<%@ Language=JavaScript %> باقر ابراهيم مساهمة في الحوار الدائر حول الفقيد عامر عبد الله(2/3) 

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

 

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

مساهمة في الحوار الدائر حول الفقيد عامر عبد الله

 

(2/3)

 

 باقر ابراهيم

14 / 8 / 2014

اسهاماً في الحوار الدائرحول فقيدنا عامر عبد الله ارتأيت العودة لما كتبت عنه بالأمس، وما يجب قوله وتتضمن هذه المساهمة:

1- قراءة في كتاب ( عامر عبد الله ) – النار ومرارة الأمل – تأليف  د. عبد الحسين شعبان، كتبت في 3 / حزيرن 2014   

2-  مانشرته عن الفقيد عامر عبد الله في مذكراتي الصادرة في آب / 2002

3- ملاحظاتي عن مقالة السيدة ( بدور زكي ) في تعقيبها على كتاب د. عبد الحسين شعبان

 

(أ) كلمة بحق عامر عبد الله

ربطتني بعامر علاقات ودية، منذ بدء تعرفي به، أثناء انعقاد الاجتماع الموسع للجنة المركزية للحزب، في تموز (يوليه) 1959.

ولمستُ في عامر، روح الحيوية في الفكر والمنهج، وتشجيع الخروج عن الجمود المعتاد عندنا. وأظن أن هذه الروح قد أسهمت في النهج المتفتح في العمل السياسي الذي قاده سلام عادل، خاصة عند انعقاد الكونفرنس في أيلول 1956، وكذلك في الاهتمام الأكثر بالعمل الوطني الموحد.

وأتصور أن انضمامه إلى الحزب الشيوعي، بعد توقف نشاط حزبه السابق (حزب الشعب)، حمل إضافة نوعية لطريقة العمل السياسي في الحزب.

وكانت انتكاسة وضع عامر، داخل قيادة الحزب، منذ بداية الستينات، مع رفاقه الثلاثة، الذين عوقبوا من قبل اللجنة المركزية في اجتماعها في أيلول 1962، وهم: زكي خيري وبهاء الدين نوري والشهيد محمد حسين أبو العيس، قد تداخلت أسبابها، بين العوامل السياسية والفكرية، وبين النوازع الذاتية والصراع على القيادة، وخاصة على مركز السكرتير الأول.

وللأسف، كانت لعامر، شأن آخرين من أعضاء القيادة، ومنهم أعضاء تلك المجموعة المذكورة أعلاه، تقلباتهم الكثيرة والسريعة في السياسة.

وبين تلك المواقف، حينما تحمسوا في الانتقال من المرونة السياسية الصحيحة، وحتى المفرطة، إلى العودة للجمود السياسي، عند تبني سياسة العنف والعمل المسلح في أواسط الستينات. وبعد هجرة قيادة الحزب للخارج، إثر خراب التحالف الوطني مع الحزب الحاكم في العراق، في نهاية السبعينات كانت لي مع عامر مواقف سياسية متقاربة، أو مشتركة، في التصدي للجمود والتطرف السياسي، وضد الإصرار على دفع الحزب في هذا الطريق، تحت شعار إسقاط النظام القائم في العراق وتبني «الكفاح المسلح». وبالذات حرب الأنصار في كردستان.

إن مواقفنا المشتركة تلك، تدونها «المذكرة الاعتراضية من كادر في القيادة»، والتي كان أساسها نحن الثلاثة: أنا وعامر عبد الله وحسين سلطان، كما أيدها فيما بعد آخرون من أعضاء القيادة. (راجع الملاحق رجاءً للإطلاع على نص المذكرة المشار إليها).

كما شرعنا في تكوين حركة نضالية نشيطة هدفها تصحيح أوضاع الحزب من داخله. وحصلنا على دعم بعض الأحزاب التحررية. وأخص بالذكر الدعم الأدبي والمادي الذي حصلنا عليه من جبهة فلسطينية مناضلة، هي مجموعة أبو نضال (صبري البنا)، التي قررت صرف المساعدات لعشرة من رفاقنا، كصحافيين، أو عاملين عندهم، وكان الفضل في ذلك للعلاقة الودية التي كانت تربط عامر عبد الله مع ممثلهم في سورية الأخ (عاطف أبو بكر). وكنا غالباً ما نلتقيه أنا وعامر.

يضاف إلى ذلك، التأييد السياسي والأدبي، من جانب الحزب الشيوعي اللبناني، والحزب الشيوعي السوري (جناح الرفيق يوسف فيصل). والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين. ومنظمات تحررية أخرى.

وقد فاجأني عامر، بطلبه وقف ذلك الدعم المادي الذي حصلنا عليه، بذريعة أننا لم نحقق ما وعدناهم به من تكوين إطار تنظيمي لحركتنا. ومعلوم أني لم أكن يوماً مع فكرة تكوين مثل ذلك الإطار التنظيمي وموقفي هذا، معروف له وللآخرين.

بعد ذلك، أبلغتُ بعض نشطاء حركتنا التصحيحية بتوقفي عن التعاون المنظم مع المرحوم عامر. فقد توصلت، ولو متأخراً قليلاً، إلى حقيقة أن عامر، لم يكن قادراً على تحمل المواظبة في الإسهام في قيادة حركة نضالية تصحيحية، دع عنكم الإسهام في قيادة كيان جديد مستقل.

أسهم عامر، فيما بعد بالتأثير لدى قيادة الحزب الاشتراكي في اليمن الديمقراطية، لاتخاذ قرار برعاية خمسة من كادر القيادة، ومنحهم جوازات سفر خاصة، وتخصيص مساعدات مادية متواضعة لهم، تساعدهم على تحمل متطلبات معيشتهم ومواجهة سياسة التهديد بالتجويع. وكان الخمسة هم: زكي خيري وعامر عبد الله وباقر إبراهيم وحسين سلطان وعدنان عباس.

وقد أبلغوا قيادة الحزب الشيوعي العراقي بقرارهم هذا.

وعند زيارة عزيز محمد لعدن، في الفترة بين 10 ـ 15/حزيران (يونيو) 1989، قال له عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي (محسن)، آنذاك،: «فرحنا حينما عقد تم اللقاءات مع عامر في براغ». وقال له الأمين العام للحزب، علي سالم البيض: «شؤونكم الداخلية أنتم تقررونها. نتمنى أن ترعوا رفاقكم كبار السن. إن المساعدات المالية التي نقدمها للبعض، هي ذات طابع إنساني.. كل ما يساعد على تسهيل أموركم، فنحن مستعدون له».

لكن قيادة الحزب، وخاصة ضغوط اثنين من أبرز عناصرها، على قيادة الحزب الاشتراكي، واستعانتهم حتى بالسوفييت لوقف ذلك القرار إضافة إلى الظروف الذاتية الخاصة في القيادة اليمينية، أوقف ذلك الدعم، بعد بضعة أشهر من تاريخه.

وحين عودة عامر من براغ إلى سورية مجدداً، في النصف الثاني من عام 1989 كانت لديه الأوليات لأن يقع مجدداً تحت تأثير التهديد السياسي لأولئك القادة، فتراجع عن مواقفه، ثم فاجأنا بالعمل مع مجموعة «المؤتمر الوطني» وفي لجنته التنفيذية، وكان لي معه الحوار المدون هنا، في آخر لقاء لنا.

كان عامر عبد الله قد أطلعني عام 1988 على جزء من مذكراته المدونة بخط يده، وطلب إلي ملاحظاتي عنها.

فقرأتها بإمعان، وأعطيته ملاحظات جدية عنها، وخاصة ما يتعلق بأسلوب الكتابة الحاد والتنديد بالآخرين، والإطناب في مدح الذات ونصحته بأن يغير أسلوب تدوين مذكراته باتجاه تناول الأحداث والوقائع، والتعبير عن الأفكار بتروٍ وموضوعية. فوافقني على ملاحظاتي ورحب بها. ولكن للأسف لا أعلم حتى الآن، ماذا حصل لتلك المذكرات التي آمل أن ترى النور من قبل أيدٍ أمينة وبغض النظر عن أسلوب كتابتها.

الذكر الطيب للمرحوم الصديق عامر عبد الله.

* * *

(ب) مع عامر عبد الله:

لقاءات وحوار:

التقينا مرتين مع الرفيق عامر عبد الله، في دمشق 7/أيلول و12/تشرين الأول/1994 أنا والدكتور محمد جواد فارس وصاحب الحكيم. ودار بيننا نقاش فيما يلي أهم نقاطه:

سألته في اللقاء الأول لماذا ذهب إلى المؤتمر الوطني (موعم). فوجئ بالسؤال وقال لماذا هذا السؤال؟ قلت لأنه معروف عن المؤتمر ارتباطاته وارتهانه للخارج وخاصة لأميركا، وشخصياته وتمويله ومواقفه من قضايانا الوطنية. قال وما هو البديل؟ قلت البديل أن تبقى مثلنا مستقلاً في الرأي والموقف. قال: لقد جرت علي ضغوط وإلحاحات من حسن النقيب ومسعود البارزاني وجلال الطالباني والسيد محمد باقر الحكيم، ومن جماعتنا أيضاً.

قلت: طبعاً هؤلاء يريدون المزيد من الوجوه حتى يبرروا دخولهم فيه. قال: أنا 95% من أعمال المؤتمر لا أشارك فيها. قلت: تبقى رسمياً معهم! وسألته: هل ستذهب إلى كردستان؟ أجاب بالنفي. وقلت: لقد سمعنا يوم أمس (6/أيلول) الرفيق عزيز محمد وقد تحدث في مقر الحزب (كان ذلك عند حضورنا مجلس الفاتحة على روح المرحوم طارق المولى)، تحدث بمرارة، أنهم أهابوا بقوى التحرر العربية والشخصيات، بأن تقوم بزيارات ولو استطلاعية إلى المنطقة الكردية للتعرف على الوضع هناك، قبل كيل الاتهامات..

ومما ذكره الرفيق عامر، أثناء النقاش معنا، الرد على فكرة التمسك بالثوابت الوطنية، وأنه لا يمكن الاستمرار على الموضوعة عن وجود الإمبريالية والاستعمار كالسابق. وأن العالم يسير باتجاه الهيمنة الأميركية التي أصبحت هي صاحبة القرار. وأن التسوية مع إسرائيل، من قبل الجميع ماشية.. وكذلك قبول السوق الشرق أوسطية. وأنا كتبت سلسلة مقالات عن هذا الموضوع ستنشر في كتاب. وكذلك عن أسباب انهيار الاتحاد السوفييتي.

العراق مرفوض نهائياً: دولياً وإقليمياً وعربياً. وكل الدول التي تحاول التطبيع معه لا تملك القرار الذي يبقى بيد أميركا. وأن أميركا تسعى لإزاحة النظام ولا حل آخر. وحينما سألته: متى سيقضي عليه؟ قال: حتى الربيع القادم. ما هي المصادر وهل هي مؤكدة، قال: نعم ـ والمؤتمر العراقي ليس هو البديل بل من تعتمدهم أميركا داخل الجيش. وأن النظام القادم لن يكون ماركسياً ولا قومياً ولا إسلامياً، بل ليبرالي.

وفي معرض الرد على التمسك بالثوابت الوطنية، قال: هل يعاب على الجنرال ديغول وهو قائد فرنسا الوطني أنه عاد إلى وطنه على متن بارجة أميركية. وذكر إن دول العالم الثالث.. في أفريقيا وغيرها تدعو أميركا إلى احتلال بلدانها، لكن أميركا ترفض لأنها لا تريد أن تتحمل أعباء احتلال هذه البلدان وإطعامها.. فالهيمنة العالمية، بقيادة أميركا تشق طريقها وكل شيء مرتب وموقوت.. العراق بنظامه الحالي لن يبقى ولا إيران وكذلك السودان (مصر مكلفة بتصفية الوضع في السودان). وسورية تسير نحو التطبيع مع إسرائيل. ولم يعد يذكر في خطابها السياسي: الإمبريالية ولا اسم البعث..الخ.

تحدث عن مفهوم الوطنية، وقال أن الوطنية ليست حفنة تراب، الوطنية هي الحريات لأبناء الشعب، هي توفير الخبز، هي الحقوق الإنسانية.. الخ.

أجبناه: إن الوطنية هي هذه وتلك. أي حب الوطن وترابه والدفاع عن حياضه، وكذلك الحرية للشعب وتوفير الخبز، وهي الحقوق الإنسانية.

وقلنا له نريد موقفك بوضوح من الحصار على العراق. قال: من الناحية العاطفية أنا ضد الحصار فأهلي وعائلتي يعانون منه. ومن الناحية السياسية أنا ضد رفعه فبعد رفع الحصار بفترة قصيرة يتحول صدام من جديد إلى طاغية لا يطاق.

وذكر أنه طلب من قادة المؤتمر الوطني أن يذهبوا إلى كردستان. وهناك يجب تكوين الجيش الثوري لإسقاط النظام. قلت يعني أنك عدت إلى «طريق الكفاح المسلح» لإسقاط النظام الذي عارضته بشدة بالأمس. قال: لا.. هذه تختلف عن تلك التجربة (المخربطة).

وفي معرض حديثه قال: لا يصح أن تبقوا على الماضي: «قال ماركس» و«تحدث لينين».. قلت: إننا كنا ندافع عن خبزة شعبنا وعن الوطن.. وهذا ما يزال مطلوباً الآن. ولسنا نحن الذين ملأوا المكتبات والصحافة والندوات عن أقوال ماركس وإنجلز ولينين.. بل أولئك الذين يتحولون اليوم إلى الجانب الآخر.. إلى الترويج لـ«النظام العالمي الجديد» والهيمنة الأميركية.

وقلت: أبو عبد الله، صار ساعة تتحدث عن الهيمنة العالمية، دون أي ذكر، أو اعتبار لمقاومة الشعوب لتلك الهيمنة. قال: أية مقاومة؟ لا توجد إمكانية للمقاومة: فلا ثورات بعد الآن كالسابق.

قلنا: إنك لم تعطنا مثلاً واحداً يشير إلى قناعة الشعوب ورضاها بهذه الهيمنة. فهذه روسيا العظيمة تحطم نظامها السابق، لا لتتقدم إلى الأمام، بل لتتحول إلى مجتمع الجوع والسمسرة والدعارة.. قال: هذه عقوبة أخطاء الماضي.

ـ حسناً، وإلى متى تستمر عقوبات أخطاء الماضي؟ لم يجب (وفي الواقع لم نسأل: وأين صار الثناء على مآثر ومنجزات الماضي؟).

عند توديعنا الرفيق عامر، قلنا أن حوارنا مفيد وودي، وحبذا لو يستمر. فنحن لا نستطيع زيارتهم في لندن، ولا بأس أن يكثر من الزيارات إلينا في سورية. 

 

14.08.2014

 

إقرأ أيضا

مساهمة في الحوار الدائر حول

 الفقيد عامر عبد الله (1/3)

باقر ابراهيم

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا