%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
البنية الإمبريالية لـــ “القاعدة”
(2)
القاعدة وموارد الطاقة والإمبريالية: شبكة الإرهاب الأنكلو-أمريكية
آندرو جافن مارشال
ترجمة: غالب العلي
نهاية الحرب الباردة واستراتيجية النظام الدولي الجديد:
مع نهاية الحرب الباردة كان لابد من وضع استراتيجية جديدة لإدارة النظام العالمي. وبرزت مع انهيار الاتحاد السوفييتي إلى المقدمة إعلانات عن “نظام عالمي جديد” محور تركيزها الولايات المتحدة الأمريكية بوصفها القوة العظمى الوحيدة في العالم. وطرح هذا الأمر عدداً كبيرا من التحديات الكبرى، مثلما طرح فرصة هيمنة أعظم على العالم أيضاً.
مع انهيار الاتحاد السوفييتي تشكلت عدة أمم في آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية وأصبحت مستقلة. وترافق مع هذا أن أصبحت ثرواتها الطبيعية الهائلة من غاز ومصادر طاقة أخرى جاهزة للاستغلال. أفغانستان ذاتها كانت تعد “محوراً استراتيجياً كبيراً” لكونها “البوابة الرئيسية إلى آسيا الوسطى وما تختزنه أراضيها من مصادر طاقة”(1).
وبدأت شركات النفط الغربية أمثال اكسون موبل، وتكساكو، وآنوكال، وبرتش بترليوم- آموكو، وشل، وإنرون، بصب بلايين الدولارات في بلدان آسيا الوسطى مع مطلع تسعينات القرن العشرين(2).
في العام 1992 تسربت إلى الصحافة وثيقة من وثائق وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) عنوانها “مرشد للتخطيط الدفاعي” . تصف هذه الوثيقة ما يجب أن تكون عليه استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية في “النظام العالمي الجديد” . كان واضعها هو “ديك تشيني” وزير دفاع جورج هـ. دبليو. بوش، وتنص هذه الوثيقة على “أن رسالة أمريكا السياسية والعسكرية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة ستكون ضمان عدم السماح بظهور قوة عظمى منافسة في أوروبا الغربية أو آسيا أو في أراضي الاتحاد السوفييتي السابق” . وتصف الوثيقة التي يحظر نشرها “وضعية عالم تهيمن عليه قوة عظمى وحيدة يمكن أن يتعزز موقعها ويدوم بسلوك بنّاء وقدرة عسكرية كافية لردع أية أمة أو جماعة من الأمم ومنعها من تحدي اليد الأمريكية العليا”(3).
أكثر من ذلك، تضع المسودة الجديدة مخططاً لعالم توجد فيه قوة عسكرية واحدة مهيمنة ” يجب أن يحتفظ قادتها بآليات تردع حتى طموح المنافسين المحتملين إلى دور إقليمي أو دولي أوسع” . وتفترض الوثيقة، من بين ما تفترضه من تحديات ضرورية للسطوة الأمريكية، ” حروباً إقليمية تشن ضد العراق وكوريا الشمالية” ، وتعرّف الصين وروسيا بوصفهما أكبر تهديد لهذه السطوة، وتقترح إضافة إلى هذا”إمكانية أن تأخذ الولايات المتحدة في اعتبارها توسيع مدى التزامها بأمن أمم أوروبا الشرقية ووسطها يماثل تلك الالتزامات بأمن العربية السعودية والكويت والدول العربية الأخرى على ساحل الخليج الفارسي”(4).
وعلى النحو نفسه، أنشأ “وقف كارنيجي للسلام الدولي” ، وهو واحد من أكثر مراكز الأبحاث نفوذاً في الولايات المتحدة، لجنة في العام 1992 لتحديد سياسة خارجية جديدة للولايات المتحدة في أعقاب الحرب الباردة. وكان من بين أعضاء هذه اللجنة، مادلين اولبرايت، وهنري سيسيزوس، وجون دويتش، ورتشارد هولبروك، وآليس رفلن، وديفيد جيرجن، والأدميرال وليم كراو.
نشر تقرير هذه اللجنة النهائي في صيف العام 1992 تحت عنوان” تغيير طرائقنا: أمريكا والعالم الجديد” ، وحث على اعتماد “مبدأ جديد في العلاقات الدولية؛ مبدأ أن تدمير وإبعاد جماعات بشرية في دولة من الدول يمكن أن يبرّر التدخل الدولي” . واقترح التقرير على الولايات المتحدة أن تتعامل مع المشاكل الأمنية الجديدة في اوروبا بوساطة ذراعيها، حلف الناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وحث على “التدخل تحت أقنعة إنسانية” .
وتبعاً لذلك، هذا التقرير هو الذي “زرع بذور حرب كوسوفو” حيث “وفر أسباب التدخل الأمريكي والتوصية السياسية حول أفضل الوسائل(حلف الناتو) لشن تلك الحرب”(5).
وفي السنة نفسها، وسع تقرير آخر لوقف كارنيجي، عنوانه “تقرير المصير في النظام العالمي الجديد” ، أهداف أمريكا الاستعمارية بأن وضع “معياراً بيد المسؤولين يستخدمونه في تقرير متى يدعمون الجماعات العرقية الانفصالية الساعية إلى الاستقلال، وفي الدفاع عن استخدام القوة العسكرية لهذا الغرض” ، وأوصى بأن “الأحلاف العسكرية، ويفضل أن تكون بقيادة الأمم المتحدة، يمكنها إرسال قوة مسلحة، ليس كقوات حفظ سلام، بل كقوات تصنع السلام، لمنع انفجار النزاع وحصره في مكانه بلا حدود” . ونص التقرير أيضاً على “أن استخدام القوة العسكرية لخلق دولة جديدة سيتطلب سلوكاً بالغ الفظاعة من الدولة المستهدفة بالتدخل بحيث تفقد أي حق في حكم الأقلية المطالبة بتقرير المصير”(6).
وسرعان ما شرعت الولايات المتحدة، وحلفائها في حلف الناتو، بتنفيذ إستراتيجية جديدة، ساعين إلى الحفاظ على الهيمنة على العالم، فوسعوا سيطرتهم على مناطق كانت سابقا تحت نفوذ الاتحاد السوفييتي (مثل تلك التي في شرقي أوروبا وآسيا الوسطى)، ومنعوا بروز روسيا أو صين نشطة، وكانت إحدى الواجهات الأساسية لهذه الاستراتيجية فكرة “التدخل الإنساني” .
التخطيط لتفكيك يوغوسلافيا:
في تسعينات القرن العشرين شرعت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو، وبخاصة بريطانيا وألمانيا، بتنفيذ إستراتيجية زعزعة استقرار يوغوسلافيا، سعياً إلى تفكيك وتجزئة هذا البلد في نهاية المطاف. ومن أجل تحقيق هذا، طبقت إستراتيجية التقسيم والغزو بالتلاعب بمختلف التوترات العرقية وتسليح ودعم مختلف الميليشيات والمنظمات الإرهابية. وخلال تطبيق هذه الإستراتيجية استخدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها “قاعدة البيانات” أو “القاعدة” لتعزيز أجندة زعزعة الاستقرار وتفكيك يوغوسلافيا.
في العام 1983 سعت يوغوسلافيا للحصول على مساعدة مالية من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، فاشترط هذان تطبيق “برنامج تعديلات بنيوية” (SAP ). ونتج عن تطبيق هذا البرنامج تفكيك الدولة المدنية وتفاقم المشكلات الاجتماعية وتغذية الميول الانفصالية، وهو ما قاد كرواتيا وسلوفينيا إلى الانسحاب من الجمهورية في العام 1991 (7). وكانت أوساط المخابرات الأمريكية قد أصدرت في العام 1990 تقريراً يتنبأ بأن يوغوسلافيا سوف تتشظى وتندلع فيها حرب أهلية، وألقى التقرير باللوم على الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوسيفيتش واتهمه بأنه سيكون سبب هذه الكارثة الوشيكة الحدوث(8).
وبالعودة إلى العام 1988، نجد أن زعيم كرواتيا التقى بالمستشار الألماني هيلموت كول لخلق “سياسة مشتركة من أجل تفتيت يوغوسلافيا” وجلب سلوفينيا وكرواتيا إلى “منطقة اقتصادية المانية” . وتم إرسال ضباط أمريكيين إلى كرواتيا والبوسنة وألبانيا ومقدونيا بصفة مستشارين، وجلب هؤلاء معهم قوات أمريكية خاصة للمساعدة(9).
واندلع القتال بين يوغوسلافيا وكرواتيا حين أعلنت الأخيرة الاستقلال في العام 1991. واستمر القتال حتى العام 1995، وامتزج في جزء منه بحرب البوسنة. ودعمت الولايات المتحدة العملية، ووفرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية مساعدة مخابراتية فعالة للقوات الكرواتية، وهو ما أدى إلى نزوح ما بين 150 ألف و 200 ألف صربي بسبب وسائل القتل والنهب وإحراق القرى والتطهير العرقي على نطاق واسع(10). وكان الجيش الكرواتي تدرب على يد المستشارين الأمريكيين، وأحد الجنرالات الذي تمت محاكمته في لاهاي لاحقا بتهمة ارتكاب جرائم حرب كانت المخابرات المركزية الأمريكية تدعمه شخصياً(11). ومن هنا نرى استخدام المعيار المزدوج في التطهير العرقي والإبادة الجماعية؛ فحين ترتكبهما الولايات المتحدة، أو تساند من يرتكبهما، يسميان “تدخلا إنسانيا” ويبرران سياسياً، أو لا يُعترف بحدوثهما بكل بساطة، ولكن حين ترتكبهما دولة عدوة(أو تتهم بارتكابهما) يُطالب “المجتمع الدولي” بالتحرك واستخدام كل وسيلة توصف بأنها ضرورية، بما في ذلك ارتكاب إبادة جماعية، لمنع “الإبادة الجماعية” !
حكومة بيل كلينتون أعطت الضوء الأخضر لتسليح مسلمي البوسنة. ومن “العام 1992 وحتى يناير 1996 كان هناك تيار من السلاح والمستشارين يتدفق على البوسنة”، إضافة إلى أن “بعض الدول الاسلامية ساعدت على إدخال “المجاهدين” إلى البوسنة ليقاتلوا مع المسلمين ضد الصرب، وجاءت بهم من أفغانستان والشيشان واليمن والجزائر، وبعضهم على علاقة بمخيمات بن لادن للتدريب في افغانستان(12).
وخلال الحرب في البوسنة، جرت قناة واسعة لتهريب السلاح عبر كرواتيا، وقامت على تنظيم هذه القناة أجهزة المخابرات الأمريكية والتركية مع منظومة جماعات إسلامية متطرفة، بما في ذلك مجاهدو أفغانستان” . أكثر من ذلك، كانت المخابرات السرية الأوكرانية واليونانية والإسرائيلية منهمكة بتسليح صرب البوسنة”(14). وهكذا كانت القوى الخارجية تمول وتسلح كل الأطراف سعياً وراء تأجيج النزاع وتحطيم يوغوسلافيا في المطاف النهائي خدمة لأهدافهم الاستعمارية في المنطقة.
في العام 1992 جعل مركز التجنيد لــ”القاعدة” في بروكلين المسمى “مركز الكفاح” ، من البوسنة هدفه الرئيس. وفي العام 1993 افتتح فرعاً له في كرواتيا. ولم تكن عملية التجنيد من أجل مسلمي البوسنة “مشروع عمل سري ترعاه العربية السعودية فقط، بل وساهمت الولايات المتحدة الأمريكية في رعاية جزء منه”(15).
في العام 1996 سيطرت المافيا الألبانية، وهي منظمة عصابات، بالتعاون مع “جيش تحرير كوسوفو” (KLA)، على ممرات تجارة تهريب الهيروين في البلقان. وكان جيش تحرير كوسوفو هذا ذا صلة بالمجاهدين الأفغان السابقين في أفغانستان، بمن فيهم أسامة ابن لادن.(16).
في العام 1997 بدأ جيش تحرير كوسوفو القتال ضد القوات الصربية (17)، وفي العام 1998، رفعت وزارة الخارجية الأمريكية هذا الجيش من قائمتها للمنظمات الإرهابية(18). وكان هذا الجيش، قبل وبعد العام 1998، يتلقى التدريب والسلاح والدعم من الولايات المتحدة وحلف الناتو، وكانت وزيرة خارجية كلينتون، مادلين أولبرايت، على علاقة وثيقة بزعيم هذا الجيش هاشم طاشي(19). ودعم كلا الجهازين، المخابرات الأمريكية والألمانية، إرهابي جيش تحرير كوسوفو في يوغوسلافيا، قبل وبعد قيام حلف الناتو بقصف يوغوسلافيا في العام 1999. وللمخابرات الألمانية صلات بهذا الجيش منذ أوائل التسعينات، وهي الفترة نفسها التي كان فيها هذا الجيش ينشئ علاقاته بــ”القاعدة”(20). وتلقى نتيجتها إرهابيو هذا الجيش التدريب في معسكرات ابن لادن في أفغانستان. بل وحتى الأمم المتحدة صرحت بأن الجزء الأكبر من العنف أرتكب على يد أفراد من هذا الجيش “وبخاصة أولئك المتحالفين مع هاشم طاشي”(21).
وفي مارس من العام 1999 تم تبرير قصف الناتو ليوغوسلافيا بذريعة وضع حد للقمع الصربي لألبان كوسوفو، ذلك الذي أطلق عليه الغرب تسمية إبادة جماعية. وزعمت حكومة كلينتون بأنه فُقد 100 الف ألباني كوسوفي على الأقل، وربما “قتلوا” على يد الصرب. وقارن بيل كلينتون شخصياً بين أحداث كوسوفو والهولوكوست. وعبرتْ وزارة الخارجية الأمريكية عن خشيتها من أن يكون ما يقارب 500 ألف ألباني قد قتلوا. وفي النهاية تقلص التقدير الرسمي إلى رقم 10 آلاف. ولكن بعد تحقيقات مكثفة وواقعية كشف عن أن أقل من 2500 ألباني يمكن نسبة موتهم إلى الصرب. بينما قتل قصف حلف الناتو ما بين 400 إى 1500 مدني صربي، وارتكب هذا الحلف جرائم حرب ، بما في ذلك قصف محطة تلفزيون صربية ومستشفى.(22).
في نهاية الأمر، خدمت إستراتيجية زعزعة استقرار يوغوسلافيا عدة أهداف استعمارية؛ لقد شنت الحرب في يوغوسلافيا ليتوسع حلف الناتو، وكان يجب إقصاء “صربيا” إقصاء دائماً عن مسار التطور الأوروبي لتبرير وجود عسكري أمريكي في المنطقة، وتم التخطيط لهذا التوسع بهدف احتواء روسيا في نهاية المطاف(23).
جاء في مقال افتتاحي لصحيفة نيويورك تايمز في العام 1996 أنه “بدلا من رؤية البوسنة كحدود شرقية للناتو، علينا النظر إلى منطقة البلقان بوصفها الحدود الغربية لفضاء النفوذ الأمريكي المتوسع بسرعة كبيرة في الشرق الأوسط” . ويضيف المقال:
“تعكس واقعة أن الولايات المتحدة أكثر حماساً من حلفائها الأوروبيين لقضية دولة بوسنية إسلامية، من بين ما تعكسه من أشياء أخرى، الدور الأمريكي الجديد بوصف الولايات المتحدة قائد تجمع أمم إسلامية غير رسمي يمتد من الخليج الفارسي وصولا إلى البلقان. وتبدي هذه المنطقة، التي حكمها الأتراك العثمانيون ذات يوم، إشارات إلى أنها ستصبح قلب الإمبراطورية الأمريكية الثالثة. والآن، وبعد سنوات من انتهاء الحرب الباردة، تتسيد الولايات المتحدة مرة أخرى فوق إمبراطورية خصم سابق. إن تفكك الاتحاد السوفييتي حض الولايات المتحدة على توسيع منطقة هيمنتها العسكرية في أوروبا الشرقية (بوساطة الناتو)، وفي يوغوسلافيا الطبيعية سابقاً. والأكثر أهمية من كل هذا، ان نهاية الحرب الباردة أتاحت للولايات المتحدة تعميق تدخلها في قضايا الشرق الأوسط (24). يضاف إلى هذا، أنه مع تفكك يوغوسلافيا، أصبح ممر نقل النفط والغاز الطبيعي من منطقة بحر قزوين ميّسراً بإنشاء خط أنابيب عابر للبلقان، وسيمتد هذا الخط من ميناء بورغاس على البحر الأسود إلى ميناء فلوري على البحر الإدرياتيكي، عابرا بلغاريا ومقدونيا وألبانيا. ومن المحتمل أن يصبح هذا الخط المسار الرئيسي للنفط والغاز، المستخرجين الآن في بلدان آسيا الوسطى، نحو الغرب. وسيحمل 750 ألف برميل يومياً بقيمة 600 مليون دولار شهرياً حسب الأسعار الجارية. هذا المشروع كما جاء في “الجارديان” البريطانية” :
“ضروري وفقاً لورقة نشرتها وكالة التجارة والتنمية الأمريكية في أواخر شهر مايو، لأن النفط القادم من بحر قزوين “سيتخطى بسرعة طاقة خط الشحن عبر البوسفور” ، وتلاحظ الوكالة أن المخطط سيوفر “مورداً ثابتاً من النفط الخام للمصافي الأمريكية” ، و “سيوفر للشركات الأمريكية دوراً محورياً في تنمية هذا الممر الشرقي/الغربي الحيوي” ، و”سيدفع إلى الأمام طموحات الحكومة الأمريكية في المنطقة لنقل المشروعات من الملكية العامة إلى الملكية الخاصة” ، و”يسهل إحداث تكامل سريع بين دول البلقان وأوروبا الغربية” .
في شهر نوفمبر من العام 1998، أعلن بل رتشاردسون، وزير الطاقة الأمريكي آنذاك، الأهداف السياسية من وراء استخراج ونقل نفط بحر قزوين بالقول ” إن الأمر يتعلق بأمن الطاقة الأمريكي” ، وأوضح ” ويتعلق الأمر أيضاً بمنع الاعتداءات الإستراتيجية من قبل أولئك الذين لا يشاركوننا قيمنا. نحن نحاول نقل هذه البلدان المستقلة حديثاً باتجاه الغرب، ونود رؤيتها تعتمد على مصالح الغرب التجارية والسياسية بدلا من الذهاب في طريق آخر. لقد وضعنا استثماراً سياسيا جوهرياً في قزوين، وأهمية هذا الاستثمار البالغة بالنسبة لنا، ان خريطة أنابيب النفط والغاز وخريطة السياسة تسيران معاً في الاتجاه الصحيح”(25).
مشروع هذا الخط وجد دعماً منذ العام 1994، وبرزت ملامحه دائماً في سياسة حروب البلقان. في 9 ديسمبر 1998، ربط الرئيس الألباني، خلال حضوره لقاءً حول خريطة هذا الخط، ربطاً حتمياً بينه وبين كوسوفو. كانت رسالته التي أرسلت خلال هذا اللقاء إلى الأمريكيين واضحة :”إذا أردتم قبول الألبان بمرور هذا الخط العابر للبلقان فمن الأفضل لكم انتزاع كوسوفو من أيدي الصرب” (26).
وهكذا، بمساعدة شبكة دولية من المليشيات الإسلامية دربتها المخابرات الأمريكية، توسعت الهيمنة الأمريكية السياسية والاقتصادية في آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين.
انتشار “القاعدة”
لم تتمدد “القاعدة” إلى البوسنة وكوسوفو فقط، بل شهدت مناطق عديدة في العالم تمدد “قاعدة بيانات” المقاتلين الإسلاميين هذه، ودائماً بمساندة وكالات المخابرات الغربية أو قنواتها الإقليمية (المخابرات الباكستانية والمخابرات السعودية على سبيل المثال). وأصبحت الأصولية الإسلامية، بعد إنشاء الاستراتيجية الأمريكية وتبعا لها استراتيجية حلف الناتو، تلعب دوراً في هذه الاستراتيجية.
ويعود تشكيل هذا الدور وتحديد مهماته إلى أواخر سبعينات القرن الماضي. وعلى يد جملة من ضباط المخابرات تم رسم هذا الدور. من هؤلاء برنارد لويس، ضابط الاستخبارات البريطاني السابق والمؤرخ، فهو صاحب التفسير الشائن الذي يعلل سخط العرب على الغرب، ليس بسبب كونه رد فعل على الاستعمار، بل بسبب كونه سخطا متجذراً في الإسلام. أي أن الإسلام يتعارض مع الغرب، وأن الإسلام والغرب مقدر لهما الصدام، مستخدماً مصطلح “صدام الحضارات” . ولعب برنارد لويس “طيلة عقود دوراً جوهرياً في نشر تعاليمه كأستاذ ومشرف ومعلم لجيلين من المستشرقين والأكاديميين ورجال مخابرات بريطانيين وأمريكيين، ولعاملين في مراكز الأبحاث وتشكيلة من المحافظين الجدد” . وفي ثمانينات القرن العشرين “كان لويس على علاقة حميمة بكبار موظفي وزارة الحرب الأمريكية” (27). وكان أيضاً، مع بريزنسكي، أحد واضعي إستراتيجية “قوس الأزمة” التي تم تطبيقها في أواخر سبعينات القرن الماضي.
لويس هذا، كتب مقالا في العام 1992 في مجلة “شؤون خارجية” ، وهي مجلة مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، عنوانه “إعادة التفكير بالشرق الأوسط” ، رسم فيه مشهد سياسة أخرى تجاه الشرق الأوسط عشية انتهاء الحرب الباردة وبدايات النظام الدولي الجديد. جاء في هذا المقال ” هذا النظام الدولي الجديد يمكن أن تعجل بظهوره حتى الأصولية المتطرفة التي شاعت تسميتها باسم “اللبننة”.. فمعظم دول الشرق الأوسط ( ومصر استثناء واضح) ذات بنى حديثة مصطنعة، وهي معرضة لعملية من هذا النوع. إذا تم إضعاف السلطة المركزية إضعافاً ملموساً، في ظل عدم وجود مجتمع مدني يمكنه الحفاظ على كيان الدولة، أو إحساس مشترك حقيقي بهوية وطنية، أو ولاء أعلى لدولة قومية، عندئذ ستتفكك الدولة كما حدث في لبنان، وستسود حالة من شجار فوضوي بين ضغائن وطوائف متناحرة وقبائل ومناطق وأطراف” (28).
ومن هنا تأتي إمكانية نشر “قاعدة بيانات” “القاعدة” دولياً لزعزعة استقرار مختلف الأقاليم، وبهذه يتم توفير مبرر للتدخل أو حتى الحرب. ما يحتاجه الأمر هو وضع رجال مخابرات فعالين في مواقع ملائمة ليسيطروا على مواقع قيادة أساسية داخل المنظمات الإرهابية. ولن يكون لدى الغالبية العظمى من قيادات هذه المنظمات العليا وكل ناشطي القاعدة تقريبا، وعي، أو ليس لهم أن يعوا، بأن المنظمة تستخدم سراً كذراع لسياسة الولايات المتحدة الجغرافية/السياسية.
في تسعينات القرن العشرين، بنى أسامة بن لادن قوة جوية خفية لدعم أنشطته الإرهابية، مستخدماً في ذلك الخطوط الجوية الأفغانية، وطائرة فائضة عن الحاجة للقوات الجوية الأمريكية، وتأجير وسائل نقل سراً، وأكثر من ذلك كما كشفت صحيفة لوس انجلوس تايمز:
” بمباركة من حركة طالبان اختطف بن لادن اختطافاً عملياً خطوط إريانا (شركة الطيران المدني الأفغانية). وطيلة أربع سنوات، حسب أقوال موظفي برنامج المساعدة الأمريكي وأفغان منفيين، نقلت رحلات طيران إيريانا الميليشيات الإسلامية والأسلحة والأموال والمخدرات عبر الإمارات العربية المتحدة وباكستان، وزود أعضاء شبكة بن لادن الإرهابية ببطاقات هوية زائفة بوصفهم موظفين في شركة إيريانا، مما وفر لهم حرية الحركة في الشرق الأوسط. وفتحت سلطات طالبان ممراتها الجوية أيضاً لكبار موظفي دول الخليج الفارسي الذين يطيرون إلى أفغانستان روتينيا من أجل رحلات صيد مسرفة، ويرافقهم أحياناً بن لادن وقادة من طالبان وشخصيات اجتماعية أخرى، وضمن ذلك موظفين كبار من السعودية والإمارات يتركون حين يغادرون المال والعربات والمعدات لدى مضيفيهم حسب التقارير الأمريكية والأفغانية”(29).
وفي العام 1992 استخدمت طائرة القوات الجوية الأمريكية التي اشتراها بن لادن سراً “في نقل قاعدة القاعدة إلى شرقي أفريقيا، حيث قاموا هناك بتدريب رجال القبائل الصومالية على مهاجمة قوات حفظ السلام الأمريكية” ، وساعد الأمريكيون “غفلة منهم” بن لادن “على تمويه الطائرة وإظهار أنها طائرة مدنية” . وكان رجال الأمن الأمريكيون على معرفة تامة بأن “القاعدة” تستخدم شركة الخطوط الجوية الأفغانية(30).
ومن بين كبار موظفي دول الخليج الفارسي الذين طاروا إلى أفغانستان “لرحلات الصيد” الأمير تركي الفيصل الذي أدار نشاط المخابرات السعودية حتى أغسطس من العام 2001″ محافظا بذلك على العلاقات بابن لادن وطالبان” . وأيضاً كان من بين فريق الصيد “الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي ووزير دفاع الإمارات” ، وفي عدة مناسبات خالط بن لادن والملا عمر زعيم طالبان الصيادين، ولدى رحيلهم “يترك الزائرون الأثرياء غالباً وراءهم أحدث سيارات النقل والتجهيزات” والتي كانت “إحدى طرق حصول طالبان على معداتها”(31).
ولكن ما لم يشر إليه المقال هو أن المخابرات الباكستانية (ISI)كانت الراعي الرئيس لطالبان، مع دعم وتسهيل كاملين من المخابرات المركزية الأمريكية. وأضافت العلاقة برئيس المخابرات السعودية قوة إلى أطروحة أن “نادي السفاري” الذي أنشأه رئيس المخابرات الفرنسية في العام 1976، قد يكون ظل قائماً كشبكة مخابرات سرية تضم وكالات المخابرات الغربية العاملة “عبر وكالات المخابرات الإقليمية مثل الباكستانية والسعودية” . في العام 2002 كشفت وكالة المخابرات الألمانية (BND) عن أن شركتين سعوديتين، ارتبطتا بتمويل “القاعدة” خلال تسعينات القرن العشرين، هما في الحقيقة وجهتان للمخابرات السعودية وعلى علاقة وثيقة برئيسها الأمير تركي الفيصل(32).
وبين العامين 1989 و 2001 قام بيلي ويغ، أحد مقاولي المخابرات المركزية الأمريكية، بتدريب عدد من نشطاء “القاعدة” في مختلف انحاء العالم(33).
وكُشف في العام 2002 أن “المخابرات البريطانية دفعت أموالا ضخمة إلى خلية من خلايا “القاعدة” في ليبيا في محاولة فاشلة لاغتيال العقيد القذافي في العام 1996، كما أفشلت هذه المخابرات محاولة مبكرة لجلب أسامة بن لادن إلى العدالة”. ففي العام 1998 أصدرت ليبيا مذكرة اعتقال بحق أسامة بن لادن، ومع ذلك:
“أخفت المخابرات البريطانية والأمريكية واقعة أن مذكرة اعتقال جاءت من ليبيا، وقللت كلتاهما من أهمية التهديد، وبعد خمسة أشهر من صدور مذكرة الاعتقال قتلت “القاعدة” أكثر من 200 شخص بتفجير شاحنة للسفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا”(34). ولكن “يمكن تفسير صد وكالات المخابرات الغربية للمخاوف الليبية والتهوين من شأنها، بمشاركة المخابرات البريطانية الخارجية في مؤامرة انقلاب “القاعدة” ، فهي التي منحت حق اللجوء السياسي لأحد زعماء “القاعدة” المسمى أنس الليبي، في بريطانيا، وعاش في ما نشستر حتى مايو 2000 حيث راوغ هجوم شرطة على منزله وتمكن من الفرار خارج بريطانيا”(35).
في أعقاب نهاية الحرب الباردة، أعيد توزيع الكثير من مقاتلي المجاهدين على مواقع متعددة، فأرسلوا إلى الشيشان الروسية غير المستقرة، حيث كان اثنان من زعماء المتمردين الشيشان قد تمولا وتدربا سابقاً على يد المخابرات المركزية الأمريكية في أفغانستان. وقد تم التخطيط للحرب في الشيشان في لقاء سري في العام 1996 حضره أسامة بن لادن وكبار مسؤولي المخابرات الباكستانية الذين تجاوز انخراطهم في الشيشان ” مد الشيشانين بالأسلحة والخبراء؛ لقد كانت المخابرات الباكستانية والوكلاء الإسلاميون المتطوعون هم من أطلق دعوة القتال في هذه الحرب”(36). أو بكلمات أخرى، كانت المخابرات الأمريكية توجه الحرب عبر المخابرات الباكستانية.
وجاء دعم الولايات المتحدة وبريطانيا للنزعة لانفصالية في الشيشان لكونها “تضعف روسيا، وتعمل على تقدم القوة الأمريكية في منطقة بحر قزوين الحيوية، وتشل أي منافس محتمل في المستقبل”(37)
وكان الرئيس الروسي السابق، ميخائيل غورباتشوف، صرح بأن البريطانيين كانوا يسلحون متمردي الشيشان(38).
والنفط أيضاً ظهرت ملامحه جلية في نزاع الشيشان، لأن الشيشان موطن احتياط نفطي كبير، وهي ممرات لمسار أنابيب النفط والغاز المتنافس عليها بين روسيا وشركات النفط الأنكلو-أمريكية. لهذه الأسباب دعم الأنكلو-أمريكيون الانفصاليين الشيشان، بينما أرسل إليها الروس قواتهم العسكرية(39). وساهمت المخابرات الأمريكية في تمويل ونقل “القاعدة” إلى الشيشان في أوائل تسعينات القرن العشرين، وظلت هذه المخابرات منخرطة في هذا العمل حتى نهاية ذلك العقد، نتيجة لرؤيتها بأن “الجهاد الإسلامي في القوقاز” هو طريقة “لحرمان روسيا من ممر خط أنابيب حيوي بوساطة حلقة عنف وإرهاب لا تتوقف عن الدوران”(40).
إستراتيجية الهيمنة العالمية في قرن جديد:
في أعقاب وضع الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو لأهدافهما الاستراتيجية من أجل توسيع هيمنتهما على العالم في أوائل تسعينات القرن العشرين، ومن أجل منع بروز منافسين (روسيا والصين)، وتوسيع منافذ المصالح الغربية الاقتصادية باتجاه بحر قزوين، رُسمت مخططاتٌ جديدة في أوساط أقوى مراكز الأبحاث نفوذا في الولايات المتحدة، كما وضع خطوطها العريضة العسكريون الاستراتيجيون من ذوي النفوذ. ووسعت الاستراتيجية المجددة مجرد توسيع مدى الاستراتيجية المعتمدة، ولم تختلف من حيث الهدف المصمم سابقاً، أي تطويق واحتواء روسيا والصين.
وأطلق أحد الأطراف، المحافظون الجدد، هدف التوسع عسكرياً في الشرق الأوسط، بداية من العراق، بينما وضع الصقور الواقعيون، أصحاب الخط المتصلب الراسخ من أمثال زبغنيو بريزنسكي، خطوط استراتيجية أكثر شمولا وأطول من حيث المدى الزمني للهيمنة العالمية تبدأ بالسيطرة كلياً على أوراسيا ( أوروبا وآسيا)، ولاحقاً على أفريقيا.
وشكل صقور المحافظين الجدد في مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية مركز أبحاث حمل اسم “مشروع من أجل القرن الأمريكي الجديد” (PNAC) في تسعينات القرن العشرين. ونشروا تقريرهم في العام 2000 تحت عنوان”إعادة بناء دفاعات أمريكا” الذي وضعوا فيه خطوط استراتيجية للولايات المتحدة في “القرن الجديد” . وعلى آثار منطلقات وثيقة “مرشد للتخطيط الدفاعي” (خلال حكومة بوش الأولى)، نص التقرير على أنه” يجب أن تحافظ الولايات المتحدة الأمريكية على قوى كافية قادرة على الانتشار السريع والانتصار في عدة حروب متزامنة على نطاق واسع” ، وهناك حاجة “للحفاظ على قوات معارك كافية للقتال والانتصار في مسرح عمليات حروب متعددة ومتزامنة تقريباً” وخلال ذلك “سيكون على البنتاغون (وزارة الحرب الأمريكية)، وبشكل مستقل، احتساب القوة الضرورية لحماية مصالح الولايات المتحدة في أوروبا وشرق آسيا والخليج دائماً”(41).
وأوصى التقرير “بإجراء تغيير” في نظام صدام حسين في العراق بوصفه “المبرر المباشر “للحضور الأمريكي في الخليج” ، ولكن ” الحاجة إلى حضور قوة أمريكية في الخليج تعلو على قضية نظام صدام حسين” .
ونص التقرير، دفاعاً عن زيادة كبرى في نفقات الدفاع (الحرب)، ورسم خطوط العمليات العسكرية ضد العراق وكوريا الشمالية وربما إيران، على أن “عملية التحول، حتى لو جلبت تغييراً ثورياً، فهناك بالإضافة إلى هذا، احتمال أن تكون هذه العملية طويلة في ظل غياب حدث كارثي وضخم مثل بيرل هاربر جديد”(42).
زبغنيو بريزنسكي وضع من جانبه الخطوط العريضة لإستراتيجية أمريكية طويلة الأمد للسيطرة على أوراسيا في كتابه “رقعة الشطرنج الكبرى” ، وكتب بفظاظة “إن من الملحّ عدم ظهور أي متحدٍ أوراسي قادر على الهيمنة على أوراسيا، فضلا عن أن يتحدى أمريكا أيضاً”، ثم شرح بجلاء طبيعة إستراتيجيته الاستعمارية:
“لوضعها في مفردات لغة تعود بنا إلى عصر أكثر وحشية من عصور الإمبراطوريات القديمة، فإن القواعد الأساسية الثلاث الكبرى لإستراتيجية الجغرافية/السياسية الإمبريالية هي، منع ظهور تحالف بين التابعين والحفاظ على اعتمادهم الأمني علينا، وإبقاء دافعي الجزية مطواعين ومحميين، وإبقاء البرابرة بعيدين عن إمكانية التجمع معاً”(43).
وأفاض في شرح أن أمم آسيا الوسطى ( شعوب البلقان الأوراسي كما يشير إليها):
“ذات أهمية، من وجهة نظر أمنية ومطامح تاريخية، بالنسبة لثلاثة على الأقل من جيرانهم الأقرب إليهم والأكثر قوة، أعني روسيا وتركيا وإيران، والصين أيضاً التي تصدر إشارات على تزايد مصالحها السياسية في المنطقة. ولكن شعوب بلقان أوراسيا اكثر أهمية بشكل لا حدود له بوصفها جائزة اقتصادية محتملة؛ هناك تركز هائل لمصادر الغاز الطبيعي واحتياطيات النفط يقع في المنطقة، بالإضافة إلى معادن مهمة، بما في ذلك الذهب”(44).
ويشدد بريزنسكي على ان “مصلحة أمريكا الرئيسية هي المساعدة على ضمان أن لا تنفرد قوة واحدة بالسيطرة على هذا الفضاء الجغرافي/السياسي، وان يظل هذا الفضاء مفتوحاً في متناول المجتمع العالمي، اقتصاداً وتمويلا بلا عائق”(45).
الاستعداد للحرب على أفغانستان:
في العام 1997 سافر وفد رسمي من طالبان إلى تكساس في أمريكا للقاء شركة آنوكال النفطية لمناقشة إمكانية مد خط أنابيب من تركمنستان إلى باكستان عبر أفغانستان. وكان لدى الشركة الأمريكية اتفاقيات مع تركمنستان لبيع غازها ومع باكستان لشرائه. وكانت الحلقة المفقودة هي مرور الغاز إلى باكستان عبر أفغانستان حيث ظهرت في الصورة طالبان. منافس الشركة الأمريكية، آنوكال، في موضوع مد الخط كانت مؤسسة “بريداس” الأرجنتينية. ولكن أفغانستان أنذاك كانت لا تزال غارقة في الحرب الأهلية، مما جعل توقع مد الخط مشروعاً غير مستقر(46).
قبل شهر من زيارة وفد طالبان، المؤسسة الأرجنتينية بريداس كانت قد اندمجت بأصولها من النفط والغاز مع شركة نفط آموكو الأرجنتينية، وهي شركة تابعة لشركة النفط البريطانية (BP)، واحدة من ثلاث أكبر شركات النفط في العالم(47). وقبل ان يتم هذه الاندماج بوقت قصير، أعلنت بريداس أنها على وشك توقيع عقد قيمته 2 بليون دولار مع طالبان، قائلة “إن المحادثات في مرحلتها الأخيرة”(48).
وأعلنت طالبان بعد لقاء تكساس مع مسؤولي آنوكال في يناير 1998 أنها “قريبة من الوصول إلى اتفاق نهائي على مد خط نقل الغاز عبر أفغانستان” ، ولكنها “لم تحدد أي شركة من الشركتين المتنافستين تفضل”(49).
ومن المهم هنا ملاحظة وجود وطبيعة بعض الشخصيات التي كانت على علاقة بالشركات النفطية ذات العلاقة باحتياطيات آسيا الوسطى من الغاز ومشروعات مد خطوط نقله. في العام 1997، كان زبغنيو بريزنسكي، الذي ينسب إلى نفسه كونه العقل المدبر للحرب على الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، ومستشار الأمن القومي في عهد كارتر، ومؤسس لجنة أضلاع المثلث مع ديفيد روكفلر، مستشاراً لشركة النفط البريطانية وفرعها آموكو، وبخاصة في ما يتعلق بمنطقة بحر قزوين.(50). وفي محاولة منها لضمان عقد اتفاقية مد خطها مع طالبان استأجرت شركة آنوكال وزير خارجية أمريكا السابق، هنري كيسنجر. وجاءت الشركة أيضاً بزالماي خليل زاد، الأفغاني المولد، ومستشار وزارة خارجية ريغان في الشؤون الأفغانية خلال الحرب على الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، كمستشار لفريق استأجرته الشركة، وسيصبح هذا في ما بعد موفدا أمريكيا إلى أفغانستان بعد الغزو الأمريكي في العام 2001 لهذا البلد(51).
مشروع الخط هذا اعترضته مشاكل عويصة آنذاك؛ فقد أعلنت شركة آنوكال في ديسمبر 1998 إنها خرجت من مشروعها للخط الأفغاني(52). بين 1996 والعام 2001، دفع مالكو شركة إنرون ملايين الدولارات رشوة لمسؤولي طالبان لضمان عقود مد خطوط الأنابيب. وبعد انسحاب آنوكال، واصلت إنرون الضغط على طالبان للموافقة على مد الخطوط. في العام 1996، وقعت الجارة أوزبكستان صفقة مع إنرون لتطوير حقول غاز أوزبكستان(53)، وفي العام 1997، شركة هالبرتون، ومع ديك تشيني كمستشار لها، حصلت على عقد في تركمنستان للاستكشاف والتنقيب في حوض بحر قزوين(54). ولكن إنرون أعلن إفلاسها في ديسمبر من العام 2001.
وفي النهاية، انسحبت آنوكال من الصفقة نتيجة أنه لم يتم الاعتراف الدولي الكامل بشرعية حكومة طالبان، ومن هنا يمكن أن لا يجد مشروع الخط تمويلا من المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي. وانسحبت آنوكال أيضاً نتيجة استمرار الصراع في أفغانستان بين مختلف الجماعات(55).
في العام 1999 أصدر البنتاجون وثيقة سرية مصدقة من قبل هيئة الأركان وزير الدفاع، تنص على أن “النزاع النفطي حول وسائل الانتاج ومسارات النقل، وبخاصة في الخليج الفارسي ومناطق بحر قزوين متصور بشكل محدد في المستقبل القريب” ، وتضيف “إن الطاقة وقضايا الموارد ستستمر في تشكيل الأمن الدولي”. وتركز الوثيقة الضوء “بقوة على كيف أن أوساط الدفاع الأمريكية العليا قبلت بشن حرب نفطية بوصفها خياراً عسكرياً مشروعاً”(56).
وقبل أن يصبح جورج دبليو. بوش رئيسا في يناير 2001، كانت هناك خطط في مستويات الحكومة الأمريكية العليا ببدء الاستعدادات لحرب على أفغانستان، تتضمن محاولات لتأمين تحالف مع الروس “بالدعوة إلى عمل عسكري ضد أفغانستان”(57).
في مارس 2001، تحدثت تقارير عن أن الهند انضمت إلى الولايات المتحدة وروسيا وإيران في جهد إحلال حكومة أخرى محل حكومة طالبان الأفغانية عسكرياً، مع استخدام طاجيكستان وأوزبكستان كقواعد لإطلاق حملات في أفغانستان ضد طالبان(58). وفي ربيع العام 2001 وضعت العسكرية الأمريكية تصورا كاملا لسيناريو الهجوم الأمريكي على أفغانستان، وهو ما أصبح في ما بعد خطة العمليات الحربية(59). وفي صيف العام 2001، سربت طالبان معلومات من لقاءات عليا بالغة السرية بأن نظام بوش كان يخطط لشن عملية عسكرية ضد طالبان في تموز/يوليو لإحلال حكومة أخرى محل طالبان. وظهرت خطة طوارئ عسكرية على الورق لمهاجمة أفغانستان من الشمال مع نهاية صيف العام 2001، قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر(60).
وذكر دبلوماسي باكستاني سابق لمحطة الإذاعة البريطانية (BBC) أن الولايات المتحدة كانت تخطط لعمل عسكري ضد طالبان وأسامة بن لادن قبل هجمات 11/9، وأخبر مسؤولون أمريكيون كبار في منتصف تموز/يوليو وزير الخارجية الباكستانية السابق، نياز نياك “بأن عملا عسكريا ضد أفغانستان سيحدث في منتصف شهر أكتوبر” . وحدث الغزو لاحقا في 7 أكتوبر 2001، وهذه المعلومات قيلت للوزير الباكستاني خلال لقاء سري رعته الولايات المتحدة في برلين في تموز/يوليو 2001، ضم مسؤولين أمريكيين وروس وعدد من بلدان آسيا الوسطى. وقال أيضاً بأن الولايات المتحدة ستطلق العملية من قواعدهم في طاجيكستان “حيث تموضع سلفاُ المستشارون الأمريكيون”(61).
وكان من المتوقع، حسب ما كشفت عنه شبكة NBC الإخبارية “أن يوقع الرئيس الأمريكي بوش على خطط تفصيلية لحرب واسعة النطاق في مختلف أرجاء العالم على “القاعدة” قبل يومين من 11/9″ ، وأن “تلك الخطط تتعلق بكل جوانب حرب على “القاعدة” تتراوح بين مبادرات دبلوماسية وعمليات عسكرية في أفغانستان” . وكانت الخطوط العريضة لهذه الخطط “هي ذاتها من حيث الجوهر” خطة الحرب التي نفذت بعد هجمات 11/9. وقبل حدوث الهجمات سلمت إلى كونداليسا رايس أيضاً وثيقة الأمن القومي، وتضمنت خططا لمهاجمة طالبان وأزاحتها عن سدة الحكم في أفغانستان(62). وجاء في تصريح لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير “.. الحقيقة هي أنه لم تكن هناك طريقة نحظى فيها بقبول الرأي العام شن حرب مفاجئة على أفغانستان لولا ما حدث في 11 سبتمبر”(63).
بعد أن بدأت الحرب في أفغانستان في أكتوبر 2001، كتب جورج مونباوت في الجارديان البريطانية بأن “الحرب قد تكون أيضاً من أواخر المغامرات الاستعمارية” بما أن “أفغانستان بلد لا بديل عنه من أجل السيطرة الإقليمية وشحن النفط في آسيا الوسطى، تماما كما كان الحال مع مصر في العصور الوسطى” . ويستحق مونباوت اقتطاف المزيد من شرحه:
“تمتلك أفغانستان كميات من النفط والغاز، ولكنها كميات لا تكفي لتكون ذات أهمية استراتيجية كبرى. بينما تحتوي أراضي جيرانها شمالا، على العكس من ذلك، احتياطيات يمكن أن تكون حاسمة في تقرير مستقبل الموارد العالمية. في العام 1998 لاحظ ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي الآن، ولكنه كان الرئيس التنفيذي لشركة خدمات نفطية كبيرة، ” لا يمكنني التفكير بزمن تكون لدينا فيه منطقة تظهر فجأة على أنها ذات أهمية استراتيجية مثلما أفكر الآن بمنطقة بحر قزوين” . ولكن النفط والغاز هناك لا قيمة لهما إذا لم ينقلا، والمسار الوحيد ذو المعنى السياسي والاقتصادي على حد سواء يمر بأفغانستان. إن نقل كل موارد حوض بحر قزوين من نفط وغاز عبر روسيا وأذربيجان سيعزز تعزيزا كبيراً سيطرة روسيا السياسية والاقتصادية على جمهوريات آسيا الوسطى، وهو الأمر الذي قضى الغرب عشر سنوات تحديداً لمنعه. وضخ هذه الموارد عبر إيران سيجعل من نظام تحاول الولايات المتحدة عزله نظاما بالغ الثراء، وإرساله عبر طريق طويل يقطع نصف العالم عبر الصين سيكون، إذا تركنا جانباً الاعتبارات الاستراتيجية، عملية مكلفة جداً. ولكن أنابيب نفط وغاز عبر أفغانستان سيسمح للولايات المتحدة بأمرين معاً: متابعة هدفها في “تنويع مصادر الطاقة” ، والتغلغل أكثر في أكثر أسواق العالم ربحية. نمو استهلاك الغرب من النفط بطيء والمنافسة عالية، ولكن الأمر نقيض ذلك في جنوب آسيا، فهناك يزدهر الطلب والمتنافسون قلة. بكلمات أخرى، إن ضخ النفط وبيعه في باكستان والهند أكثر ربحية بما لا يقاس من ضخه غرباً وبيعه في أوروبا. ووفق توثيق الكاتب أحمد راشد، بدأت شركة آنوكال الأمريكية في العام 1995 مفاوضات مدّ خطوط نفط وغاز من تركمنستان عبر أفغانستان، وصولا إلى الموانئ الباكستانية على بحر العرب. وتطلب مخطط الشركة وجود حكومة واحدة في أفغانستان تضمن أمن طريق بضاعة الشركة. وحالما استولت طالبان على كابول في سبتمبر 1996، نشرت صحيفة التلغراف تقريراً مفاده “أن أوساطاً من داخل صناعة النفط تقول بأن حلم ضمان خط أنابيب عبر أفغانستان هو السبب الرئيس وراء دعم باكستان القوي، وهي حليف مقرب سياسياً من أمريكا، لطالبان، وهو السبب الرئيس وراء قبول أمريكا الهادئ لسيطرتها على أفغانستان” . وقد دعت آنوكال بعضاً من قادة طالبان إلى هيوستن حيث استقبلوا استقبالا حافلا، واقترحت الشركة أن تدفع لهؤلاء البرابرة 15 سنتاً عن كل ألف قدم مكعب من الغاز يمر عبر الأرض التي سيطروا عليها. وفي أول سنة من سنوات حكم طالبان بدا أن سياسة أمريكا تجاه النظام مصممة أساساً وفق مصالح شركة آنوكال. وفي العام 1997 أخبر دبلوماسي أمريكي أحمد راشد بأن” من المحتمل أن تتطور طالبان على غرار تطور السعودية؛ ستكون هناك شركة آرامكو (الكونسرتيوم الأمريكي السابق في العربية السعودية)، وخطوط أنابيب وأمير والكثير من أحكام الشريعة ولا وجود لبرلمان، ونستطيع التعايش مع هذا” .
وفي فبراير 1998، أخبر مدير العلاقات الخارجية في شركة آنوكال، جون ماريسكا، مندوبي الشركة بأن نمو الطلب على الطاقة في آسيا والعقوبات ضد إيران تبقي أفغانستان “الممر الوحيد الممكن” لنفط بحر قزوين. ولا تزال الشركة تأمل، ما أن يعترف الدبلوماسيون والمصرفيون الأجانب بالحكومة الأفغانية، تمديد خط أنابيب طوله 1000 ميل سيحمل مليون برميل يومياً. وفقط في ديسمبر 1998 بعد أربعة أشهر على تفجير السفارة في شرقي أفريقيا، تخلت آنوكال عن خططها. ولكن أهمية أفغانستان الاستراتيجية لم تتغير. وفي شهر سبتمبر، قبل بضعة أيام من الهجوم على نيويورك، جاء في تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن “أهمية أفغانستان، من وجهة نظر موارد الطاقة، تنبع من موقعها الجغرافي/السياسي كممر وسيط ممكن للنفط والغاز الطبيعي المصدرين من آسيا الوسطى إلى بحر العرب. وتتضمن هذه الإمكانية احتمال إنشاء خطوط تصدير نفط وغاز عبر أفغانستان. وفي ضوء أن مديري صناعة النفط التنفيذيين السابقين هم الذين يهيمنون على الحكومة الأمريكية فسنكون حمقى إذا افترضنا أن مثل هذه الخطط لم تعد واردة في تفكيرها الاستراتيجي. وكما أشار الباحث كيث فيشر، فإن الحصيلة الاقتصادية الممكنة للحرب في أفغانستان تعكس في مرآتها الحصيلة الاقتصادية الممكنة للحرب في البلقان، حيث أن إنشاء “المجاز رقم 8″ كمنطقة اقتصادية قامت حول أنبوب يحمل النفط والغاز من بحر قزوين إلى أوروبا هو موضع اهتمام تحالف حاسم.
السياسة الأمريكية الخارجية يحكمها مبدأ” هيمنة بكامل ألوان الطيف” ، وهذا يعني أن على الولايات المتحدة أن تسيطر على مسار التطور في كل أنحاء العالم عسكرياً واقتصادياً وسياسياً. الصين ردت بالسعي إلى توسيع مصالحها في آسيا الوسطى، ودفعت الورقة الدفاعية الصينية البيضاء التي نشرتها بكين في السنة الماضية بأن “مصالح الصين الأساسية تقع في إنشاء وصيانة نظام أمني إقليمي جديد” . وفي حزيران، أدخلت روسيا والصين أربع جمهوريات في آسيا الوسطى في “منظمة شنغهاي للتعاون” التي تستهدف، حسب أقوال جيانغ زيمين “فرض عالم متعدد الأقطاب” ، وهو ما يعني بالنسبة له صراعاً مع مبدأ الهيمنة الأمريكية بكل ألوان الطيف.
فإذا نجحت الولايات المتحدة في إسقاط طالبان والمجيء بحكومة مستقرة موالية وممتنة للغرب، وإذا ربطت الولايات المتحدة عندئذ اقتصاديات آسيا الوسطى بتلك التي لحليفتها باكستان، فلن تسحق الإرهاب فقط، بل ستسحق الطموحات المتنامية أيضاً لكل من روسيا والصين. لقد كانت أفغانستان دائماً، وستظل، مفتاح الهيمنة الغربية على آسيا.(64)
لقد قررت الولايات المتحدة وباكستان، كما كشفت صحيفة سان فرانسيسكو كرونكل في نوفمبر 2001″ زرع نظام مستقر في أفغانستان حوالي العام 1994، نظام يضع حداً للحرب الأهلية في ذلك البلد، وبهذا يتم ضمان أمن مشروع خط آنوكال”.
وهكذا:
” اتفقت وزارة الخارجية الأمريكية ووكالة المخابرات الباكستانية الداخلية على تمرير السلاح والمال إلى حركة طالبان في حربها ضد تحالف الشمال العرقي الطاجيكي. وكما هو الأمر في الوقت الراهن من العام 1999، يدفع دافعو الضرائب الأمريكيون الراتب السنوي كاملا لكل فرد من أفراد موظفي حكومة طالبان، وكل هذا على أمل استعادة أيام “الدولار مقابل جالون من الغاز” ، ومن الطبيعي أن باكستان ستحصل على إيرادات من تسهيلات ميناء كراتشي النفطي”(65).
الأمر الجلي أن خطط وأهداف الحرب على أفغانستان أعدت إعدادا جيداً، ولم يحتج المخططون إلا إلى تبريرٍ أمام الرأي العام. الشعب لم يكن جاهزاً لدعم حرب للسيطرة على احتياطيات الطاقة الاستراتيجية ومسارات أنابيب تمتد حول العالم، إضافة إلى حقيقة أن هذا سيكون تسليماً بفكرة الإمبراطورية، وهو أمر لازالت الغالبية العظمى من الأمريكيين لا تستطيع التصالح معه وقبوله، وسيكون الطلب من الأمريكيين أن يموتوا من أجل شركة آنوكال مهمة صعبة. ما يحتاجه الشعب الأمريكي لإثارة شهيته للحرب أن يعاد تشكيل وعيه الجماعي بالخوف؛ كانت هناك حاجة إلى إرهاب.
البنية الإمبريالية لـــ “القاعدة”
(1)
الهوامش:
1- نافذ مصدق أحمد، الحرب على الحقيقة: 11/9 ، التضليل الإعلامي وبنية الإرهاب (نورثمبتون، مطبعة أولف برانج، 2005) ص 331
2- أنبوب ستان: قواعد اللعبة، آسيا تايمز، 26 يناير 2002:
http://www.gasandoil.com/goc/features/fex20867.htm
3- باتريك إي. تايلور، استراتيجية الخطة تدعو إلى ضمان أن لا ينشأ منافسون:عالم قوة عظمى واحدة. نيويورك تايمز،8 مارس 1992
4- المرجع السابق
5- جون روبرتس، جذور المهزلة المتحالفة، المتفرج الأمريكي، 4 مايو 1999:
http://www.antiwar.com/spectator1.htm1
6- المرجع السابق
7- ميشيل تشوسودوفسكي، تفكيك يوغوسلافيا السابقة، إعادة استعمار البوسنة والهرسك. مركز أبحاث العولمة، 19 فبراير 2002:
http://globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=370
8- ديفيد بايندر، مشهد يوغوسلافيا على وشك التفكك. نيويورك تايمز، 28 نوفمبر 1990
9- جاري ويلسون، تقارير جديدة تظهر دور الولايات المتحدة السري في حرب البلقان. خدمة أخبار عالم العمال، 1996:
http://www.workers.org/ww/1997/bosnia.htm1
10- إيان ترينور، جنرال كرواتي يحاكم بتهمة جرائم حرب. الجارديان، 12 مارس 2008:
http://www.guardian.co.uk/world/2008/mar/12/warcrimes.balkans
11- آدم لابو، الجنرال الكرواتي آنتي جوتوفينا أمام المحكمة بتهمة جرائم حرب. التيمز الالكترونية، 11 مارس 2008
http://www.timesonline.co.uk/tol/news/world/europe/article3522828.ece
12- بريندان اونيل، مسموح لك أن لا ترى البوسنة إلا باللونين الأبيض والأسود، سبايكد، 23 يناير 2004:
http://www.spiked-online.com/articles/0000000CA374.htm
13- رتشارد جي. آلدريتش، أمريكا استخدمت الإسلاميين لتسليح مسلمي البوسنة، الجارديان، 22 أبريل 2002:
http://www.guardian.co.uk/world/2002/apr/22/warcrimes.comment/print
14- تم يوداه، جواسيس ألمان متهمون بتسليح مسلمي البوسنة، التلغراف، 20 أبريل 1977:
http://www.serbianlinks.freehosting.net/german.htm
15- بيتر ديل سكوت، الطريق إلى 11/9: الثروة والإمبراطورية ومستقبل أمريكا، مطبعة جامعة كاليفورنيا، 2007، ص 149-150
16- تاريخ العموميات، صربيا ومونتينغرو: 1996-1999: المافيا الألبانية وجيش تحرير كوسوفو يسيطران على طريق تهريب الهيروين في البلقان، مركز الأبحاث التعاوني:
http://www.historycommons.org/topic.jsp?topic=country_serbia_and_montenegro
17- المرجع السابق، 1977، جيش تحرير كوسوفو يطفو على السطح ليقاوم اضطهاد الصرب للألبان.
18- المرجع السابق، فبراير 1998، الخارجية الأمريكية تشطب جيش تحرير كوسوفو من قائمة الإرهاب.
19- ماريشا كريستوف كوروب، صلات القاعدة البلقانية، وول ستريت جورنال، 1 نوفمبر 2001:
http://www.freerepublic.com/focus/fr/561291/posts
20- مركز أبحاث العولمة، المخابرات الألمانية والمخابرات المركزية الأمريكية تدعمان القاعدة راعية الإرهابيين في يوغوسلافيا، 20 فبراير 2005:
http://globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=431
21- ميشيل تشوسودوفسكي، كوسوفو: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يدعمان عملية سياسية ترتبط بالجريمة المنظمة، مركز أبحاث العولمة، 12 فبراير 2008:
http://globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=8055
22- آندرو جافن مارشال، تحطيم يوغوسلافيا. المرقاب الجغرافي/السياسي، 21 تموز/يوليو 2008:
http://www.geopoliticalmonitor.com/content/backgrounders/2008-07-21/breaking-yugoslavia/
23- أليكساندر بافي، مراسلات بين السياسيين الألمان تكشف الأجندة الخفية وراء “استقلال” كوسوفو، مركز أبحاث العولمة، 12 مارس 2008:
http://www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=8304
24- جاكوب هلبرون وميشيل لند، الإمبراطورية الأمريكية الثالثة، نيويورك تايمز، 2 يناير 1996:
http://www.nytimes.com/1996/01/02/opinion/the-third-american-empire.htm1?pagewanted=1
25- جورج مونباوت، صفقة متكتم عليها في خط الأنابيب، الجارديان، 15 فبراير 2001:
http://www.guardian.co.uk/business/2001/feb/15/oil.georgmonbiot
26- المرجع السابق
27- روبرت دريفوس، لعبة الشيطان:كيف ساعدت الولايات المتحدة على إطلاق الإسلام الأصولي، دار نشر اويل، 2005، ص 332-333
28- برنارد لويس، إعادة التفكير بالشرق الأوسط، مجلة شؤون خارجية، خريف 1992، ص 116-117
29- ستيفن برون و جودي باسترناك، طويلا قبل 11 سبتمبر: طائرة بن لادن طارت خارج تغطية الرادار، لوس انجلوس تايمز، 18 نوفمبر 2001:
http://web.archive.org/web/20030618094400/http://www.latimes.com/
news/nationworld/nation/la-111801osamair,0,7388562.story
30- المرجع السابق
31- المرجع السابق
32- جون كرودسن، المخابرات الألمانية تشير إلى شركتين سعوديتين على صلة بالقاعدة، شيكاغو تربيون، 31 مارس 2004
33- اصطياد ابن آوى: قوات خاصة وجنود من المخابرات المركزية الأمريكية على الأرض في مهمة خمسين عاماً لاصطياد أعداء أمريكا (وليم مورو، 2004، صفحات 173، 303، 308
34- مارتن برايت، المخابرات البريطانية الخارجية توقف طلبا لاعتقال بن لادن، الجارديان، 10 نوفمبر:
http://www.guardian.co.uk/politics/2002/nov/10/uk.davidshayler
35- المرجع السابق
36- ميشيل تشوسودوفسكي، من هو أسامة بن لادن؟، مركز أبحاث العولمة،12 سبتمبر 2001:
http://www.globalresearch.ca/articles/CHO109C.htm1
37- مارك آميس، تقسيم روسيا، آلترنت، 29 حزيران 2005:
http://www.alternet.org/story/23230
38- آدريان بلومفيلد ومايك سمث، غورباتشيف: الولايات المتحدة يمكن أن تبدأ حرباً باردة جديدة، التلغراف، 6 مايو 2008:
39- ماركوس وارين، بارونات نفط الحديقة الخلفية يظهرون في الشيشان، التلغراف، 7 حزيران 2002:
بيتر ديل سكوت، سياسة خط الأنابيب- نفط وراء خطة القوات الأمريكية في جورجيا، نيو أمريكان ميديا، 28 فبراير 2002:
http://news.ncmonline.com/news/view_article.htm1?article_id=812
ميشيل تشوسودوفسكي، من هو أسامة بن لادن؟ مركز أبحاث العولمة، 12 سبتمبر2001:
http://www.globalresearch.ca/articles/CHO109C.htm1
شارون لا فرانيه، كيف اتخذ الجهاد طريقه إلى الشيشان، الواشنطن بوست،26 أبريل 2003:
http://www.washingtonpost.com/ac2/wp-dyn/A39482-2003Apr25?language=printer
بي.بي.سي ، نعي: خطّاب المتمرد الشيشاني، أخبار العالم على البي.بي.سي، 26 أبريل 2002:
http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/1952053.stm
40- نافذ مصدق أحمد، إرهابيونا، العالمي الجديد، أكتوبر 2009:
http://www.newint.org/features/2009/10/01/blowback-extended-version/
41- إعادة بناء دفاعات أمريكا، مشروع من أجل القرن الأمريكي الجديد، سبتمبر 2000، الصفحات 6،8،9،14،51:
http://www.newamericancentury.org/publicationsreports.htm
42- المرجع السابق
43- زبغنيو بريزنسكي، رقعة الشطرنج الكبرى: سلطة أمريكا العليا ومتطلباتها الجغرافية/السياسية، بيسك بوكس، 1997، ص 40
44- المرجع السابق، ص 124
45- المرجع السابق، ص 148
46- بي.بي.سي ، طالبان في تكساس لمحادثات عن خط أنبوب الغاز، بي.بي.سي أخبار العالم، 4 ديسمبر1997:
http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/west_asia/37021.stm
47- تقرير تومسون المالي، أصول شركة نفط آموكو الارجنتينية تتملك شركة بريداس، 17 نوفمبر 1997:
http://www.alacrastore.com/storecontent/Thomson_M&A/Amoco_Argentina_Oil_
Assets_acquires_Bridas_corp_South_American_Oil-from_Bridas_Corp-693739040
48- بي.بي.سي، نهاية صفقة خط الأنابيب الأفغاني، بي.بي.سي، أخبار العالم، 3 نوفمبر 1997:
http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/west_asia/21007.stm
49- بي.بي.سي، طالبان تقول أنها مستعدة لتوقيع اتفاقية خط تركمنستان، بي.بي.سي، أخبار، 4 يناير 1998:
http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/s/w_asia/44521.stm
50- برين بيكر، أين ذهب كل محاربي الحرب الباردة؟ عمالقة نفط الولايات المتحدة يستنزفون أذربيجان، مجلة عمال العالم، 21 أغسطس 1997:
http://www.hartford-hwp.com/archives/51/029.htm1
51- ماري بات فلاريتي و ديفيد ب. أوتاوي وجيمس ف. جريمالدي، كيف أفلتت أفغانستان من قائمة رعاة الإرهاب؟ الواشنطن بوست، 5 نوفمبر 2001:
http://www.highbeam.com/doc/1p2-478705.htm1
52- ستيفن ليفاين، آنوكال تتخلى عن مشروع خط أنابيب أفغانستان، نيويورك تايمز، 5 ديسمبر 1998:
http://s3.amazonaws.com/911timeline/1990s/nyt120598.htm1
53- تاريخ العموميات، 1996-11 سبتمبر، 2001: إنرون تمنح طالبان رشوة بالملايين في محاولة لتحقيق مد خط الأنابيب الأفغاني.
http://www.historycommons.org/context.jsp?item=a96enronbribe#a96enronbribe
54- هالبرتون، مكافأة تحالف هالبرتون بعقد خدمات متكامل مشاطئ لبحر قزوين في تركمنستان، 1997 تقرير صحافي، 27 أكتوبر 1997:
http://www.halliburton.com/news/archive/1997/hesnws_102797.jsp
55- ديل آلين فيفر، تلفيق “خط أنابيبستان”، من وايلدرنس، 2002:
http://www.fromthewilderness.com/free/ww3/071102_pipelineistan.htm1
56- رت غولدشتاين، سياسة البنتاجون لحروب النفط منذ 1999، سيدني مورننج هيرالد، 20 مايو 2003:
http://www.smh.com.au/articles/2003/05/19/1053196528488.htm1
57- س. فريدريك ستار، لغم أفغانستان الأرضي، الوشنطن بوست، 19 ديسمبر 2000:
http://www.ratical.org/ratville/CAH/linkscopy/AfganLM.htm1
58- راهول بيدي، الهند تنضم إلى تحالف ضد طالبان، أخبار جين الأمنية، 15 مارس 2001:
http://www.janes.com/security/international_security/news/jir010315_1_n.shtm1
59- إعادة تعريف وسائل الدفاع ضماناً لطاقة رخيصة، سيدني مورننج هيرالد، 26 ديسمبر 2002:
http://www.smh.com.au/articles/2002/12/25/104051109226.htm1
60- ديفيد ليغ، هجوم وهجوم مضاد، الجارديان، 26 سبتمبر 2001:
http://guardian.co.uk/Archive/Article/0,4273,4264545,00.htm1
61- جورج آرني، هجوم أمريكا المخطط على أفغانستان، أخبار البي.بي.سي، 18 سبتمبر 2001:
http://news.bbc.co.uk/1/hi/world/south_asia/1550366.stm
62- جم ميكاليشيفسكي و آليكس جونسون، الولايات المتحدة تسعى لمهاجمة القاعدة، شبكة MSNBC الإخبارية، 16 مايو 2002:
http://www.msnbc.msn.com/id/4587368/
63- ميشيل ميتشر، هذه الحرب على الإرهاب زائفة، الجارديان، 6 سبتمبر 2003:
http://www.guardian.co.uk/politics/2003/sep/06/september11.iraq
64- جورج مونباوت، حلم أمريكا بالأنبوب ، الجارديان، 23 أكتوبر 2001:
http://www.guardian.co.uk/world/2001/oct/23/afghanistan.terrorism11
65- تيد رول، إنها من أجل النفط، سان فرنسيسكو كرونيكل، 2 نوفمبر 2001:
http://articles.sfgate.com/2001-11-02/opinion/17625946_1_kazak-caspian-sea-black-sea
:::::
المصدر: مركز أبحاث العولمة، 8 سبتمبر 2010
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|