<%@ Language=JavaScript %> علي محسن حميد  حكمة الرئيس التي أوصلتنا إلى الحضيض
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 حكمة الرئيس التي أوصلتنا إلى الحضيض

 

 

علي محسن حميد *  

 

تذكّر كتابات وتصريحات وبيانات عربية بين الحين والأخركل اليمنيين بالحكمة اليمانية والعض عليها لنخرج من النفق المظلم الذي وضعنا فيه عنوة نظام  فقد مبرر وجوده وشرعيته منذ أن بدأ مشروع التوريث واتبع سياسة التصفيات الجسدية لرموز وطنية عرف عنها  معارضتها  للتوريث أو الحل العسكري لأي مشكلة داخلية ومنها ماله صلة لم تكن معلومة  بالتوريث كمشكلة صعدة التي أذكى نارها وحال دون حلها سلميا قبل الحرب الأولى عام 2004 ومشاكل الجنوبيين الذين يأبوا أن يستبدلوا أنظمة السلاطين بحكم عائلي  شمالي قبلي مغلق.. أما في الداخل فقد حصرت البطانة والإعلام الأسود الحكمة في شخص الرئيس وحده فهو مناط كل شيئ وهو من يقرر مصير أي شيئ.ولأن كل شيئ وحداني فكذلك الحكمة أصبحت وحدانية . وكثيرا مانسمع من يردد بدون حياء وفي استغفال كريه لذكاء المواطن  ولقدراته العقلية عن امتلاك الرئيس لحكمة ولدت معه ونزلت على البلد منذ أن تولى السلطة ، عسلا وسمنا ، رخاء وسخاء،أمنا واستقرارا،سلما وطمأنينة.وصل النفاق بأحدهم إلى أن يكتب في وثيقة رسمية أن الرئيس  كان يفكر بمستقبل اليمن وهو في ريعان شبابه( حافي مقرع) وهو ينظر إلى صنعاء من أفق بعيد قادما إليها من قريته. هذا التجلي  "الوطني" المزور الموغل في البهتان مستمر ويقال في المساجد في رمضان الحالي. كشعب لم نلمس حكمته لا في سياسة اقتصادية أو تعليمية أو، أو، أو في حروبه التي لازمت حكمه. وأحدث ترجمة لهاالدماء التي سفكها عمدا ضد ثورة الشباب الرافضة لحكمه ولحكمته المعجونة بالدم.  وحقيقي أنه لو كان يتمتع بشيئ مما تدعيه بطانته التي أفسدها وأفسدته لتنازل عن السلطة في19 مارس أو في  4 يونيو ليجنب البلد المزيد من سياساته التدميرية. ولم تأته الحمكة رغم ماأصيب به من جراح في كبريائه ناهيك عن جسده في بيت الله لأن الوسط العائلي لم يسمح باقترابها منه. كنا نتقبل هذه الكلمة في الأيام العادية ولا نلق بالا لها أونقف عندها ولكن بعدما تحولت الحكمة إلى عتمة  في وطن لاأمل ولامستقبل فيه  سوى لحفنة تمتص دم الشعب المصاب بأنيمياء في كل جانب من جوانب حياته جراء سياسات التجويع والتعطيش والإظلام  وهذه ثلاث حقائق في حياتنا تلازمنا منذ سنوات وزادت كارثيتها بعد أن أصبحت سياسة رسمية في الستة الأشهر الأخيرة. من يذكرنا بالحكمة اليمانية  من العرب يعني مايقول وليس مثل أصحابنا البياعين المشترين  الذين لايقيمون وزنا للكلمة، وهم أي العرب يستندون إلى الحديث الشريف " الإيمان يمان والحكمة يمانية" والحكمة هنا تابعة  للإيمان وليس الفساد والاغتيالات والتجويع وتمزيق الوحدة الوطنية وسياسة فرق تسد وافتعال الحروب في جنوب الوطن وشماله وتخريب ماكان ثاني ميناء في العالم ومنطقته الحرة التي تفوقت عليها المنطقة الحرة في صلالة وجيبوتي  ونهب الثروة النفطية وبيعها في عرض البحر  وتهريب أثمانها لتسمين بنوك أجنبية. قيل في الجزئية الأخيرة أن الرئيس إذا  أراد مراضاة شيخ جنوبي يعطيه مليوني ريال وسيارة ولكن مراضاة الشيخ الشمالي تتم ببلك نفط  ليس في مأرب وإنما في حضرموت أو شبوة ومساحة كبيرة من الأرض في الجنوب. وعطفا على ذلك قال لي شيخ حضرمي ،عضوفي  اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي في 29 مارس  عقب انتهاء اجتماع اللجنة العامة مابال الرئيس لايزورنا في الجنوب ويقصر زياراته على مناطق الشمال. وقتها كان هدف الزيارة هو زرع حالة كراهية وحشد جزء من الشعب ضد جزئه الآخر بتصويره أي الرئيس القيم على الوحدة الوطنية أن هدف ثورة الشباب هونقل  السلطة من  الشماليين إلى الجنوبيين. وبعد هذا نجد من يتحدث عن حكمته. للتذكير عندما وصل الرئيس إلى السلطة عام 1978بتوزيع المال  (قبل تخليق أسطورة الكفن) الذي وصفه هولاحقا  بالمدنس كان يخجل من أن تسبغ عليه صفة القيادة وكما  نعرف كان الحديث دائما عن القيادة السياسية وليس القائد، وإذا صادف أن تملقه أحد فيقيد نفسه بالقول: القيادة الشابة أي التي تشرك غيرها في صنع القرار وليس القائد الشاب وحده وقبل 33 عاما كان كل من حوله شبابا نسبيا. مثلاعندما بدأ  استغلال النفط  كان يوجد مجلس أعلى للنفط لايرأسه هو. هذا المجلس تبخر وأصبح النفط بيده وحده لاسواه. الآن أين نحن من هذا بعد أن أصبح يمسك بمقاليد  البلد كلها  صغيرها وكبيرها ، حتى منح دولة قطر هو المتصرف فيها وحده. من اين هبطت عليه الحكمة إذا  ونحن دولة فاشلة ولازلنا في أسفل السافلين من حيث نسبة الفقر والأمراض والأمية  وكل الخدمات والمحسوبية وخراب النفوس والتصدع في الوحدة الوطنية وتجريد الجمهورية والوحدة من كل معنى وقيمة والأعلى فقط في الفساد.  ولكل ماسبق أنشأ  القلقون على مصير اليمن من أشقاء وأصدقاء  "مجموعة أصدقاء اليمن" لمدواة فشلنا المريع والمتعمد في كل مناحي الحياة تحت قيادته الحكيمة!! هذه المجموعة لانظير لها حتى في أي دولة عالمثالثية وحتى هؤلاء لم يساعدهم على تحقيق أي نجاح.  

والآن إلى جرد لعينات من الحكمة التي أوصلتنا الحضيض:  

1-  نقض الرئيس لوثيقة العهد والاتفاق  عام 1994وقبلها عدم التزامه باتفاقية الوحدة  التي لو التزم بها لجنب البلد الدمار والحرب والاحتمال القوي حتى هذه اللحظة  لفقدان الجنوب .  منذ البداية تعامل مع الجنوبيين باستعلاء ثم بعد حرب 1994 الغاشمة اصطنع  لنفسه دور صانع الوحدة الوحيد وزور مراسم وشهود توقيعها ورفع علمها ناسيا أن لليمنيين ذاكرة لايمكن تزويرها  وأن الوحدة لم تتم بالفتح أو بدون شريك جنوبي لم يلق الأمان في صنعاء منذ الشهور الأولى من عمر الوحدة. لقد كان في كل سياساته تجاه الجنوبيين  ينتقم من هزيمته في حرب عام 1979 ويسد نقصا لدى شخص ليس لديه رؤية لبناء نظام جديد قادر على تحقيق مالم يحققه النظامين السابقين في التطوير والقضاء على الفقر وتجاوز التخلف المستدام حتى اليوم . كان التخريب هو الحل.  

2- وقوفه الذي لم يحاسب عليه حتى الآن مع الاحتلال العراقي للكويت وتسببه في طرد 800000 يمني من الخليج في سنة 1990 كانوا الدفعة الأولى زاد عليهم 420000 حتى عام 1992 طبقا لمصادر جكومية كشفها  أحدث كتاب صادر هذا العام عن اليمن بالإنجليزية. هؤلاء  كانوا يعولون مالايقل عن سبعة ملايين نسمة  أي نصف سكان اليمن في ذلك الوقت. وهذه الأرقام لم تفصح عنها السلطة للشعب لأن حكمتها السنية  السرمدية رأت عدم إحداث فجيعة وطنية لسياسة غير حكيمة لرئيس لم تهرب منه الحكمةأبدا وتوصف سياسته الخارجية دائما بالحكيمة.  

3-  خوضه حروبا في الجنوب والشمال وتستره على الاغتيالات التي بدأت منذ السنة الأولى للوحدة لكوادر من الحزب الاشتراكي من شمال اليمن وجنوبه والاعتداء على رئيس مجلس النواب  في منزله بالصواريخ ومحاولة اغتيال وزير العدل ومنع رئيس الوزراء من الوصول إلى صنعاء . هذا هو أمان صالح وحكمته التي لم يفقدها لحظة واحدة.  

4- إفساد ه واستقطابه لعناصر جنوبية بالمال وبالمناصب  وبالسيارت لكي يضعف شريكه في الوحدة.نحن وحدنا في بلد الحكمة ننفرد بدبلوماسية السيارات الموازية لدبلوماسية الدولار التي توصف بها سياسة دول نفطية ومن أراد الرئيس تخريب ذمته بدأ تخريبها بسيارة تتلوها أخرى  ثم ثالثة وهكذا.  

5- محاولة النظام  التي لم تفتر لإضعاف سلطة رئيس الوزراء حيدر أبو بكر العطاس  بأمر بعض الوزراء بعدم تنفيذ تعليماته وشن الرئيس شخصيا  حملة إعلامية عليه لأنه حال بينه وبين الاستيلاء على 155 مليون دولار دفعتها شركات نفطية كعمولات للحكومة وأصر العطاس على إيداعها خزينة الدولة بينما كان صالح يرى أن العطاس ورفاقه مخبلين وهبل لأنهم  لم يأخذوها  إلى جيوبهم برغم تعليماته ليسهل لنفسه أخذ مايريد بعد ذلك. وسبق أن ذكرت في مقال سابق عبارته لوزير مالية تلك الفترة  " امهدوا ماعيجوش الجنوبيين يعلمونا".  

6- تشجيع رأس النظام للفساد و رعايته والإعلاء من شأن من يمارسون الفساد وظيفيا  بتصعيدهم إلى مراكز أعلى وغض النظر عن الحق العام والملفات المفتوحة للتحقيق. أليس هو القائل عندما قيل له أن  فلانا نزيه ولايملك بيتا  "مااعمل له أو أسرق بالنيابة عنه". ولانهاية لمثل هذه الحكايات.لقد كان من صفاته كراهية النزيهين والناجحين في عملهم  وكان يبحث عن الفاسدين لكي يكونوا كما يقول كل الناس جزمات ومطأطئي الرؤس ولايرفعون جفنا ولايعارضون التوريث.  

7- تزوير الانتخابات وإفراغ الديمقراطية من أغنى معانيها وهو النزاهة وجعلها أضحوكة ومهزلة واستخدام المال العام والأمن والمؤتمر كثلاثي  في التزوير واستئجار من يترشح كمنافس له  في الانتخابات قبل الأخيرة التي زورت 40% نتائجها لصالحه.  

8- لو كان الرئيس يمتلك ذرة من الحكمة الوطنية لما أفسد الجيش وأضعفه بالتغاضي عن الرديات وأعمال التهريب التي تقوم بها قلة نافذه في بعض المنافذ الجمركية  ولما عين إبنه وأبناء أخيه وأخيه على  رأس أهم الوحدات البرية و الأمنية والقوات الجوية.  

9- لو لم يفتقد الحكمة لما مكن إبنه من  التصرف كولي  فعلي للعهد وكوريث لديه مخصصات مفتوحة يصرفها لاستقطاب أتباع ومريدين وموالين ومناصرين للتوريث وأسهم وزارية ووزراء يوالونه ولايوالون رئيس الوزراء  ويقتطع مايشاء من الأراضي والنتيجة الطبيعية هي  أن لايكون لنائب رئيس الجمهوريه أولرئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية  ماتوجبه مناصبهم لهم من هيبة وسلطة. لم نشاهد أبدا صورة للرئيس تجمعه بنائبه بينما صوره مع إبنه في كل مكان هذا غير الأغاني والقصائد والخطب  التي تبشر بمقدم ولي العهد حاكما يخلف والده ولاتتحدث في بيت واحد عن النائب الخليفة الشرعي طبقا للمادة 116 من الدستور.  

10- لو امتلك الحكمة لما استمرأ دق الأسافين والخلافات بين الوزراء ونوابهم ووكلاءهم وبين المحافظين ووكلاءهم بحيث لايستقيم حال أي وزارة واي محافظة ويفقد الوزير احترامه أمام موظفيه  والمحافظ  عند الموظفين والمواطنين.  

11-لو كان حكيما  حقا لما تضايق من نصيحة وزير قال له بأن الوضع الاقتصادي سيئ  ولكنه بدلا من أن يطلب المزيد من المعلومات كمسئول عن قوت الشعب ورخاءه واستقرار الأسرة اليمنية المعيشي  ويعقد اجتمعا طارئا لمجلس الوزراء ويتقصى من رئيس الوزراء عن الحقيقة  لم يجد مايرد به عليه  سوى "أنت مابتدي لي إلاالأخبار السيئة". فهمه للسلطة هو الحكم والغنيمة  وليس خدمة الناس ورعاية شأنهم. والنتيجة معروفة. يمن مريض وسلطة فاشلة وفساد متغول.  

12- لو تمتع بقدر هزيل من الحكمة لما عطشت تعز ولما اتسع انتشار حمى الضنك فيها وفي غيرها من المحافظات ولما كذب على مواطنيها قبل سنتين بأنهم لن يعطشوا بعد اليوم وأنه  وجد لهم حلا في تحلية ماء البحر. لايعرف شباب الثورة أنه قال عام  1988في مجلس الشورى  أن الغاز سيصل بالأنابيب إلى كل بيت في صنعاء .ثم ماالذي حصل؟ نهبت شركة نفطية الغاز بدون ثمن. الطرفان تقاسما الغنيمة. يتبع

 

 

* سفير من اليمن، رئيس مكتب الجامعة العربية في بريطانيا سابقا 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا