<%@ Language=JavaScript %> عارف معروف هادي المهدي ... فزت ورب الكعبة !
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

هادي المهدي ... فزت ورب الكعبة !

 

 

 عارف معروف

 

هذه الكلمات التي نطقها علي بن ابي طالب عندما احس بضربة السيف الغادرة وهي تخرق رأسه الكريم ... قالها جيفارا ايضا وهو يتلقى طلقات الجبن والخسة بصدره الغض الممتليء بهواء حرية وكرامة لايمكن له المهادنة في امرهما او الكف عن السعي في سبيلهما . ... فزت ورب الكعبة ، ليست ، ابدا ، محصورة بزمان او مكان ، بل هي كلمات ... وتمتمات .. كل مضح وشهيد شجاع ، يدرك ، تماما ، في لحظة الحقيقة ، لحظة المواجهة الحاسمة بين  دمه النقي وسيف الغدر المرتعد ، انه المنتصر وانه الفائز وان موته لايعني الانطفاء ، بل توّقد عشرات الشموع التي ستنير  دياجير الطغيان والفساد .... فزت ورب الكعبة هي كلمات صديقي عادل تركي وهو يتلقى رصاصة الخيانه في رأسه ، ذاك الذي غادر مع موكب النور وجعلني اتمتم ، خذني معك ... كما تمتم الاوائل الخلصّ صدقا وشرفا وكبرياءا  ، لا الفاسدين المنافقين ، قتلة الابرياء وسراق مال الشعب، كذبا وزورا ، اليوم .. "يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما" ... لن يرّوض هذا الشعب الذي دوخ الطغاة والمستبدين منذ مئات السنين ، بالقتل والتعذيب وافساد الذمم ، وانتم، ايها القتله او المتواطئين معهم او المباركين لفعلتهم  ، ادرى من غيركم ، كما يفترض، بذلك ، ولن تثنيه عن حقوقه وحرياته وكرامته وصيانة ماله العام واعادة الكرامة والسيادة لوطنه ، جثة شهيد ، يقتل بخّسة قبل ساعات من انطلاق تظاهرة ، سيتظاهر العشرات بل المئات وربما الالوف ممن لم يفكروا حتى اللحظة بالتظاهر ، سيدفعهم موته ، قتله الجبان هذا الى التظاهر والخروج في غد ، وهذا قانون يعرفه المظلومون ، ويخشى طائلته الظالمون ...  قانون لطالما زكته الحوادث وبرهنت صحته الوقائع ..الدماء سماد الثورات الذي يخصبها ويزيدها تأججا ، والشهيد الذي يسقط يبعث موته الجذوة ملتهبة ، متسامقة ، في عروق العشرات ، وتكبر الانتفاضة كلما تعمدت بالدم وتصبح اكثر فاكثر ، كرة ملتهبة من النار تخرج عن كل سيطرة ! هل تعتقدون ان طغيان صدام الاجرامي ، قد اسقطته الدبابات الامريكية ، واهمون ، لقد اسقطه مقت الشعب له وتخليه عنه ولم يجد الامريكان امامهم الا خواء ، وجذع شجرة  نخره السوس ، ترنح عند اول هزة واصبح هشيما تذروه الرياح وعصفا ماكولا وكأنه لم يكن ذلك الجبروت الاهوج المدجج بكل ما يقزم الانسان ويدمر ارادته... خمسة او سبعة اجهزة امنية ، ملايين الوثائق والملفات .. عشرات الوف المخبرين والعيون .. ملايين التقارير السرية ، اخطبوط كله اذان مرهفة وعيون متقدة تتحسس كل همس و تتفحص كل عين وفم ووجه.. عشرات السجون وبيوت التحقيق السرية والسراديب في معظم انحاء بغداد والمحافظات، عشرات المجاميع من القتله المحترفين للداخل والخارج ، اساليب للتعذيب لم تخطر على بال اكثر الجلادين خسة وبعدا عن اللآدمية .. ماذا كانت النتيجة ... هزيمة مروعة ونهاية مهينة! هل نسينا جمعات تشييع شهداء الثورة في ايران 1979 وكيف كانت كرة النار ، شعلة الانتفاضة، تزداد التهابا مع كل تشييع ،الا نتعض من الثورة المصرية المعاصرة وكيف كان القمع لايزيدها الا اوارا ؟.. الا ترون الى جماهير اليمن والبحرين وقبلها تونس والموت لا يدفعها الاّ الى الاقبال على الموت ...

في 1982 انتهينا الى السجن الذي ما انتهى .. الحق اقول ، ساورنا بعض الشك في ان الامر قد انتهى اخيرا لصالح الطغاة وان الضرع قد يكون جف او في طريقه الى ان يجف بعد ان اهلكوه ... هالنا ما رأينا ... عشرات المجاميع .. بل المئات... من الشباب والرجال من كل مشرب ولون من الوان الطيف العراقي الحبيب .. يكتض بهم مسلخ العذاب والدماء ذاك ، همست في اذن رفيق دربي ،يومذاك، بابيات السياب ...

أكاد اسمع العراق يذخر الرعود

ويخزن البروق في السهول والجبال

حتى اذا مافضّ عنها ختمها الرجال

لم تترك الرياح من ثمود

في الود من اثر!

لكنني اليوم ارى ان ابيات السياب هذه اشد انطباقا وابلغ وصفا على عراق اليوم بعد ان اهلك الحرث والنسل في اعصار اسود من الموت والجريمة والفساد والخراب ...وامسى الشعب العراقي كله ، من اقصى شماله حتى نهايات جنوبه ،ومن غربه الى شرقه ، يئن من طاحونة الهول والعذاب والفساد والافساد.

ايها الهادي المهدي ، يامن لم اعرفك او تعرفني شخصيا ، يابن ابي وامي ، يابن عراقنا الحبيب وابن تربتنا" الملحة "الزكية ، انحني اجلالا امام رحيلك الواعد ...وانطفائك المتوقد... وانتصارك القادم... فقد فزت ورب الكعبة !

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا