<%@ Language=JavaScript %> خالد حسين سلطان الخبث السياسي والحقد الشخصي في مذكرات جاسم الحلوائي / 1

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الخبث السياسي والحقد الشخصي في مذكرات جاسم الحلوائي

 

(1)

 

 

خالد حسين سلطان

 

 

حاول جاسم الحلوائي الاساءة للكثير من رفاقه بالحزب بسبب حقده الشخصي لموقف ما أو من باب الخبث السياسي لقادة في الحزب لم يتمكن الحلوائي من الوصول الى مكانتهم الفكرية والسياسية او الكتابية او لشعبيتهم في الوسط والقاعدة الحزبية بعد ان اشتهر هو بالحزب بلقب المجنون على اثر حالة الجنون التي تعرض لها خلال ارهاصات انشقاق القيادة المركزية 1976، لذلك حاول افراغ هذا الحقد والخبث في مذكراته وسوف نستعرض بعضا من تلك المحطات ليطلع الانتهازيون والطبالون والمزمرون علهم يعرفون مدى تملقهم او قراءتهم السطحية للمذكرات .

الفقيد سليمان يوسف بوكا / ابو عامل

على اثر الهجمة الشرسة لحكومة البعث وقواتها الامنية على الحزب الشيوعي العراقي في مرحلة 78 ـ 79 تعرض المناضل ابو عامل كونه احد قادة الحزب للاعتقال، وبحكم خبرته كرجل قانون وعسكري وعمره الحزبي الطويل تمكن ابو عامل من الافلات من قبضة الامن دون ان تسجل عليه اي مثلبة او سقطة سياسية ودون ان يوقع على التعهد الشهير في وقتها حول عدم العمل في اي حزب سياسي غير حزب البعث وخلاف ذلك يتعرض المتعهد للاعدام، وضمن اجواء تلك المرحلة التي كانت توحي بان البعث والامن لم يصل بعد الى مرحلة تصفية القادة وانما اعتقال بعضهم واطلاق سراحه باي شكل من الاشكال لتصل رسالة ما للقيادة والقاعدة الحزبية ودق أسفين بينهما، تمكن الفقيد ابو عامل من اللف والدوران والمراوغة المشروعة حزبيا وسياسيا والافلات من قبضة حكومة البعث. وقد أشار الحلوائي في مذكراته الى تلك المرحلة والحالة ولكن بدون وعي، وهو يخوض في بغداد طولا وعرضا حتى لقضاء بعض حاجاته الشخصية مع الشهيد الخالد عايد والمزاوجة بين العمل السري والعلني واختطاف السائق ( ابو سلام / عقيل من اهالي ديالى ) وسيارة الحزب بعد ان ينزل منها الحلوائي، وقد استغل الحلوائي تلك الواقعة للاساءة للفقيد ابو عامل وكذلك للشهيدة الخالدة عائدة ياسين ( ام علي ) فكتب في ص92 من مذكراته تحت عنوان : الرفيق ابو عامل

اطلق سراح الرفيق سليمان يوسف بوكا ( ابو عامل ) في تلك الفترة وكانت المعلومات التي لدينا عنه تشير الى صلابة موقفه في الأمن، وجدت الرفيقة عائدة ياسين طريقا للاتصال به. تداولت مع الرفيقة أم علي في وضعه واتفقنا على أن نقترح عليه السفر الى الخارج. آخذين بنظر الاعتبار حاجته الى فحوصات طبية للتأكد من عدم إعطائه مواد قاتلة ببطء، وقد أشيع استخدامها من قبل سلطة البعث ضد خصومها. ولأن الاصول تقتضي إطلاع المكتب السياسي، والذي هو في الخارج آنذاك، مباشرة على موقفه في الأمن. كتبت رسالة بمقترح سفر الى الرفيق أبي عامل، فطلب اللقاء بي .

رتبت الرفيقة أم علي موعداً ومكانا للقاء. والتقينا به سوية. فوجئت بهيئة الرفيق أبي عامل، لقد كان شبحاً، عرفت بأن وزنه نقص عشرين أو ثلاثين ( لا أتذكر أي الرقمين ) كيلو غراماً. تحدث الرفيق بالتفصيل عن سير التحقيق معه. سألته سؤالاً واحداً لم يجبني عليه، كان بمثابة صدمة للرفيقة أم علي، فتولت هي بالإجابة بالنفي مرتبكة ومستغربة السؤال. وكان موقفها دليلا على قلة خبرتها، ولا يقلل ذلك أبداً من بسالة الرفيقة واخلاصها غير المحدود للحزب وقضيته. أبدى الرفيق أبو عامل استعداداً جدياً للبقاء في الداخل وأن يدبر أمر اختفائه بنفسه، وإن لديه وسائل طباعة جاهزة للاستخدام. ولا غرابة في وجود مثل هذه الامكانيات لدى أبي عامل، فإنه أحد أعضاء قيادة الظل التي سبقت الإشارة اليها، أكدت رأيي بضرورة سفره، وقد وافق على ذلك على مضض. وعند استفساره عن مصير أفراد عائلته اقترحت عليه خروجهم جميعاً. ولا بد من الانتهاء من " قصة " الرفيق أبي عامل، ولو أن ذلك يؤدي بنا الى استباق الأحداث قليلاً .

عند خروج الرفيق أبي عامل ووصوله بيروت صدرت " طريق الشعب " وعلى صدرها هذا المانشيت " بطل من هذا الحزب " امتدحت فيه بطولة الرفيق، الذي لم يكن راضيا عن نشر ذلك، كما أخبرني. كان الرفيق ابو عامل قد صوّت ضد التوقيع على ميثاق الجبهة بالصيغة التي أقرت بها. ومع انه تراجع كبقية المعارضين عند إقرار وثائق اساسية في مؤتمر الحزب الثالث كبرنامج الحزب ونظامه الداخلي، إلا انه بقى متحفظاً على هذا الجانب أو ذاك من سياسة الحزب. وهكذا صعد ولمع نجم الرفيق أبي عامل عشية الاجتماع الكامل للجنة المركزية الذي عقد في موسكو في نهاية 1981. ولأن الأجواء كانت مشحونة ضد قيادة الحزب لمسؤوليتها عن الأخطاء التي ارتكبت في الفترة الماضية، ولأن الاجتماع يعيد انتخاب المكتب السياسي، فإن القيادة لم تتصرف تصرفا صحيحاً، فلم تجرؤ على التوقف بشكل جدي على ما وقعه الرفيق كشرط لإطلاق سراحه، وحسم الموضوع، بل تغاضت عن ذلك. وقد انتخب الاجتماع نفس اعضاء المكتب السياسي السابقين باستثناء الرفيق ثابت حبيب العاني ( أبو حسان ) الذي حل محله الرفيق أبو عامل عضواً في المكتب السياسي الجديد .

في الاجتماع الكامل للجنة المركزية في عام 1984، في كردستان، وهو أيضاً اجتماع انتخابي. كانت هناك نقطة في جدول عمل الاجتماع الذي يعده المكتب السياسي عادة، وهي موقف أبي عامل في التحقيق! عند تناول النقطة المذكورة، أفاد الرفيق أبو عامل في الاجتماع المذكور بما فحواه : " لقد تحدثت عن موقفي للرفيق عزيز محمد ولرفاق آخرين في المكتب السياسي بعد اطلاق سراحي، ولم أسمع أية ملاحظة أو سؤال من أحد. الرفيق الوحيد الذي سألني هو الرفيق أبو شروق وذلك في بغداد. وبإمكانه ان يخبركم بالسؤال إياه. وقد أفدت بما فحواه :

أخبرني الرفيق أبو عامل بأنهم عرضوا عليه أكثر من صيغة تعهد ورفض التوقيع عليها. وكانت تعرض عليه مع خيارين، أما التوقيع وإطلاق سراحه وإما الإعدام. وكان آخرها صيغة مادة قانونية تفيد بأن الذي يقوم بنشاط سياسي ( غير بعثي ) داخل القوات المسلحة يحكم بالإعدام. وتعهد الرفيق أبو عامل باطلاعه على ذلك، لأنه لم يجد ضيراً من التوقيع على هذا التعهد من وجهة نظر قانونية ( كان الرفيق أبو عامل ضابطاً قانونياً في الجيش العراقي ) وكان سؤالي : ألا يعني ذلك تعهداً سياسياً؟ ولم يجب الرفيق على سؤالي. بل أجابت الرفيقة أم علي كما أسلفت. وقد أخبرت الرفيقين عمر علي الشيخ وباقر ابراهيم بسؤالي في حينه، وموقف أبو عامل منه. وأضفت في اجتماع اللجنة المركزية المذكور، بأن الرفيق أبا عامل كان على استعداد جدي للبقاء والعمل في تلك الظروف العصيبة. بعد حديثي أسدل الستار على الموضوع. فقد أخذت اللجنة المركزية علما به. ولم يرشح الرفيق أبو عامل للمكتب السياسي .

 

بغداد 20 / 8 / 2013                 

الخبث السياسي والحقد الشخصي في مذكرات جاسم الحلوائي / 2

 خالد حسين سلطان

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا