ولا ننسى عامل التكنولوجيا الحديثة، إن استخدام شبكات الحواسيب بمختلف أنواعها، قد وفر للبشر تطبيقات يمكن من خلالها زيادة قدرات الإنسان في مجال الاتصال والترفيه والمعرفة.. واكتشاف الذات وإمكاناتها الكامنة أيضا. لقد صار الانترنت يمثل قوة الناس العاديين القادرة على إنجاز أشياء غير عادية. أناس أمثالنا يكتبون ويتفاعلون، يرضون ويسخطون، يبشرون وينتقدون. لكنه في كل الأحوال دليل على قدرة البشر على تغيير العالم. اختراق الكتابة السائدة ÷ صدور طبعة ثانية من الرواية في وقت قصير يعبّر عن احتفاء القارئ بها، يذكّر بما حظيت به مجموعتك الأولى "هموم صغيرة" من احتفاء نقدي، فهل كان الاحتفاء بها لأنك التفت فيها إلى عالم القرية ونسجت قصصها من عوالمها وغصت في تفاصيلها، أم لأنها صدرت وأنت في المعتقل السياسي؟ } "هموم صغيرة" كانت وما زالت أجمل ما أحب أن أعيد قراءته. قصصها توق إلى عالم البراءة وتوق إلى الحرية والرجوع إلى بئر الطفولة الأولى والدهشة الأولى والانبهار بإعادة اكتشاف الأمكنة والناس الذين ولدتُ بينهم. وبخصوص النقاد فلهم الحرية بتناول عملي مثلهم مثل القرّاء أيضاً لكنني حتى الآن أعتقد أن الكتب التي صدرت في السجن وهي إضافة إلى المجموعة التي ذكرت، رواية (بيت الأسرار) ورواية (رؤيا)، لم يأخذا حقهما من الدراسة النقدية بالقدر الذي حظيا به من اهتمام القرّاء. ولو كنت ناقداً لأعدت قراءة هذه الأعمال لأبيّن مدى اختلافها ومدى عمقها ومدى ما تحمله من قدرة على اختراق الكتابة السائدة إلى كتابة جديدة. فأعمالي تلك صدرت في ظل موجة الشعارات الكبرى، التي اعتقلت من أجلها، لكن هذه الكتابات ذهبت لامتحان تجربة الإنسان واكتشاف الكامن فيها من خلال زاوية خاصة جداً لرؤية الحياة من نافذة السجن. لذا كانت بعيدة عن الشعارات الفجة وقريبة جداً من الناس العاديين. غياب الأسئلة ÷ رؤيتك للكتابة تدفعني الى السؤال عن الخطوات الأولى لتجربتك في الكتابة، هل كنت تعي دور الأدب، وكيف اختلف وعيك لدوره بعد الذي أنجزته اليوم في القصة والمسرح والرواية؟ } في الحقيقة لم أسأل نفسي هذا السؤال لمّا بدأتُ في نشر قصصي قبل السجن، وكنت قد بدأت بنشر أول قصة وأنا طالب في جامعة بغداد ولم تكن الأسئلة الكبرى تلحّ علي، من مثل ما دور الأدب وما وظيفة الأدب، ما غاية الفن؟ كل ما أذكره عن تلك المرحلة أنني كنت أكتب وأفرح بما أكتبه وأرسله للنشر وأفرح به منشوراً مرة أخرى. التفكير بوظيفة الأدب وغايته جاء في مرحلة متأخرة من الوعي. ربما هذه الأسئلة تولد مع تنامي ثقافة الفرد الكاتب لذلك برزت هذه الأسئلة في ذهني أثناء حواراتي مع الأصدقاء ومع رفاقي في السجن، فمرحلة السجن امتازت بالقراءة المكثفة، وأنا مدين لتلك المرحلة بتكوين ثقافة عميقة من خلال القراءات والنقاشات الموسعة التي كانت متاحة لنا في السجن. وكان الوقت كافياً لقراءة كل ما يتاح لنا من كتب تراثية أو حديثة وكان السؤال الكبير المطروح أمامي هو المواءمة بين النضال السياسي والنضال من خلال الكتابة وقد حسمت الأمر في تلك المرحلة بأن الكتابة السياسية شيء والكتابة الإبداعية شيء آخر. الكتابة السياسية تكتب بتكليف، أو برغبة أو تأكيد على أفكار وسياسات معينة في إطار الصراع السياسي، أمّا الإنتاج الأدبي فله مهمة أخرى بعيدة عن مهام المنشور السياسي. وقد رسخت هذا النهج في كتاباتي الأدبية والسياسية ولم أخلط بينهما. أستطيع القول إن هناك فرقاً بين التأثّر بنسق معرفي معين أقصد تحديداً المنهج الماركسي في رؤية الواقع وتحليله، هذا المنهج لا شك أثّر على كتاباتي باتجاهين السياسي والأدبي، لكني كنت أدرك تماماً أن ما أحتاجه من هذا المنهج للكتابة الأدبية مختلف تماماً عما أحتاجه للكتابة السياسية. ربما الديالكتيك كان مؤثراً أساسياً في كتاباتي الأدبية بينما الاشتراكية ورأس المال، والدولة والثورة ...وغيرها، كل هذه المعارك السياسية كنت أعتبرها تصب في المجال السياسي وليس في المجال الأدبي. ÷ ما الكتب التي كونت ثقافتك وأنت في السجن؟ } كنا في السجن نتلهف لقراءة الكتب الثورية، ولكن المتاح (بهدف الإصلاح) هو كتب التراث أو كتب باللغة الانكليزية! فتعلمنا أن نقرأ الصحف والمجلات والكتب الحديثة بالانكليزية فتجاورت مع سيرة ابن هشام وأعمدة الحكمة السبعة، وشيبوب مع النورس جوناثان. واختلط الغزالي وابن رشد مع شوبنهور ودانتي.. وقرأنا محمد عبده والطهطاوي والأفغاني وأبو الأعلى المودودي والنفري وابن عربي.. ثم "الأغاني" والكامل والعقد الفريد والإمتاع والمؤانسة وتحفة المشتاق، إلى جانب "سيرة الملك سيف بن ذي يزن" و"ألف ليلة وليلة" و"الشاه نامه" و"تغريبة بني هلال".. فرصة نادرة وممر إجباري نحو الحداثة مخلوطة مع التراث والموروث; والوقت كافٍ لأكثر من هذا. أنا حقاً مدين للسجن بثقافتي! لقد تعلمنا وعلمنا. ÷ تُعرف بحرصك على استقلاليتك عن المؤسسة بكل أشكالها، لماذا؟ } ربما كانت الدولة حريصة على استقلاليتنا. في الماضي كنا نمنع من السفر ومن العمل لأننا في المعارضة. أما اليوم فهناك أربعة رفاق في الحكومة التي تماطل في الإصلاح وتتستر على المفسدين وتقمع المتظاهرين. كانت لدى الحكومات في الماضي خبرات مهنية ووزراء يرثون المنصب من آبائهم أو عائلاتهم. اليوم صار لدى الحكومة خبرات مؤدلجة بفضل الرفاق الوزراء! بالنسبة إليّ عندي عملي المستقل (مشغل للأسنان الصناعية) الذي اكسب قوت أولادي منه، وليس لدي طموحات في السلطة.. أي سلطة كانت. لقد علمني السجن الانتظار والتفكير والصبر وعدم التأسف على ما فات.. جربت أسوأ أنواع العيش، وأدركت مبكراً أنني أقف في الصف الخاسر للعيش الرغد، كل ما كسبته حصلت عليه بالجهد والمثابرة والفرح أيضاً. كل ما تعلمته دفعت ثمنه عادلاً، ومع ذلك، أو بسبب ذلك كانت الحياة ألقة وجميلة دائماً، تستحق أن أقاوم من أجلها، وأناضل في سبيلها، وأتشبث بها، وامتص رحيقها المسكر. فالأحزان تأتي إليك من تلقاء نفسها، أما المسرات فينبغي أن تذهب لقطافها بيدك. ÷ ما جاء على غلاف روايتك يسجل لها أنها أول كتاب يهدى للبوعزيزي الذي أشعل ربيع الثورات العربية، وأنها أول من اقتطف من صاحب "ويكليكس"، ما يدفع بالسؤال التقليدي عن دوافع الإهداء والاقتباس؟ } الإهداء جاء ليشكل جسراً بين زمن الكتابة وزمن الرواية. كثيراً ما حلمنا أننا سنترك لكم زمناً جميلاً ووطناً مزدهراً. لكن علينا أن نعترف ومن دون حياء أننا "هزمنا - هزمنا".. لعل هزيمتنا لا تعني أن الأفكار التي كنا نتبناها وندافع عنها كانت خاطئة، لا. لم تكن أفكار الحرية والديموقراطية والعقلانية والوحدة العربية والعدالة الاجتماعية أفكاراً خاطئة. ولكن جيلنا لم يعرف كيف ينتصر بأفكاره ولأفكاره.. فجاء الإهداء لمحمد بوعزيزي رمزاً لجيل نجح في التعبير عن ذاته، والانتصار لكرامته.. كرامتنا. أما ما كتب على غلاف الرواية فهو مقتطف من أقوال "جوليان أسانغ" صاحب موقع "ويكليكس" الشهير، لأن موضوع الرواية من وجهة نظري هو "ويكليكسي" من زمن آخر، والمقتطف المشار إليه يعبر عن فحوى الرواية؛ حيث الدراما لا تنعقد بين السجين والسجان فحسب بل تعبّر عن إنسانية الإنسان "المحاصر- السجين" وهو يواجه تحديات الوجود في هذا الكون. فعندما يحمل الناس وهم في قمة عنفوانهم قناعات وقيماً، عليهم أن يتصرفوا وفقاً لها وينفذوها كيما تصير هذه الدنيا أعظم كمالاً، وهذا الإنسان أفضل تقويماً، وهذه الحياة أكثر عدلاً وأقل شقاءً.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا