<%@ Language=JavaScript %> د. حسين سرمك حسن لا تثقوا بالولايات المتحدة : (20) البنك الدولي : الذراع الاقتصادية الشيطانية للولايات المتحدة في تدمير الشعوب وإبادتها (ب) مخططات القهر تدمّر الشعوب وتقتل الأطفال

 

 

لا تثقوا بالولايات المتحدة : (20)

 

 البنك الدولي : الذراع الاقتصادية الشيطانية للولايات المتحدة في تدمير الشعوب وإبادتها

 

 

 

(ب) مخططات القهر تدمّر الشعوب وتقتل الأطفال

 

 

إعداد : د. حسين سرمك حسن

 بغداد المحروسة – 2015

 

# مخططات القهر تدمّر شعوب أمريكا اللاتينية :

 

كان أثر أصولية البنك الدولي والصندوق النقدي الدولي والتي تُدار بحماسة مُتجددة الآن ، "كارثيا" في أمريكا الوسطى . ازداد التضخم ولم تتقلص العجوزات المالية كما كان متوقعا وأصاب الركود مُعدّلات نمو الناتج القومي الخام ثم بدأت بالإنحدار . تدهورت الأجور الحقيقية بشكل كبير في كل أنحاء أمريكا اللاتينية تقريبا . وصار الدخل أكثر إجحافا من ذي قيل . لقد اختفت كلمة "تنمية" من قاموس المفردات الاقتصادي في أمريكا اللاتينية برغم أن "الأرباح" صارت على كل لسان . أرباح للأجانب وللقلة المعزولة من ذوي الامتيازات (تشومسكي : الدول الفاشلة) .
لنلق نظرة الآن على ما فعلته مخططات القهر التي رسمها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بشعوب أمريكا اللاتينية البائسة ، وسوف نتجنّب التفصيل عن الدول التي تناولنا تدميرها من قبل الولايات المتحدة في حلقات مستقلّة سابقة مثل غواتيمالا وشيلي والبرازيل وبنما والسلفادور وغيرها ، ونتمنى على السادة القرّاء أن يعودوا إلى تلك الحلقات إن أمكن :

# بوليفيا :

إن وصفة البنك الدولي والصندوق النقدي الدولي التي فُرضت على الامبراطورية السوفيتية السابقة كانت قد طُبّقت على بوليفيا أوّلا حيث حطمها نفس المستشارين الذين انتقلوا إلى شرق أوروبا . فقد خفض الاستخدام العام في بوليفيا بشدّة ، وتم بيع شركة المناجم الوطنية مما أدى لبطالة هائلة في صفوف عمال المناجم، وانخفضت الأجور الحقيقية ، وترك المعلّمون الريفيون أعمالهم بالجملة ، وفُرضت ضرائب تنازلية (ضريبة تتناقص نسبتها مع زيادة الدخل لمصلحة الأثرياء !!) ، وانكمش الاقتصاد وزادت اللامساواة . صار الناتج القومي للفرد الواحد ثلاثة أرباع ما كان عليه عام 1980 . وامتص الدين الخارجي 30% من عائدات التصدير . وكمكافأة على تحقيق هذه المعجزة قدم البنك الدولي مساعدة مالية مكثفة تضمنت دفعات سرية لوزراء الحكومة. تفسر أموال المخدرات سبب استقرار النقد ومستويات الأسعار ، و80% من عائدات المخدرات البالغة 30 مليار سنويا تُنفق في الخارج ، أو تودع في مصارف الولايات المتحدة مُعطية دفعاً للاقتصاد الأمريكي . وغسيل الأموال لم يلق قبولا في الولايات المتحدة فحسب بل تشجيعا أيضا . والفلاحون الفقراء الذين يزرعون الكاكو بعد تدمير المحاصيل الغذائية يجهدون من أجل البقاء في مواجهة القوة المسلحة المشتركة للولايات المتحدة والجيش الكولومبي . 20% من قوة العمل تعتمد على زراعة الكوكايين . والتي تصل إلى نصف الناتج المحلي لبوليفيا . أدت "المعجزة" إلى أن البوليفيين ما عادوا قادرين على إطعام أنفسهم . سوء التغذية عند الأطفال دون الخامسة تجاوز المتوسط العام المرعب بمقدار 50% وصار لابد من استيراد ثلث ما تأكله البلاد . أسهمت أزمة الغذاء الوطنية في تهميش الفلاحين الذين أجبروا على زراعة الكوكايين حتى يتمكنوا من العيش .

# غواتيمالا :

لقد عاشت غواتيمالا في حرب أهلية مُقَّنعة رغم المفاوضات الجارية بين الحكومة والاتحاد الثوري الوطني الغواتيمالي، تعطلت هذه المفاوضات بسبب موقف الملّاكين الكبار للأراضي الذين كان من مصلحتهم المحافظة على حالة الفوضى. أعطى انتخاب "الفارو أرزو" في 9 كانون الثاني 1996 إلى سدة الرئاسة بصيصاً من الأمل للطبقات الشعبية التي أغرقتها الإجراءات الليبرالية المتطرفة في أعماق البؤس والخوف، عاد أقل من 40% من أولئك الذين كانوا في المنفى المكسيكي خلال الثمانينات إلى بلاد نازفة مُحطّمة دون هيكلية. وأبقت الحكومة التي سيطر عليها أرباب العمل على الفوضى المقصودة بواسطة حكم الأقلية التي لا تدفع عملياًّ أي ضريبة في حين أن 80% من السكان يكسبون راتباً لا يكفي لشراء الضروريات الأولية (كتاب أمريكا المستبدة) و(راجع الحلقة الخاصة بغواتيمالا).

# كولومبيا :

في الجزء الجنوبي من أمريكا اللاتينية تبدو حالة كولومبيا الأكثر تمثيلاً للنظام المميت الذي أقامته الولايات المتحدة والمؤسسات المالية فيما بعد. يقول البروفيسور الأمريكي "نعوم شومسكي" إن إدارة الرئيس الأمريكي أعطت عام 1962 لجيوش بلاد الجزء الأسفل من القارة دوراً جديداً. فلم يعد الأمر يتعلق بالنسبة لها بتأمين دفاعها الوطني ضد العدو الخارجي بل أصبح الموضوع يتعلّق بالأمن الداخلي. وقد اعترف شارل كيشلنغ المسؤول الأسبق عن برنامج الحرب ضد العصابات أيام رئاسة كيندي وجونسون بأنه لم يعد يكفي منذ ذلك الحين تحمُّل (جشع ووحشية العسكريين في أمريكا اللاتينية» ، ولكن انتقلنا معهم إلى "شراكة مباشرة". إن الأساليب التي استخدمها العسكريون المُدرّبون من قبل الأمريكيين لم تقل شراسة عن «أساليب فرق التصفية لـ "هنريش هملر" النازي). هذه المقارنة ليست بسبيل المصادفة لأن الولايات المتحدة استقبلت حينها القادة السابقين للنازية الذين ساعدوا في إعداد كراسات التدريب للجيش الأمريكي . وقد دأب معاونون في البيت الأبيض أمثال "روبرت مكنمارا" على تطبيق الأساليب المقترحة من أجل أبعاد "كل من يمكنه أن يهدد الأمن الداخلي" لدول أمريكا اللاتينية. في عام 1981 أعد الاقتصادي "إدوارد هرمن" من معهد واردن (جامعة بنسلفانيا) دراسة تحدّثت عن علاقة سببيّة بين الطَّغمة العسكرية وإيجاد «مناخ مناسب للأعمال» يتجلى أوتوماتيكياً بتصاعد القمع والتعذيب والاغتيالات وإرهاب الدولة وانتهاك حقوق الإنسان بأسوأ أشكاله الفاضحة. كولومبيا الحالية هي النتيجة المباشرة لهذا النظام، وباعتبارها موطناً لمنظمات مافيا المخدرات بالتواطؤ النشط مع الصناعة الكيميائية الأمريكية ومع البرجوازية المحلية (المصارف والمصانع التي تجنى منها أرباح ضخمة) ومع العنف والعصابات فهي اليوم من بين الدول حيث حقوق الإنسان الأكثر انعداماً. إلّا أنه جرت العادة بشكل عام أن يُذكر هذان البلدان كنموذجين لتطبيق العقيدة الليبرالية المتطرفة، فمن الجدير إذن أن تستحوذا الانتباه بشكل خاص (أمريكا المستبدة) و(راجع الحلقة الخاصة بكولومبيا).

# البيرو :

في بلد مثل البيرو Pérou العوز الاجتماعي كبير جداً. الرئيس "فوجيموري – Fujimori" الذي انتُخب في 28 تموز 1990 تحت شعارات «العمل، التكنولوجيا، الشرف» جذب التعاطف الشعبي وخاصة تعاطف الهنود نتيجة صدى المبادئ التي أعلن عنها (لا تسرق، لا تتقاعس عن العمل، ولا تكذب). طبّق فوجيموري بإيعاز من صندوق النقد الدولي خطة ليبرالية متطرفة كانت الأقسى على وجه الأرض ، وعُرفت باسم (صدمة فوجي - Fuji shock). لقد عُرف عنه بأنه متسلط وكتوم وعنيد ومبالغ في الذرائعية، مستشاره هو "فلاديميرو مونتسينتوس" وهو عميل بارز للـ C.I.A (وكالة المخابرات المركزية) ويمثّل ضمانة واشنطن ، ويبدو أيضاً أنه مُتورّط مع مافيا الكوكائين. إن الدعم الجماهيري الذي تمتع به فوجيموري أثناء انتخابه الأول استمر معه لبعض الوقت، برغم انقلابه الشخصي وضربته للمؤسسات عام 1992. وأدّت إجراءاته التي أتخذها من حلٍّ للبرلمان وتعليقٍ للضمانات الدستورية وانتخابات المجلس التأسيسي الذي ضمن انتصار حزبه إلى إيجاد دستور جديد عام 1993 يسمح بإعادة انتخاب الرئيس والذي أصبح فعلياً عام 1995 بفضل الضغوطات التي مارسها الجيش. وتفسّر الحصيلة الاقتصادية الثقة التي مازال يتمتع بها لدى أكثرية ضئيلة من الشعب. التضخم المالي الذي بلغ مداه أيام رئاسة "آلان غارسيا" (1773530%) هبط إلى (3.2%) ، والنمو الذي دعمه تدفّقُ الرساميل الأجنبية ودخول البلاد في النظام المالي الدولي والتدفق السياحي والنصر النسبي المدعوم من قبل الولايات المتحدة ضد حركات العصيان ، لم يتمكن من منع قيام الهوّة التي باعدت بين النخبة الاقتصادية وباقي فئات الشعب. عام 1992 كان لا يزال في البلاد 15 مليون فقير من أصل عدد السكان البالغ 22 مليون نسمة، وكان هناك تسعة أشخاص من أصل عشرة عاطلين عن العمل، كما كان يوجد 3 ملايين طفل يعملون من أجل كسب الرزق بينهم 200 يموتون كل يوم بسبب سوء التغذية (امريكا المستبدة).

الآن صارت الأفضلية المطلقة للرئيس هي الأمن فأجّل إلى وقت لاحق النضال من أجل القضاء على البؤس، وترتكز السياسة الاقتصادية بشكل أساسي على وفاء الديون (الأموال الضرورية تأتي من مصادر شتى منها تجارة الكوكايين حيث أن البيرو تشكل 60% من الإنتاج العالمي) . هذه السياسة هي المسؤولة عن نسبة البطالة المرتفعة (19%) وعن العوز الاجتماعي الكبير. فإذا كانت هذه السياسة التي تُطبّق المعايير الأساسية للتطرف الليبرالي قد سمحت لـ 15% من الشعب (مدراء المشاريع والأجراء والبرجوازية الكبيرة) جني الثروات إلا أنها جعلت 85% من الشعب في حالة اليأس ، من بينهم 45% فقراء أو في فقر شديد ، و20% ليس لديهم الحد الأدنى لأسباب العيش. وقد أثار فوجيموري غضب الجماهير عندما باع "مصفاة باميلا" فكانت الخطوة الأولى لخصخصة شركة البترول الوطنية "بيترو بيرو - Petro Peru" . ورغم جمع 100 ألف توقيع لإجراء استفتاء حسب بنود الدستور حول هذا البيع ، فإنه لم يتم تنظيم مثل هذا الاستفتاء لأن الرئيس قد أصدر قانوناً أخضع فيه قرار هذه الموافقة للبرلمان. في أيار 1996 - وبسبب نقص في العملة الصعبة الذي يعاني منه القطاع الصناعي - قامت الحكومة من جهة أخرى بالتنازل والتوقيع على اتفاق مع شركة "شل- موبيل" للسماح لها باستغلال بئر الغاز الطبيعي في "كامسا" .

# الأرجنتين : أكذوبة "معجزة منعم" :

"معجزة منعم" (كارلوس منعم رئيس الأرجنتين الذي أُعيد انتخابه عام 1993) حيث يلاحظ الخبراء الموضوعيون أن فيها الكثير من الفساد ، واختفت قطاعات واسعة من الطبقة الوسطى دونما أثر، بينما يقوم الأغنياء الجُدُد والقدامى بالتسوّق من المتاجر الفاخرة . صارت الثروة الفردية تعتمد على الخراب العام والتدهور الاقتصادي الذي أصاب 40% من السكان الناشطين اقتصاديا ، أو بطالتهم الجزئية ، وتزايد مدن الأكواخ ، وإقفال المصانع دون الاستعاضة عنها بمصانع جديدة . واستغلال الدولة كوسيلة للإثراء الفردي والنهب الخاص ، وانخفض الإنفاق على الصحة والتعليم والبرامج الاجتماعية بشكل لا سابق له . اليوم يعيش 60% من سكان بوينس آيرس البالغين 12 مليونا دون نظام صرف صحي ، وهذا أحد أسباب عودة الأمراض التي كان قد قُضِي عليها منذ عشرات السنين . إن "اقتصاد المضاربة" الذي تعزّز بفعل السياسة الاقتصادية الليبرالية الجديدة والذي يُفقِر معظم السكّان بينما يُدمّر سوق الأرجنتين الداخلية وقدراتها الإنتاجية ومواردها النادرة ، قد خلق عالم صراع وحشي من أجل البقاء . بينما تواصل النخبة أرباحها المفاجئة . تتضمن "معجزة منعم" "الخصخصة" أيضاً ، حيث باعت الحكومة احتكار الهاتف لشركات حكومية اسبانية وإيطالية ، كما باعت شركة الخطوط الجوية الوطنية لشركة الخطوط الجوية الإسبانية الحكومية "إيبيريا" . وهكذا تحوّلت الإدارة البيروقراطية الأرجنتينية إلى زميلاتها الإسبانية والإيطالية . لم يصلح حال الأرجنتين إلا بعد أن تخلّصت من البنك الدولي ورفضت خططه بعد أن دفعت له ديونه التي تحملت الجزء الأكبر منها فنزويلا "شافيز" المناضل . وفعلت البرازيل مثل ذلك ، وبوليفيا تحاول السير في نفس الإتجاه (تشومسكي : 501 الغزو مستمر).

# المكسيك ؛ تجويع الشعب هو نتاج 35 عاماً من اصلاحات البنك الدولي الهيكلية :

بلغت الأجور الحقيقية أدنى مستوياتها في تاريخ البلاد بعد أن تراجعت 60% في ظل السياسة الليبرالية الجديدة ، وتشير البحوث إلى أنّ نصف المواليد الجُدُد في مدينة مكسيكو يحملون معدلات من الرصاص في اجسامهم تكفي لتخريب نموهم العصبي والحركي ، وأنّ مستويات التغذية قد انخفضت بشدة ؛ حصل إفقار تدريجي لملايين المكسيكيين مع تمركز الثروة في أيدي رجال الأعمال . 60% من الأسر لم تعد تستطيع توفير احتياجاتها الأساسية من مأكل وملبس . صار القطاع الصناعي يستخدم عمالا أقل مما كان يستخدم قبل عشر سنوات ، انخفضت مساهمة العمال في الدخل الشخصي من 36% إلى 23% بينما كانت عوائد الأغنياء والمستثمرين الأجانب خرافية .

في محاولة لإغراء المستثمرين الأجانب شجّع وزير التجارة المكسيكي على الإنخفاض الحاد في أجور العمل من 1,38 دولار/ الساعة إلى 0,45 دولار في الساعة . في عام 1987 قامت شركة فورد بطرد كامل قوّة العمل لديها ، مُلغيةً العقد المُوقّع مع النقابة ، ثم عادت لتوظيف العمال أنفسهم برواتب أقل بكثير . وعندما حاول العمال الحصول على حق اجراء انتخابات نقابية ديمقراطية والكفاح من أجل مكاسبهم التي يكفلها القانون تعرضوا للضرب والاختطاف ، بل والقتل أحيانا . وكل ذلك نُفِّذ علناً عبر تحالف بين شركة فورد للمحركات ومسؤولي النقابة التي يديرها الحزب الحاكم . قليلا ما يتم التحدّث عن هذه الأمور ، لكنها سمات حاسمة لاتفاقيات التجارة الحرة لشمال أمريكا (NAFTA) المصنوعة على نحو يضمن أعلى الأرباح مهما تكن التكاليف البشرية . يزداد الدين الخارجي ، إلى جانب العجز التجاري وتزوير الانتخابات والقمع الحكومي لمنع تنظيم العمال . أما ممارسة التعذيب فصارت مسألة عادية كما تقول منظمة العفو الدولية . وبالطريقة التي صُمّمت بها اتفاقية النافتا "سيصبح معظم المكسيكيين لا أهمية لهم" . كل هذا هو ناتج خمسة وثلاثين سنة من خطة الإصلاح الهيكلي البنيوي التي قادها البنك الدولي . في أعقاب وصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تحوّل الإنتاج الزراعي إلى التصدير وصناعة علف الحيوانات مما يعود بالفائدة على الشركات الزراعية والمستهلكين الأجانب والقطاعات الميسورة في المكسيك ، بينما أصبح سوء التغذية مشكلة صحّية هامة ، وانخفضت العمالة في الزراعة وهُجِرت الأراضي المُنتِجة ، وأخذت المكسيك تستورد كميات هائلة من الغذاء. (تشومسكي : الغزو مستمر ، الهيمنة أم البقاء ؟ ، الدول الفاشلة).

 

# تشيلي :

وفي التشيلي البلد الذي ترى فيه المؤسستان الماليتان الدّوليتان (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) نموذجاً يُحتذى به كونه مخبراً لليبرالية في أمريكا الجنوبية بإشراف الخبراء الاقتصاديين الأمريكيين ، ساهمت النجاحات بتعميق الهوة بين الأقلية المسيطرة وبين الآخرين. فمنذ قيام الانقلاب العسكري التشيلي المدعوم من الأقلية المحلية ووكالة المخابرات المركزية C.I.A في 11 أيلول 1973 ضد الرئيس الليندي تم تدمير مجالس النقابات. واستبدل تدريجياً القطاع الصناعي - الذي لم يكن موجّهاً نحو التصدير أي لم يكن جزءاً من نظام الحصص الدولي للعمل - بصناعات معتمدة من قبل صندوق النقد الدولي حسب متطلبات واشنطن. أدّت الدولة إذاً مهمتها فضمنت عن طريق التواجد البوليسي حرية العمل وامتيازات الأغنياء (يملك 20% من التشيليين 50% من الدخل القومي ويعيش 30-40% من الشعب في العوز والحاجة الماسّة) ، في حين أن القرارات السياسة المُفرغة من بعدها الاجتماعي كانت تُتّخذ خارج البلاد. كتب فيليب غرينييه الباحث في المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا CNRS يقول: «الإنجاز البارز للتشيلي ذات الليبرالية الجديدة كان دون أي نقاش إقامة مجتمع ذي اتجاهين في بيئة مريضة». كان على البلاد أن تواجه عملياً مشكلة انسجام اجتماعي هشّ. وبالنظر لمعدل وجود المشاريع المتدني بعد بوليفيا (15%) ، فإن أكثر من 30% من الشعب يعيش تحت عتبة الفقر (4 ملايين فقير تحت عتبة الفقر من مجموع 12 مليوناً) . ولم يترافق نجاح النخبة الاقتصادية أبداً مع توزيع عادل للأرباح. وقد تمّت التضحية بقطاعات الخدمات العامة التي تشكل الهدف المفضل لصندوق النقد الدولي لصالح زيادة العائدات. لهذا السبب لم يعد القطاع الصِحّي يكلّف أكثر من 1.2% من الناتج المحلي الصافي في الوقت الذي كان يتمتع بـ 3.2% منه أيام اليندي وكانت تُحسم النسبة 1.2% من المشتركين في الضمان. رغم تبديل نظام الضمان الاجتماعي الذي أسس عام 1952 بنظام آخر عام 1981 وأصبح يعتمد على الاشتراكات الفردية الخاصة، لذا كان هناك نظام طبي له اتجاهان. ففي حين أن 23.7% من الشعب كانوا يتمتعون بالخدمات الطبية الخاصة (كانوا يعتبرون إذاً زبائن لا مرضى) ويتصرفون بـ 230 دولار سنوياً من العلاج للفرد كان هناك 63.4% يكتفون بالقطاع الصحي العام الذي لا ينفق أكثر من 130 دولار فكانت له خدمات طبية بالحدود الدنيا ومتواضعة. (تشومسكي : الغزو مستمر ، النظام الدولي الجديد والقديم).

# وقفة خاصة إضافيّة : البنك الدولي والولايات المتحدة والروح الساديّة في تدمير نيكاراغوا :

في نيكاراغوا - وبالرغم من السلام الداخلي الهشّ - كان النمو الاقتصادي سلبياً. الخصخصة الإجبارية للمصارف إضافة لتراجع المساعدات الدولية شجّعت البطالة والعنف الذي كان يُثار من قبل المنبوذين. وقد زادت مساوئ "مخططات القهر" لصندوق النقد الدولي في عام 1994 عند الحصول على قرض جديد الذي أكد خضوع البلد للقواعد الليبرالية وللمموّلين الأجانب. فتمّ بذلك تدعيم الفساد لأن جزءاً كبيراً من الأموال كان يختفي في جيوب البرجوازية. تراجعت استثمارات نيكاراغوا البلد الصناعي الهامشي من 22% عام 1984 إلى أقل من 14% عام 1992. وبصفته بلد زراعي بشكل أساسي يرتكز خاصة على زراعة التبغ التي تمثل 50% من الصادرات في حين أن السوق الدولية التي تقع تحت سيطرة الأمريكيين الشماليين لم تكن متحمّسةً كثيراً للتبغ ، فانخفضت أسعاره، فكان ثمن القنطار (100 كغم) 143 دولاراً في أول الثمانينيات ، فأصبح ثمنه 60 دولار تقريباً عام 1993. وقد وافقت البنوك على تقديم قروض بفوائد باهظة مما أدّى إلى خنق المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي سبق لها أن عوملت بشكل سيئ من قبل الليبرالية المتوحشة.

ضغط البنك الدولي والحكومة الأمريكية على الحكومة النيكاراغوية لتطبيق "الخصخصة" وقطع الدعم الموجّه للشعب . فلم تكن هذه البرامج ترضيهم في الحكومة المحلية في نيكاراغوا ، ومِنْ ثمّ كانوا يرغبون في "تدمير الساندينستيين حتى لو تطلب الأمر إعلان حرب". وعلى الرغم من نجاح واشنطن في جلب البؤس في نيكاراغوا إلى المستوى الذي بلغته هاييتي في ظل تطبيق القوانين "الاقتصادية الرشيدة" للبنك الدولي ، فإنها لم تشعر بالرضا التام . فالولايات المتحدة بحسب أحد خبراء الشؤون الخارجية ، كان لديها رغبة غريزية ساديّة في تدمير الساندينيستيين مرّة واحدة وإلى الأبد" .

وقد أدّت الخصخصة وإيقاف الدعم الشعبي الذي طالب به البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إلى إصابة الاقتصاد النيكاراغوي في الصميم ، أو بالأدق الإجهاز على ما تبقى منه. فقد تمتعت البنوك الخاصة بحماية الدولة للنظام البنكي ، مما أدّى إلى هروب 60 مليون دولار عبر البنوك الخاصة خلال عام 1992 فقط ، في وقت انخفضت فيه السيولة المالية في أرصدة البنوك بنحو 28% في النصف الأول من عام 1993 ، وأدى العجز في السيولة المالية إلى إصابة حياة السكان الاقتصادية بشكل خطير.

ورغم النصر الذي حقّقوه ، لم يقتنع بعد صانعو السياسة الأميركية . فشعب نيكاراغوا يجب أن يلقى عقاباً أشدّ ، ليدفعوا ثمنا لما ارتكبوه من جرائم ضد الولايات المتحدة . وفي أكتوبر 1993 قدّم صندوق النقد والبنك الدولي – هل نحن في حاجة لأن نُذكّر أنها مؤسسات تديرها واشنطن ؟ - مطالب قاسية جديدة . وعلى خلاف غيرها من الدول لم تتلق نيكاراغوا تخفيفاً لديونها الثقيلة ، إذ وجب عليها أوّلاً تقليل الديون عن بنك الصناعة والتجارة ، وهو أحد البنوك الحكومية ، وإجراءء خصخصة في المشروعات الحكومية مثل الخدمات البريدية والطاقة الكهربائية والمياه حتى يضمن البنك الدولي وصندوق النقد أن الشعب يشعر فعلا بالألم الذي يحول دون توفير شِربة ماء للأطفال . ولم يكفهم أن 60% من الشعب عاطلون عن العمل . كما يجب على نيكاراغوا أن توقف الدعم العام بمقدار 60 مليون دولار ، وتُقلّص ما تبقى من الخدمات الصحية المجانية – هل لاحظنا أن الرقم السابق هو نفس الرقم الذي حوّلته البنوك الخاصة خارج البلاد قبل عام ؟

لقد ضمنت عمليات الخصخصة أن تتبع البنوك المبادىء الشهيرة عالميا ، وأن تلعب في بورصة نيويورك بدلا من أن تعطي قروضا للفلاحين الفقراء. ومع عدم إتاحة القروض فشل محصول الفاصولياء في عام 1993 برغم وفرة الأمطار الموسمية الجيّدة، مما أدّى إلى كارثة للسكان . وفي مناطق زراعة القطن الرئيسية لم يكن هناك هكتار واحد مغمور بالمياه في عام 1993 نتيجة نقص قروض الإعانة للفلاحين – على الرغم من أن كبار المنتجين وفي مقدمتهم وزير الزراعة والثروة الحيوانية ورئيس المجلس الأعلى للمشروعات الخاصة "روميرو جارديان" قد حصل وحده على 40 مليون دولار قرضا لمشروعاته في العام السابق . إنّ 70% من القروض الضئيلة في نيكاراغوا تذهب "لعدد محدود من المنتجين الذين يوجّهون إنتاجهم للتصدير" وهو ما يتفق مع سياسة الولايات المتحدة الساعية إلى إثراء الأغنياء في القطاع الزراعي . وبعد سنوات من استخدام المبيدات الزراعية فقدت أغلب الأراضي خصوبتها . وانهارت بالمثل صادرات الموز وغيرها من ثمار الإنتاج الزراعي . وأغلقت مصانع السُكّر ، وفي مقدمتها تلك التي كانت رابحة في عهد القطاع العام ، وذلك في حملة قادها ملاك المصانع القدامى لتدمير اتحادات العمال ولسلب مكاسب حققها العمال في الماضي .

وعلى ساحل نيكاراغوا الأطلسي تضوّر 100000 إنسان جوعا في أواخر عام 1993 ، وكان أغلب هؤلاء من السكان الأصليين من الهنود "المسكيتو" والذين أبادتهم الولايات المتحدة خلال حربها الإرهابية التي شنّتها على هذه البلاد . فاقت تلك الجرائم في حجمها المذابح الجماعية والتعذيب التي قَتَلَ فيها النازيون عشرات الآلاف من البشر . 

ستبقى نيكاراغوا حالة مفسّرة لكل ما يجري ، إذ تعود جذور التعذيب الأمريكي لهذه الدولة إلى عام 1854 عندما دمر سلاح البحرية الأميركية إحدى مدنها الساحلية انتقاما لهجوم مزعوم على مسؤولين اميركيين . ومنذ ذلك التاريخ والولايات المتحدة تجلد نيكاراغوا إلى  اليوم . ولم تفكر الولايات المتحدة في عواقب المذابح التي كان يقوم بها عميلها الديكتاتور "سوموزا" . لن نجد شيئا يشبع الرغبة الأميركية في معاقبة المارقين ، حتى لو أنزلتهم إلى منزلة هاييتي السفلى ، ولن يغمض للولايات المتحدة جفن حتى يصبح الجيش في تلك الدولة تحت سيطرتها ، وهو أسلوب مازالت تمارسه على مدى نصف القرن المنصرم . (تشومسكي : الغزو مستمر ، أشياء لن تسمع عنها أبداً ، الدول الفاشلة ، الدول المارقة) و (راجع الحلقة الخاصة بنيكاراغوا) .

 

# بالأرقام : البنك الدولي يدمّر العالم :

------------------------------------

بسبب برامج الإصلاح الهيكلي للبنك الدولي تناقص الحد الأدنى من الأجور في أمريكا اللاتينية عموماً فيما بين 1985 و1992 ، في وقت ارتفع فيه عدد الفقراء بنسبة 50% فيما بين 1986 و1990 ، تزايد الدين الخارجي في أمريكا اللاتينية لأكثر من 45 مليار دولار خلال الفترة من 1991 إلى 1993 ليصل إجماليه إلى 463 ملياراً .

وفي مراجعة لبيانات البنك الدولي المعنية ببرامج التعديلات الهيكلية في 76 دولة من دول العالم الثالث وأوروبا الشرقية خلال عقد الثمانينات من القرن العشرين ، ظهر أن أغلبية هذه الدول عانت من تدهور ملحوظ في مؤشرات هامة للتنمية . حيث لم يحصل أي تقدم يوقف معدّلات التضخم ، وكان النجاح من نصيب الدائنين والمنتفعين من عائدات التصدير.

وقد كانت الموارد التي نُقلت من دول الجنوب إلى دول الشمال بنحو 418 مليار دولار فيما بين 1982 و1990 وهو ما يعادل بأسعار اليوم 6 أضعاف ما قدّمته خطة مارشال لأوروبا . وهي أموال ذهبت إلى الدول الغنية من خلال خدمات الديون فقط . وفي نفس الفترة الزمنية زاد ثقل الديون بنسبة 61% ، بل زاد بنسبة 110% للدول الأقل تقدّماً . وإضافة إلى ذلك كانت البنوك التجارية محميّة بنقل ديونها السيّئة إلى القطاع العام ، مما يضمن أن يتحمّل الفقراء ثقل وكلفة الديون عن كلٍّ من الدول الدائنة والمدينة . وفي عام 1991 دفعت الدول المدينة 24 مليار دولار كفوائد إضافية ، وهو رقم يفوق كل ما تلقته من ديون جديدة . حتى أن صندوق النقد والبنك الدولي أصبحا "يجبيان أموال الفوائد ، ولا يقدّمان قروضاً" على نحو ما تلاحظ لجنة الجنوب .

# في عام 1960 كان خمس سكان العالم في الدول الثرية يحصلون على دخل يفوق ما يحصل عليه خمس سكان العالم في الدول الفقيرة بنسبة 30 : 1 ثم ازداد البون اتساعاً في عام 1995 حين وصلت نسبة الفارق بين الشريحيتين إلى 74 : 1 ، بينما لا يزال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والوكالة الأميركية للتنمية الدولية تخبرنا بأنها تؤدي مهامها بصورة جيّدة وأن ثمة تقدّماً بارزاً قد حدث (غارودي : الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط ، حفّارو القبور) .

 

# البنك الدولي في أفريقيا : الإبادة الجماعية الخرساء :

وتُعتبر دول أفريقيا جنوب الصحراء من بين الدول النامية التي صارت مصدراً لتمويل الدول الثرية ، وهي دول ينهش فيها الفقر والبؤس بفضل السياسات الأميركية التي يعود إليها الفضل أيضا في إشعال حروب أهلية أدّت إلى مقتل 1,5 مليون إنسان في أفريقيا الجنوبية وحدها ، فضلا عن خسائر تُقدّر بـ 60 مليار دولار في دول الجنوب الأفريقي . وإلى هذه الأرقام يمكن أن نضيف نصف مليون طفل يلقون حتفهم كل عام نتيجة عبء الديون على الدول التي يعيشون فيها ، على نحو ما تُظهر تقارير اليونيسيف . إضافة إلى 11 مليون طفل يموتون سنويّاً من أمراض يسهل علاجها ، وهو ما يمكن تسميته "إبادة جماعية خرساء" على حد نعبير المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ، الذي يشير إلى أنّ هذا الوضع يمثل : (مأساة كان يمكن تداركها، لأنّه لدى العالم المتقدم موارد وتقنيات بمقدورها إنهاء المرض على مستوى العالم ، لكنها تفتقر "للإرادة" لمساعدة الدول النامية) (كتاب : نهب الفقراء).

# البنك الدولي .. قاتل الأطفال :

-------------------------------

كانت آثار "التنمية" التي قادها البنك الدولي على الأطفال في البلدان النامية مروّعة ومأساوية . ففي أميركا اللاتينية كانت كوبا هي الدولة الوحيدة التي أظهرت خفضاً رائعاً في معدّلات وفيات الأطفال الرُضّع في الثمانينات ، والمثال الآخر نجده في نيكاراغوا مطلع الثمانينات التي انقلب حالها اليوم فصارت تتحدّى هاييتي في الحصول على لقب أسوأ دول أمريكا اللاتينية . فنيكاراغوا التي كانت قد شهدت انخفاضا سريعا في معدل وفيات الأطفال الرُضّع تعاني الآن بلوغ هذه المعدلات أعلى المستويات في كلّ القارة . وبحسب الأمم المتحدة فإنّ 25% من أطفال نيكاراغوا يعانون سوء التغذية، وعادت الأمراض التي اختفت في ظل الساندنستيين إلى الظهور من جديد ، وتقوم النساء بإعداد مطابخ طهي الحساء لبيعه في زوايا الشوارع بهدف إنقاذ عشرات الأطفال من براثن المجاعة. هذا في وقت ينتشر فيه الأطفال الجوعى في الشوارع وينجرفون إلى مستنقع الدعارة والسرقة . وقد تفاخر وزير المالية الأمريكي بأن نيكاراغوا : "حقّقت أعلى معدل تضخم في الأميركيتين " لكن فاته أن أربعة ملايين إنسان يقرص بطونهم الجوع في تلك الدولة.

وقد فتحت عجائبُ السوق الحرّ البابَ أمام "إبداعات" أخرى للأطفال الجوعى في الشوارع حيث صار بيع "غراء الأحذية للأطفال تجارة رائجة" ، وأصبحت واردات الغراء من المورّدين متعددي الجنسيات تزدهر بشكل بديع ، وذلك "لأن حرّاس متاجر الأحذية في الأحياء الفقيرة يقومون بعمل مزدهر حين يقومون بملء زجاجات الأطفال أسبوعيا بالغراء ليقوم هؤلاء الأطفال بشمّ الغراء ، لأن استنشاق الغراء يُذهب عنهم الشعور بالجوع" . يا لها من معجزة اقتصادية حققت أهدافها ، لكن هذا ليس كل شيء ، ففي نيكاراغوا الكثير الذي يمكننا أن نتعلّم منه (تشومسكي : الغزو مستمر).

لقد كشفت لنا شركة أفلام كندية وثائقية عن الكثير من الخبايا في أمريكا اللاتينية في فيلم بعنوان "تجارة الأعضاء" . يعرض الفيلم علميات قتل الأطفال لاستخراج أحشائهم وانتزاع أعضائهم للبيع . كانتزاع العيون على يد قراصنة من المشتغلين بالطب مسلحين فقط بملاعق القهوة !!!! وقد وصلت هذه الإبداعات إلى روسيا أيضا . وقد قدمت الولايات المتحدة الثناء والتقدير لحكومة السلفادور التي تقوم برعاية هذه الأعمال ، مادام ذلك "يحافظ على قيمنا وطموحنا" . وقد أعرب مسؤول في منظمة الدفاع عن حقوق الأطفال بأن "السلفادور تشهد أكبر تجارة في الأطفال" ، ولا تتضمن هذه التجارة خطف الأطفال وبيعهم فحسب ، بل استخدامهم أيضا في تصوير أفلام داعرة ولتقطيع أوصالهم وبيع أعضائهم . ولم تعد سرّاً العملية التي قام بها الجيش السلفادوري في حزيران 1982 حين قامت قوات الجيش التي درّبها الأميركان بتحميل الطائرات المروحية بخمسين طفلا لم يرهم آباؤهم بعد ذلك. وقد ظهر هذا التقرير في صحيفة "الأوبزرفر" اللندنية في نفس اليوم الذي كانت فيه صحيفة "النيويورك تايمز" الأميركية تتحدث عن الإنجازات في نيكاراغوا والنجاح الذي تحقق في "مد رقعة" القيم الأميركية المشفوعة بالرحمة وأعمال الخير .

ويجب أن نلاحظ أن تجارة الأعضاء لم تكن تخفى على الأميركيين ، فالرئيس كلنتون صدق على توصية مجلس الأمن القومي بفرض حصار على الصادرات التايوانية لمعاقبة تايوان بزعم فشلها في إيقاف تهريب قرون وحيد القرن وأعضاء الفهود (مساكين يبكون على وحيد القرن !) . وجاء عنوان "وول ستريت جورنال" : "الولايات المتحدة ستعاقب تايوان للتجارة في أعضاء الحيوانات" . وحين نأتي إلى تجارة الأعضاء البشرية في البرازيل والسلفادور والمكسيك وغواتيمالا وغيرها من الدول المشتركة في هذه الجرائم لا نسمع أي نقد اميركي لها !! (تشومسكي : الدول المارقة).

عمالة الأطفال :

حسب منظمة العمل الدولية (2006) هناك أكثر من 200 مليون طفل ضمن قوة العمل . يمارسون أعمالا تؤثر سلبا على نموهم العقلي والجسماني والعاطفي ، ويعمل الأطفال من أجل البقاء ، ولأن أسرهم تعتمد على دخولهم .

وتعمل حوالي ثلاثة أرباع قوة عمل الطفال في أسوأ أشكال عمالة الأطفال ، مثل أعمال التهريب والنزاعات المسلحة وتجارة العبيد ويتعرضون للاستغلال الجنسي والأعمال الخطرة. ويعمل 70% من الأطفال العمال في الزراعة. وهناك أكثر من 132 مليون ولد وبنت تتراوح أعمارهم بين 5 – 14 سنة يعملون في إنتاج الطعام والشراب والألياف والمواد الزراعية الأولية. (نهب الفقراء).

# ملاحظة عن هذه الحلقات :

----------------------------

هذه الحلقات تحمل بعض الآراء والتحليلات الشخصية ، لكن أغلب ما فيها من معلومات تاريخية واقتصادية وسياسية مُعدّ ومُقتبس ومُلخّص عن عشرات المصادر من مواقع إنترنت ومقالات ودراسات وموسوعات وصحف وكتب خصوصاً الكتب التالية : ثلاثة عشر كتاباً للمفكّر نعوم تشومسكي هي : (الربح فوق الشعب، الغزو مستمر 501، طموحات امبريالية، الهيمنة أو البقاء، ماذا يريد العم سام؟، النظام الدولي الجديد والقديم، السيطرة على الإعلام، الدول المارقة، الدول الفاشلة، ردع الديمقراطية، أشياء لن تسمع عنها ابداً،11/9) ، كتاب أمريكا المُستبدة لمايكل موردانت ، كتابا جان بركنس : التاريخ السري للامبراطورية الأمريكية ويوميات سفّاح اقتصادي ، أمريكا والعالم د. رأفت الشيخ، تاريخ الولايات المتحدة د. محمود النيرب، كتب : الولايات المتحدة طليعة الإنحطاط ، وحفّارو القبور ، والأصوليات المعاصرة لروجيه غارودي، نهب الفقراء جون ميدلي، حكّام العالم الجُدُد لجون بيلجر، أمريكا والإبادات الثقافية لمنير العكش ، شوكة في حلق المتحكّمين لآمي جودمان وديفيد جودمان ، كتابا : الإنسان والفلسفة المادية ، والفردوس الأرضي د. عبد الوهاب المسيري، وغيرها الكثير.

 

 

25.05.2015

 

لا تثقوا بالولايات المتحدة : (20)

(أ) سياسة البنك الدولي الليبرالية :

نظرية الثعلب الحر في بيت الدجاج الحرّ

 

 

 

لا تثقوا بالولايات المتحدة : (20)

(د) غارودي : البنك الدولي يقصف شعوب العالم الثالث

 بقنبلة نووية من نوع قنبلة هيروشيما يومياً !  

 

 

 

 

  عودة الى الصفحة الرئيسية◄◄

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

25.05.2015

  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4]  | أرشيف المقالات  |  دراسات  |  عمال ونقابات |  فنون وآداب |  كاريكاتير  |  المرأة |  الأطفال | إتصل بنا       

      

لا للتقسيم لا للأقاليم

 

لا

للأحتلال

لا

لأقتصاد السوق

لا

لتقسيم العراق

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة

من الكتاب والصحفيين العرب و العراقيين   

 

                                                                  

                                                                          

  

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org