<%@ Language=JavaScript %>
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                           

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

الغريب

 

          نصير النهر

 

غريبْ ..

نعم .. يا غريبَ الديارْ

     وهل غير بغداد أهلٌ ..؟

                     وهل غير بغداد دارْ ..؟

وأنتَ ..

     ضربتَ القفارْ

طويتَ جبالاً .. وجُبتَ بِحاراً .. وتبقى

     على العهد ذاكَ الشريدْ

غريبَ الديارْ

               

يظلّل عينيكَ جهد السفارْ

ويمسحُ وجهكَ ذَرّ الغبارْ

 

فبغداد .. بغداد ..

     يَضحكُ بومٌ ، و يبكي هزار

ويَدمى نهارْ

وبغداد في الليل صهريجُ  قارْ

* * *

 

غريبْ ..

أيعرف من يدّعيكَ الحبيبْ

وانكَ أهلاً حللتْ

وسهلاً نَزلتْ

ويفديك أن شئت .. غير المَعادْ

بأن الذي في عروقك يجري دم السندبادْ

وإنك من دون بغداد ..

             من دون أهلٍ ، و من دون دارْ

 

ومهما أرادك خِلاً فتُعبَدْ

فانك ذاك المشردْ

 

حياتك محض انتظارْ

تذوبُ إذا الشوقُ عَربدْ

وأشعلَ فيكَ الدَمَ المستثارْ

حنيناً و نارْ

وأحلام أمسٍ بلا غَدْ

* * *

وتبقى مشرّدْ

تَحنُّ لها ملعباً للصغارْ

ونبض أسىً في قلوب الكبارْ

* * *

تَحِنُّ لها ..

لطفلٍ حَبا ذات يومٍ على تُربها

فيخمشُ ذيلاً سَها

ويمضغ ردناً تضيء السِوارْ

وينهضُ مُتكئاً بالجدارْ

وأنتَ ..

     لتذكرُ حتى رسوم الجدارْ

وحتى دِقاق الحجارْ

وما خَربَشَتْ يَدُ طفل عليه ..

                     وصارْ

 

لينقل خطواته في عيون المَها

ويشبك من تلتقيه بنظراتها

فيخمش أذيالها

ويمضغ أردانها..

          وحتى السِوار

          وما لَفّ لَفٌّ .. وجاور جارْ

 

فبغداد .. بغداد ..

جنّة حُبّ ، ونبع اخضرارْ

وبغداد ..

             نارْ

* * *

تَحنُّ لها ..

لذاك الصبي رأى أرضها

يحاول مستذئبٌ زرعها بالعثار

فأيقنَ ..

     أن الوقوف هو المنتهى

وسارَ على دمه حين سارْ

* * *

 

يصارعُ لُجّاً رهيباً.. و لا يرهبُ

ويبصر فيه مصاولةً تجذبُ

أيا فارس الشمس أن الدجى كاسرٌ

وأنتَ بأنيابه تلعبُ

وإن الجواد الذي تمتطي

جَموحٌ يعانيه من يَركبُ

فَحاذر سنابكه في السقوط ..

وحاذر سقوطك إذ تُسهبُ

أيا فارس الشمس .. مهلاً

                     فملء الطريقْ

عيون المها بالأسى ترقبُ

تمهل قليلاً ..

             فأن الحِداق

بعض الأديم الذي تنهبُ

وبالدمع ربّـتن خد الصخورْ

عسى أن يهشَّ لك الأصعَبُ

ولكنهنّ عرفنَ الرياحْ ..

وأي الثكالى بها تندبُ

 

يعزّ عليهن أن الفراق

خضيبٌ ..

     وصَدعَك لا يُرأبُ

ودربَكَ وعرٌ .. كثيف الظلام

رهيب الهُوى ..

     مُسبِعٌ ..

     مُذئبُ ..

 

تمهّل فأن الدجى مطبقٌ

وأنكَ في فمه تَركبُ

* * *

 ورحتَ بعيداً ..

     وما من مَزارْ

وتعبرُ جُبّاًٌ لتلقى جدار ..‍

ومن أيّ قاحلةٍ للقفارْ ..

              قِفارْ

 

وهل غير بغداد تحلو بعينيك َ،

                     نبعَ اٌخضرارْ

وكأساً يُدارْ

وحبّاً لها .. لم يكلّله غارْ

 

نعم .. يا غريب الديارْ

وكل الذي طافَ في مقلتيك

وسالَ على شفتيك

بقايا حكايه

و صورة منفىً ..

             فماذا لديك ..؟

 

سوى أن تحنّ ، و أن تتألّمْ

وأن تشربَ الكأسَ علقمْ ..

             وماذا تريدْ ..؟

 

وانتَ الشريد ..

وانت الطريد ..

* * *

أغانيكَ .. والأمل المُوصَدُ

وعيناك .. والنظر المجهَدُ

وحيداً مع الليل ، جُنَّ الدجى

وطالَ ..

     فيا ويحَ من ترصدُ

تُنبّشُ في صمته عن رؤاك

ولا شيء حيث يموتُ الغدُ

ويخبو على منتهاه القُمير

 ويكبو على قبره الفرقَدُ

 

وانتَ ..

     خيالٌ طليق الجناح

تدانى له الأبعدُ .. الأبعدُ

وحلّق فيه الفؤاد الأسير

إلى أيّ نأيٍ تُرى يقصدُ ..؟

على أي بابٍ يحطّ الخطى ..

وفي أي نافذةٍ يقعد ..؟

يُوَقّعُ بالنبض ألحانَهُ

ويطرق لوحاً تراهُ اليدُ

 

فيا قلب أضناك خفق الحنين

وَحَزَّ نياطك ما تنُشدُ

أيعبد همسكَ مَن لا تحبُّ

ويكفر بالحبّ من تعبدُ ..؟

وبغداد ..

     تنسى فتاها الطريدْ

وفي مقلتيها له مَوعدُ..‍‍‍‍‍‍‍‍

* * *

اغانيك تَنزخُّ زخَّ المطرْ

فلا تكتئب أنْ تغني اليها

فمازال طيفكَ في مقلتيها

ومازلتَ ..

     أنتَ الحبيب لديها

وانك ذكرىً بقلب الوفاءْ

تشوّقه للقاءْ

وتدفعه أن يشق السماءْ

 

فبعدَ الدجى سيطلّ السَحرْ

وبعدَ الطواف .. وطول السفارْ

ستلقاكَ أحلى الديارْ

جناناً بكيتَ عليها

وأنتَ تَحنّ اليها

وسوف تشد يداك يديها

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا