<%@ Language=JavaScript %> جو معكرون حرس بوش القديم يعود تباعاً إلى الساحة السياسية في واشنطن تشيني: طلبت وحيداً قصف «دير الزور»
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

حرس بوش القديم يعود تباعاً إلى الساحة السياسية في واشنطن

 

تشيني: طلبت وحيداً قصف «دير الزور»

 

 

 جو معكرون

 

كأن هناك عودة مبرمجة إلى الساحة من فريق عمل الرئيس الأسبق جورج بوش. وزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد يخرج علينا قبل فترة بتقييمه الخاص عن حرب العراق لتبرير فشل قراراته في إدارة الغزو في العام 2003، والآن نائب الرئيس ديك تشيني يقول انه حاول حماية أميركا لكن لم يصغ أحد إليه داخل الإدارة. الغاية المشتركة في الكتابين على ما يبدو تصفية حساب مؤجلة مع وزيري خارجيتي عهد بوش، كولن باول وكوندليسا رايس.
نائب الرئيس الأقوى في التاريخ الأميركي رسخ في كتابه الصورة الكاريكاتورية الشائعة عنه بأنه «دارث فايدر»، الشخصية الرئيسية في فيلم «حرب النجوم» التي تمثل الجانب المظلم وترتدي الزي والقناع الأسود. الكتاب خليط من نميمة وتسجيل نقاط من دون معلومات خلفية تفيد المتابع وفيه تقييم سياسي مجتزأ من دون أدلة أو إقرار بخطأ أو مراجعة ذاتية لتجربة غزو العراق، أو قرار إتباع التعذيب المفرط ضد المتهمين والمعتقلين في مرحلة ما بعد هجمات 11 أيلول. ويعكس في المحصلة حجم الانقسام السياسي داخل أركان إدارة بوش. وعد تشيني في تصريح لشبكة «ان بي سي» بأن صدور كتابه رسميا الثلاثاء المقبل سيؤدي إلى «رؤوس تنفجر في جميع أنحاء واشنطن».
يروي تشيني في افتتاحية كتابه تحت عنوان «في وقتي: مذكرات شخصية وسياسية» كيف كان مختبئا في قبو تحت البيت الأبيض فور حصول هجمات 11 أيلول حيث أدار فعليا الحكومة في هذه الساعات بعد انقطاع الاتصالات مع بوش المتواجد في ولاية فلوريدا. وبالتالي يصور بوش بأنه لعب دورا ثانويا في هذه المرحلة. وكتب في هذا السياق «تجربتي الحكومية السابقة أعدتني لإدارة الأزمة خلال تلك الساعات القليلة الأولى في 11 أيلول، لكن كنت اعرف أنني إذا خرجت وتكلمت للإعلام فمن شأنه أن يقوض الرئيس، وهذا سيكون سيئا له وللبلد. لقد كنا في حالة حرب. يحتاج قائدنا الأعلى الى أن ينظر إليه على انه بموقع المسؤولية وقوي وحازم، كما كان جورج بوش».
يقول تشيني انه حث بوش على قصف موقع «المفاعل النووي» السوري المشتبه به في دير الزور في حزيران العام 2007، لكن الرئيس السابق أعرب عن شكوكه وفضل سلوك الطريق الدبلوماسي لأنه لا تزال في باله تجربة العراق حيث «تلقى معلومات استخباراتية سيئة حول مخزون العراق من أسلحة الدمار الشامل». وأضاف «لقد دافعت عن قضية عمل عسكري ضد المفاعل النووي. لكنني كنت صوتا وحيدا. بعدما انتهيت، سأل الرئيس: هل أحد هنا يتفق مع نائب الرئيس؟. لم ترفع يد واحدة حول الغرفة».
وعن العبارة المؤلفة من 16 كلمة التي بررت غزو العراق خلال خطاب بوش أمام الكونغرس في العام 2003 حيث ذكر ان نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين سعى ليورانيوم من نيجيريا، أكد تشيني انه لا يرى ضرورة للاعتذار عن هذا الادعاء. وروى كيف ان كوندليسا رايس توصلت إلى هذا الاقتناع أيضا: «دخلت مكتبي، جلست على الكرسي بجانب مكتبي وأقرت دامعة بأنني كنت على حق».
طبعا الدبلوماسي الأميركي جوزيف ويلسون، الذي زار نيجيريا عام 2002، تحقق من عدم وجود أي أدلة على هذا الادعاء وحاول تسريب هذا الأمر إلى الإعلام حينها، والرد عليه كان بتسريب اسم زوجته فاليري بلايم إلى الإعلام ما أنهى فعليا سيرتها المهنية كعميلة سرية في الاستخبارات الأميركية. دارت الشكوك حينها في أن مكتب تشيني كان وراء هذا التسريب، وتم سجن مساعده سكوتر ليبي لهذه الغاية، لكن تشيني وضع اللوم على باول الذي بقي صامتا مع انه يعلم أن نائبه في وزارة الخارجية ريتشارد ارميتاج سرب الاسم.
تصفية حسابات تشيني طالت أيضا مدير الاستخبارات السابق جورج تينيت والسيناتور الجمهوري جون ماكين، وناقض رواية بوش حول قرار الإدارة عشية غزو العراق كاشفا عن محادثات خاصة بينهما في هذا السياق. يقول عن تينيت انه استقال عام 2004 «عندما تأزم الوضع» وهذا الأمر كان «غير عادل للرئيس»، واعتبر أن كولن باول حاول تقويض عمل الإدارة عن طريق التشكيك بحرب العراق خلال اللقاءات الخاصة. ولمح الى انه سعى لإخراج باول من الإدارة بعد الانتخابات الرئاسية عام 2004 قائلا «كما لو انه يعتقد أن الطريقة الصحيحة للتعبير عن آرائه كانت عبر انتقاد سياسة الإدارة لأشخاص من خارج الحكومة»، ومشيرا إلى أن استقالة باول «كانت للأفضل». وانتقد كوندليسا رايس على سذاجتها في السعي إلى اتفاق نووي مع كوريا الشمالية، ويؤكد انه حاول معارضة تخفيف لهجة بوش حيال العراق بعد 2006.
ويتحدث تشيني، الذي حصل على مليوني دولار من دار نشر «سيمون اند شوستر» لإصدار الكتاب، عن رسالة استقالة كتبها في 28 آذار 2001، ووضعها في مكان سري، طالبا من مساعده إعطاءها لبوش في حال تعرضه لأزمة قلبية أو لسكتة دماغية تتركه عاجزا، بما أن القانون الأميركي لا ينص على طريقة لإعفاء نائب الرئيس من مهامه في هذه الحالة.
وروى انه بعد عمليته الجراحية عام 2010 كان فاقد الوعي لأسابيع حيث كانت له أحلام مطولة انه يعيش في فيلا ايطالية يسرع عبر الممرات الحجرية للحصول على القهوة والصحف. ويذكر تشيني انه حاول تقديم استقالته إلى بوش بعد الانتخابات الرئاسية عام 2004، لأنه شعر بأنه أصبح عبئا عليه لكن الاستقالة رفضت. وما لم يتطرق تشيني إليه بطريقة مباشرة أن نفوذه تراجع في ولاية بوش الثانية، لا سيما بعد انتخابات الكونغرس عام 2006 التي أدت عمليا إلى إخراج حليفه دونالد رامسفيلد من البنتاغون ووضع وزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر يده على ملف إدارة الحرب العراق وإعادة صياغة السياسة الخارجية الأميركية، وهذا لوم تشيني المبطن في الكتاب.
ليس معروفا بعد إذا ما سترد رايس على تشيني الأسبوع المقبل بعد صدور الكتاب رسميا أو أنها ستنتظر صدور كتابها في الأول من تشرين الثاني المقبل تحت عنوان «لا شرف أعلى: مذكرات سنواتي في واشنطن»، حيث تتطرق إلى ما جرى في كواليس السياسة الخارجية حيال العراق وأفغانستان وليبيا وكوريا الشمالية.
وبوش سيطل على الأميركيين الأحد المقبل في فيلم على قناة «ناشونال جيوغرافيك» يروي فيها تفاصيل المراحل الأولية لهجمات 11 أيلول. ويقول في احد المقاطع «اتخذت القرارات بأفضل ما يمكن في ضباب الحرب... 11 أيلول أثرت على رئاستي وتسببت بجعلي اتخذ الكثير من القرارات. البعض منها كان مثيرا للجدل للغاية. كلها صممت لحماية الوطن. لم تكن لدي استراتيجية. كنت أعيش يوما بيوم».

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا