<%@ Language=JavaScript %>  خالد حسين سلطان الخبث السياسي والحقد الشخصي في مذكرات جاسم الحلوائي / 2

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الخبث السياسي والحقد الشخصي في مذكرات جاسم الحلوائي

 

2

 

 

 خالد حسين سلطان

 

حاول جاسم الحلوائي الاساءة للكثير من رفاقه بالحزب بسبب حقده الشخصي لموقف ما أو من باب الخبث السياسي لقادة في الحزب لم يتمكن الحلوائي من الوصول الى مكانتهم الفكرية والسياسية او الكتابية او لشعبيتهم في الوسط والقاعدة الحزبية بعد ان اشتهر هو بالحزب بلقب المجنون على اثر حالة الجنون التي تعرض لها خلال ارهاصات انشقاق القيادة المركزية 1967، لذلك حاول افراغ هذا الحقد والخبث في مذكراته وسوف نستعرض بعضا من تلك المحطات ليطلع الانتهازيون والطبالون والمزمرون علهم يعرفون مدى تملقهم او قراءتهم السطحية للمذكرات .

الفقيد ماجد عبد الرضا / ابو دنيا

ضمن حملة البعث وقواه الامنية على الحزب الشيوعي في مرحلة 78 ـ 79 اعتقل المناضل ماجد عبد الرضا عضو اللجنة المركزية ليطلق سراحه بعد ايام, وكما قلنا في الجزء الاول من تلك السلسلة لم تصل قيادة البعث واجهزته الامنية في تلك الفترة الى مرحلة تصفية القادة، حيث اطلق سراح العديد من القادة بشكل او اخر بعد اعتقالهم ومنهم كاظم حبيب وعادل حبة وفخري كريم وماجد عبد الرضا وسليمان يوسف بوكا ومحمد جواد طعمة وقد تناول الحلوائي جزء من مسيرة الفقيد ماجد عبد الرضا مركزا على عملية اعتقاله في تلك الفترة ومسالة المقال الذي نشره الفقيد في جريدة طريق الشعب بعد عملية اطلاق سراحه وبموافقة عبد الرزاق الخابط المشرف الحزبي على الجريدة مع الكثير من التأجيج والتهويل للمسالة لغرض الاساءة للفقيد وحتى للخابط مطالبا بمعاقبة الاخير لتساهله وتهاونه مع الفقيد ماجد، فكتب الحلوائي في ص180 من مذكراته [ موقف جدير بالتوضيح : كان البريد المرسل من الصافي يمر عبري الى الرفيق باقر ابراهيم، فأستبقي الأخبار العامة لتنظيم نشرة أخبار داخلية، ولأعلق على ما يتطلب التعليق، ومن ثم أرسله للرفيق باقر ابراهيم. وبعد حوالي اسبوعين من اختفائي، أي في النصف الثاني من شهر اذار 1979، اطلعت على رسالة للصافي يقترح فيها سفره والرفيق مكرم الطالباني للخارج لإيصال جواب البعث لقيادة الحزب. فاقترحت بدلا من الصافي ماجد عبد الرضا، على أن لا يعود الأخير لأنه قد تحول الى عبء على الحزب جراء موقفه الضعيف في الأمن العامة. وهكذا كان، فقد سافر ماجد ولم يعد. وهذه لقمة اخرى ساهمت في اخراجها من فم البعث، ولكن، مع الأسف، الى حين.

وموقف ماجد جدير بالتوضيح. لقد باشرنا القيام بحملة عالمية بعد اعتقاله في المطار، من قبل جلاوزة الأمن، عندما كان يهم بمغادرة العراق في أواسط كانون الأول 1978، تحت شعار " أنقذوا حياة ماجد عبد الرضا "، وإذا به أراه صباح أحد الأيام في مكتبه في المقر العام للحزب بعد أربعة أيام من اعتقاله، يوظب الملفات كعادته وكأن شيئا لم يكن. لقد دهشت، إنه يحاول ان يبدو اعتياديا، ولكنه يتحاشى النظر في عيني، في حين كان ذلك ما يهمني بالضبط فوراء الأكمة ما وراءها، وإلا فكيف يطلق سراحه؟ عرفت منه بانهم سحبوا جواز سفره ولم يطلبوا منه معلومات وانما ناقشوه وعرضوا عليه منصباً وزارياً. وكان يرى ضرورة دراسة المقترح بجدية! استغربت مقترحه واشعرته بذلك صراحة بقولي له " بكل عقلك تحجي ". ما أن بدأت الحملة العالمية بالمطالبة بأطلاق سراحه حتى أعتقل ثانية، وفي هذه المرة أدخل المجرمون بأساليبهم الوحشية، الرعب في قلب الرجل. ومن تلك الأساليب وضعه في غرفة مظلمة وإسماعه أنين وصياح أشخاص يتعرضون للتعذيب، وما شابه ذلك من أساليب التعذيب النفسي .

طلبوا من ماجد ايقاف الحملة العالمية ضد الحكومة لكي يطلق سراحه. ولم يكتفوا بوعوده لهم، إنما طلبوا منه كتابة مقال في " طريق الشعب " باسمه الصريح. كانوا يستهدفون الطعن بمصداقية حملة الحزب ضد القمع الوحشي. كان رأيي هو أن نعمل على ايقاف الحملة لإنقاذ حياته أولاً، ويمكن بعدها نشر المقال. ولاحظت تفهما من ماجد والصافي لرأيي. فوجئت باليوم التالي بمقال على صفحات جريدة " طريق الشعب " بتوقيع ماجد عبد الرضا وبتاريخ يوحي بأنه غير معتقل. كنت قد اطلعت للتو على المقال عندما وصل الصافي الى المقر. برر الصافي تمرير المقال، باعتباره رئيس تحرير الصحيفة، بإلحاح من ماجد. انتقدت الصافي بقوة ( وربما بعصبية بسبب ميانتي معه ) على رضوخه لإلحاح ماجد .

نشأت لماجد علاقة بالأمن بسبب جواز سفره المحجوز لديهم. اكثر من تلفون وأكثر من لقاء حول الموضوع. لم يختلف ماجد معي بأن في الأمر ابتزاز. اقترحت عليه السفر الى كردستان وتدبير أمر سفره من هناك الى خارج الوطن، ولكنه رفض. استغربت موقفه أشد الاستغراب عندما رفض إعطائي صورة له لكي أنظم له هوية مزورة قد يحتاجها إذا ما اضطر للاختفاء. ولم يكتفي بالرفض، انما حذرني من تدبير ذلك لأي أحد باعتبار أن ذلك عمل خطير! في حين لبى الآخرون طلبي بسرعة مثل سلام الناصري والصافي ومحمد كريم فتح الله. وهكذا فان اخراج ماجد الى خارج العراق كان ضرورياً.

في الاجتماع الكامل للجنة المركزية في موسكو صيف 1980، حوسب ماجد وعوقب بتخفيضه من عضو لجنة مركزية الى عضو مرشح على موقفه غير الصحيح في الامن، وعلى نشر المقال. طرحت موقف الصافي الخاطئ على الاجتماع واقترحت توجيه عقوبة التوبيخ له، الا ان الاجتماع اكتفى بالإيضاح والنقد الذاتي الذي قدمه الصافي ] انتهى الاقتباس من مذكرات الحلوائي .

عليه نقول للحلوائي من حقك ان تعاتب و تتحفظ وتنتقد اي موقف لرفيق تختلف معه في رأي ما, ولكن الم يكن من الاجدر وللأمانة التاريخية ان تكتب عن ما تعرض له الفقيد من تهميش وعزل وسوء معاملة واهانة من قيادة الحزب ومن ثم فصله من الحزب وكذلك اللجوء الى محاربته باخس وأنذل الطرق بالتجويع والتشريد من خلال قطع المخصصات الحزبية وتوصية العديد من الجهات التي تعتز بالفقيد وتحترم تاريخه النضالي والحزبي والوطني, بعدم تقديم اي مساعدة او تسهيلات له من حيث الاقامة والحصول على الفيزا والتأشيرات اللازمة للتنقل ولولا علاقاته الشخصية وتدخل رفاقه المخلصين لدى تلك الجهات لكان في وضع لا يحسد عليه, والحلوائي يعلم جيدا ان كل ذلك كان جزء من اسباب قرار الفقيد بالعودة الى الوطن وبشكل فردي بالإضافة الى الكثير من الاسباب الاخرى .

ولا بد من سؤال الحلوائي عن الاسلوب الانتقائي والازدواجي في التعامل مع الرفاق، حيث اعتقل احد الأشخاص المحسوبين على القيادة وناقش معتقليه الامنيين باسم الحزب وعومل معاملة حسنة وخاصة قياسا الى قيادي اخر اعتقل بنفس الظرف والوقت، ومع هذا لم يتعرض ذلك الشخص للعقوبة الحزبية، وقد غض الحلوائي النظر عن ذلك في مذكراته . 

وقبل الختام لا بد من تذكير الحلوائي ومن لف لفه بجزء ولو يسير من السيرة النضالية والشخصية للفقيد ماجد عبد الرضا وخير ما نستعين به لذلك ما كتبه الاستاذ والباحث الموسوعي د. ابراهيم خليل العلاف ونشره في مدونته الشخصية وبعض مواقع النت الأخرى، وخصوصا وهو يكتب بحيادية لكونه خارج الحركة اليسارية والشيوعية في العراق بكل ارهاصاتها وتشظياتها الانشقاقية .

 

الخبث السياسي والحقد الشخصي في مذكرات جاسم الحلوائي / 1

خالد حسين سلطان

 

 

 

لنستذكر الدكتور ماجد عبد الرضا

ا.د. إبراهيم خليل العلاف

أستاذ التاريخ الحديث- جامعة الموصل

    الدكتور ماجد عبد الرضا نوري الطائي، واحد من أساتذة العلوم السياسية  في العراق، عرفناه من خلال كتاباته في الصحف والمجلات. فضلا عن تأليفه عددا من الكتب، والكراريس الفكرية والسياسية والثقافية. كان أستاذا جامعيا معروفا، وسياسيا مناضلا، وإنسانا بسيطا متواضعا شغل في أواسط السبعينات من القرن الماضي عضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي. وقد تقلب في المواقع الحزبية داخل الحزب واتفق مع البعض واختلف مع الآخر، وتعرض للاعتقال أكثر من مرة، وانتقده بعض زملائه على عدد من مواقفه وخياراته، ولامه آخرون، وامتدحه فريق ثالث وهكذا الحياة . وسواء اتفقنا معه أو اختلفنا فأن للرجل تاريخ ليس من السهولة تجاوزه وأرجو ان يتفهم ذلك مناؤيه ومحبيه. ونحن هنا لابد أن نذكره ونستذكره بالرغم من اعتراضنا على بعض توجهاته ومواقفه التي هي نتاج ظروف صعبة ومعقدة يعرفها كل من يمارس العمل السياسي في العراق .

ولد في  مدينة الكوت – محافظة واسط سنة 1937، وأكمل  دراسته الأولية والجامعية ببغداد. ثم سافر إلى جيكوسلوفاكيا  (جمهورية جيكيا حاليا ) سنة 1961، ليكمل دراسته العليا .. لكنه حصل على الدكتوراه في فلسفة التاريخ من أكاديمية العلوم الاجتماعية في صوفيا ببلغاريا  سنة 1984 .

كتب عنه صديقنا الأستاذ حميد المطبعي في موسوعته موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين يقول : إن ماجد عبد الرضا كاتب و باحث سياسي، وظف كتاباته وطاقاته في ســـبيل حركة التحرر الوطنية  لم يشغل في بداية حياته أي وظيفة حكومية بل انصرف إلى الكتابة والنضال في سبيل أهدافه .

له مؤلفات عديدة منها :

*مقدمة في دراسة الفلسفة الماركسية، 1968.

*مدخل لدراسة الاقتصاد السياسي، 1968 (وطبعة 1975 ) .

*القضية الكردية في العراق، 1969(وطبعة 1975 ).

*المسألة الكردية في العراق إلى سنة 1960 ،1970.

*حركة الشبيبة العراقية :آراء وملاحظات، 1974 .

في سنة 1973 حصل على وسام هيئة مجلس السوفييت الأعلى .

توفي اثر مرض عضال في أواخر شباط – فبراير  سنة 2005.نعته  رئاسة جامعة بغداد وكلية العلوم السياسية فيها، والأوساط الثقافية والتربوية في العراق وكتبت عنه جريدة الزمان (اللندنية ) نبذة موجزة  في عددها الصادر في7 آذار- مارس  سنة 2005 

وكتب السيد شوكت خزندار مقالا عن الفقيد بعد رحيله بعنوان : وداعاً ايها الشهيد ـ ماجد عبد الرضا، نقتبس الجزء التالي منه [ . . . عام 1954م طرد مع عشرة آخرين من مدرسة الزراعة في أبو غريب في كلية الزراعة. بعدها تعرض للمطاردة والاعتقال، وأبعد إلى بدرة تحت الرقابة، بعدها عمل كمراقب للعمال، وساهم في قيادة اتحاد الطلبة العام، وبعد ثورة تموز عام 1958م أصبح سكرتيراً للاتحاد، وفي عام 1961م وصل إلى براغ  للدراسة الحزبية … وبعد عام 1963م عاد إلى الوطن وأصبح مرشحاً للجنة المركزية، ومن ثم عضواً في اللجنة المركزية. في سنوات الجبهة الوطنية والقومية التقدمية، كان عضواً في سكرتارية اللجنة المركزية .. وكان ايضاً ولفترة محدودة عضواً في المكتب السياسي. كان جريئاً في طرح آرائه، ومرناً في عمله مع الرفاق وموضع إرتياحهم، ومثقفاً من الناحية النظرية كماركسي ـ لينيني، وملماً في مجالات عديدة من الحياة الثقافية، لهذا كانت كتاباته بسيطة في طرحها وعميقة في محتواها، ودؤوباً في عمله .

عاش في بغداد بعد عودته خلال الحرب الأولى عام 1991م، وساهم في الصحافة والتدريس، وظل أميناً لأفكاره ومخلصاً في وطنيته العميقة. ألم به المرض في ظروف الحصار، وامكانيات العلاج محدودة، لكنه رغم ذلك كان يكافح حسب طاقته، إلى ان ارغمه المرض الحد من نشاطه وفارق الحياة مرتاح الضمير، نقياً، فارق الحياة على أرض الرافدين وبين أبناء وطنه .

الرفيق ماجد عبد الرضا ( أبا دنيا ) غادرنا وهو مقاوم، فلا يشوب من عرفه، أي شك في انه لن  يتردد لحمل السلاح ضد الغزاة الأمريكان والصهاينة وعملائهم، ومنهم من رفضهم أبا دنيا لأنهم شذوا عن الطريق قبل سنوات طويلة مرتبطين بالدوائر الأجنبية، وأكدت الحياة صواب الطريق الذي أختاره، هو وجمهور من رفاقه، طريق معاداة ومحاربة الشاذين فكرياً وخلقياً في قيادة الحزب .

  غادرنا أبا دنيا، وهو مقاتل، مقاوم مع جمهور المواطنين الذين يقارعون المحتل، ولذلك أرتعب الشاذين من السير حتى في توديع جثمانه، لأنهم يخافون من السير مع الجمهور الذي ودع عزيزنا الراحل الرفيق ماجد عبد الرضا .

المجد لك أيها الرفيق المقاوم المناضل .

المجد لك أيها الشيوعي الوطني .

والعزاء لعائلتك الكريمة ، ورفاقك وأصدقائك الذين أحبوك .

انك أحد رجالات العراق الوطنيين الذين يرمز لتحدي الغزاة وأذنابهم .

الخزي والعار للمرتدين والمتحالفين مع قوى الاحتلال .

سوف تندحر قوى العدوان والاحتلال لا محال، على يد وتكاتف قوى شعبنا الوطنية مع المقاومة الوطنية الشريفة .

ولن يبقى على أرض وطننا العزيز، إلا الذين أحبوا الوطن والشعب وكافحوا من أجل تحرير الوطن وطرد الغزاة .]                  

بغداد  9/10/2013                

         

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا