<%@ Language=JavaScript %> د.عدنان عويّد الخطاب السلفي وتحطيم العقل (القسم الأول - قراءة في الفكر السلفي (6من 28)

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

 

- قراءة وقراءة نقدية في الفكر السلفي -

 

(القسم الأول - قراءة في الفكر السلفي ( 6 من 28)

 

 

د.عدنان عويّد

 

(تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون" (البقرة 134).

التأويل الكلامي عند السلفية:

     التأويل بالمعنى الاصطلاحي كما بينه آئمة السلف, هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر مرجوح, أي مفتوح الدلالات أو الاحتمالات. فمثل هذا التأويل عند السلفيين مرفوض, لأن ما هو ظاهر في نصوص الكتاب والسنة يجب القول به, والمصير أو العودة إليه, وهم يقولون إن فتح باب التأويل يهدم الدين, بحيث يسمح لكل إنسان أن يقول أو يفسر ظاهر الآية والحديث كما يريد, وبالتالي يستنطقها بغير المراد منهما. والسلفيون يقولون إن الخوارج وغيرهم من أهل البدع عندما أولوا قول الله وفقاً لما أرادوه هم وفقاً لمصالحهم أو فهم الضيق, فقد فتحوا أبواب البدع وهي أبواب الشر. وهذا ما يدفع أيضاً إلى التأكيد من قبل أئمة السلفية إلى ضرورة الاستدلال بالآيات والأحاديث والتقليل من الأخذ بالرأي. (25).

     هذا ونستطيع أن نقف هنا قليلاً عند مسألة التأويل كما حددها أو فهمها أحد أقطاب الأشاعرة وهو حجة الإسلام " أبو حامد الغزالي ". حيث يشير في هذا الاتجاه إلى ضرورة التزام التأول بثلاثة وصايا أساسية يشترطها هو لصحــة هذا التأويل بهــذا المعنى وهي :

 الوصية الأولى: 

     أن لا يطمــع (المؤول) في الاطــلاع على جميع المعاني المضمنة في باطن النص، فإن ذلك في غير مطمع, وليلتزم قـول الله سبحانه وتعالى: (وما أوتيتم من العلــم إلا قليلا). ولا ينبغي أن يستبعد عرض بعض هذه الأمور على أكابر العلماء، فضلا عن المتوسطين .وليعلم العَلِمْ الذي يدعـي الاطلاع هو مراد النبي (صلعم) في جميع ذلك،  فدعــواه لقصور عقله لا لوفوره.

الوصية الثانية:

     أن لا يٌكَذِبَ برهان العقل أصلا, فإن العقل لا يَكْذٌبَ،  ولو كـذب العقل فلعله كـذب في إثبات الشرع، إذ به عرفنا الشرع، فكيف يعرف صدق الشاهـد بتزكية المزكي الكاذب؟ والشرع شاهـد بالتفاصيل، والعقل مزكي الشرع.
وإذا لم يكــن بد من تصديق العقل لن يمكنك أن تتمارى في نفي الجهة عن الله ونفي الصورة.

الوصية الثالثة:

     أن يكف من تعيين التأويل عند تعار ض الاحتمالات، فإن الحكم على مـراد الله سبحانه وتعالى ومراد رسوله (صلعم) بالظن والتخمين خطــر. فإنما يُعلم مراد المتكلم بإظهار مراده، فإذا لم يظهـر فمن أين تعلم مراده؟ وبالتالي لا بد أن تنحصر وجوه الاحتمالات ويبطل الجميع إلا واحدا فيتعين.

     ولكن وجود الاحتمالات في كلام العرب لما تحمله اللغة العربية من بديع ومجاز, يفسح في المجال لوجود طرق كثيرة للتوسع في دلالات مفرداتها, ولكي نحصر الاحتمال الأقرب للمراد يتطلب  التوقف في التأويل أسلم.(26)

     أما المسلك الصوفي والنموذج السلفي في تحقيق التأويل: فنجد الغزالي يقصـد مـن التأويـل فيها شيئا أوسع غوصا، وأعمق، في فهم النصوص، التي قد تعتبر في نظره ونظر بعض العلماء غيره من باب المتشابهـات، أو غيـر المقصودة على ظاهـرها، وذلك ليـس من باب ما تؤول إليهـا معانيهـا، ولكن مـن بـاب الكشـف على وجه العلاقة بين التمثيلات التي تشيـر إلى نـوع من الارتبـاط، أو التشابـه بين عالم الغيب وعالم الشهادة. (27).

     إذن فالمقصود الذي قصده أبو حامد الغزالي وأستاذه أبو الحسن الأشعري، ومن سار على دربهما، ليس هو مجرد التفسير اللغوي للنص، والتسليم العقلي للاقتناع به، وإنما هو عملية عقلية وروحية في آن واحد، ذلك أن العقل يؤول المتشابه إلى المتقبلات العقلية، (أي كثرة الدلالات التي تتبدى للعقل في النص المتشابه) والتي تأخذ أصولها من المحكمات الشرعية., (أي الآيات المحكمات). وهذا المنهج يستعمل  في الحقيقةعند علماء الكلام. أما التأويل عن طريق الإدراك الروحي/ الذوقي, فهو عمل بعد علم، وعلم بعد عمل وعلم. بمعنى: أن الطريق الموصل إلى إدراك الحقيقة الواقعية للنصوص محل التأويل هو تصحيح التصور، أو المفاهيم العقلية ابتداءً فيما يخص العقيدة اولاً، ثم العمل على تثبيت هذا الاعتقاد بعد ذلك ثانياً، حيث سيرتقى الحال إلى درجة مكاشفة، وهذا ما يصطلح عليه بالمعرفة اللدنية، أو العرفان. لذلك فإن معرفة الله تعالى وصفاته وأفعاله وجميع ما أشرنا إليه في علم المكاشفة لا يمكن أن يحصل من علم الكلام، بل يكاد يكون علم الكلام حجابا عليه، ومانعا عنه، وإنما تتحقق عملية  الوصول إليه بالمجاهدة التي جعلها الله سبحانه تعالى مقدمة للهداية حيث قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين). (سورة العنكبوت – الآية -69) .

     وعند هذا البعد الذي يمثله التأويل كما كان عليه في عهد السلف الصالح يتدخل الصوفي ليحدد مفهوم السلفية الحقة في قضايا العقيدة، فيقول: بأن التأويل لا يجوز التصريح به، وانه علم خاص يؤتيه الله من يشاء من عباده الصالحين.
(وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا). (آل عمران – الآية – 7).

     وعلى هذا السبيل، نجد أغلب الصوفية يحذرون من التأويل، وينهون عنه، إذا كانت المسألة مجرد فكر ولغة، وذلك حتى لا يقع المؤول فيما لا تحمد عقابه، من تشبيه وتجسيم وهو لا يدري.

     ومن هذا المنطلق في حرص الغزالي على الدين والخوف من الابتعاد عن الروح السلفية التي يؤمن بها, نراه يقول :

     (أعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهــل البصائر ومذهب السلف، أعنـي مذهب الصحابة والتابعين، وها أنــا أورد بيانه وأبين برهانه فأقـول:  حقيقة مذهب السلف، وهو الحق عندنا، أن كـل من بلغه حديث من هـذه الأحاديث  من عوام الخلق يجب عليه فيه سبعة أمـور:  التقديس، ثم التصديق، ثم الاعتراف بالعجـز، ثم السكوت، ثم الإمساك، ثم الكف، ثم التسليم لأهل المعرفة. والموقف الرئيسي الذي يهمنا من هـذه السبعة هو «الإمساك عن التصرف في النص) .(28 ).

 

كاتب وباحث من سورية

d.owaid50@gmail.com

 

 

  الخطاب السلفي وتحطيم العقل

القسم الأول- قراءة في الفكر السلفي 

1 من 28

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

/القسم الأول- قراءة في الفكر السلفي.

2 من 28

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

القسم الأول- قراءة في الفكر السلفي

 3 من 28

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

القسم الأول- قراءة في الفكر السلفي

  4 من 28

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

القسم الأول- قراءة في الفكر السلفي

  5 من 28

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

القسم الأول - قراءة في الفكر السلفي

 6 من 28

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الأول- قراءة في الفكر لسلفي)

   7 من 28

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الأول- قراءة في الفكر لسلفي)

  8 من 28

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الأول- قراءة في الفكر لسلفي )

  9 من 28

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الأول- قراءة في الفكر لسلفي)

  10 من 28

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر السلفي

 (11من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

( القسم الثاني - قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

 ( 12 من 28 )

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

 (13من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

(14من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

(15من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

 (16من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي

 (17من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

 (18من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

(19من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

 (20من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

(21من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي )

(22من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

(23 + 24  من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

(25+26 من 28)

 

 

الخطاب السلفي وتحطيم العقل

(القسم الثاني- قراءة نقدية في الفكر لسلفي)

(27+28 من 28) ..

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا