<%@ Language=JavaScript %>

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

البنية الإمبريالية لـــ “القاعدة”

(1)

إرهابيو السي. آي. إيه ومهربو مخدراتها و”قوس الأزمة”

آندرو جافن مارشال

ترجمة: غالب العلي

 

مقدمة:

مع اقتراب ذكرى الحادي عشر من سبتمبر 2001، واستمرار شن الحرب على الإرهاب وتنامي جغرافيتها ووحشيتها، يبدو من الملح إلحاحا شديداً العودة إلى أحداث صباح سبتمبر الفاجعة تلك، وإعادة قراءة أسباب الحرب وطبيعة المتهم المعلن، “القاعدة”، قراءة متمعنة.

لقد تغلغلت أحداث 11/9 في المخيلة الأمريكية، والعالم أيضاً، كأسطورة تاريخية. ولكن أحداث ذلك اليوم، وتلك التي قادت إليها، بعيدا عن الصور المشوشة التي تكررها إعلانات وسائط الإعلام الباعثة على الدوار، لاتزال مجهولة على نطاق واسع، ولم يفهم الرأي العام إلا القليل عنها.

وضاعت وقائع وحقائق ذلك اليوم المزعجة في فولكلور أسطورة 11/9: أن أكبر هجوم جرى على الأرض الأمريكية نظمه 19 مسلماً مسلحين بمشارط  ورق ومدفوعين بأفكار أصولية دينية، وكل هذا بناء على تعليمات من “بن لادن” القائد لشبكة إرهاب عالمية تدعى “القاعدة”، مقره كهف في أفغانستان.

إن هذه الأسطورة تزيح جانباً وقائع وطبيعة إرهاب”القاعدة”، والإمبراطورية الأمريكية، وتتحدى حرفياً قوانين الفيزياء. وأعظم عدو للحقيقة، كما قال جون. ف. كينيدي، ليس الأكذوبة المخترعة والمتعمدة وانعدام الأمانة، “بل الأسطورة المستمرة والمتغلغلة والخيالية”.

هذه القراءة في ثلاث حلقات، وموضوعها ” البنية الإمبريالية لـ “القاعدة” ، تتفحص بإمعان الأصول الجغرافية- السياسية والتاريخية لما يعرف باسم “القاعدة، وطبيعتها. تلك التي هي في الحقيقة أدوات إرهابية تابعة لشبكة مخابرات أنجلو-  أمريكية، تُستخدم لتحقيق الأهداف الأمريكية وأهداف حلف الناتو الإمبريالية في مناطق مختلفة من العالم.

يتمعن الجزء الأول في أصول الشبكة المخابراتية المعروفة باسم “نادي السفاري”، وتعني أعضاء فريق رحلة الصيد المشتركة، الذي نظم ومول كتلة مختلطة من الإرهابيين الدوليين، ويتمعن أيضاً في دور المخابرات المركزية الأمريكية CIA  في تجارة المخدرات العالمية وبروز “طالبان” وأصول “القاعدة”.

نادي السفاري:

 

في أعقاب استقالة الرئيس الأمريكي نيكسون، أصبح جيرالد فورد الرئيس الجديد للولايات المتحدة في العام 1974، وظل هنري كيسنجر وزيراً للخارجية، وجاء فورد إلى حكومته باسمين سيلعبان دورين مهمين في مستقبل الإمبراطورية الأمريكية: دونالد رامسفيلد رئيساً لموظفي البيت الأبيض، وديك تشيني وكيلا مساعدا للرئيس. وكان نائب الرئيس آنذاك هو نيلسون روكفلر، شقيق ديفيد روكفلر. وحين تمت ترقية رامسفيلد إلى منصب وزير الدفاع في السنوات اللاحقة، احتل ديك تشيني منصبه كرئيس لموظفي البيت الأبيض. وعين فورد أيضاً شخصاً يدعى جورج.هـ. دبليو. بوش مديرا للسي. آي. إيه.

وفي العام 1976 تشكّل تحالف الوكالات الاستخبارية المسمى “نادي السفاري”. وكان هذا مؤشراً على التنسيق السرّي بين مختلف وكالات الاستخبارات، والذي سيتواصل طيلة عقود.

جاء تشكيل هذا التحالف في وقت كانت فيه السي. آي. إيه تخضع لتحقيق محلي حول فضيحة ووترغيت، وتحقيقات الكونغرس في نشاطاتها السرية، وهو ما أجبرها على اللجوء إلى التستر على نشاطاتها.

في العام 2002، قال رئيس المخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل خلال حديث أدلى به، إنه استجابة لحاجة السي. آي. إيه إلى المزيد من حرية العمل “عملت مجموعة من البلدان سوية على أمل محاربة الشيوعية وأنشأت ماكان يدعى “نادي السفاري”، وانضمت إلى هذا النادي فرنسا ومصر والعربية السعودية والمغرب وإيران (في عهد الشاه) (1).

ولكن هذا النادي احتاج إلى شبكة مصارف لتمويل عملياته المخابراتية، فقام رئيس المخابرات السعودية كمال أدهم، بمباركة من جورج هـ. دبليو. بوش رئيس السي. آي. إيه “بتحويل مصرف باكستاني تجاري صغير، مصرف الإئتمان والتجارة الدولي (BCCI)، إلى آلة لغسيل الأموال على نطاق عالمي تشتري مصارف من مختلف أنحاء العالم لخلق أكبر شبكة أموال سرّية في العالم”(2).

وبوصفه رئيسا للسي. آي. إيه، قام بوش “بتمتين العلاقات مع المخابرات السعودية ومخابرات شاه إيران، وعمل عن قرب مع كمال أدهم، عديل الملك فيصل ومن المساهمين الأوائل في مصرف الإئتمان والتجارة الباكستاني”. وكان أدهم هذا قد عمل سابقاً “كقناة اتصال بين هنري كيسنجر والرئيس المصري أنور السادات” في العام 1972. وفي العام 1976 شكلت العربية السعودية ومصر نادي سفاري ” لتقوم أجهزة مخابراتهما بالعمليات التي كانت صعبة آنذاك على السي. آي. إيه، والتي نظم قدراً كبيراً منها رئيس المخابرات الفرنسية الكسندر مارينشيه” (3).

“قوس الأزمة” والثورة الإيرانية:

 

حين أصبح جيمي كارتر رئيساً في العام 1977، عين أكثر من 24 عضواً من أعضاء “لجنة المضلع الثلاثي” في حكومته، وهي لجنة كانت مركزاً بحثياً أوجده زبغنيو بريزينسكي وديفيد روكفلر في العام 1973، ودعيا كارتر ليكون عضوا في هذه اللجنة. وما أن اصبح كارتر رئيساً، حتى أصبح بريزينسكي مستشار الأمن القومي، وأصبح سايروس فانس، وهو أيضا عضو آخر في اللجنة، وزيراً للخارجية، وأصبح صموئيل هنتنغتون، عضو آخر في اللجنة، منسق الأمن القومي ووكيل بريزنسكي.

المؤلف والباحث بيتر ديل سكوت قدم في كتابه “الطريق إلى 11/9″ تحليلا شاملا جديرا بالثقة للأحداث التي قادت إلى الثورة الإيرانية وتخللتها. وفي مايلي الكثير من المعلومات التي قدمها:

كان على صموئيل هنتنغتون وبريزنسكي تحديد موقف السياسة الأمريكية في الحرب الباردة، وأطلق على السياسة الأمريكية- السوفياتية التي خلقاها تسمية “تعاون وتنافس”. وسيشدد بريزنسكي في هذه السياسة على كلمة “تعاون” حين يتحدث إلى الصحافة، ولكنه سيدفع إلى “التنافس” في الدوائر الخاصة. وهكذا، بينما كان وزير الخارجية فانس يواصل ممارسة سياسة مرنة تجاه الاتحاد السوفياتي، كان بريزنسكي يدفع نحو سياسة التفوق على الاتحاد السوفياتي، ولذا لم يكن فانس وبريزنسكي على وفاق حول أي قضية تقريباً (4).

في العام 1978 أدلى بريزنسكي بحديث قال فيه ” هناك قوس أزمة يمتد على طول سواحل المحيط الهندي، مع وجود بنى اجتماعية وسياسية هشة في منطقة ذات أهمية حيوية لنا مهددة بالتشظي، وقد تملأ الفوضى السياسية الناجمة عن هذا عناصر معادية لقيمنا ومتعاطفة مع خصومنا”. ويمتد قوس الأزمة هذا من الهند الصينية إلى جنوبي أفريقيا، رغم ان المنطقة المعنية محل التركيز وبتحديد أكثر كانت ” الأمم الممتدة عبر الجناح الجنوبي للإتحاد السوفياتي، بدءا من شبه القارة الهندية وصولا إلى تركيا، وجنوباً عبر الجزيرة العربية وصولا إلى القرن الأفريقي”. وأكثر من ذلك، إن “مركز جاذبية هذا القوس هي إيران، رابع أكبر قوى الانتاج النفطي في العالم، والتي ظلت طيلة أكثر من عقدين قلعة قوة اقتصادية وعسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط. والآن يظهر إن 37 عاماً من حكم الشاه محمد رضا بهلوي قد شارفت على نهايتها، وبدأت تضع حداً لها شهور يبرز فيها اضطراب مدني وثورة” (5). ومع ارتفاع الاستياء في المنطقة ” هناك هذه الفكرة، وهي إن القوى الاسلامية يمكن استخدامها ضد الاتحاد السوفياتي. النظرية هي أن هناك قوس أزمة، ولذا يمكن تعبئة قوس إسلامي لاحتواء السوفيات. وكان هذا هو مفهوم بريزنسكي” (6).

قبل شهر من حديث بريزنسكي هذا، في نوفمبر 1978 ” عين كارتر عضو مجموعة “بلدربيرغ”، جورج بول، وأحد أعضاء لجنة المضلع الثلاثي، رئيسا لقوة المهمات الإيرانية الخاصة لدى البيت الأبيض تحت إشراف مجلس بريزنسكي للأمن القومي”. بالإضافة إلى هذا ” أوصى بول بأن تسقط واشنطن دعمها للشاه، وتقوم بدعم معارضة آية الله الخميني الأصولية الإسلامية” (7). وقام جورج بول بزيارة إلى إيران في مهمة سرية (8).

وخلال العام 1978، تولد لدى شاه إيران انطباع بأن “حكومة كارتر كانت تتآمر لقلب نظامه”. وفي العام نفسه أخبرت الملكة، زوجة الشاه، منوشهر جنجي، أحد وزراء الشاه، “إن الأمريكيين يناورون لإسقاط الشاه”، وأضافت “أعتقد أنهم يريدون حتى إسقاط النظام” (9).

وفي ذلك الوقت توصل السفير الأمريكي في طهران، وليم سوليفان، إلى قناعة مفادها أن الثورة ستنجح، ونقل اعتقاده هذا إلى رامسي كلارك، المدعي الأمريكي العام السابق في حكومة جونسون، وإلى البروفيسور رتشارد فولك أيضاً، حين كانا في زيارة لسوليفان في إيران في العام 1978. وبعدها ذهب كلارك وفولك من إيران إلى باريس لزيارة الخميني الذي كان يعيش منفياً هناك. وعبر جيمس بيل، أحد مستشاري كارتر، عن شعوره بأن “حركة دينية تصعد إلى السلطة بمساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية ستكون صديقاً طبيعياً للولايات المتحدة” (10).

ومن المهم في هذا السياق ذكر واقعة أن تبث محطة البي. بي. سي البريطانية برامج ناطقة بالفارسية موالية للخميني في إيران كأحد أشكال الدعاية الناعمة. و”أعطت هذه البرامج مصداقية ملموسة لدعم البريطانيين والولايات المتحدة للخميني” (11). وفي المقابل، رفضت المحطة البريطانية إعطاء الشاه مساحة للرد، و ” لم تأت طلبات الشاه الشخصية المكرورة من المحطة بنتيجة” (12).

في اجتماع مجموعة “بلدربيرغ” في مايو 1979، طرح برنارد لويس، وهو مؤرخ بريطاني متنفذ (ومن هنا جاءت عضويته في مجموعة بلدربيرغ) استراتيجية بريطانية- أمريكية “تجعل حركة الإخوان المسلمين الراديكالية تقف وراء الخميني، من أجل بلقنة بلدان مسلمي الشرق الأدنى على امتداد خطوط قبلية ودينية. وحاجج لويس بأن على الغرب تشجيع الجماعات الباحثة عن استقلال ذاتي مثل الأكراد والأرمن والمارونيين اللبنانيين والأقباط الأثيوبيين وأتراك أذربيجان.. وغيرهم. وهو ما سيؤدي إلى فوضى تنتشر في ما سماه “قوس الأزمة”، ومنه ستنتقل إلى مناطق الاتحاد السوفياتي الاسلامية” (13). إضافة إلى هذا ، فإن هذه الفوضى ستمنع نفوذ الاتحاد السوفياتي من الدخول إلى الشرق الأوسط، حيث يُنظر إلى الاتحاد السوفياتي بوصفه إمبراطورية للإلحاد والكفر بالله، وجوهرياً إمبراطورية علمانية وغير أخلاقية تسعى إلى فرض العلمانية على البلدان الاسلامية. وهكذا فإن دعم الجماعات الاسلامية الراديكالية سيعني التقليل من فرص حظوة الاتحاد السوفياتي بأي نفوذ أو علاقات مع بلدان الشرق الأوسط، مما سيجعل الولايات المتحدة المريكية المرشح الأكثر قبولا لتطوير علاقاته مع هذه البلدان.

في العام 1979، وصف مقال ظهر في مجلة “الشؤون الخارجية”، مجلة مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، قوس الأزمة بالقول ” إن للشرق الأوسط نواته المركزية، وموقعه الاستراتيجي لايضاهيه أي موقع آخر: إنه آخر منطقة كبرى من مناطق العالم الحرتجاور الاتحاد السوفياتي مباشرة، وتحت أرضه حوالي ثلاثة أرباع احتياطيات العالم النفطيةالثابتة والمقدرة، وهو مكان إحدى أكثر الأزمات قابلية للتفاعل في القرن العشرين؛ تلك هي مواجهة الصهيونية للقومية العربية”. وأوضح المقال ان السياسة الأمريكية مابعد الحرب العالمية الثانية ركزت على “احتواء” الاتحاد السوفياتي، والوصول إلى مناطق النفط أيضاً (14). ويمضي المقال إلى المزيد من الشرح وتوضيح أن أكثر “الانقسامات وضوحاً” في الشرق الأوسط هي تلك “التي تفصل الطبقة الجغرافية الشمالية (تركيا وإيران وأفغانستان ) عن النواة العربية” وإن “تركيا وإيران بعد الحرب العالمية الثانية كانا البلدان الأكثر تعرضاً لتهديد التوسع الجغرافي والتخريب السياسي السوفياتيين” (15). وأخيراً “كانت الطبقة الجغرافية الشمالية تحظى دائماً بالتزام أمريكي جاد بحمايتها من المصير الذي تعرضت له أوروبا الشرقية” (16).

وخلال وجود الخميني في باريس قبل الثورة، نظم ممثل للرئيس الفرنسي لقاءاً بين الخميني و “القوى العالمية الراهنة” قدم فيه الخميني مطالب معينة مثل “إزاحة شاه إيران عن إيران والمساعدة على تجنب إنقلاب عسكري يقوم به الجيش الإيراني”. ولكن القوى الغربية ” كانت قلقة من تمكن الاتحاد السوفياتي وتغلغله، ومن قطع إمداد الغرب بالنفط الإيراني. وأعطى الخميني الضمانات الضرورية. هذه اللقاءات والاتصالات حدثت في يناير من العام 1979، مباشرة قبل بضعة أيام من قيام الثورة الاسلامية في فبراير 1979″ (17).

في فبراير 1979 كان الخميني يطير من باريس على متن الخطوط الجوية الفرنسية عائداً إلى إيران “بمباركة من جيمي كارتر” (18). وعين آية الله الخميني مهدي بازركان رئيساً لوزارة الحكومة الثورية المهنية في 4 فبراير 1979. ومقابل طلب الخميني، خلال لقاءاته الباريسية في يناير 1979 بوجوب أن تساعد القوى الغربية على تجنب إنقلاب يقوم به الجيش الإيراني، كانت حكومة كارتر في ذلك الشهر نفسه تبدأ التخطيط لإنقلاب عسكري بتوجيه من بريزنسكي (19).

هل يمكن أن يكون هدف المخطط الإطاحة بالخميني، ثم تسارع الولايات المتحدة إلى إعادة الوضع، وربما حتى إعادة الخميني إلى السلطة؟

اللافت للنظر أنه في يناير 1979 ” وكان الشاه على وشك مغادرة البلد، وصل نائب قائد حلف الناتو الأمريكي الجنرال هايزر، وتواصل طيلة ما يقارب الشهرمع القادة الإيرانيين العسكريين، وقد يكون تأثيره أساسياً على قرار العسكر الإيرانيين بعدم القيام بمحاولة إنقلاب، والتسليم لقوى الخميني في نهاية المطاف، وبخاصة، إذا كانت تقارير الصحافة دقيقة في ما نقلته، أن هذا الجنرال وآخرون هددوا بإيقاف الامدادات العسكرية إذا حدثت محاولة إنقلاب” (20).

لاحقاً لم يحدث إنقلاب، وجاء الخميني إلى السلطة بوصفه آية الله الجمهورية الإيرانية الإسلامية.

ويلفت النظر أيضاً، أن الولايات المتحدة الأمريكية، خلال تصاعد الغليان في الشارع الإيراني، أرسلت “مستشارين أمنيين” إلى إيران للضغط على “سافاك” الشاه (شرطته السرية) من أجل أن يستخدم ” سياسة قمع وحشي أشد لم يسبق أن استخدمها، بإسلوب محسوب لرفع منسوب كراهية الشعب للشاه حتى الحد الأقصى”، وبدأت حكومة كارتر في الوقت نفسه تنتقد علناً انتهاكات الشاه لحقوق الإنسان” (21).

في 6 سبتمبر 1978، حظر الشاه المظاهرات، وفي اليوم التالي قتل بالرصاص ما بين 700 و 2000 متظاهرإثر “نصيحة من بريزنسكي للشاه بأن يكون صارماً” (22). بينما كان أمريكيون آخرون يعلنون، مثل آندرو يونغ عضو لجنة المضلع الثلاثي، ” أن الخميني سيمجد في نهاية المطاف كقديس”، ويقول السفير الأمريكي في إيران، وليم سوليفان، “إن الخميني شخصية شبيهة بشخصية غاندي”، ويقول مستشار كارتر جيمس بيل “إن الخميني كان رجل نزاهة واستقامة خالية من العيوب” (23).

وكان مرض الشاه في أواخر العام 1978 بالغاً أيضاً، وهكذا هرب من إيران في يناير 1979 إلى جزر البهاما، تاركاً المجال لقيام الثورة. ومن المهم هنا بشكل خاص فهم العلاقة بين ديفيد روكفلر وشاه إيران. فقد تم تعيين جوزيف ريد، مساعد ديفيد روكفلر، “والياً على موارد الشاه المالية وحاجاته الشخصية”، وكان روبيرت أرمايو، الذي عمل نائب رئيس لنيلسون روكفلر، قد أرسل “للعمل وكيل علاقات عامة للشاه وجامعاً لقوى مساندة له”، وكان بنيامين هـ. كين، أحد المساعدين القدامى لرئيس مجلس إدارة مصرف تشيس مانهاتن ديفيد روكفلر، و “طبيبه الشخصي”، قد أرسل إلى المكسيك حين كان الشاه هناك، ونصح بأن ” يعالج في مستشفى أمريكي” (24).

ومن المهم هنا ملاحظة أن مصالح روكفلر” وجهت السياسة الأمريكية في إيران منذ إنقلاب السي. آي. إيه في العام 1953″ (25). وإثر هروب شاه إيران من إيران، كانت هناك ضغوط متزايدة في داخل الولايات المتحدة من قبل أناس متنفذين للسماح له بدخول الولايات المتحدة، وهؤلاء هم، زبغنيو بريزنسكي ووزير الخارجية السابق هنري كيسنجر وجون ماكلوي، رجل الدولة السابق والعضو البارز في مجموعة بلدربيرغ ولجنة المضلع الثلاثي ومجلس العلاقات الخارجية، وكان أيضاً محامياً لمصرف تشيس مانهاتن وديفيد روكفلر بالطبع (26).

ولمصرف تشيس نانهاتن، أكثر من أي مصرف آخر، مصالح في إيران. والحقيقة أن الشاه “أمر بأن تكون كل عمليات حكومته المحاسبية بيد هذا المصرف، وأن يدير حصرا رسائل إعتماد شراء النفط، وأصبح هذا المصرف وكيلا ومديراً رئيسياً للكثير من القروض إلى إيران. وباختصار، أصبحت إيران جوهرة تاج أوراق وسندات عمليات صيرفة تشيس مانهاتن الدولية” (27).

في نوفمبر 1979 انهارت الحكومة الإيرانية المؤقتة برئاسة رئيس الوزراء بازركان حين استولى الطلبة الإيرانيون على السفارة الأمريكية واحتجزوا الرهائن، ولكن هناك المزيد حول هذه الحادثة أكثر مما هو ظاهر للعيان. فخلال عهد الحكومة المؤقتة (فبراير 1979- نوفمبر 1979) تم تنفيذ بضع عمليات هدّدتْ بعضاً من المصالح القوية جداً التي ساعدت آية الله على الوصول إلى السلطة. لقد واجه مصرف تشيس مانهاتن أزمة سيولة بوجود قروض لإيران تمت تمويلها عبر هذا المصرف تقدر ببضعة بلايين من الدولارات وضعت موضع تساؤل (28). وبرز “احتمال أن بعض هذه القروض لم يكن قانونياً وفق الدستور الإيراني” (19). يضاف إلى هذا، إن الحكومة المؤقتة ما أن وصلت إلى السلطة في فبراير 1979 حتى بدأت باتخاذ “خطوات لتسويق نفطها تسويقاً مستقلا عن كبريات شركات النفط الغربية”. وأرادت الحكومة المؤقتة أيضاً “أن يعيد مصرف تشيس مانهاتن الأصول الإيرانية التي قدرها روكفلر في العام 1978 بأكثر من بليون دولار، بينما هي وفق بعض التقديرات أعلى من ذلك بكثير”، وهو السبب الذي قد يكون “خلق أزمة سيولة لمصرف كان يعاني آنذاك من متاعب مالية” (30).

ومع احتلال السفارة الأمريكية في إيران، اتخذ الرئيس كارتر خطوات لتجميد الأصول المالية الإيرانية. وفعل هذا التجميد فعله كما جاء في كتاب ديفيد روكفلر حيث كتب:” قدم تجميد كارتر للإصول الإيرانية الرسمية حماية لموقفنا (موقف مصرف تشيس مانهاتن)، ولكن لم يلعب أحد في المصرف دوراً في إقناع الحكومة الأمريكية بالقيام بهذا” (31).

في فبراير من العام 1979 اتخذت إيران “خطوات لتسويق نفطها تسويقاً مستقلا عن كبريات شركات النفط الغربية. وفي هذا العام، كما في العام 1953، جعل تجميد الأصول الإيرانية هذه الخطوات المستقلة أكثر صعوبة” (32). وكان هذا التجميد مهماً لمصرف تشيس مانهاتن، ليس بسبب مجرد التشابك الوثيق بين مجلس إدارة المصرف ومجالس إدارة الشركات النفطية، ناهيك عن روكفلر ذاته الذي هو أب العائلة التي يرادف اسمها النفط، بل أيضاً لأن المصرف يحتكر إدارة كل رسائل الإئتمان لشراء النفط الإيراني (33).

وفاقم قبول دخول الشاه إلى الولايات المتحدة تحت ضغط علني من قبل هنري كيسنجر وبريزنسكي وديفيد روكفلر أزمة الرهائن التي بدأت في 4 نوفمبر. وبعدها بعشرة أيام جمّد كارتر كل الأصول الإيرانية في المصارف الأمريكية بناءاً على نصيحة وزيره للخزانة وليم ملر، وتصادف إن لدى ملر روابط مع مصرف تشيس مانهاتن.

ورغم استفادة تشيس مانهاتن مباشرة من الاستيلاء على الأرصدة الإيرانية، إلا أن التفكير وراء الاستيلاء، كما الأحداث التي قادت إليه أيضاً، مثل الدور الأنجلو-أمريكي الخفي وراء الثورة الإيرانية الذي جاء بالشاه إلى أمريكا مما كثف من أزمة الرهائن، لايمكن أن يحال ببساطة إلى فوائد شخصية لمصرف تشيس مانهاتن. لقد كانت وراء هذه الأزمة مخططات أكبر. ولهذا لايمكن أن تؤخذ أزمة العام 1979 في إيران ببساطة على أنها إجراء ارتجالي ابن لحظته، بل يجب أن ينظر إليها على أنها أفعال عاجلة اتخذت بناء على تصور لفرصة واعدة. وكانت الفرصة بروز السخط على الشاه داخل إيران؛ لقد كانت هذه الأفعال العجولة تدفع بالبلاد سّراً إلى الثورة.

في العام 1979 “مع تقييد وصول إيران إلى السوق النفطي العالمي تقييدا فعالا، أصبح تجميد الأصول عاملا مؤثراً في زيادات أسعار النفط الهائلة بين العامين 1979 و 1981″ (35).

يضاف إلى هذا إن شركة النفط البريطانية ألغت في العام 1979 عقوداً نفطية كبيرة لتوريد النفط، وهو مادفع سعر النفط، إلى جانب الإلغاءات التي قامت بها شركة شل، إلى مستويات أعلى (36).

لقد أجبر أول ارتفاع كبير لأسعار النفط في العام 1973 (حث عليه وزير الخارجية الأمريكية هنري كيسنجر) دول العالم الثالث على الإقتراض من الولايات المتحدة والمصارف الأوروبية قروضا ثقيلة. ومع صدمات سعر النفط الثانية في العام 1979، رفع مجلس الاحتياط الفيدرالي الأمريكي تحت رئاسة مديره الجديد بول فولكر معدلات الفائدة رفعا دراماتيكيا من 2% في أواخر السبعينات إلى 18% في أوائل الثمانينات، وبول فولكر هذا هو ذاته الذي سبق له أن عمل موظفاً في مصرف تشيس مانهاتن تحت إدارة ديفيد روكفلر.

ولأن الأمم النامية لاتستطيع تحمل دفع فوائد مثل هذه مضافا إليها قروضها، انتشرت في الثمانينات أزمة الديون في مختلف أنحاء العالم الثالث، وتقدم صندوق النقد الدولي والمصرف الدولي للإنقاذ، مع برامجهما المسماة “برامج إعادة الهيكلة”، تلك التي ضمنت السيطرة الغربية على إقتصاديات العالم النامي (37).

لقد ساعدت الولايات المتحدة الأمريكية سرّاً حكومة إسلامية راديكالية على الوصول إلى السلطة في إيران، “مركز قوس الأزمة”، ثم أثارت مباشرة بعد ذلك نزاعاً وحرباً في المنطقة. في إبريل 1980، قبل أن يغزو العراق إيران بخمسة أشهر، صرح زبغنيو بريزنسكي علناً بالإستعداد الأمريكي للعمل جنباً إلى جنب مع العراق بشكل وثيق. وقبل الحرب بشهرين، التقى بصدام حسين في الأردن حيث قدم دعمه لإثارة عدم الاستقرار في إيران (38). وإثناء وجود صدام في الأردن، عقد هذا اجتماعاً مع  ثلاثة من كبار عملاء السي. آي. إيه أعد له الملك الأردني حسين، ثم ذهب للإجتماع مع ملك العربية السعودية فهد، وأعلمه بخططه لغزو إيران، وبعدها التقى بأمير الكويت ليعلمه بالأمر نفسه. وبهذا حصل على دعم أمريكي وعلى تمويل وتسليح من البلدان العربية المصدرة للنفط. وكانت الأسلحة تمرر إلى العراق عبر الأردن والعربية السعودية والكويت (39). واستمرت الحرب حتى العام 1988، وأنتجت أكثر من مليون قتيل.

وكان هذا هو بروز “استراتيجية التوتر” في ” قوس الأزمة”، وبخاصة الدعم السّري (سواء كان تسليحاً أو تدريباً أو تمويلا) للعناصر الإسلامية الراديكالية لإثارة العنف والنزاع في منطقة. لقد كان هذا هو التكتيك الإمبريالي القديم ذاته؛ “التقسيم والغزو”: ضع الناس ضد بعضهم البعض حتى لايستطيعوا تجميع قواهم ضد القوة الإمبريالية. وسيوفر هذا العنف والراديكالية الإسلامية إضافة إلى هذا، الذريعة التي تمكن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الإمبرياليين من الإنخراط في الحرب وإحتلال المنطقة، وفي كل الحالات، تأمين مصالحها الإقتصادية والاستراتيجية الواسعة.

“قوس الأزمة” في أفغانستان: نادي السفاري يعمل

 

في العام 1978 أثارت حكومة “طراقي” في أفغانستان غضب الولايات المتحدة الأمريكية بسبب “سياستها الإقتصادية القائمة على المساواة والعمل الجماعي” (40)، وتم تصوير الحكومة الأفغانية في الغرب على نطاق واسع كحكومة “شيوعية”، وبهذا هي تهديد للأمن القومي الأمريكي. ولكن الحكومة الأفغانية كانت تنتهج سياسات وعلاقات صديقة مع الاتحاد السوفياتي، ولم تكن حكومة شيوعية.

الحقيقة هي إنه مع وصول الحكومة الجديدة إلى السلطة في العام 1978، بدأت الولايات المتحدة فوراً تقريبا بتمويل جماعات متمردة عبر السي. آي. إيه سرّا (41). وفي العام 1979 عمل زبغنيو بريزنسكي مع مساعده من السي. آي. إيه، روبرت غيتس (وزير الدفاع الحالي) على إحداث إنتقالة في سياسة كارتر الإسلامية. وهذا هو ماقاله بريزنسكي في العام 1998 في لقاء مع مطبوعة فرنسية:

” وفق رواية التاريخ الرسمية، بدأت مساعدة السي. آي. إيه للمجاهدين خلال العام 1980، أي بعد أن غزا الجيش السوفياتي أفغانستان في ديسمبر من العام 1979، ولكن الحقيقة المحمية كسرّ حتى الآن أمر مختلف تماماً؛ الحق أن الرئيس كارتر صادق على توجيه بالمساعدات السرية لخصوم النظام الموالي للسوفيات في كابول في 3 تموز 1979. وفي ذلك اليوم بالذات كتبت مذكرة إلى الرئيس شرحت له فيها أن هذه المساعدات كما أراها ستستفز تدخلا سوفياتيا عسكرياً” (42).

وتوسع بريزنسكي قائلا أنه “نظرا لمعرفته بتزايد احتمال قيام السوفيات بالغزو”، يتذكر أنه كتب إلى كارتر في يوم غزو السوفيات ” بأن لدينا الفرصة الآن لإعطاء السوفيات حرب فيتنام خاصة بهم. وبالفعل كان على موسكو أن تقوم بحرب طيلة عشر سنوات تقريباً لايمكن دعمها من قبل الحكومة، ونزاع تسبب في إفقاد الإمبراطورية السوفياتية معنوياتها وانهيارها أخيراً”.

وحين سألته المطبوعة عن التبعات اللاحقة لدعم مثل هذا في رعاية ظهور الأصولية الإسلامية، أجاب بريزنسكي قائلا ” ماهو أكثر أهمية لتاريخ العالم؟ طالبان أم انهيار الاتحاد السوفياتي؟ بعض المسلمين الهائجين أم تحرير أوروبا ونهاية الحرب الباردة؟” (43).

ومثلما أشار الكاتب بيتر ديل سكوت في كتابه “الطريق إلى 11/9 “:

“كان شكل الإسلام المهيمن في أفغانستان وجمهوريات الاتحاد السوفياتي صوفياً ومحلي الطابع، وكان معنى القرار بالعمل مع المخابرات السعودية والباكستانية إنفاق ملايين الدولارات من السي. آي. إيه والسعودية على برامج ستساهم في نهاية المطاف في تعزيز الجهادية العالمية والوهابية المرتبطة اليوم بـ “القاعدة” (44).

في سبتمبر من العام 1979، نظم حفظ الله أمين، المسؤول الرفيع المستوى في حكومة طراقي، والمصنف كما يعتقد الكثيرون على أنه أحد عملاء السي. آي. إيه، انقلاباً، و”أعدم طراقي، وأوقف الإصلاحات، وقتل أوسجن أو نفى آلافا من أنصار طراقي، وهو يقوم بنقلة لإقامة دولة إسلامية أصولية. ولكن خلال شهرين أطاحت به العناصر الباقية من الحزب الديموقراطي الشعبي PDP ، بما فيهم عناصر من داخل الجيش” (45).

وتدخل السوفيات لاستبدال أمين الذي نظر إليه بوصفه شخصاً “متطرفاً لايمكن التنبؤ بتصرفاته”، ووضع في محله بارباك كارمال الأكثر اعتدالا. (46).

وهكذا حث الغزو السوفياتي مؤسسة الأمن القومي الأمريكي على القيام بأكبر عملية سرّية في التاريخ. وحين حل رونالد ريغان محل جيمي كارتر في العام 1981، لم تتواصل فقط مساعدة المجاهدين الأفغان على الطريق الذي رسمه بريزنسكي، بل تسارع التعجيل بها، كما تسارع التعجيل بالاستراتيجية الشاملة في “قوس الأزمة”.

حين أصبح ريغان رئيساً، أصبح نائبه جورج هـ. دبليو. بوش الذي ساهم، خلال منصبه كرئيس للسي. آي. إيه في عهد حكومة فورد، في إنشاء شبكة نادي السفاري الاستخبارية ومصرف الإئتمان والتجارة الدولي (BCCI) في باكستان. وكان هذا المصرف “قد برز بروزا واضحاً في حملة مساعدة تمويل الأفغان كأصل من أصول المخابرات الأمريكية”. وبدأ وليم كيسي رئيس السي. آي. إيه ” باستخدام الخارج (السعوديين والباكستانين وهذا المصرف) للحصول على مالايستطيعون الحصول عليه عن طريق الكونغرس، وكان لدى آبيدي، مدير المصرف الباكستاني، المال لتقديم المساعدة”. وأجرى رئيس السي. آي. إيه “لقاءات متواصلة” مع مدير المصرف (47).

وهكذا عمل وليم كيسي في العام 1981 مع الأمير السعودي تركي الفيصل، الذي كان يدير المخابرات السعودية (GID)، ومع المخابرات الباكستانية (ISI) ” على خلق فيلق أجنبي من الجهاديين المسلمين أو من يدعون “الإفغان العرب”. وهي الفكرة التي تعود في أصولها إلى نخبة نادي السفاري التي أنشأها رئيس المخابرات الفرنسية الكسندر مارينشيه” (48).

وفي العام 1986 ساندت السي. آي. إيه خطة للمخابرات الباكستانية “لتجنيد أناس من مختلف أنحاء العالم لينضموا إلى الجهاد الأفغاني” وتبعاً لذلك:

تم تدريب أكثر من 100،000 مقاتل في باكستان بين العامين 1986 و 1992، في معسكرات أشرفت عليها السي. آي. إيه والمخابرات البريطانية M16 ، مع القوات البريطانية الخاصة التي قامت بتدريب من سيكونون مقاتلي القاعدة وطالبان على صناعة المتفجرات والفنون السوداء الأخرى. وكان قادتهم قد تدربوا في معسكر للسي. آي. إيه في فيرجينيا. ودعيت العملية باسم “عملية الإعصار”، وتواصلت زمناً طويلا بعد أن انسحب السوفيات في العام 1989(49).

وكان تمويل السي. آي. إيه للعمليات “يمرّ عبر الجنرال ضياء والمخابرات الباكستانية في باكستان” (50).وإنه لأمر ذو دلالة أن روبرت غيتس الذي خدم سابقاً كمساعد لبريزنسكي في مجلس الأمن القومي، ظل في حكومة ريغان- بوش كمساعد تنفيذي لرئيس السي. آي. إيه وليم كيسي، والذي هو الآن وزير للدفاع.

السي. آي. إيه وتجارة المخدرات العالمية

 

كواجهة مركزية لتمويل وتدريب المجاهدين الأفغان سرّاً، أصبح دور تجارة المخدرات لايقدر بثمن. وكانت الإمبراطوريات تستخدم تجارة المخدرات العالمية منذ وقت طويل في تمويل وإذكاء النزاعات بهدف تسهيل الهيمنة الإمبريالية.

في العام 1773 أنشأ الحاكم البريطاني الاستعماري في البنغال ” احتكاراً اسعمارياً لبيع الأفيون” كما أوضح ألفريد دبليو. ماكوي في كتابه “سياسات الهيروين”:

ومع توسيع شركة الهند الشرقية لانتاجها، أصبح الأفيون على رأس الصادرات الهندية. وطيلة المئة والثلاثين عاماً اللاحقة، عززت بريطانيا تصدير الأفيون الهندي إلى الصين، متحدية قوانين المخدرات الصينية، وخاضت حربين لفتح سوق الأفيون الصيني أمام تجارها. ولعبت بريطانيا، باستخدام قواتها العسكرية والتجارية، دوراً مركزياً في تحويل الصين إلى سوق مخدرات واسع، وفي زيادة زراعة الأفيون في أرجاء الصين. ومع العام 1900، كان لدى الصين 13 مليون ونصف المليون مدمن على المخدرات يستهلكون 39 ألف طن من الأفيون (51).

وفي أربعينات وخمسينات القرن العشرين، مكنت المخابرات الفرنسية في الهند الصينية “تجارة الأفيون من التغلب على محاولات الحكومة قمعها”. ولاحقاً “ساعدت أنشطة السي. آي. إيه في بورما على تحويل دويلات “شان” من منطقة زراعة محدودة لزهرة الخشخاش إلى الأكبر بين مناطق زراعة الأفيون في العالم” (52). وفعلت السي. آي. إيه هذا لدعم جيش الكومنتانغ (KMT) في بورما من أجل غزو الصين، وتسهيل احتكاره لتجارة الأفيون وتوسيعها، مما سمح لهذا الجيش بالبقاء في بورما حتى انقلاب العام 1961 الذي طرد على إثره إلى لاوس وتايلند (53). ولاحقا لعبت السي. آي. إيه دوراً كبيراً جداً في تسهيل تجارة المخدرات في لاوس وفيتنام طيلة الستينات وصولا إلى السبعينات من القرن الماضي (54).

ولم “تتحول آسيا الوسطى من منطقة إنتاج ذاتي للأفيون إلى مورد كبير للهيروين إلى السوق العالمي إلا في ثمانينات القرن العشرين على يد حرب السي. آي. إيه السرية في أفغانستان” بالطريقة التالية:

حتى أواخر سبعينات القرن العشرين، كان المزارعون القبليون في مرتفعات أفغانستان وباكستان يزرعون كميات محدودة من الأفيون يبيعونها لتجار القوافل المتجهة غرباً إلى إيران وشرقي الهند. وخلال عقد من حربها السرية على الاحتلال السوفياتي، وفرت السي. آي. إيه الحماية السياسية والمواصلات اللوجستية التي ربطت حقول زهرة الخشخاش الأفغانية بأسواق الهيروين في أوروبا وأمريكا (55).

في العام 1977 قام الجنرال ضياء الحق في باكستان بانقلاب عسكري، و”فرض نظاماً عسكرياً وحشياً” وأعدم الرئيس السابق ذو الفقار علي بوتو (والد بنازير بوتو). وكانت المخابرات الباكستانية، حين وصل ضياء إلى السلطة، “وحدة مخابرات عسكرية صغيرة”، ولكن تحت “نصيحة وبمساعدة السي. آي. إيه” حوّل الجنرال ضياء المخابرات الباكستانية إلى “وحدة سرية بالغة القوة، وجعلها الذراع القوي لنظامه العسكري” (56).

ولم تتدفق أموال السي. آي. إيه والسعودية على تسليح المجاهدين وتدريبهم فقط، بل على تجارة المخدرات أيضاً. وعين الرئيس الباكستاني ضياء الحق، فضل الحق كحاكم عسكري للمقاطعة الباكستانية الشمالية الغربية، وسيتعاون هذا مع “بريزنسكي على إنشاء برنامج مقاومة أفغاني”، وسيصبح أصلا من أصول السي. آي. إيه. وحين احتاج رئيسها وليم كيسي ونائب الرئيس جورج هـ. دبيلو. بوش إلى مراجعة عمليات السي. آي. إيه الأفغانية، ذهبا لرؤية هذا الجنرال، والذي كان يعتبره الانتربول في العام 1981 مهرب مخدرات دولياً. ونقل هذا الجنرال الكثير من أموال المخدرات عبر مصرف الإئتمان والتجارة الباكستاني (57).

في مايو 1979، قبل الغزو السوفياتي لأفغانستان، اجتمع وفد من السي. آي. إيه بقادة المقاومة الأفغانية في لقاء نظمته المخابرات الباكستانية. وفي هذا الاجتماع “عرضت المخابرات الباكستانية على الوفد الأمريكي تحالفاً مع عميلها الأفغاني غولبودن حكمتيار” الذي كان يقود فريق عصابات صغير. وقبلت السي. آي. إيه. وطيلة العقد اللاحق، ذهبت نصف مساعدات السي. آي. إيه إلى عصابات حكمتيار (58). وأصبح حكمتيار أمير مجاهدي المخدرات البارز في أفغانستان، وأنشأ “مجمعاً يحتوي على ستة مختبرات لصناعة الهيروين في منطقة تسيطر عليها المخابرات الباكستانية في مقاطعة بلوشستان الباكستانية” (59).

وتبعاً لذلك، وخلال الثمانينات، وبالتمفصل مع العربية السعودية، أعطت الولايات المتحدة حكمتيار أسلحة بقيمة تزيد قيمتها على مليار دولار. وبعد ذلك مباشرة بدأ الأفيون يتدفق من أفغانستان على أمريكا. ومع العام 1980، ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن تعاطي الأفيون في نيويورك إلى 77%، عما كان عليه في العام 1979(60). ومع العام 1980، زود أمراء المخدرات في أفغانستان وباكستان أمريكا بما نسبته 60% من الهيروين الذي يصل إليها. وكانت الشاحنات تذهب إلى أفغانستان محملة بأسلحة السي. آي. إيه من باكستان، وتعود محملة بالهيروين ” تحميها من الشرطة أذونات المخابرات الباكستانية” (61).

فضل الحق، عميل السي. آي. إيه في باكستان، كان يدير أيضاً تجارة مخدرات “ينخرط فيها انخراطاً تاماً مصرف الإئتمان والتجارة الباكستاني”. وفي الثمانينات أصرت السي. آي. إيه على ان تنشئ المخابرات الباكستانية “خلية خاصة لاستخدام الهيروين في العمليات السرية”. وبتفصيل أكثر:

عززت هذه الخلية زراعة زهرة الخشخاش وتصنيع الهيروين في الأراضي الباكستانية، كما في الأراضي الأفغانية التي يسيطر عليها المجاهدون، كي يتم تهريبها إلى المناطق التي يسيطر عليها السوفيات لجعل القوات السوفياتية تدمن على الهيروين (62).ويرجع أصل هذه الخطة في الواقع إلى اقتراح من رئيس المخابرات الفرنسية مؤسس نادي السفاري الكسندر دي مارينشيه، وهو الذي أوحى بها لرئيس السي. آي. إيه وليم كيسي (63).

أحد البرامج التي نفذتها السي. آي. إيه في الثمانينات كان برنامج تمويل دعاية المجاهدين في الكتب المدرسية التي تدرس في المدارس الأفغانية. وأعطت الولايات المتحدة المجاهدين 43 مليون دولار كمساعدة غير عسكرية من أجل مشروع الكتب المدرسية وحده الذي نفذته وكالة التنمية الأمريكية (USAID)، وخلال عملها على المشروع “نسقت الوكالة عملها مع السي. آي. إيه التي تدير برنامج الأسلحة”. و” طلبت الحكومة الأمريكية من وكالة التنمية أن تترك لزعماء الحرب الأفغان وضع المنهاج المدرسي ومحتوى الكتب المدرسية” (64). وكانت هذه الكتب المدرسية “محتشدة بصور عنيفة وتعاليم المقاتلين الاسلاميين” و” كلام عن الجهاد ورسوم للبنادق والرصاص والجنود والألغام”. وظلت هذه الكتب منذ الحرب السرية في الثمانينات، وما بعدها “نواة منهج ونظام التعليم في المدارس الأفغانية. وحتى طالبان استخدمت الكتب المنتجة أمريكياً”. هذه الكتب وضعتها “جامعة نبراسكا ومركزها للدراسات الأفغانية” بمنحة من وكالة التنمية الأمريكية. وحين تم تهريب هذه الكتب إلى أفغانستان بوساطة قادة المناطق العسكرية، ” كان الأطفال يتعلمون حساب الأعداد وفق صور إيضاحية للدبابات والصواريخ والألغام الأرضية”، وأوقفت وكالة التنمية هذا التمويل في العام 1994 (65).

ظهور طالبان

 

حين انسحب السوفيات من أفغانستان في العام 1989، تواصل القتال بين الحكومة الأفغانية المدعومة من قبل السوفيات وبين المجاهدين المدعومين من قبل الولايات المتحدة والعربية السعودية وباكستان. وحين انهار الاتحاد السوفياتي في العام 1991، انهارت معه مساعدته للحكومة الأفغانية أيضاً التي هي ذاتها تمت الإطاحة بها في العام 1992. ولكن القتال سرعان ما نشب فوراً بين العصابات المتنافسة الساعية إلى السلطة، بما في ذلك عصابة حكمتيار.

في أوائل العام 1990، كانت جماعة غامضة من “البشتون الأفغان” قد أصبحت قوة عسكرية وسياسية متمكنة في أفغانستان، عرفت باسم طالبان (66). ” ظهرت طالبان على  السطح كقوة ميليشيا صغيرة عاملة بالقرب من مدينة قندهار خلال ربيع وصيف العام 1994، تشن هجمات ذكية على أمراء الحرب الصغار”، وتنامت شهرة طالبان بالتوازي مع تنامي الاستياء من أمراء الحرب (67). كانت طالبان تحظى بتحالف مع المخابرات الباكستانية، وتنامت العلاقة بين الطرفين طيلة العام 1995، وأصبحت ” أقرب فأقرب إلى ماهو أكثر من تحالف عسكري مباشر”. وأخيراً أصبحت طالبان “أصلا استثمارياً للمخابرات الباكستانية و ” وكيلا الجيش الباكستاني” (68). وأكثر من ذلك، دعمت الولايات المتحدة طالبان سياسياً بوساطة حليفيها، باكستان والسعودية بين العامين 1994 و 1995، وبخاصة وأن واشنطن رأت في طالبان طرفاً معادياً لإيران ومعاديا للشيعة وموالياً للغرب” (69).وفي مؤتمر في الهند قال سيلج هاريسون، الباحث في مركز أبحاث ودرو ويلسون الدولي، وأحد الخبراء الأمريكيين بجنوب آسيا، إن السي. آي. إيه عملت مع باكستان على خلق طالبان. ولهاريسون هذا “علاقات وثيقة” بالسي. آي. إيه، وكانت له “اجتماعات مع السي. آي. إيه في الوقت الذي كانت فيه القوى الإسلامية تزداد قوة في أفغانستان”، حين كان مساعداً رفيع المستوى في معهد كارنيجي الدولي للسلام. وكما كشف في العام 2001، “لاتزال السي. آي. إيه على علاقة وثيقة بالمخابرات الباكستانية” (70). ومع العام 1996، سيطرت طالبان على قندهار، بينما كان القتال يتواصل وكذلك عدم الاستقرار في البلد.

أسامة و “القاعدة” 

 

بين العامين 1980 و1989، تم تمرير ما يقارب 600 مليون دولار عبر منظمات أسامة بن لادن الخيرية الأمامية، وتحديداً “مكتب الخدمات” المعروف باسم الكفاح، وكان مصدر غالبية هذه الأموال متبرعون أثرياء في العربية السعودية ومناطق أخرى في الخليج، ومرت هذه الأموال عبر مكاتبه الخيرية لتسليح المجاهدين في أفغانستان (71). وكانت القوات البريطانية الخاصة (SAS) في الثمانينات تدرب المجاهدين في أفغانستان وفي معسكرات سرية في اسكوتلندا أيضاً. وهي قوات تتلقى أوامرها مباشرة من السي. آي. إيه، وكانت هذه الأخيرة تبدأ في هذه الفترة أيضاً بتسليح أسامة بن لادن (72).

وشاركت المخابرات الباكستانية في تغذية مكتب خدمات بن لادن (73). وكانت تقارير قد ذكرت أن أسامة بن لادن جندته السي. آي. إيه في اسطنبول في العام 1979، وحظي بدعم وثيق من قبل صديقه رئيس المخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل، وأقام علاقات وثيقة مع حكمتيار في باكستان أيضاً (74). وكلاهما كان شخصية محورية في نادي السفاري- السي. آي إيه. وبين العامين 1980 و1985، كان الجنرال أخطار عبد الرحمن، رئيس المخابرات الباكستانية، يجتمع بابن لادن اجتماعات منتظمة في باكستان، ودخلا في شراكة طلب فرض ضريبة على تجارة أفيون أمراء الحرب. ولهذا مع العام 1985، كان بن لادن والمخابرات الباكستانية يحصلان على أرباح تزيد على 100 مليون دولار كل عام (75). وصرح شقيق بن لادن، سالم، في العام 1985، أن أسامة كان “حلقة وصل بين الولايات المتحدة والحكومة السعودية والمتمردين الأفغان” (76).

في العام 1988 ناقش بن لادن مسألة “إنشاء مجموعة عسكرية جديدة” وهي التي ستعرف ياسم “القاعدة” (77). وقام مكتب الخدمات التابع له (والذي سيشكل في نهاية المطاف “القاعدة”) بتأسيس مركز الكفاح في بروكلين، نيويورك، لتجنيد المسلمين للجهاد ضد السوفيات. وتم تأسيس مكتب الكفاح هذا في أواخر الثمانينات بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التي وفرت تأشيرات الدخول لارهابيين معروفين مرتبطين بهذه المنظمة، بما في ذلك علي محمد، والشيخ الأعمى عمر عبد الرحمن، وربما خاطف الطائرات الرئيسي في 11/9 محمد عطا (78).

وترافق هذا مع خلق القاعدة التي كان مركز الكفاح جبهة تجنيدها، و” سمح لمقاتلي القاعدة بدخول الولايات المتحدة للتدريب تحت برنامج تأشيرات خاص”. ولكن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) كان يراقب تدريبات الإرهابيين “وتوقف عن مراقبتهم في خريف العام 1989″. وفي العام 1990 منحت السي. آي. إيه تأشيرة دخول للشيخ عمر عبد الرحمن للمجيء وإدارة مركز الكفاح، والذي كان يعتبر شخصاً لايمكن “المساس به” لكونه يحظى بحماية مالايقل عن ثلاث جهات، بما فيها وزارة الخارجية ووكالة الأمن الوطني (NSA) والسي. آي. إيه (79).

كتب روبن كوك، النائب ووزير الخارجية البريطاني السابق، أن القاعدة” وتعني حرفياً “قاعدة بيانات” كانت في الأصل ملف كومبيوتر يحتوي على أسماء آلاف المجاهدين الذين جندوا وتدربوا بمساعدة من السي. آي. إيه لهزيمة الروس” (80). ومن هنا فقد ولدت القاعدة كأداة بيد وكالات المخابرات الغربية. وعزز هذه المعلومات عن القاعدة أكثر، عميل للمخابرات الفرنسية صرح “أنه في منتصف الثمانينات كانت “القاعدة” قاعدة بيانات”، وظلت كذلك حتى التسعينات. وعبر عن قناعته بأن ” القاعدة لم تكن مجموعة إرهابية ولا ملكية شخصية لابن لادن”، وأكثر من ذلك:

الحقيقة هي انه لاوجود لجيش إسلامي أو جماعة إرهابية تدعى القاعدة، ويعرف هذا كل ضابط مخابرات مطلع. ولكن هناك حملة دعائية لجعل الجمهور العام يؤمن بوجود كينونة ذات هوية تمثل “الشيطان”، فقط لدفع “مشاهدي التلفاز” إلى قبول قيادة دولية موحدة للحرب ضد الإرهاب. والبلد الذي يقف وراء هذه الحملة الدعائية هي الولايات المتحدة الأمريكية، والجماعات المساندة لحرب الولايات المتحدة على الإرهاب غير معنية إلا بكسب الأموال” (81).

وهكذا تم تسهيل خلق “القاعدة” على يد السي. آي. إيه وشبكات المخابرات الحليفة، والهدف كان الإبقاء على قاعدة بيانات المجاهدين لاستخدامها كأصول استثمارية للمخابرات من أجل تحقيق أهداف سياسة الولايات المتحدة الخارجية، خلال الحرب الباردة، وخلال مرحلة ما بعد الحرب الباردة، مرحلة “نظام عالمي جديد”.

الجزء الثاني من هذه الدراسة سيأخذ القاريء إلى قراءة فاحصة للإستراتيجية الإمبريالية الجديدة التي وضعها استراتجيو الجغرافية- السياسية الأمريكيون مع نهاية الحرب الباردة، والمصممة من أجل أن تحافظ أمريكا على سيطرتها على موارد العالم، ومنع بروز قوة منافسة. وفي هذه الاستراتيجية، وعلى نحو سرّي، أصبحت “قاعدة البيانات” (القاعدة) مركزية في هذه العملية لأنه تم استخدامها لتحقيق الأهداف الأمريكية في مختلف المناطق، مثل استخدامها في تفكيك يوغوسلافيا.

ويتمعن الجزء الثاني أيضاً في الطبيعة الدقيقة للقاعدة؛ في أصولها ومصطلحاتها وتدريباتها وتسليحها وتمويلها وتوسعها. وستكون موضع تركيز، على وجه الخصوص، أدوار وكالات المخابرات الغربية في إنشاء وتوسيع القاعدة. وأخيرا هنالك تحليل للإستعداد للحرب في أفغانستان لإلقاء ضوء على الطموحات الجغرافية-السياسية وراء النزاع المتواصل منذ تسع سنوات تقريبا حتى الآن.

 

 

البنية الإمبريالية لـــ “القاعدة”

(2)

القاعدة وموارد الطاقة والإمبريالية: شبكة الإرهاب الأنكلو-أمريكية

آندرو جافن مارشال

ترجمة: غالب العلي

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  • آندرو جافن مارشال، باحث متعاون مع مركز أبحاث العولمة (CRG). تعاون مع ميشيل تشودوفسكي على تحرير كتاب ” أزمة الإقتصاد العالمي: كساد القرن الحادي والعشرين الكبير” الذي صدر حديثا عن مركز أبحاث العولمة.

هوامش:

1- بيتر ديل سكوت، الطريق إلى 11/9: الثروة والإمبراطورية ومستقبل أمريكا، مطبعة جامعة كاليفورنيا، 2007، ص 62

2- المرجع السابق، ص 63

3- المرجع السابق، ص 62

4- المرجع السابق، الصفحات 66-67

5- هلال الأزمة، مجلة التايم، 15 يناير 1979

6- بيتر ديل سكوت، المرجع السابق، ص 67

7- ف. وليم إنكدال، قرن من الحرب: سياسة النفط الأنجلو- أمريكية والنظام العالمي الجديد، بلوتو برس، لندن، 2004، ص 171

8- منوشهر جنجي، تحدي الثورة الإيرانية: من وزير للشاه إلى زعيم للمقاومة، مجموعة جرين وود للنشر، 2002، ص 41

9- المرجع السابق، ص 39

10- المرجع السابق، ص 41

11- المرجع السابق

12- ف. وليم انكدال، مرجع سبق ذكره، ص 172

13- المرجع السابق، ص 171

14- جورج لنشوفسكي، قوس الأزمة: قطاعه المركزي. مجلة الشؤون الخارجية: صيف 1979، ص 796

15- المرجع السابق، ص 797

16- المرجع السابق، ص 798

17- IPS, Q&A:  ثورة إيرن الإسلامية تحظى بمباركة غربية. خدمات الصحافة الدولية، تموز 26، 2008:

www.ipsnews.net/news.asp?idnews=43328

18- ميشيل د. إيفانس، والد الثورة الإيرانية. جيروزليم بوست، حزيران 20، 2008

www.jpost.com/servlet/satellite?cid=1181813077590&

pagename= jpost/jpArticle/ShowFull

19- بيتر ديل سكوت، مرجع سابق ذكره، ص 89

20- جورج لينشوفسكي، مرجع سابق ذكره، ص 810

21- ف. وليم انكدال، مرجع سابق ذكره، ص 172

22- بيتر ديل سكوت، مرجع سابق ذكره، ص 81

23- ميشيل د. إيفانس، مرجع سابق ذكره

24- بيتر ديل سكوت، مرجع سابق ذكره، ص 83

25- المرجع السابق، ص 84

26- المرجع السابق، ص 81

27- المرجع السابق، الصفحات 85-86

28- المرجع السابق

29- المرجع السابق، ص 87

30- المرجع السابق، الصفحات 88-89

31- المرجع السابق

32- المرجع السابق، الصفحات 87-88

33- المرجع السابق، ص 85

34- المرجع السابق، 86

35- المرجع السابق، ص 88

36- ف. وليم انكدال، مرجع سبق ذكره، ص 173

37- آندرو جافن مارشال، السيطرة على الاقتصاد العالمي: بلدربيرغ، لجنة المضلع الثلاثي والاحتياط الفيدرالي. جلوبل ريسيرش، 3 أغسطس 2009

www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=14614

38- بيتر ديل سكوت، مرجع سبق ذكره، ص 89

39- PBS,، أسرار حياته وزعامته: لقاء مع سعيد ك. أبوريش، PBS Frontline :

www.pbs.org/wgbh/pages/fronline/shows/saddam/interview/aburish.html

40- ميشيل بارنتي، أفغانستان، قصة أخرى لم تروى. جلوبل ريسيرش، 4 ديسمبر 2008:

www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=11279

41- أوليغ كالوغن، كيف غزونا أفغانستان. مجلة السياسة الخارجية، 11 ديسمبر 2009

42- ” النوفيل اوبزيرفاتور” (فرنسا)، 15-21 يناير 1998، 76

43- المرجع السابق

44- بيتر ديل سكوت، مرجع سبق ذكره، ص 73

45- ميشيل بارنتي، مرجع سبق ذكره

46- بيتر ديل سكوت، مجع سبق ذكره، ص 78

47- المرجع السابق، ص 116

48- المرجع السابق، ص 122

49- المرجع السابق 123

50- المرجع السابق

51- ألفرد دبليو. ماكوي، سياسة الهيروين: مشاركة السي. آي. أيه في تجارة المخدرات العالمية. لورنس هل بوكس، شيكاغو، 2003، ص 80

52- المرجع السابق، ص162

53- المرجع السابق

54- المرجع السابق، الصفحات 283-386

55- المرجع السابق، ص 466

56- المرجع السابقن ص 474

57- بيتر ديل سكوت، مرجع سبق ذكره، ص 73

58- الفرد ماكوي، مرجع سبق ذكره، ص 475

59- بيتر ديل سكوت، مرجع سبق ذكره، ص 74

60- المرجع السابق، الصفحات 75-76

61- المرجع السابق ص 124

62- المرجع السابق، الصفحات 75-76

63- المرجع السابق ص 124

64- كارول أوف، العودة إلى المدرسة في افغانستان. CBC 6 مايو 2002

www.cbc.ca/news/background/afghanistan/schools.html

65- جو ستيفنسن و ديفيد ب. أوتاوي، من يو.إس.، أبجديات الجهاد. الواشنطن بوست، 23 مارس 2002

66- ستيف كول، حروب الأشباح: التاريخ السري للسي. آي. آيه، أفغانستان وبن لادن، من الغزو السوفياتي إلى 10 سبتمبر 2001. بنجوين بوكس، نيو يورك، 2004، ص 328

67- ستيف كول، حروب الأشباح، طبعة بنجوين بوكس، لندن، 2005، ص 285

68- ستيف كول، لقاء مع PBS Frontline 3 اكتوبر 2006

69- روبرت دريفوس، لعبة الشيطان: كيف ساعدت الولايات المتحدة على إطلاق الإسلام الأصولي. نيويورك، متروبوليتان للنشر، 2005، الصفحات 279-280

70- تول، السي. آي. إيه عملت بالشراكة مع المخابرات الباكستانية على خلق طالبان، The Times of India 7 مارس 2001

71- روبرت دريفوس، مرجع سبق ذكره، ص 279-280

72- سيمون ريف، أبناء آوى الجدد: رمزي يوسف وأسامة بن لادن ومستقبل الإرهاب. لندن، شركة اندريه دويتش المحدودة، 1999، ص 168

73- ميشيل موران، بن لادن يعود إلى الوطن ليجثم، MSNBC 24 أغسطس 1998:

www.msnbc.msn.com/id/3340101/

74- فيرونيك مورو ومارك روك، أكثر رجال الولايات المتحدة رهبة، تسيطر عليه السي. آي. إيه منذ زمن طويل. لوموند دبلوماتيك، 14 سبتمبر 2001:

www.wanttoknow.info/010914lemonde

75- جيرالد بوسنر، لماذا نامت أمريكا: الفشل في منع 11/9. نيويورك، راندوم هاوس، 2003، ص 29

76- ستيف كول، البن لادنيون، بنجوين، نيويورك، 2008، الصفحات 7-9

77- أسوشيتد برس، وثائق تمويل القاعدة تظهر في هجوم البوسنة. فوكس نيوز، 19 فبراير 2003:

www.foxnews.com/story/0,2933,78937,00.html

78- بيتر ديل سكوت، مرجع سبق ذكره، الصفحات 140-141

79- المرجع السابق، ص 141

80- روبن كوك، الكفاح ضد الإرهاب لايمكن أن ينجح بالوسائل العسكرية، صحيفة الجارديان، 8 تموز 2005

www.guardian.co.uk/uk/2005/jul/08/july7.development

81- بير-هنري بونيل، القاعدة: قاعدة البيانات. جلوبل ريسيرش، 20 نوفمبر 2005:

www.globalresearch.ca/index.php?context=viewArticle&code=BUN20051120&articleld=1291

:::::

المصدر: مركز أبحاث العولمة، 5/9/2010

 

 

 

 

 

عن صحيفة كنعان

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا