<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك وهل سعدي يوسف بحاجة الى حملة تضامن؟

 

 

 

وهل سعدي يوسف بحاجة الى حملة تضامن؟

 

 

نزار رهك

 

الحوار المتمدن ليس متمدنا ولا حتى حواريا وللعديد من المثقفين والكتاب تجربة مع الموقع هذا .. ولا أريد الخوض في تفاصيل هذا الموضوع .. يكفي أن يلاحظ القاريء مقاطعة العديد من الكتاب العراقيين لهذا (الحوار المتمدن) ومنهم الأديب والقاص حمزة الحسن و الكاتب صائب خليل وغيرهم  ومنهم أيضا سعدي يوسف نفسه (أنظر في صفحة الشاعر على الموقع .. تاريخ آخر ما نشر هو 15.12.2009 ) الذي يحاول الموقع في هذه الأيام التضامن معه دون سبب يستحق هذه الحملة إلا فتح باب التهجم على سعدي يوسف من قبل الكثير من سقط المتاع الثقافي .. ولكن هذا لا يعني إن المتضامنون هم من هؤلاء ..معاذ الله فاغلبية المتضامنون هم من المثقفين والقراء الصادقين بمشاعرهم و تضامنهم ... أما الباب المفتوح فهو باب الليبرالية الجديدة للموقع في طرح الآراء و نشر الغسيل الوسخ على حبال إحترام حرية الرأي .. وقبل الدخول في طرح هذه النماذج الوسخة والتي لم تكن تتجرأ مواجهة سعدي يوسف الأديب والشاعر و المناضل السياسي .. فحملة تضامن الحوار المتمدن فرصة .. يتحينها هؤلاء دون قيود من صاحب الموقع و المنظمين للحملة .. على أقل تقدير لأن النشر سوف لن يواجه بالرد المناسب التي يستحق صاحبها كان على الموقع وضع ضوابط أخلاقية و ديمقراطية لما يتم طرحه , كما إن الحملة غير مبرمجة لنصوص حوارية بين الرأي المطروح ورأي آخر ,  وفي جميع الأحوال تبدوا الأمور وكأنها تعبر عن منهجية الموقع الليبرالية الجديدة أكثر من تعبيرها عن سقط المتاع هؤلاء ..

أحد المتضامنين (مهدي المولى) يقول :

كنت احترمه (يقصد سعدي يوسف) لكن بعد التحرير في 2003 لم احترمه لانه وقف ضد الحرية والديمقراطية ووقف مع القوى الظلامية الاستبدادية بل اثبت عدائه للعراق الحر الديمقراطي التعددي فهاجم كل من يؤيد ويدعم ذلك  بل اثبت انه متخلف فكريا وانه لا يختلف عن اي عنصري فاشي طائفي معتقدا انه وحده المخلص وغيره لا يصلحون ويجب ذبحهم على الطريقة الوهابية لا يدري الديمقراطية تحتاج الى ممارسة الى تجربة الى وقت الى تضحية ونكران ذات وخاصة من قبل المثقفين واولهم سعدي بوسف فبدلا من النزول الى الشعب ورفع مستواه بدأ يسخر بالشعب ويتهم دعاة الديمقراطية بالعمالة والخيانة ويدعوا الى الثورة والمقاومة فاستجاب لدعوته المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية واعلنوا الحرب على تدمير العراق وابادة العراقيين لا شك ان حرق كتبه جريمة بحق تاريخ الثقافة العراقية فلم تحرق الكتب في التاريخ الا كتب المبدعين والمجددين والذين ساهموا في تطور وبناء الحياة وسعادة الانسان وسعدي يوسف لا يستحق هذا المستوى. (1)

وقد تم تكرار نشر هذا المقطع دون غيره مرتين في الحملة ومنشور في الصفحة الأولى والثانية منها.

هذا المثقف الساقط هو نفسه يكتب في أحد موضوعاته :

(نقول صراحة ان العراق بحاجة الى امريكا ونقول اكثر صراحة لا يمكن ان يستقر العراق ويسير في العملية السياسية اي في طريق الديمقراطية والتعددية الا بالاعتماد على الولايات المتحدة.... ) (2)

ويكمل هذا المثقف ( الان امريكا اعلنت خلال غزوها للعراق هدفها تحرير العراق وانقاذ شعبه من الدكتاتورية والاستبداد وهذا لايتوقف على السياسين العراقيين المخلصين وخاصة المجموعات اليسارية والديمقراطية والعلمانية والشيعة  عليهم الوحدة وفق منهج واحد وخطة واحدة ثم التوجه للتعاون والتحالف مع امريكا وبهذا يمكن الاستفادة منها بل حتى استغلالها  كما حدث في اليابان والمانيا وبعض دول جنوب شرق آسيا ونتيجة لهذا التحالف والتعاون مع امريكا تطورت وتقدمت شعوب هذه البلدان واستطاعت ان تحمي اوطانها وتسعد شعوبها.......) (2)

إذن فالخلاف مع سعدي يوسف واضح هو في الموقف من الأحتلال وليس في مكانة وشعر سعدي يوسف الذي ( كان يحبه ) حتى عام 2003 أي حتى إحتلال العراق وكان يريد إحترامه السابق لسعدي يوسف يستمر بشرط مساندة سعدي يوسف للأحتلال الأمريكي .. وتحول هذا الأديب والشاعر فجأة بعد الأحتلال الى متخلف فكريا وانه لا يختلف عن اي عنصري فاشي طائفي !! ... وهو مهدي المولى الحضاري المتمدن و الغير عنصري ولا فاشي ولا طائفي , ولا كأننا فقدنا أكثر من مليونين قتيل عراقي منذ 2003 وحتى هذه الساعة (والحبل على الجرار) و كلما تمر السنون تظهر علاقة الأرهابيين والمرتزقة أكثر وأكثر بالموساد و الأمريكان و عملائهم من القيادات الكردية والطائفية في العملية السياسية .

هذا المثقف الساقط لا يدعوا لحرق كتب سعدي لأنها ليست بالمستوى اللائق للحرق التي هي عملية يقصد بها العظام من الكتاب .. أي إنه يدعوا لفعل أكثر خسّة و إحتقارا ضد سعدي يوسف.

أنه يؤكد لنا أي دور يلعبه موقف المثقف من مجمل التطور السياسي للبلد رغم كونه وغيره من أدباءنا ليسوا محترفي سياسة بل مجالهم هو الشعر والأدب .. ولكنهم بشر مثلنا يعتنقون السياسة كطريق للتغيير و الأنقاذ و الخلاص من القهر والعبودية و من أجل قيم إنسانية ومباديء نبيلة .

متضامنا آخر (عباس حسن فرحان ) يقول : (احرق تاريخه بيده فلا اتاسف عليه بعد ان اصطف مع قتلة ابناء بلده فاذن لاتشفع له كتبه ان احرقت ام لا) (1) وقد تم تكرار نشر هذا المقطع مرتين في الحملة .

من هم قتلة أبناء شعبه ؟ المقاومة العراقية التي دحرت المحتلين و طردتهم من العراق أم الأرهابيون اللذين تمت صناعتهم منذ الأيام الأولى للأحتلال وواجهوا فيها المقاومين أكثر من مواجهتهم للمحتلين ..

نفس الموضوعة القديمة يراد تكرارها وهي عملية خلط المقاومة العراقية بقوى الأرهاب الأجرامية ..

ولكن غالبية المتضامنين كانوا من العراقيين الأصلاء اللذين يشاركون من منطلق الحرص على سمعة ومكانة أدباءنا وبنفس الوقت على حرية مواقفهم و مساندة مواقفهم المعادية للأحتلال كما هي مساهمة

تحرير عبد الصمد نعمان إبنة المرحوم والمناضل عبد الصمد نعمان  كتبت : (حرق الكتب هي الطريقة النازية لا أذكر أي دعوة مثل هذه في زمن النظام الديكتاتوري فهل هذه أفضال ديمقراطية الأحتلال؟).  أو الكاتبة والفنانة المسرحية إقبال محمد علي حيث كتبت :

(لا اعتقد ان هذه الحملة غير متوقعة على المثقفين الملتزمين الذين ينددون بالغزو الانكلو-امريكي للعراق ويفضحون عملاء السلطة الامريكية ( الحكومة الحالية ) في دعمها و تعميقها للطائفية و العرقية ، زرع الحقد و الكراهية بين ابناء الشعب العراقي وفي استمرار الابادة التدريجية لشعبنا و محو هويته الثقافية والقومية. حملة حرق كتب سعدي يوسف ما هي إلا انعكاس واقعي لهذه السياسة الشوفينية الفاشية الذليلة.  فليحرقوا كتبه، كي يتعرف العالم أكثرعلى اكذوبة ديمقراطيتهم المزيفة... .)

وأجمل ما قرأته في هذه الحملة هو ماقاله المتضامن الصادق (علي سمير البياتي ) من العراق :

 (لا اعرف هذا الشخص (ويقصد سعدي يوسف) ولم أقرأ له سابقاً لكنني أقف بالذد من اي محاولة لقمع حق التعبير وحرية الرأي ... سوف أسعى لشراء ما كتب هذا الشخص لأطلع على تراثه ... وما محاولات إلغاءه إلا مرحلة تردي جديدة في مسار الحريات العراقي لا يختلف عن العصور الوسطى)

حملة التضامن تكون مع شيء قد حدث و جريمة يراد إرتكابها و موقف قانوني يتطلب حملة التضامن وبعكس ذلك فهي طروحات لا معنى لها ويجب توقي الحذر من منظميها ومواجهتها بنفس الحجم التي تتبوءه هذه الطروحات .

سعدي يوسف ليس بحاجة الى حملة للتضامن بل هذه الحملات و مواقعها بحاجة الى سعدي يوسف .

تحية لشاعرنا الرائع سعدي يوسف .. نحن لن نتضامن معك بل نسير سوية ..

 

نزار رهك

21.11.2014

Rahak@t-online.de

 

الهوامش:

(1) http://ehamalat.com/Ar/sign_petitions.aspx?pid=664&fb_action_ids=10202834682298650&fb_action_types=og.comments

(2) http://www.kitabat.info/subject.php?id=53994

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العراقيين   

 

                                                                  

                                                                             

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               الصفحة الرئيسية - 1 -