%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
العراق بين السلم والحروببعد الطرق يتطلب الأنتظار 4 - 5 دقائق
|
||
من مواقع أخرى
د. كاظم الموسوي
من أعمال الفنان مكي حسين
نزار رهك
|
كتبت قبل شهر في دمشق
في الأزمة السورية
د. كمال خلف الطويل
خلفية :
تقف سوريا الآن عند مفترق طرق لعلّه الأخطر في تاريخها ما بعد الاستقلال .. مدعاته حال الاستعصاء الذي وصلته الأزمة الوطنيّة الكبرى عبر
الشهور الخمس الفائتة , والتي ستفضي , بالضرورة , إلى واحدٍ من مخرجين : إما الإنزلاق إلى احتراب أهلي دموي عمره بالشهور بل ربما بالسنين ,
وكلفته مليون ضحية بين قتيل ومشوّهٍ ومقعد , أو , التوصّل إلى تسويةٍ تاريخيّةٍ كبرى - لطالما احتاجها الوطن السوري منذ أمد ليس بقصير
– عنوانها التغيير , ومتنها استبدال نظام بتشييد دولة ... دولة مدنية حديثة على قاعدة عقد اجتماعي جديد تتراضى عليه أطياف
المجتمع السوري , ووفق ثوابته الوطنيّة والقوميّة.
والحال أنّ سوريا بطبيعتها وطبائع مجتمعها بلد تسويات .. لكن السؤال المعلّق فوق الرؤوس هو : هل ننجز مساومة ً كهذه على خلفيّة 2000 ضحيّة , أم أنّ استحقاقها سينتظر إلى أن يرتفع العداد إلى عشرات , بل ربما مئات الألوف ؟؟
يتراءى للناظر أن أجواء كلٍّ من النظام والشارع تشي بغياب الإستعداد النفسي بعدُ للقفز إلى قطار التسوية بكلفة اليوم .
من هنا ضرورة إيصال كليهما لتلك القناعة الجمعيّة , ونحن مازلنا في شوط ماقبل الكارثة ... لسببٍ بسيط : وهو أنّ النظام لا يقدر بحالٍ من
الأحوال على العودة إلى طريقته في الحكم قبل 15 آذار , وأنّ الشارع غير متوفّر على قدرة إسقاط النظام بالقوّة ....من ثمّ فمنطق الأشياءيقول : لا مندوحة عن الصفقة.
ولمّا كان النظام هو الحاكم والمسئول , فبدهي أن يكون المطالب بالمبادأة والحكمة والشجاعة الأدبيّة , قبل المواطن الفرد ومجتمعه الأوسع.
لذا فإن حزمة من السياسات الصادمة والإيجابيّة التي يمكن اقتراحها وتوقّعها من رئيس الجمهوريّة , وفي بحر رمضان الرّاهن , تضحي أمر اليوم .
أمّا اشتراط ذلك بضمان سلوك الشارع فهو ليس من السياسة - وهي فن المخاطرة المحسوبة بامتياز - في شيء , وبعلم أنّ التظاهر السلمي كان
في الأساس وسيلة ضغط الشارع الوحيدة على النظام , بصرف النظر عمّا تراكب عليه أو وازاه من أعمال مسلّحة – لا صلة لها بجوهر ذلك
الحراك - وإن تسببت بتعقيد المشهد وتكاثر اختلاطاته المشوِّهة .
حزمة المقترحات:
كان لرئيس الجمهوريّة عشيّة الأزمة شعبيّةٌ واسعة لا جدال حولها.. لكن شهوراً خمسة من الأزمة صدّعت تلك الشعبيّة ... والّتي لازال في وسعه
استعادتها , أو جلّها , إذا مضى إلى مكاشفةٍ أمينةٍ مع شعبه في حديثٍ مباشر من العقل و القلب إلى العقل والقلب ... فحواها :أنّنا جميعاً على المفترق سالف الذكر , وأمامنا تحدّي الفرصة الأخيرة الّتي يتوجّب علينا اهتبالها للتو واللحظة , وأنّ سوريا كلّها : دولةً ومجتمعاً ...جيشاً و نظاماً ...شعباً واقتصاداً ..دوراً و قدْراً ..جغرافية وتاريخاً ..تحت التهديد , وأننا سنواجه معاً بكفالة حريّة المواطن , معطوفة
على تحرر الوطن , ذلك التهديد , وسنطوي معاً صفحةً أليمة آن آوان طيّها .و بوازع مسئوليته الأولى كرئيس للبلاد فهو يعلن :
1- وقف النار الفوري على كامل الجغرافيا السوريّة , وعودة القوات المسلحة الى ثكناتها بالتدريج.
2- من يستمرّ بإطلاق النار سيواجَه بعمليات أمنية موضعيّة تتعامل معه جراحيّاً وبحزم .
3- تشكيل لجنة وطنيّةً من 50 عضو تضع مسودة دستور جديد خلال 3 شهور لتقدّم إلى مجلس النوّاب الجديد لمناقشتها ثمّ إحالتها للاستفتاء العام بعد البت فيها.
4- إطلاق سراح كل المسجونين والمعتقلين السياسيين , وإصدار عفو عام وشامل عن كل القضايا السياسيّة , وإلغاء قانون 49.
5- رد الحقوق إلى أصحابها على الفور سواءً من مصادراتٍ أو استملاكاتٍ أو آثار ابتزاز , ما تقادم عليه الوقت منها أم ما استجّدّ خلال الأزمة.
6- القبض على المتسببين الفعليين بإيذاء الناس خلال الأزمة وإحالتهم إلى محكمة علنيّة , سواءً منهم من بدأها في درعا أم من شابههم في محافظات أخرى لحقت بها .
7- معاملة كل ضحايا الأحداث , عسكريين ومدنيين , كشهداء للوطن , وتعويض أسرهم وفق تلك القاعدة , مع تخصيص أيام ثلاثة للحداد الوطني.
8- القيام بجولة شاملة عبر البلاد تبدأ بدرعا وتنتهي بدير الزور , تلي فترة الحداد .9- طي ملف المفقودين وفق أليّة ملائمة وكريمة تحفظ حقوق المتضررين وأسرهم .
10- إنشاء هيئة وطنيّة للمصالحة والعفو تتعامل مع ملفات ما بعد 8 آذار 63 الجرميّة على الطريقة الجنوب إفريقيّة والمغربيّة .11- تشكيل حكومة إنقاذ برئاسة رئيس الجمهوريّة , وتضم شخصيّات من المعارضة الوطنيّة , إضافة لتكنوقراط كفؤ , مع احتساب حقائب الداخليّة والخارجيّة والدفاع على حصة البعث.
12- إلغاء سلطة الضبطيّة القضائيّة للمدنيين لأيّة جهة عسكريّة أو أمنية ، وحصرها بالنيابة العامّة وفق مذكرة توقيف لا يزيد عن أسبوعين على ذمّة التحقيق ، ليصار بعدها إما إلى الإفراج أو الإحالة إلى القضاء الطبيعي .
13- الفصل الجماعي لمنتسبي سلكي الشرطة والقضاء من عضويّة حزب البعث.
14- بالمقابل , تبقى أحوال القوات المسلّحة على ما هو قائم لحين تحرير الجولان.. مع إعمال مبدأ أنّ وزير الدفاع مدني , معطوفاً على إلغاء منصب نائب القائد العام لتضاف صلاحياته لرئيس هيئة الأركان العامّة .
15- إعادة ترميم " دولة الرعاية " بكل ما تتطلبه من استيفاء حقوق الفقراء وذوي الدخل المحدود.. من دعمٍ لأسعار السلع التموينيّة الأساسيّة لمستحقيها , وتوفير طبابة مجانيّة , وتعليم مجاني بكل مراحله , وتأمين ضد البطالة , وإسكان زهيد الكلفة .
16- حظر الاحتكارات في قطاعات الاقتصاد والأعمال.
17- الدعوة إلى انتخابات نيابيّة عامّة مطلع 2012, وتكون من أولى مهام مجلس النوّاب الجديد مراجعة وإقرار مسودة الدستور الجديد ,
وإعادة النظر في قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام والإدارة ( الحكم) المحليّة والطوارئ والتظاهر والسلطة القضائيّة والجامعات والجمعيات والعقوبات وغيرها.
18- تحقيق الاستقلال القضائي عبر إتباع سلك القضاء لمجلس القضاء الأعلى الذي يرأسه رئيس محكمة النقض .. و بضمنه النيابة العامّة و التفتيش القضائي .19- إلغاء امتيازات أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية , بما فيها حزب البعث , وفك أي ارتباط بينها وبين أجهزة الدولة , أو بينها وبين المنظمات الشعبية.
20- تشكيل مجلس للأمن القومي برئاسة الرئيس وعضويّة نوابه ورئيس مجلس الوزراء ووزراء الدفاع و الداخليّة و الخارجيّة ورئيس المخابرات العامّة ورئيس هيئة الأركان العامّة ومدير المخابرات العسكريّة .. وله أمين عام متفرّغ .21- فصل الفرع الداخلي عن إدارة المخابرات العامّة ليصبح تخصصها الأمن القومي البحت ( التجسس الخارجي و مكافحة التجسس الداخلي وتقديرات المعلومات ).. ودمج هذا الفرع مع إدارة الأمن السياسي تحت عنوان : إدارة الأمن الوطني , وتتبع وزارة الداخليّة .
22- إتباع المخابرات الجويّة لإدارة المخابرات العسكريّة أمنيّاً , ولقيادة القوّات الجويّة إداريّاً .23- إلغاء منظمة طلائع البعث , وتحويل اتحاد شبيبة الثورة إلى جناح شبابي لحزب البعث (شبيبة البعث) من سن السادسة عشر فما فوق .
24- إلغاء وزارة الإعلام , وإنشاء اتحاد الإذاعة والتلفزيون على منوال BBC , ومجلس أعلى للإعلام من شخصيّات يرشّحها رئيس الجمهوريّة وخاضعة لإقرار مجلس النوّاب .
25- تحريم التمويل الأجنبي للجمعيّات , على كافّة أنواعها , وفق القانون .
26- إعادة تنظيم القطاع العام بهدف فصل الملكيّة عن الإدارة , وتطبيق مبدأ الربحيّة مصحوباً بشدّة المحاسبة .. مع عقد مؤتمر للإدارة والإنتاج لمناقشة قضاياه واستخلاص دليل عمل للمرحلة القادمة.
27- توجيه أقصى الاهتمام إلى المنطقة الشرقيّة إنماءاً و دعماً , مع تخصيص ثلث عوائد إنتاجها للإنفاق على خطّة تنميّة عاجلة لها .
28- إحقاق العدالة الضريبيّة بالتشديد على التحصيل الصحيح من دخول الأغنياء , مع تحصينه من غوايات الفساد و الإفساد.29- دمج المحافظات الحاليّة في محافظات أكبر هي : دمشق ، حلب ، حوران ، الساحل ، العاصي والفرات , يديرها محافظون برتبة وزير يتبعون رئاسة مجلس الوزراء , مع إلغاء وزارة الإدارة المحليّة , ولتتم بعدها انتخابات الحكم المحلي في ربيع 2012 لانتخاب مجالس المحافظات
و المناطق والنواحي والقرى.30- دمج الهيئة المركزيّة للرقابة و التفتيش مع الجهاز المركزي للرقابة الماليّة في جهاز واحد اسمه : الهيئة المركزيّة لرقابة الدولة , وتتبع مجلس النوّاب.
حزمة الإجراءات هذه لا أقول كفيلة - بالقطع - , لكنّها مُيسّرة - بالترجيح – لتضييق فجوة الثّقة المهولة بين النظام والجمهور وتجسيرها , وصولاً إلى إغلاقها حقّاً وفعلاً.
والحريّ أن ينتهي تعبير *نظام* من التداول في القاموس السياسي السوري , كما سقط قبله حاجز الخوف , لنشيد معاً دولة تستوعب سلطةً حاكمة تأتي بالانتخاب الحرّ والنزيه , ويتم تداولها بسلاسة الاستمرار والتجدّد , بدءاً من الانتخابات النيابيّة مطلع 2012 , ووصولاً إلى
الانتخابات الرئاسيّة مطلع 2014 .رمضان – 2011 فرصة أخيرة , أو تكاد , تنتقل فيها سوريا إلى طور متألّق من تاريخها , تجمع بين جنباته محاسن نهجها الخارجي ومزايا تسويتها الداخليّة , في سبيكة خلاص تحفظ نسيج المجتمع وتدعّمه , وتسدّ منافذ التاّمر ورعاته .
إنّ منجاة النظام الحقيقيّة – عكسما يظنّ بعض أهله – هي في " دولنة " السياسة , وفي تخليصه من رزايا تراكمت على وفي جسده , من لدّن أصحاب المصالح , وأوصلت قطاعات , يتزايد اتساعها , من الجمهور الى حالة من النفور نحوه لايعسر تلمسها.
إن الطريق إلى التغيير هو في السَوس لا في الدّوس .
دمشق 8/8/2011
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|