<%@ Language=JavaScript %> أ.د.رياض عزيز هادي  " الربيع العربي وحقوق الإنسان: أفكار وملاحظات أولية "
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

" الربيع العربي" وحقوق الإنسان:

 

 أفكار وملاحظات أولية

 

 

 

أ.د.رياض عزيز هادي*            

     

شهدت العديد من البلاد العربية منذ مطلع العام 2011 انتفاضات للشعوب ضد الأنظمة الدكتاتورية والقمعية التي مر على بقاءها في الحكم عقود طويلة كانت فيها أوضاع حقوق الإنسان في أسوء حالاتها .. وكان سقوط بعض هذه الأنظمة قد أعطى الأمل للشعوب بأن يتمخض هذا الربيع العربي عن فجر جديد تتمتع فيه بأنظمة ديمقراطية ويتمتع المواطن بحقوقه وحرياته الأساسية التي حرم منها لسنوات عديدة .. وفي هذه الورقة نحاول تقديم بعض الأفكار والملاحظات الأولية عن دلالات الربيع العربي وانعكاساته على حقوق الإنسان يمكن إجمالها على وفق النحو الأتي:-

 

أولاً:- تنمية التواصل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات بوتيرة سريعة ومتطورة وبغض النظر عن الانتماءات الاجتماعية أو الدينية أو الجغرافية ومن أجل قضايا حقوق الإنسان والحريات الأساسية .

 

ثانياً:- استخدام التقنيات الحديثة في التواصل الاجتماعي ( الانترنيت ، الموبايل ، الفضائيات.. الخ ) للحوار في القضايا العامة ومناقشتها وتداول الآراء والأفكار بشأنها عن بعد.

 

ثالثاً:- التمكن من مناقشة مختلف القضايا التي تهم الفرد والمجتمع دون قيود أو رقابة حكومية أو مخاطر ولاسيما قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية.

 

رابعاً:- تمكن الأفراد والجماعات من فضح انتهاكات حقوق الإنسان وكشفها بشكل سريع ودقيق وموثق ( ذي مصداقية) دون تمكن الأنظمة الحاكمة وأجهزتها القمعية والرقابية من الوقوف بوجه ذلك.

 

خامساً:- تنامي دور الفرد في الفعاليات والحركات الاجتماعية والسياسية وقيامه بدور مؤثر في السياسات العامة والشارع وفي وسائل الإعلام دون الحاجة أو المخاطرة بالانتظام إلى أحزاب أو تنظيمات سياسية وذلك من شأنه تعزيز دور المجتمع المدني والوعي بحقوق الإنسان ودور المواطن فيها وممارستها على أرض الواقع.

سادساً:- المساهمة في خلق رأي عام وطني وعالمي مناصر لقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية مما يخلق قوى ضغط محلية وإقليمية وعالمية على الأنظمة الدكتاتورية والقمعية وسيقود ذلك إلى تغيرات إيجابية في المستقبل.

 

سابعاً:- نقل قضايا حقوق الإنسان ومستوى الاهتمام والنقاش بها من الصعيد المحلي الى الصعيدين الإقليمي والعالمي وتقلص فرص الأنظمة القمعية بالتذرع بالتدخل في الشأن الداخلي والسيادة للوقوف بوجه حركات المطالبة بحماية حقوق الإنسان وإرساء الديمقراطية.

 

ثامناً:- تعزيز التيار العالمي المناصر لتدخل المجتمع الدولي في المناطق التي تنتهك فيها حقوق الإنسان وتقمع الشعوب المطالبة بالديمقراطية وبالحرية.

 

تاسعاً:- تنامي قبول دور المحكمة الجنائية الدولية في معاقبة منتهكي حقوق الإنسان والشعوب وتطور قبول مثل هذا الدور على الصعيد العربي ( السودان وليبيا).

 

عاشراً:- بعد ان كانت البلاد العربية بنظر المعنيين بحقوق الإنسان في العالم من أكثر المناطق التي شهدت انتهاكات لحقوق الإنسان واستمرار بقاء الأنظمة القمعية فيها أصبحت اليوم بعد قيام الانتفاضات العربية تقدم صورة أخرى ونماذج إيجابية عن تعلق الشعوب بحقوقها وتطلعها للديمقراطية, واتجهت بعض الشعوب الأخرى ( أسبانيا، اليونان .. الخ) إلى تقليد الربيع العربي في حركاتها..

 

حادي عشر :- إن قيام الربيع العربي يقتضي منا أن ننظر إلى قضية حقوق الإنسان ونعالجها وندرسها بطريقة جديدة في الجامعات بعد انهيار عدد من الأنظمة الدكتاتورية والقمعية وقيام بعض أنظمة الحكم الديمقراطية التي تعترف بحقوق الإنسان وقيمه وتساوي بين المواطنين ولا تفرق بينهم على أساس عرقي أو ديني أو اجتماعي أو على أساس الجنس .. فانهيار الأنظمة التي انتهكت حقوق الإنسان يمكن أن يؤدي إلى تغيير كامل في حياة الفرد والمجتمع.

 

ثاني عشر:- أكدت الانتفاضات العربية أن احترام حقوق الإنسان هو أحد الضمانات المهمة لعدم عودة قيام أنظمة دكتاتورية تقمع الإنسان وتتجاوز على حقوقه .. وإن تذرع الأنظمة الدكتاتورية بان التنمية يجب أن تسبق التمتع بحقوق الإنسان ليس له أساس بل إن حقوق الإنسان يجب أن تكون القاطرة التي تقود عملية التنمية إن لم تكن مرافقها لها على الأقل.

 

ثالث عشر:- إن الربيع العربي أثبت أن حقوق الإنسان ليس مجرد شعار أو كلمة بل هي طريقة تفكير وثقافة وممارسة تساعد الناس وتمكنهم من الدفاع عن حقوقهم والقيام بواجباتهم.. لذا يجب الاهتمام بنشر ثقافة حقوق الإنسان وتعليمها من منطلق أن الحقوق التي لايعرف الناس ممارستها هي حقوق غير موجودة على الصعيد العملي بالرغم من إدراجها في المواثيق الدولية والدساتير.

 

رابع عشر: المطلوب اليوم في الجامعات نقل المعرفة بحقوق الإنسان إلى من هو معني بها... فالمعرفة هذه تعزز الوعي بحقوق الإنسان وتدفع للإلتزام بها وتقف بوجه من يحاول انتهاكها لاسيما وان الكثير من المواطنين في البلاد العربية يجهلون ماهية حقوق الإنسان وإذا عرفها البعض فقد يتعامل معها وكأنها أمر لايعنيه أو لاتتعلق بواقعه الحياتي اليومي.

 

خامس عشر : إن الخلل والقصور في المستوى الثقافي والمعرفي بحقوق الإنسان متصل بالنظم التعليمية وبواقع المعرفة في المجال العام وبالقدرة على بلورة الأطروحات الملائمة التي يجب أن تتحول إلى خيارات وبرامج للمجتمعات يجري تطبيقها على ارض الواقع.

 

سادس عشر : من الضروري الأخذ بعين الاعتبار الموائمة بين قدرة المواطن على ممارسة حقوقه وبين الوعي بها وإدراكها كي يكون التمتع بالحقوق كاملاً... وهذا يتطلب وضع برامج لعملية التوعية على مستوى شعبي واسع، وطلبة الجامعات جزء مهم فيها، بهدف إعدادها ثقافياً وفكرياً وبشكل تدريجي وصولاً إلى ممارسة حقوقها السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بشكل كامل..

 

 

* مساعد رئيس جامعة بغداد للشؤون العلمية

عميد كلية العلوم السياسية سابقاً   

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا