<%@ Language=JavaScript %> دنيز يمين من فقير يبيع الزهور إلى ثائر ضد فساد الهند
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

من فقير يبيع الزهور إلى ثائر ضد فساد الهند

 

 

 

دنيز يمين



http://www.assafir.com/Photos/Photos18-08-2011/206446366.jpg

انصار هازاري يطالبون بالافراج عنه خلال احتجاجات حاشدة

في احمداباد شمال غرب الهند امس الاول (ا ب)

 

«لن يكون وارداً تحقيق حلم الهند كدولة قوية بدون قرى تعتمد على نفسها وتتمتع باكتفاء ذاتي. هذا ما يمكن الحصول عليه بالالتزام الاجتماعي والعمل الجماعي في سبيل الإنسان»...
وصيّةٌ لطالما رددها الناشط الهندي الإصلاحي انا هازاري (74 عاما) ومؤسس «الحركة الشعبية لمكافحة الفساد»، على مسامع أبناء بلدته «راليغان سيدهي» بالدرجة الأولى وكل ناشط اجتماعي في أرجاء الهند في الدرجة الثانية. اما اليوم، فهو يواصل تردادها من داخل المعتقل بعدما أوقفته الشرطة، إلى جانب 1300 متظاهر من انصاره، قبل بدئه «صوماً حتى الموت» لإرغام الحكومة على إقرار قوانين أكثر صرامة لمحاربة الفساد، والتي يبحثها البرلمان حالياً.
قصة هازاري، واسمه الأصلي كيسان بابوراو هازاري، لا تأخذ إثارتها من جدران احتجزت الناشط السبعيني وعزلته عن مناصريه المطالبين الحكومة بإقرار مشروع وكالة ضد الفساد تعرف باسم «لوكبال»، اذ ان الأخير تآلف والمعتقل بعد إيقافه لأكثر من مرة خلال مسيرته الإنمائية الإصلاحية التي استنزفت 4 عقود من عمره. بل تكمن الإثارة في جرأة شخصيةٍ هندوسية، «غاندية» الهوى، تحدّت الفقر وظروف العيش القاهرة، وجعلت من بلدة «راليغان سيدهي»، جنوب شرقي مومباي، مدينة نموذجية بتضامن أهلها، وكرّست حياتها لـ«ثورة» ضد الفساد ومحاسبة الحكومات المتعاقبة.
رافق طعم الفقر حياة هازاري منذ ولادته في العام 1937 في قرية بهاينغار في محافظة مومباي، وترعرعه في حضن ابيه الفلاح الذي انتقل للعيش في «راليغان سيدهي» في العام 1952. فصعوبات الحياة اليومية حرمت هازاري من التعلّم وسط أسرة من 6 أشقاء صغار، حتى تولت خالته الاعتناء به لمواصلة تعليمه في مومباي. فداحة القهر فرضت على الشاب الهندي بيع الورد على طرقات المدينة الصاخبة بزحمة ناسها، قبل ان يلتحق في العام 1962 بالخدمة العسكرية التي اتسعت لأعداد كثيرة قبيل الحرب الباكستانية ـ الهندية العام 1965.
.. كان لتاريخ 12 تشرين الثاني من العام ذاته، وقع خاص في حياة هازاري التي كادت ان تُخطف منه اثر غارات جوية على القواعد الهندية العسكرية في قطاع «خيم كارام» قتلت كل زملائه. الحياة.. الموت.. العطاء.. أفكار تركت في نفس هازاري الكثير من التساؤلات بعد حادثة نجاته، بل تعززّت في فكره بعد تعرضه مرة أخرى في العام 1975 لحادث سير مروّع نجا منه أيضا، ما دفعه عن عمر 38 إلى ترك المؤسسة العسكرية والتفرّغ لـ«إنقاذ» بلدته من فوضى الفساد والفقر والعنصرية.
تحجيم الحانات التي تقدم الخمر حتى الثمالة، تأسيس بنك للبذور يتقاسمه فلاحو البلدة، إنشاء مستنقع لتجميع مياه الأمطار، دعم إنتاج الحليب، تعزيز وضع التعليم الأكاديمي شبه الغائب عن البلدة، دمج الأقليات المنبوذة في القرية بسكانها الهندوسيين... كلها مشاريع إنمائية نجح هازاري في انجازها في «راليغان سيدهي» بين العامين 1975 و1991، بدعم مالي متواضع من الحكومة حينا وبتطوّع اهل البلدة الجماعي معظم الأحيان الأخرى.
اطمأن «الثائر» الهندي على بيئته الصغيرة لينطلق في العام 1991 بمشروع أكثر جرأة، مؤسساً «الحركة الشعبية لمكافحة الفساد». خطوة تصعيدية أقامها هازاري بوجه مسؤولين حكوميين وشرطيين فاسدين عديدين متسلحا كل مرة بـ«الإضراب عن الطعام» لتحقيق غايته، معتبرا انه الأسلوب الأكثر سلمية. هذا ما كلّفه في العام 1998 دخول السجن مرتين بعد كشفه عن فساد حكومي في صفقة لشراء مكنات النول، نتج عنها اقالة المسؤول المعني واطلاق سراح هازاري.
محطات مماثلة اخرى تكررت خلال العقد المنصرم بين رجل الاصلاح «المزعج» والحكومات المتعاقبة وآخرها حكومة مانموهان سينغ الحالية التي تواجه بدورها عناد هازاري وانصاره لتمرير مشروع «لوكبال».
كتب هازاري قبل اعتقاله في رسالة نشرت على موقع «يوتيوب» قبل أيام: «انها معركة للتغيير. الاحتجاجات يجب ألا تتوقف»... فهل ينجح «الصائم حتى الموت» كما في كل مرة ويجبر سينغ على اعطاء «لوكبال» صلاحيات تنفيذية وقضائية لمراقبة الفاسدين ومحاسبتهم، ام يواصل الاخير اعتقال هازاري ويقنعه بتشكيل «لوكبال» على اساس استشاري فقط؟

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا