<%@ Language=JavaScript %> صائب خليل العبادي من خطابه – 2- المحاصصة وتشكيل الحكومة

 

 

العبادي من خطابه

 

 – 2-

 

 المحاصصة وتشكيل الحكومة

 

 

صائب خليل

14 آب 2015

 

إنتهينا في الحلقة السابقة والتي كانت بعنوان "العبادي من خطابه – 1- هل يستحق ثقتنا لمحاربة الفساد؟"(1) إلى ان موضوع محاربة العبادي للفساد خرافة لا اساس لها، وأنه جزء أساسي في الفساد ومدافع عنه. ونأتي الآن لمناقشة دوره في المحاصصة، ونذكر بأننا قلنا في الحلقة الأولى أن موقفنا من العبادي ليس موقفا من التظاهرات والمتظاهرين بل دعوة لهم لرؤية الحقائق لتعديل مسيرتهم لتتمكن من تحقيق غاياتها الشريفة.

 

****

 

خلال خطابه، يرفع العبادي صوته فجأة بطريقة مسرحية ليصرخ: "منو سمحلنا ان نوزع المواقع الأساسية بالدولة على الأحزاب والجهات؟ مو اعطانا هالحق؟"

هل هي صحوة ضمير مفاجئة؟ .. لكن ألم يشكل حكومته بنفس الطريقة بل العن، فمن اين له الحق بهذا الغضب المفاجئ؟

 يقول: "لم يكن بامكاني ان اشكل الحكومة بكل التفاصيل  أن يجب ان تكون هناك محاصصة طبعا رفضت..  كنت محضر في جيبي خطابين خطاب تشكيل الحكومة وخطاب الإعتذار لأن كان مطلوب مني أن اوافق على مطالب بعض الكتل ما كنت اعتقد انها من حقي أنا...انا ما حصلت على تفويض ان اتنازل عن حق الوطن انا حصلت على تفويض ان اشكل حكومة"..

ولكن إن نصدق قصة الخطابين، وأن الغيرة كانت لدى العبادي قد وصلت إلى هذه الدرجة، ثم نتذكر أنه وافق في النهاية على تشكيل الحكومة، فهذا يعني أنه حصل على ما يرضي ضميره وفرض شروطه "المفيدة للوطن" بوجه من كان يريد فرض "المحاصصة" عليه، وبالتالي فأن حكومته التي شكل نواتها الأساسية من المجلس الأعلى والكرد كانت ضمن المقبول لدى ضميره بحيث انه مزق “خطاب الاعتذار”.

فما هي المحاصصة التي كان يراد ان تفرض عليه، ومن قبل من؟ أي الوزراء أسوأ من وزرائه للشعب العراقي، وكان يراد أن يفرضوا عليه ورفض؟ وإن كان قد حصل على ما يريد فعلا وأنه راض عن وزرائه، فلماذا لم يقد بهم حكومة نظيفة من الفساد إلى درجة كافية لتخدم الشعب بلا صعادات سياسية؟ من هم برأيه أفضل وزرائه الذين قبل بالوزارة من أجلهم؟ حبذا لو يطرح المتظاهرون السؤال على العبادي إن كانوا صادقين في خدمتهم لوطنهم وحريصين على أن يكون من يفوضوه ويتحملوا المسؤولية بالتالي معه عن مصير الوطن!

 

وفي انتظار ان يتكلم المتظاهرون الشرفاء وليس الـ... الصدامية المتقلبة انور الحمداني، اقول: كلما تكثر المسرحيات في السياسة فأن ذلك يعني ان هناك كذبة كبيرة يراد تغطيتها. ومشكلة الضمير التي تحدث عنها العبادي كانت معكوسة، فلم يكن هناك أية إشارة إلى أن العبادي رفض أو عارض شيء، بل كان يجمع من يقبل ضميرهم بالطريقة التي "حصل بها على تفويض" في الغرف المظلمة بين أميركا وكردستان، ولم يكن للشعب العراقي أي دور فيها فهو لا يعرف أصلاً من هو العبادي ولم يحصل من تفويض أكثر من 4000 صوت كما لم يحصل من رفاقه على الثقة لترشيحه حتى إلى منصب نائب رئيس مجلس النواب، فمن أين جاءه التفويض الذي يتكلم عنه؟ أنا وأنتم نعلم جيداً من أين جاء، لكن روح الهياج تزيح الحقائق المرة بعيداً....

 

إننا لا نعلم بوجود الخطابين، أم كانا جزء من المسرحية، لكننا نعلم أن المحاصصة التي "يحترق دمه غضباً عليها" تعني وضع شخص غير مناسب في منصب مهم، ليس لأنه الأنسب لهذا المنصب والأكفأ لخدمة هذا الشعب فيه، بل لارضاء جهة معينة مقابل قبولها بولايته. فإن كان هذا تعريف المحاصصة، فقد فعل العبادي ما لم يفعله أحد قبله في الإغراق في المحاصصة حتى أحط مستوياتها، حين عين عادل عبد المهدي وزيرا للنفط وهو لا يعرف شيئاً عن النفط، ولا يمتلك حتى الأمانة اللازمة للمنصب فهو المعروف بانعدام ضميره وتبعيته التامة لأميركا وكردستان وتحوم حوله الشبهات غير المنتهية حول سرقة مصرف الزوية حتى ان الشعب يسميه "عادل زوية".

 

ومن الجهة الأخرى عين العبادي هوشيار زيباري وزيرا للمالية وهو أيضاً لا يعرف شيئا عن المالية، وعليه شبهات كبيرة متعددة في ملف الأراضي مع الكويت، إضافة إلى أنه كان عراب الإتفاقية الأمريكية وتصرف خلال المفاوضات فيها كأمريكي وليس كعراقي كما وصفه مجلس النواب في ذلك الوقت، وأدار ملف الخارجية كوزير كردستاني وليس عراقي وملأ السفارات بالكرد دون غيرهم.

 

 كذلك وقف زيباري مع داعش في البداية ضد سوريا وقال قولته المشهورة أننا لانقف على الحياد من مصلحة الشعب السوري (يقصد جماعة داعش، وأن داعش هي الحق)! وكان قوله رداً على تصريح المالكي الذي كان يحاول اتخاذ موقف حيادي وسط بعدم التدخل. ولم يغير هوشيار موقفه إلا بعد ان هاجمت تلك الفصائل القرى الكردية، فعندها صارت إرهابية!

 

العبادي يضع وضع هذين الوزيرين رغم كل الإعتراضات، من أجل رضا الكتلة الكردية التي كان قد قرر الموافقة على كل شروطها، فهل هناك أشد وضوحا من هذه المحاصصة وهذا التبذير بأموال الشعب وهذا الفساد مع سبق الإصرار والترصد؟ ..." لم يكن بإمكاني"؟؟ إن كان لك حقا شرف يمنعك من المحاصصة التي تقول أنها مدمرة للوطن، وأن "لا حق لكم فيها" فكان "يمكنك" بكل تأكيد وبكل بساطة أن تقف مع ضميرك وتقول لهم أنا لن اقبل بهذا، إبحثوا عن معدوم ضمير آخر! إن كان هذا "لا يمكنك" فكيف "سيمكنك" ان تقود حملة اصلاح تقول انها خطرة وان المستفيدين لن يجلسوا ساكتين؟ كيف سنصدق أنك مستعد للتضحية بحياتك وأنها ليست مسرحية اخرى، وأنت لم تكن مستعد للتضحية حتى بالمنصب؟

كيف سمح لك ضميرك هذا ان تضع على المالية كردستانيا وعلى النفط عميلا لكردستان وأنت تعلم ان ثروة العراق كلها ستكون بيد هذين الوزيرين وأنت تعلم بحكم موقعك مدى الإبتزاز الكردستاني طيلة سنوات المالكي ومن قبله ونوع الخلاف معها؟(5)

 

 أنت تعلم بحكم موقعك أن اكثر من مئة مليار دولار منها 42 مليار رسمية مازالت بذمتها، قد تم تسريبها من قوت الشعب إلى لصوص كردستان وأن تماهل المالكي مع هؤلاء اللصوص هو ما يهدد بانفصال البصرة احتجاجاً وربما تمزيق العراق نهائياً، فكيف تأتي مقرراً أن "تنهي الخلاف مع كردستان" بالإستسلام لكل شروطها بدون أي اعتراض وترسل اشد الفاسدين انعداماً للضمير من أشد الكتل إمعاناً في الفساد ليوقع لهم كل ما يريدون بلا أي اعتراض؟ إن لم يكن منصبك هذا محاصصة بأبشع صورها فأنا لا اعرف ما هي المحاصصة!

 

أسألوه ايها المتظاهرون وأيها المساندون والهاتفون. دعوه يجيب بنفسه عن هذه الأسئلة ولا تكونوا كمثل النواب المطمطمين على الفساد الذين تحتجون على اخلاقياتهم وتريدون اليوم سحقهم. أنتم أيضاً مطالبون بموقف امين وحازم أمام بلادكم مثلما تطالبون الآخرين به. أسألوه مثلا عن موقفه من ديون كردستان الـ 42 مليار دولار الرسمية وحدها والتي لا يستطيع ان ينكرها وما هو موقفه منها، وهل سيطالب باستردادها؟ اسألوه عن زيادة الدعم للأردن حين زارها وبلده يئن من الضغط الإقتصادي حتى يكاد يتحطم. ما لم تكونوا انتم أيضاً متنازلين عن حقوق البلد للفاسدين في كردستان والأردن والعملاء الذين يعملون بالأجندة الأمريكية، فإننا ننتظر منكم أسئلة شجاعة وأمينة وليس هتافات فقط، أسألوه ولنر ما سيقول لكم. هذا التحدي لكم وليس للعبادي!

 

إنني على يقين من أنكم إن كانت لكم الشجاعة لطرح مثل هذا السؤال بدلا من الكلام العام عن الفساد والمحاصصة، ستكتشفون أن صاحبكم لا يستحق أية ثقة. فمن يعرف من هو عادل عبد المهدي، ويقبل بأن يضعه وزيراً للنفط ثمنا ليكون رئيس الحكومة، مستعد ليس فقط لبيع وطنه وشعبه ويبيعكم ايضاً، بل مستعد ليبيع أمه أيضاً من اجل المنصب! هذه هي موهبة العبادي الوحيدة التي جعلت أميركا وكردستان تختاره من بين الآخرين.

 

الحلقة الثانية من المقالة ستكون عن تصورنا لما يخطط له العبادي بشأن الحشد الشعبي.. نرجو أن نتمكن من إيصالها لكم.

 

(1) صائب خليل - العبادي من خطابه – 1- هل يستحق ثقتنا لمحاربة الفساد؟

https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/934413426615727

(2) صائب خليل صفحة إسقاط معاهدة ابتزاز العراق

https://www.facebook.com/StopKRAbuseIraq

 

 

تاريخ النشر

17.08.2015

 

العبادي من خطابه

 -1-

هل يستحق ثقتنا لمحاربة الفساد؟

صائب خليل

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

17.08.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org