<%@ Language=JavaScript %> محسن عبد الكريم الذكرى المئوية لميلاد الشيخ محمد علي اليعقوبي
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

الذكرى المئوية لميلاد الشيخ

 

محمد علي اليعقوبي

 

 

محسن عبد الكريم

 

يصعب على الكاتب ان يتناول احد ادباء النجف الذين ترعروا وابدعوا من مدارس ومجالس هذه المدينه العصية وخاصة الشيخ المفوه محمد علي اليعقوبي لما تركه من ارث فكري كبير مابين خطيب وشاعر وناقد وكاتب وما حواه صندوقه الثقافي الذي علقت عليه الآمال عليه أطلاعا وبحثا ولعل الذين من علق وكتب وأبان عطائه الفكري نالوا من شارات وشهادات تستحق الوقوف عندها 0 هذا الرجل الذي ترك فراغا لم يستطع الغير ان يسده 0 لقد كان من العوامل المؤثرة في النهوض الثقافي في النجف حسب وانما على المستوى العراقي والعربي حيث كان مبدعا في مسيرة الشعر من قافية وعروض ومعاني قياسا الى من عاصروه شعريا 0 لقد تناول الشعر منذ حداثة حياته وكان كل ما يهمه العراق والعرب والاسلام وما خلفه الاستعمار الغربي واطلاعه الجم الى تراث الاولين من الادباء عرضا ونقدا وكانت كتاباته تتحلى بالدقة والبحث الواسع وخاصة تعليقاته وآرائه على المؤلفات الرصينة التاريخية ودواوين عمالقة الشعراء ومحدثيهم , وكانت الخطابة تكشف عن مكنوناته الشعرية والتاريخية والثقافية تقف الى جانب مؤلفاته وتعليقاته وحديث أمسياته , ولم يكتفي بل كانت له الريادة في تأسيس المنتديات والروابط والجمعيات الثقافية ولعل ابرزها الرابطة الادبية الذي كان عميدها لفترة طويلة تضم ثلة من الادباء والمثقفين لترسي دعائم النهضة الثقافية وليشرق عصر حركة شعرية ليقف بكل شموخ الى جانب العصور الثقافية الذي سبقته , انه الشيخ محمد علي بن الشيخ يعقوب بن جعفر بن حسين بن ابراهيم وينتهي نسبه الى مالك بن الاوس وهو جد بني الاوس انصار الرسول (ص) ولقد اشتهرت الاسرة بلقب اليعقوبي نسبة لابيه الشيخ يعقوب , لقد ولد المبحوث عنه في النجف الاشرف منتصف شهر رمضان 1313 هجرية من عام 1895 م وهاجر الى الحله وهناك حضر مجالسهم  وحفظ من املاءات مدارسها ليعود الى مسقط راسه لتصقل موهبته وابداعاته الذي قال عنها الكثير منهم الامام المصلح الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والسيد جواد هبة الدين الحسيني الشهرستاني  والشيخ اغا بزرك مؤلف كتاب (الذريعة) والعلامة السيد عبد الحسين شرف الدين صاحب كتاب (الغدير) أما من تلامذته الاستاذ محمد جواد الغبان ( صاحب ندوة الغبان) في بغداد والاستاذ هادي محي الخفاجي والاستاذ عبد الغني الحبوبي الشاعر والمحامي وتلمذ عليه جملة من كبار خطباء المنبر الحسيني منهم الشيخ احمد حسون الوائلي رحمهم الله 0 ومن اسفاره زيارة بيت الله الحرام لاداء فريضة الحجوكذلك زيارته الى بيت القدس وسوريا ولبنان وايران للاطلاع والتعرف والتشرف لزيارة العتبات المقدسة كما سافر الى باكستان اجابة لدعوة من كبار تجارها الذين أقاموا الحفل الاكبربمناسبة مرور (14)قرن على ولادة الامام علي بن ابي طالب (ع) الذي استمر اسبوعا واحدا بالمشاركة مع آيات الله والعلماء والاعلام ورفع اسم العراق عاليا في تلك المحافل والربوع وكان يقدر عدد المشاركين في الاحتفالية كل ليلة باثني عشر الف محتفي , وكان الوفد المشارك مع الشيخ اليعقوبي هم السيد علي تقي الحيدري والسيد محمد تقي الحكيم والسيد عبد الوهاب الصافي0 وكان آخر سفر له الى بيروت صحبة الشيخ عبد الواحد الانصاري قاضي بغداد في حينه بعد ان داهمه المرض وعولج في بيروت وعاد الى العراق وهذا ماذكره الاستاذ الكبير جعفر الخليلي0 أما مؤلفاته منها المخطوطة (وقائع الايام) و( جامع براثا)و( مع الشريف الرضي في ديوانه) و(تعليقات ومؤاخذات على معجم الادباء لياقوت الحموي) و( تعليقات ومؤاخذات على وفيات الاعيان لابن خلكان) و(تعليقات ومؤاخذات على كتاب اعيان الشيعة للسيد محسن الاميني)و(تعليقات ومؤاخذات على كتاب عبقرية الشريف الرضي للدكتور زكي مبارك)و( تعليقات ومؤاخذات على ديوان مهيار الديلمي)و( تعليقات ومؤاخذات على ديوان سبط ابن التعاوذي )و(تعليقات ومؤاخذات على ديوان الصاحب بن العباد)و(تعليقات ومؤاخذات على ديوان دعبل الخزاعي)و( تعليقات ومؤاخذات على ديوان كاظم الازري )و(تعليقات ومؤاخذات على ديوان محمد سعيد الحبوبي ) و(تعليقات ومؤاخذات على ديوان الشيخ صالح التميمي) اضافة الى ديوانه الشعري الجزء الثاني 0اما المطبوعة منها كتاب ( المقصورة العلية في السيرة العلوية) وكتاب ( عنوان المصائب في مقتل الامام علي ) وكتاب ( الذخائر) وكتاب (البابليات) وكتاب (جهاد المغرب العربي) وكتاب (الجعفريات) وديوان (الشيخ عبد الحسين شكر) وديوان (الشيخ عباس الملا علي) وديوان ( الشيخ يعقوب النجفي الحلي) وديوان( الشيخ محمد حسن ابو المحاسن ) وديوان (الشيخ صالح الكواز)وديوان (الحاج حسن القيم الحلي) وكتاب نقد (كتاب شعراء الحلة) اضافة الى الجزء الاول من ديوانه الشعري 0

قال الشعر في جميع المجالات ولايسع تناولها كلها وأكتفي بالشعر السياسي لاهميته عند الشاعر حيث كانت الحركات السياسية التي مر بها العراق والوطن العربي مصدر اهتمامه لغرابتها او لاعجابه مما قدموا من بطولات ومواقف من ثورة النجف عام 1918 وانتفاضة 1941 وتقسيم فلسطين 1948 وتاميم قناة السويس 1956 ثم ثورة الجزائر واستقلالها في 1961 وانتفاضة المغرب العربي وثورة 14 تموز 1958 وأزمة الشرق الاوسط وحتى وفاة شاعرنا وخطيبنا اليعقوبي في 1965 , ففي الحرب العالمية الاولى في سنينها عندما دخل المحتلون البريطانيون العراق/ البصره فهتف غاضبا :

ما  أن تنهض فرسان العرب ** فقد  دنا  منا  العدو وأقترب

ياغيرة الله أنهضي غدا ** فيء الهدى بين الاعادي منتهب

ويا ذوي المجد وابناء العلا ** دبو  عن الشعر الكريم والنسب

وعند المعارك الشرسه بين العراقيين والمحتلين في ثورة العشرين انشد:

أحبتنا بساحات الكفاح ** ثقوا بالنصر فيها والنجاح

نفرتم للوغى لما دعاكم ** لها الداعي بشوق وارتياح

كتبتم بالدماء سطور مجد ** نواضح مالها في الدهر  ماح

وعند اشتباك الجيش العراقي مع الجيش البريطاني في حركة مايس 1941 فقد قدم قصيدة بعنوان (صيحة العراق الداوية) صرخ فيها شاعرا:

بالشعب قد عاثت  يد  عادية ** فجددوها نهضة ثانية

وأستقبلوا الاعداء في وقفة ** فيها نعيد الوقفة الماضية

ياضربة الله لاعدائه ** كوني عليهم ضربة قاضية

وعند فلسطين مشكلة العرب قال مقولته :

متى ياشرق تبلغ ما  تريد ** وتبدو في مطالعك السعود

وجوه العيش كانت فيك بيضا ** فكيف اليوم عادت وهي سود

شعوب العرب محكوم عليها ** وتحكم في (فلسطين) اليهود

وما نهضت بنو (صهيون) لولا** تقدم من يسوس ومن يقود

وما عقدوا بنود الحرب ولكن** عقدن( بلندن) تلك البنود

وعند ثورة 14 تموز 1958 كان اليعقوبي من السباقين للتهنئة بالاستقلال فله قصيدة رائعة أذيعت من دار الاذاعةالعراقية فيقول :

الجيش للوطن العزيز دعائم ** يبني عليه كيانه ويقام

والجيش عدة كل شعب ناهض ** أمست تضاع حقوقه وتضام

كما اهتم بنضال تونس والجزائر وقال بقصيده يصف تلك المجازر ويطالب بطرد المحتل فيقول:

أرايت هاتيك المجازر ** مابين تونس والجزائر

أي النواظر لاتغيض دما ** على تلك المناظر

يأمة العرب انهضي  ** للحرب من باد وحاضر

ما قدر جامعة لكم ** لازال منها الغرب ساخر

وعند انتصار الجزائرين وحصولهم على الاستقلال أنشد:

قل لشعب الجزائر الحر بشرى** وهنيئا بالانتصارات تترى

أنت بيت القصيد لفظا ومعنى ** لو نظمنا بطولة العرب شعرا

جاهدت قبلك الشعوب ولكن ** كنت أولى  بالذكر منها وأحرى

ومن الطريف بالذكر في اوائل الخمسينات شنت الحكومة العراقية حملة لمكافحة الجراد فنظم اليعقوبي هذين البتيين :

ألا قل للوزارة وهي تبغى ** مكافحة الجراد عن البلاد

فهلا كافحت في الحكم قوما ** أضر على البلاد من الجراد

وقال وهو يصف البرلمان في عهد الانتداب فيقول :

أرى البرلمان ونوابه ** سكوت به سكتة  الاخرس

تماثيل ينحتها الانتداب ** وتعرض في قاعة ( المجلس)

وقال على الذين من يدعون الوطنية فيقول:

كم غيور وطني يدعي ** نصرة الشعب بسيف وفم

وأذا ماحققت آماله ** وضع الاوطان تحت القدم

ويقول ايضا وهو يصف دار الحكم آنذاك :

ودار على ظلم الضعيف تأسست ** على الجور أطناب بها وقباب

دعا أهلها داعي الفناء فاصبحت ** خرابا ودار الظالمين  خراب

كثيرا من كانوا يقولون عن هذا الرجل  انه من رعاة النهضة الفكرية في النجف فانشدوا شعرا في حقه فيقول شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري :

أن (ابن يعقوب)شقيق الندى ** جاء الى الناس بسحر البيان

علمهم كيف القوافي تشاد ** وكيف ابكار المعاني تصان

أن شاء فالنثر سقيط الندى** أو شاء فالنظم عقود الجمان

( مقصورة) في الله أنشأتها** تبغي بها مقصورة في الجنان

كما بعث الامام محمد حسين كاشف الغطاء بهذين البيتين لليعقوبي:

طبت أبا موسى خطيبا لنا ** تحضى للدين وأحكامه

وداعيا تدعو لدين الهوى** وبرئه من جل أسقامه

وبعث اليه العلامة الدكتور حسين على محفوظ هذه الابيات الشعرية :

وبليغ ومن يكابر في (النهج) ** ( عليا) وهل له من ثان

أتمنى وهل يفيد التمني  ** أن أراه على المدى ويراني

فسلام عليك يامطلع الفصل ** وياذروة العلا والشأن

والشاعر الكبير السيد محمود الحبوبي قد ارتجل ابيات شعرية على أثر أنتهاء اليعقوبي من احدى محاضراته المنبرية فقال:

رأيت ابن يعقوب ان يعتل المنابر** بالوعظ ينفي الشكوك

كملك على عرشه ان  يفه ** له قالت الناس لافض فوك

ومذ عجبوا قلت لاتعجبوا ** ملوك الكلام كلام الملوك

عفوا ايها الشيخ الجليل ياشيخ المنابر والشعر وحاشا ان يقول قلمي وقرطاسي فانت اكبر من يصفك او ان يكتب عنك ولي الشرف وأنا أحتفي وزملائي بذكرى ميلادك المئوي واشنف مسامعي وخجل نظراتي لسفرك هائما في دوحة اليعقوبي وكل المصادر التي سطرت بحقك وبالاخص الكاتب الباذخ فكره الاستاذ حمود محسن اليعقوبي الذي وفر لي المصدر والوقت من خلال كتابه الموسوم ( الشيخ محمد علي اليعقوبي 0 دراسة في تراثه الفكري ) والله الموفق0

 

                                                   محسن عبد الكريم

                                    Mohssn1433@gmail.com

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا