<%@ Language=JavaScript %>  بدور زكي محمد ملاحظات على كتاب شعبان (2-2)

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

ملاحظات على كتاب شعبان


(2-2)

 

 

بدور زكي محمد

 

لم تخذله الذاكرة، إنما هي النوايا

كنت قد انتهيت في الجزء الأول من هذا المقال إلى تثبيت ما صرّح به الدكتور شعبان عن كونه دائم الإعتزاز بأخطائه لأنه يعتبرها " أخطاءً صميمية "، وفي هذا الجزء سأتابع هذه الأخطاء التي تورط بها، وأذكّر هنا بقوله القاطع بأن عامر عبد الله لم يكتب مذكراته، لأعيد تكرار السؤال : ما مصلحته من هذا النفي؟ وهل لديه علم بالجهة التي استحوذت عليها، وتشارك الرأي معها في ضرورة إخفاء المذكرات ؟ هل جرت صفقات لتقاسم تركة الراحل، وردم باب المعلومات التي أراد لها أن تكون في متناول الجميع ؟ أسئلة تصدّع الرأس، سأضعها جانباً لأني لا أتوقع جواباً، أو صحوة ضمير تعيد لنا ما جمعه عامر في سنوات نضاله واجتهاده وصبره، وسأسمح لنفسي أن أفترض بأن المؤلف قصد من نفيه أن يجنبنا مشقّة التفكير بالمذكرات، لاعتبارات صداقة قديمة يدّعيها!!

أود أن أشكر كل من اهتم بما كتبت، ومن تفضل بتعليق أو فكرة، وقد نبهني صديق عزيز إلى نقطة مهمة، حين تساءل بحق عن سبب سكوت قيادة الحزب الشيوعي عن كل ما ورد في كتاب شعبان من تفاصيل تتعلق ببعض سياسات الحزب وممارساته عبر مراحل مختلفة.

وكانت جريدة الحزب قد نشرت مقالاً لجاسم حلوائي، استهدف فيه فقط التقليل من مكانة عامر عبد الله، كما اهتم كاظم حبيب في رده على شعبان بما أسمّاه "المبالغة" في قدرات عامر ومميزاته، ويبدو ان الكاتبان وهما قيادان سابقان في الحزب، لم يزعجهما من الكتاب سوى الإشارة إلى ما كان يتمتع به الراحل من مكانة استحقها بجدارة، وفاتهما كل ما تضمنه من سلبيات بحق حزبهم، بخاصة ما ذكره المؤلف عن أحداث الموصل وكركوك في نهاية الخمسينيات، وممارسات حزبية في كردستان في إطار ما عُرف بالكفاح المسلّح ضد نظام صدّام، بالإضافة إلى أمثلة قدمها عن تعامل قياديين شيوعيين مع قواعدهم في سوريا واليمن، وما قاله عن إقصاء أعضاء قياديين بسبب آرائهم المخالفة، وقرارات المقاطعة الإجتماعية ضدهم، .. الخ، أستثني هنا مقال عادل حبه، وهو قيادي سابق أيضاً، فقد تضمن مقاربة تخص الشيوعيين في اليمن، لكنها لم تكن كافية، ولم تكن مقنعة، وما ذكره بشأن العلاقة بين الراحل العزيز ثابت العاني، وصديقه عامر عبد الله، يحتاج إلى تفنيد ووقفة طويلة، ليس هنا مكانهما، وكل ما أستطيع قوله، واثقة تماماً من صحته، إنهما ظلاً صديقين حميمين، يكنّان لبعضهما مودة خالصة تجلّت في جلساتهما وتبادلهما الذكريات، استمرا على ذلك حتى فترة قريبة من رحيل أبي حسّان.

ما نجح به مقال حبه، إنه قدم جانباً من مواقف شعبان يعرفها كثير من الشيوعيين عنه ولا يستطيع الدفاع عنها. أنا في الحقيقة لا تهمني مسألة المحاججة بين شعبان والحزب، لأني ببساطة لست حزبية، ولا شيوعية من حيث الإنتماء الفكري، مع قناعتي بجملة من المبادئ التي أبدعتها الماركسية، في إطارها الفلسفي والثقافي، لكني أرى إن من واجب قيادة الحزب الرد على شعبان، وبيان نسب الصِّحة و الخطأ فيما قاله عن سياسة الحزب وممارساته، بخاصة وإن كثيراً مما أورده هو موضع تداول بين الشيوعيين منذ سنوات، وهنا لا يفوتني أن أذكر إن الردّ الشافي لابد أن يتضمن مراجعة شاملة لمسيرة طويلة، وهذا باعتقادي ما لا تريد القيادة أن تخوض فيه في هذا الظرف العصيب الذي تمر به البلاد، التي ابتلت بفيض من أحزاب لا تاريخ لها، وسياسيين لا يملكون غير الكلام، وتصويب السهام لخصومهم.

عودة إلى أخطاء شعبان "الصميمية"، وأبدأها بما زعمه من أن الراحل كان يسعى للحصول على دعم مالي من مجموعة أبي نضال (صبري البنا)، لمساعدة رفاقه الذين أقصتهم قيادة الحزب!! كيف يجرؤ على هذا الزعم وهو يعرف إن عامر حصل على الدعم المطلوب من رفاقه المقربين في القيادة اليمنية الجنوبية، ولم يكن يوماً على معرفة بتلك المجموعة التي كانت تحتضنها السلطة في بغداد، وكان عامر قد كلفني بإيصال مبلغ من المال إلى أحد القياديين السابقين من المغضوب عليهم، عندما عدت إلى دمشق، قادمة من براغ في العام 1989، ولا أنسى ما قدمه لنا إخوة إعزّاء في القيادة اليمنية لتسهيل رحلتنا إلى لندن، بعد أن قررنا مغادرة سوريا نهائياً في صيف العام 1992. وقد بذل عامر كل ما يستطيعه للوقوف مع من كان على حق من الشيوعيين في خلافهم مع قيادة حزبهم، وتوسط لكثير منهم للحصول على جوازات سفر يمنية.

هنا أجد نفسي مضطرة أن أُذّكِر الدكتور شعبان بما قلته سابقاً : إذا كنت تسعى لتنويع مصادر تمويلك، وتتقبل أن تسير بكل الطرق المؤدية إلى ذلك، فأنت حر وليس من حقي أن أسألك لماذا، بل ليس من حق أحد أن يسألك، إذا ما عزلت رغباتك الشخصية عن دورك كلاعب سياسي، وناشط في الكتابة إلى حد التخمة، فقط أرجوك أن تتجنب حشر الآخرين في دروبك.

قد يلاحظ القرّاء والقارئات مثلي، إن كاتب " فصل ساخن من فصول الحركة الشيوعية..." يحاول أن يقنع الناس بأنه صديق حميم للراحل، فيتحدث عن معاناته في لندن، من جحود الكثير من رفاقه، هذا صحيح، وأزيد عليه إن أحد المقربين من الحزب، كان متهماً بقضية عقوبتها الإعدام، كان عامر قد توسط له لدى الرئيس الأسبق أحمد حسن البكر، وحصل له على عفو خاص، وسهّل له مغادرة العراق، هذا الرجل قابل الإحسان بالمقاطعة فلم يزر عامر قط ، صديق آخر مر بالظرف نفسه، وكان يقول دائماً إن عامر حرر رقبته من المشنقة، لكنه امتنع تدريجياً عن زيارته لأنه يشعر بالكآبة عند لقائه ، كما صرّح لأحد الأصدقاء!!!

أقول إن المعاناة كانت رفيقة عامر في سنواته الأخيرة، لكن شعبان يتسلل منها لتشويه صورته ووضعه موضع الإشفاق، مع أنه عاش بعزّة نفس ورأس مرفوعة، لم يكن لدى الراحل الكبير حاجة لأحد كما يدّعي شعبان بقوله :
" .. عاش مرارة الحاجة في آخر أيامه .." .

لا أدري كيف يسمح لنفسه بهذا، وماذا يقصد من تعمده إيذاء مشاعرنا ؟ هل يجهل ما يقدمه نظام الضمان الإجتماعي في بريطانيا من رعاية خاصة لكبار السن؟ هذا فضلاً عن معرفته بتواصلنا العائلي مع عامر، كأسرة وإن تباعدنا في السكن لبضعة أشهر قبل وفاته، لعل السبب في ما ذهب إليه المؤلف هو حبه للمال ومحاولته إظهار غيره بمظهر المحتاج، ظنا منه إن هذا يزري به، هو يتجاهل ما يعرفه عن عامر، الرجل الذي لم يفكر ولو لمرة واحدة بادّخار مال ينفعه في شيخوخته، كما يفكر البسطاء من الناس، بل حدث إنه قدم للحزب ما زاد عن تكاليف علاجه في لندن، من هدية الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد، أكثر من ذلك فقد أوصاني قبل مغادرتي لبغداد في العام 1979 أن أقترض مبلغ ألفي دينار من أحد أقربائه، وأسلمها إلى محاسب القصر الجمهوري، وكان هذا المبلغ ما تبقى لديه من مخصصات لزياراته للمحافظات التي كلفه بها الرئيس، وحين سلمتها للمحاسب، بانت عليه الدهشة، وتساءل: لقد حسبتك جئت لتستلمي مخصصات عامر التي بلغت اثنين وثلاثين ألف دينار، فإذا بكِ تسلميني مبلغاً لا يهتم به أحد!! وكان عامر يرفض استلام المخصصات التي تمنح لجميع الوزراء، لتغطية التزاماتهم الرسمية، والتي لم يرفضها حتى رفيقه الوزير الشيوعي الدكتور مكرّم الطالباني، وكلما عاتبه الرئيس البكر على سلوكه هذا، كان يقول له : إدّخرها لي لوقت الحاجة!!، أ مِثل هذا الرجل الزاهد، يعيّره شعبان بالحاجة ؟ في الحياة هناك أناس مهما امتلأوا يظلوا محتاجين، وهذه هي الحاجة الحقيقية.

النقد كان من مواضيع الكتاب، والمؤلف مع تعظيمه لفضيلة نقد الذات وبيان استعداده لممارستها، لم يقدم لنا مثلاً على ذلك، بل إنه وفي الصفحة 134، حين يتكلم عن سلبيات المعارضة الحزبية، ويأتي على ذكر مجموعة المنبر، التي كان عضواً فيها، لا يقول شيئاً ويهرب إلى حكمة تشير إلى "ما كل ما يُعرف يقال" ! ويمضي شعبان في أداء دور المحلل السياسي والنفسي، فيسمح لقلمه أن يعبث بالحقائق حين يتحدث عن شدّة "إيمان" عامر بالإتحاد السوفيتي، وما كان يسديه من نصائح للحزب الشيوعي بشأن العلاقة مع سلطة البعث، يقول: " .. لكن إيمانه بدأ يتزعزع نتيجة فقده لبوصلة التحليل إثر الخطوات المتسارعة التي أعقبت البريسترويكا وصعود نجم غورباتشوف (1885) " ، أمام هذا التنظير أدعو المفكر شعبان أن يستعيد جلساته مع عامر، عندما كان يستمع بتلمذة مع غيره من شيوعيين على اختلاف درجاتهم، إلى آراء عامر وتحليلاته ومخاوفه من انهيار تدريجي للإتحاد السوفيتي، لم يكن يؤمن به بشكل أعمى، يقدّر دوره وينتقده في الوقت نفسه، كان يردد سؤالاً استغربت له في حينه : كيف تمنع أمّة بأسرها من حرية التنقل عبر العالم، معلقاً بذلك على قوانين السلطة السوفيتية بمنع السفر، كان ينتقد شمول القطاع العام لكل الأنشطة، بما فيها أكشاك تصليح الأحذية ومحلات الحلاقة، الحرمان من حقوق الملكية في حدودها الدنيا إلى جانب السماح بامتيازات لكبار الحزبيين، المبالغة في البعد الإجتماعي وقتل روح الإبتكار لدى الفرد ... إلخ .

حين رافقته بزيارة إلى موسكو في منتصف السبعينيات، وكنا نجلس في مطعم المنتجع الصيفي، أشار لي بأسى إلى رجل يقف بانتظار استلام وجبته، وعندما ركزت النظر إليه تذكرت أنه الرئيس الأسبق بودغورني، عندها قال لي : هكذا يتجاهلون قادتهم ما أن يتركوا السلطة! لم يكن يجامل رفاقه في القيادة السوفيتية، بل يكاشفهم برأيه ومخاوفه، وأحياناً يطلب منهم ما لا يستسيغونه، مثلاً في إحدى زياراته سأله المضيفون عن الأماكن التي يرغب بزيارتها، فقال : أريد أن أزور ضريح خروتشيف!! كانت لدى عامر رؤية واضحة لمساوئ التجربة السوفيتية، وهو ما سجّله قبل سنوات من صدور كتابه الموسوم : مقوضات النظام الإشتراكي، لذلك فإن استنتاج شعبان بأن عامر كان ملتزماً بتعليمات القيادة السوفيتية ومؤمناً بها مطلقاً، ليس له أساس، وما التزم به من نصائحها، كان ببساطة تعبيراً عن توجه الحزب.

يقول شعبان أن عامر سعى " لتجميع المعارضة الحزبية بحماسة منقطعة النظير، ثم عمل على تشتيتها بذات الإندفاع، بعد أن فقد القدرة على التواصل بسبب القنوط الذي انتابه والتردد الذي ظل ملازماً له في السنوات الأخيرة"، وهو يعزو ذلك إلى حرصه على "وحدانية الحزب"، قد يكون مصيباً في هذه الجزئية، لأن عامر لم يسع يوماً إلى إحداث انشقاق في الحزب، لإدراكه بأن النضال الحزبي خارج الوطن، دون إمكانات حقيقية للتأثير في الداخل، ودون إسناد معنوي من الأصدقاء في الدول الإشتراكية، التي كانت تواجه مقدمات الإنهيار، لا يعني شيئاً بالنسبة لحزب متماسك، فكيف إذا انقسم. وألاحظ هنا أن شعبان يناقض نفسه، فكيف يكون عامر قنوطاً فاقداً للتواصل مع رفاق المعارضة، وفي الوقت نفسه ينجح في تشتيتهم، الحقيقة كما أسترجعها بحكم معرفتي لشخصية عامر ومتابعتي لمواقفه، أنه لم يكن مندفعاً في معارضته، بل كان هادئاً في محاججة من أقصوه عن القيادة، ناصحاً إيّاهم، مخلصاً في نواياه، طامحاً إلى أن يستعيد الحزب قوته على أسس من الإنصاف، ففي رسالة له إلى السكرتير السابق للحزب، عزيز محمد، بتاريخ آذار من العام 1989 ، حذر من بعض الممارسات، وما يمكن أن تقود إليه، إذ يقول: { ... وبدلاً من تحكيم مبادئ الديمقراطية والعدالة لإعادة النظر بالتدابير المجحفة التي تعرض لها العديد من الرفاق المخلصين، وبدلاً من المبادرة لمعالجة وتدارك ظاهرات التفتت في كيان الحزب، وتصفية الظواهر الغريبة في حياته الداخلية، بروح الحرص على وحدته وتلاحم صفوفه .. جرى التمادي فيما يناقض ذلك كله ، وبخاصة فيما يتعلق بتصعيد حملة القمع والإقصاء والطرد، ومواصلة التأليب والتشهير، والاتهام بـ«التخريب» وبالكلل ووهن العزائم .. وما إلى ذلك من طعون مسيئة، ما أدى إلى تسميم أجواء العلاقات الرفاقية، وإعدام روح التضامن بين الشيوعيين، والتحريض على الإنقسام ...}

أما ما يدعّيه شعبان من مسؤولية عامر عن تشتيت جهود المعارضين، فهو قول غير دقيق، فهم من شتتوا قواهم واختلفوا، وكل منهم ذهب باتجاه، وبعضهم اقترب من النظام على مسؤوليته.

ثمة ملاحظة ربما يوافقني عليها قرّاء الكتاب، هي أن الدكتور شعبان في بعض الصفحات لا يراعي وحدة الموضوع، وأهمية ترابط المعلومات وتسلسلها، مثلاً نراه ينتقل من الحديث عن مداخلة عامر في إحدى ندوات الأنتاجية، إلى موضوع حكم الإعدام الذي صدر على القيادي البعثي عبد الخالق السامرائي، ما العلاقة بين هذين الموضوعين، لابد إن المؤلف كان يخشى أن يُفوَّت على نفسه فرصة ما، فلدى الأنتهاء من قراءة الصفحتين 142 و 143 من كتابه، يتبين لنا أنه أراد أن ينفي ما أكّده عامر مراراً من أنه تحدث مطولاً مع أحمد حسن البكر، لإقناعه ببراءة السامرائي من تهمة التآمر مع ناظم كزار في العام 1973، وانتزع منه تعهداً بإعادة النظر في الحكم، وكان حينذاك يرافقه في المطار لاستقبال الرئيس البلغاري جيفكوف، ما أراده شعبان من تلك القفزة بين الموضوعين، هو أن يثبت بأن من أنقذ حياة السامرائي، وكان سبباً في تخفيض عقوبته إلى الحكم المؤبد، هو ميشيل عفلق وبعض البعثيين اللبنانيين. وأنا أذكر جيداً ما كان ينقله عامر من أحاديث الرئيس البكر وسخريته من قيادات البعث، فلم يكن لعفلق أو القيادة القومية لحزب البعث أي تأثير في قراراته، وقد أطلعني عامر على رسالة كتبها البكر له، تضمنت سخرية من الوزراء البعثيين، فهو لم يأخذ الحزب ككيان تراتبي مأخذاً جدّياً.

أراني قد أطلت على القارئات والقرّاء، لكن كتاب شعبان فيه الكثير مما لا صحة له، ومما يقتضي التعديل والتصويب، ويهمني أن أشير إلى تورطه بتصنيع إشاعة حول عامر، قال أنها أُثيرت في لندن، تزامناً مع بداية مشاركته في نشاط المؤتمر الوطني المعارض، لن آتي على ذكرها لانها لا تستحق حتى أن أشير إليها، وأترك للقرّاء التنقيب عنها والحكم على نوايا المؤلف من إطلاقها، وكنت قد نبهته إلى ما تورط به حين ذكر تلك الإشاعة في لقاء صحفي، قبل صدور كتابه، لكنه أسرف بالحديث عن كتابه المنتظر، وطلب مني أن لا أحكم عليه قبل قراءة الكتاب.

إن الكتابة عن الكمّ المغلوط مما سطّره الدكتور شعبان، قد تبدو للبعض غير مبررة، لكني لا أحتمل مزيداً من الظلم لشخص عامر، وإذا كان بعض رفاقه الأقدمين لم ينصفوه، وتسامح معهم أو أبطأ في الرد على إساءاتهم، فذلك لأنهم كانوا شركاء في مسيرة نضالية طويلة، منهم من استشهد، ومنهم من تحكمت به عوامل شتى، فما بال شعبان يتخذ دور الأستاذ ويتحدث بتهافت عن مراحل كان فيها تلميذاً؟

وإذا كان يعتقد أنه بلغ النضوج السياسي، بحيث يسوّغ لنفسه انتقاد عامر بلغة غير موضوعية، قائلاً عنه إنه في فترة إقامته في لندن " لم يعد يشبه نفسه " لما كان يراه باستحالة تغيير نظام صدّام دون عامل خارجي، ثم يتهمه بأنه "تخلى عن أفكاره وآرائه على نحو إنقلابي"، فأنا بدوري أقول له : أنت الذي انقلبت على نفسك حين انتقلت إلى لندن، وبدأت طموحاتك تنمو باتجاهات مختلفة، وصار عليك أن تسابق الزمن
لتحقيقها، فهنيئاً لك ما أنت فيه.

 

 

ملاحظات على كتاب شعبان 1/2..

لم تخذله الذاكرة، إنما هي النوايا

بدور زكي محمد

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا