%@ Language=JavaScript %>
نبض السـنين الحلقة الأولى .
نبض السـنين : بين مـاضٍ تـولّـى وحـاضــر يخـلخــل القـناعــــات .
دراسة سياسية في كتاب
آرا خاجـادور( نبض السنين ) في 9 حلقات
الموضوع مفتوح للنقاش مع الأستاذ الناقد
د. خير الله سعيد أو مع القائد النقابي العراقي آرا خاجادور بشكل مباشر ..
والمشارك سيكون حرا في التركيز على موضوعة محددة حسب الأجزاء
المنشورة أو حول الكتاب بشكل عام
هيئة تحرير صوت اليسار العراقي
(الحلقة الأولى )
د. خيرالله سعيد
بعـد أكثر من 70 سنة في لُجّـة الصراع السياسي في العراق، وداخل أروقة وكواليس الحزب الشيوعي العراقي، يطالعنا الشيوعي العراقي المخضرم ( آرا خاجادور وسكانيان ) بكتابه الهـام ( نبض السنين ) وعنوان فرعي يقول : (حـول الصراعات داخل الحركة اليسارية والوطنية العراقية) والصادر حديثاً عـن دار الفـارابي – بيروت – ط1- تموز 2014 .
والكتاب، يوضّح عنوانه الفرعي " حـول الصراعات داخل الحركة اليسارية والوطنية العراقية " وهذا يعني، من الناحية المنهجية، إلـزام الكاتب نفسه بتسليط الضوء على الأحداث السياسية التي مرّت بها القوى السياسية العراقية، خلال ما يقارب القـرن من الزمـان، وهذا يتوجّـب أن يكون هـناك ( منهج بحثٍ سياسي ) يستجلي كل أحداث العراق السياسية للقرن المنصرم، وبداية العقد الأول من هـذا القرن، وفي كل المنعطفات التاريخية، بوصفهِ – أي الكاتب – واحدٌ من أقـدم قادة العمّال الشيوعيين، ومن أبرز الكوادر والقيادات المتقدمة في بنية الحزب الشيوعي العراقي .
بهذا المعنى تكون ( انطباعاته وتحليلاته وأضوائه الكاشفة) محط أنظار لكل السياسيين العراقيين، وليس فقط لليسار العراقي، ومن هنا تفترض منهجية البحث في هذا الكتاب أن يكون الشأن السياسي- لكل القوى السياسية- هـو المحور الأرأس في البحث، ومن ثم ينتظر أن تكون محاور البحث محطّات سياسية، تخضع بتحليلاتها الى تحقيباتها الزمنية من جهة، ومن جهة أخرى تكون هناك تحليلات ونتائج تسلط الضوء بشكل سياسي وطبقي وتنظيمي على كل مرحلة، بغية أن يتناولها الدارس لهذا الكتاب بمنظار ساسيولوجي وأنثروبولوجي، لمعرفة مسارات السياسة والاجتماع في كل مرحلة من مراحل الصراع السياسي في العراق، وكان هذا هو المتوقّـع. لكن السياقات العامة للكتاب لم تكن بهذه المنهجية للبحث، بل كانت سياقات الكتاب تخضع الى ( مجموعة من المقالات - 60 مقالاً – على حـد توصيف د. عبد الحميد برتو، والذي قدّم للكتاب، وفي تلك ( المقالات) كانت الفترة الزمنية المتناولة فيها ( استغرقت نحو ربع قرن، وكانت شاهداً أميناً على أحداث تلك الفترة ) بـرتو.. المقدمة ص 7 .
وما يجلب الانتباه في المقدمة، أن برتـو أشار الى أن ( الكاتب والقائد العمالي آرا خاجادور وسكانيان تاريخاً كاملاً لأبرز قوة يسارية عراقية، وهـو لا يزال يواصل دوره بين الناس، غير معني بردود افعال الدائرة الضيقة في القيادة الحالية لحزبه الذي كرّس حياته كلها من أجل اهدافه المعلنة والعادلة، في الوقت ذاته، بل من اجل الحزب نفسه أيضاً ) المقدمة ص 9 .
وخلال ( المقدمة) يستعرض د. عبد الحميد برتو ، سيرة حياة ومواقف ونضالات آرا خاجادور من ص7 – ص18 ، وخلالها يتوقّف بومضاتٍ حول الأسماء والرموز التي يكتب بها خاجادور، مثل: أبو طارق – أبو اسكندر - أبو سلوى – أيوب ، وغيرها من الأسماء . ثم يشير برتو ( ص14) بأن كـتاب آرا خاجادور (المذكرات) هي إعلان بشكلٍ ما ، عمّا يمكن وصفه باستراحة المحاربين والابتعاد بعض الشئ عن تحمّـل أعباء النضال اليومي، خصوصاً إذا كانت استراحة بصفة قد تكون دائمة ، وهذا ما يرفضه قطعاً .
كما ان برتـو يشير في المقدمة الى ان المؤلف ( سعى في هذا الكتاب، عندما تناول الأحداث الى دعم الذاكرة بالوثائق والشهود الأحياء، ومحاولة تجسيد كل الحدث، ضمن اطاره في الزمان والمكان والظروف الموضوعية المحيطة، ونمط التفكير السائد في الفترة المعنية، ونوع الإعداد الشخصي والجمعي في الحياة الحزبية حينذاك) ص14 .
وبرتـو يؤكّد أيضاً : ( أن المنهجية المعتمدة في هذا الكتاب لا تقوم على محاولة اضفاء أهمية تفوق طبيعة الحدث الذي جرى عرضه، وإنما تسعى الى البساطة الصادقة في رواية الأحداث، صغيرها وكبيرها، وفي الذهن حاضر إطارها العام الذي وُلدت أو سبحت فيه ) ويضيف: ( أن كل ما يهدف إليه – المؤلف- هو تقديم رواية أو قراءة لتجربة إنسانية نبيلة في بيئتها العامة، وليس لتسجيل أمجاداً شخصية، ناهيك عن اختراعها، إنّـها تجارب خُضّبت بدماء خيرة ابناء الشعب العراقي ... وهي مساهمة في خدمة الرسالة التاريخية للفئات الكادحة المظلومة على الدوام ) ص 15 .
وعلى ضوء تلك الملاحظات الأخيرة، سوف نختلف في قراءتنا للمنهجية التي صيغ بها الكتاب، حيث ان ( التجارب التي خُضّبت بدماء خيرة ابناء الشعب العراقي ) تتطلّب منهجية أخرى وتحليلات أدق، وقراءة تفترض وضع النقاط على الحروف، دون تردّد أو حياء، لأن تاريخ حركة سياسية نبيلة، أريقت من أجل أهـدافها دماء أبناء الشعب، وعليه لا مساومة على كشف الحقيقة .
إن حقيقة الرؤية المنهجية والمعالجة النقدية في المسار السياسي لواحدٍ من كبار المخضرمين الشيوعيين، والذين كانت لهم لقاءات مع ( فهـد ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي، في ثلاثينات القرن الماضي تفترض – بعـد هذه التجربة السياسية الطويلة- أن تطرح رؤىً عـديدة ومختلفة ومتطوّرة، ضمن كل حقبة زمنية عايشها هذا المخضرم، وقيّـمها ، ضمن تجربته الشخصية، حسب حدوثها التاريخي .
ورغم أن الكتاب يقدّم ( مادة غنية لعلماء الاجتماع السياسي، لأنه يطرح مادة وافرة وذات قيمة تحليلية كبيرة عن الحياة الداخلية لحزب سياسي مهم بكل المعايير) ... المقدمة ص17 .
والكتاب مفيد على صعيد فهم الحزب نفسه، كظاهرة اجتماعية، وكذلك علاقات الحزب الداخلية بين الأعضاء والهيئات، ودور القيادات، وأنماط القيادة والعمل السياسي بأشكله المختلفة – المقدمة ص 17 .
لكننا سوف نناقش كل هذه الملاحظات في سياق رؤية مختلفة عن الكاتب وعن مُقّـدم الكتاب، بناءً على معطيات الكتاب ذاته .
الكتاب مقسّـم الى سبعة أبواب، وكل باب مقسّـم الى عدّة نقاط، يمكن اعتبارها فصولاً ( طويلة) وبعضها دقيقُ في تحليلاته ورصده، وبعضها الآخر – مقالات قصيرة وطويلة – والكتاب يقع في 658 صفحة من الحجم الكبير. وكان حرّي بالمؤلّف أن يجعله ( 4 أجزاء) كل جزء يشمل إشكالية معينة، تتجاوز حالات المقالات الصحفية، وهي كثيرة في الكتاب .
* الباب الأول : حمل عـنوان ( صراع في حزب ثوري) وهو أطول وأعمق وأكثر الأبواب إشكالية وتعقيد، يبدأ هذا الباب من ص 19 – ص 265 ، وهذا الباب كان يفترض أن يكون كتاباً مستقلاً، ويكتب بمنهجية أخرى، يعالج فيها بشكل نظري ( تجربة المؤلف داخل صفوف الحزب الشيوعي العراقي) بكل إشكالاتها وتعقيداتها، وقضّها وقضيضها، دون مواربة وبكل وضوح، وإظهار ما هو سلبي وإيجابي في كل تلك التجربة لشخصية عمالية قيادية بارزة في الحزب وفي مسار حركة الطبقة العاملة العراقية والعربية والعالمية، وبهـذا المعنى يجب أن يستفيـد الدارس والقارئ منها، بوصف صاحبها من أبرز قادة الحزب وأصفاهم إنتماءً طبقيّـاً، وخبرة وحياة سياسية وحزبية وغيرها، تعدّت عتبة التسعين من عمرها .
وبغيـة إخضاع موضوعات الكتاب لرؤيتنا المنهجية في هذه الدراسة، سوف نقوم بتقسيم الدراسة الى المحاور التالية التي قمنا بتوزيعها حسب الموضوعات الواردة في الكتاب .
* كان الباب الأول، هو الأكثر إشكالية في الكتاب – كما أوضحنا- نظراً لكونه يتطرق الى إشكالية التسمية الثانية للكتاب ( حول الصراعات داخل الحركة اليسارية والوطنية العراقية ) وهو المسار الأكثر تعقيداً وإشكالية عند كل الشيوعيين العراقيين، لأنه يتطرق الى مسارات الحزب الشيوعي التنظيمية، وكان حرّيٌ بالرفيق آرا خاجادور أن يقدّم رؤية تاريخية لمسار الحزب الشيوعي في كل المنعطفات وبشكل واضح، لا يقبل التأويل أو المهادنة، لا سيما مسألة كشف الخط الانتهازي في الحزب، وعلى العموم، سوف نثير أسئلةً مُحرجة وحسّـاسة، حاول الكاتب أن يتجاوزها. وعلى ضوء ذلك قسمنا الدراسة الى المحاور التالية :
آ- الوضع الداخلي للحزب الشيوعي العراقي .
ب- محـور التأسيس والبدايات .
ج- التركيبة الطبقيـة والقومية لبُنيـة الحزب .
د- القضية الكردية في سياسة الحزب الشيوعي العراقي وحضورها في كتاب ( نبض السنين) .
هـ - منظمات الحزب الشيوعي العراقي في الخارج وشكل التعامل فيها .
و- حركة الأنصار في شمال العراق وتـداعيات حالتها التنظيمية والسياسية .
ز- أحـداث مجزرة ( بشت آشان ) وموقف الحزب الشيوعي العراقي منها .
ح- خط آب 1964 وافرازاته التاريخية في الحزب الشيوعي العراقي .
ط - مـالية الحـزب واللّـغـط المثـار حولهـا .
ي- سياسة الحزب الشيوعي العراقي وتحالفاته مع البعث .
ك - ملاحظات عامة على موضوعات أخرى .
* * *
1/ 9
آ- الوضع الداخلي للحزب الشيوعي العراقي :
هذا الباب من أعقـد الأبواب واطولها، وأكثرها ( إزعاجـاً) للقيادات السياسية في داخل الحزب الشيوعي العراقي وأخطرها على الإطلاق ، من حيث ( الخبايا والأسرار) وما يدور في الكواليس والغرف المُغلقـة للتيار الانتهازي في الحزب، وما آل إليه مصير الحزب، ومصائر آلاف من الرفاق داخل الحزب، في أرفع المواقع وأدناها، ناهيك عن الأضرار الوطنية والسياسية التي انعكست على عموم الحركة الوطنية العراقية ، وبالتالي انعكاس ذلك وتأثيره على وحدة العراق وتاريخ شعبه ونهضته الحضارية.
* كما أشرت في المقدمة، من أن هذا الباب، هـو من أطول أبواب الكتاب ويقع في حوالي 256 صفحة، ناهيك عن بعض التداعيات واللّـواحق والإشارات في بقية ابواب الكتاب وفصوله، والتي تسحب ظلالها على هذه النقطة المركزية والأصعب في كل مسارات الكتب. ونحن سنحاول هنا – في هذه الدراسة – معالجة كل نقطة، نراهـا مهمة، وتسليط الضوء عليها ومناقشتها، ضمن مسؤولية الكلمة التي نكتبها، وضمن الرأي الذي نطلقه، ضمن شرطي مسؤولية الكتابة وأخلاقيّـتها، دون تـردّد .
* في النقطة الأولى المسماة ( الأوضاع السلبية وسبل معالجتها ) في الباب الأول. يشخّص الكاتب آرا خاجادور – في رسالة يوجهها الى ( ل م ) اللجنة المركزية، بوصفه عضواً فيها، وعضواً في مكتبها السياسي، يتناول فيها ( أوضاع الحزب الداخلية – وقائع وأجواء اجتماع اللجنة المركزية في آذار 1989م ) والذي يصفه بقوله: ( كان الاجتماع نموذجاً حيّـاً للإرهاب الفكري والتوتّـر وكيل الطعون بلا حساب، وبلا أدنى شعور بالمسؤولية، والذي مثّـل هبوطاً مفجعاً، في الميادين الفكرية والسياسية والتنظيمية كافة، حيث المهاترات المقصودة والصراع الشخصي اللاّمبدئي، والذي لم اشهد له نظيراً خلال فترة وجودي في اللّـجنة المركزية ) ص 21 .
هـذا الاستهلال الفاجع في الرسالة المرفوعة الى ( ل م ) تشي بالمرارة وحقيقة المشهد التنظيمي لأعلى هيئة قيادية في الحزب، وهي تعطي دلالات سلبية واضحة، وترسمُ أفقـاً ضبابيّـاً على مسارات الحزب القادمة، وتعلّم على مسارٍ متعثّـر، سوف تنكشف أبعـاد خطواته في المنعطفات التاريخية القادمة، والذي سيؤثّـر سلباً على كل أنشطة الحزب، في وضعهِ الداخلي ووضعهِ الخارجي، ومن ثم ستكون دراما التراجع الوطني والجماهيري نقطة واضحة في تلك المسارات السياسية القادمة، ومن جانب آخر، أن هذا الأمر يفتح المجال أمامنا للتأويل والاستنتاج من أن الأزمة لم تكن وليدة ساعتها، بل هي تراكمات كميّة أدّت لهذا الوضع المتفجّر بالضرورة، بحكم قانونية الديالكتيك للظاهرة نفسها، وهو ما يؤكّـده الكاتب بعد أسطرٍ حيث يقول: (أن استمرار المكتب السياسي الجديد في منهجه الانتقامي أزاء الرفاق، وضعف الجديّة لديه في قراءة التطورات الناشئة حولنا وفي صفوفنا، واستمرار التفريط في كوادر الحزب الأساسيين من منطلقات ذاتية وغير صائبة، دفعتني الى أن أضع الحقائق كما أتصوّرها، والتي حدثت بعد التآم المؤتمر الوطني الرابع للحزب أمام اللجنة المركزية لتحمل مسؤوليات الأزمة ومعالجة جذورها وتأثيراتها، ولفك عزلة القيادة عن القاعـدة الحزبية، بسبب عدم مساهمة القاعدة الحزبية والكوادر والمنظمات في رسم سياسة الحزب، ولكشف واقع ومسببات الأوضاع الشاذة والسائدة في الحزب، والتي تتناولها الألسن اليوم بصوتٍ مسموع ) ص 21.
إن سياسة الحزب الداخلية وتعاملاتها اللاّمبدئية، ظلّت حبيسة خنق ( الديمقراطية الحزبية، تحت واجهة المركزية الديمقراطية) ومن ثم وجود بعض القيادات والكوادر الانتهازية وهي التي أوصلت الأمور الى هذه الحالة. بمعنى آخر، أن مسألة ( حالة الصراع الفكري ) في منظمات الحزب لم تشهد ( حالة من المعارضة الحزبية) كجناح فكري له منطلقاته الفكرية على الأسس اللّينينية، وضمن شروط الالتزام الحزبي المبدئي، وبالتالي كانت مسالة الإقصاء والتهميش والإبعاد المتقصد للكوادر النابهة في كافة المواقع القيادية والكوادر الوسطى، وهذا مما خلق حالة من اليأس والتردد والانكماش في جغرافية الحزب ومساحته الجماهيرية ، بعكس ما كان عليه في منتصف خمسينات وستينات القرن المنصرم، ولذلك نشهد اقرار المؤلف بالمرارة لهذا الوضع، وهو الأمر الذي دعاه الى الاعتراف بعمق الأزمة داخل الحزب قائلاً : ( لم يشهد تاريخ حزبنا وضعاً كالذي نعيشه اليوم، حيث الصراعات الشخصية، الذاتية الدافع والمنشأ، وتفشي الخروقات والانتهاكات وضعف اليقظة والحرص والتنكيل بأصحاب الرأي المختلف أو المعارض، وبروز مراكز قوى قائمة على اسس متخلفة أبعد ما تكون حتى عن قيم المواطن العادي من أبناء شعبنا الذي يتسامى فوق التعصب بكل اشكاله وألوانه العرقية والإقليمية والعشائرية والدينية والطائفية وغيرها) ويضيف ( وقع خلال ربع القرن الأخير الكثير من الخسائر والأخطاء والانحرافات والانكسارات، ولم تكن بمعزل عن التركيب الاجتماعي للحزب عموماً وقيادته بصفة خاصة، حيث النزعات البيروقراطية وتأثير وضغط الروح البرجوازية الصغيرة الريفية) ص 22 .
إن هذه التراكمات وقساوة المنفى وبيروقراطية القيادة، وعـدم وجود خط سياسي واضح المعالم للخروج من أزمة الحزب الداخلية والخارجية بآنٍ معاً، حيث ان الخسائر الفادحة التي تعرّض لها الحزب، وَلّـدت إحساساً بالإثم، عـولج بمزيد من العُزلة عن القاعدة الحزبية، المغيّبة بالأساس عن أيِّ دور هام لها ومقرِّر في حياة الحزب وفي رسم سياسته العامة، كما يصفها المؤلف . ص22 .
ونحن نعتقـد أن مسألة تجذير تركيبة الحزب الطبقية وعدم مراعاتها في بنية الحزب ولّدت الكثير من هذه الإشكالات، لذلك بدت هذه الأمور تظهر للعيان بعد انتقال الحزب للعمل في خارج الوطن، وترك مقدرات الشعب لقوى سياسية معادية لطموحات الشعب، وهذه النقطة – اقصد العمل خارج الوطن – أفرزت الكثير من حالات الانتهازية، بل وحتى حالات الخيانة، الأمر الذي حدا بالمؤلف لأن يقول: ( لقد امضيت 65 عاماً في النضال الوطني والطبقي العراقي، ولم اشهد هذه البشاعات التي أشهدها اليوم في بلادي... وما كان لها أن تظهر لو كان اليسار في عافيتهِ، ولم يظهر خونة بين صفوفهِ ) ص 407 . لكن المؤلّف – للأسف لم يذكر هؤلاء الخونة بالأسماء، وهو يعرفهم جيّـداً .
لم تكن مسألة مغـادرة الوطن، لأي حزب سياسي، مسالة طبيعية، بل أن مشاكلها ومضاعفاتها قـد تخلق حالات أكثر إشكالاً لعموم الكادر، وهذا ما عانيناه في لبنان وسوريا وبلدان المنافي الأخرى وانكشفت كل عورات الحزب، وظهرت الخيانة الطبقية بكل وضوح عند القيادات العُليا أولاً، وهي التي خلقت( ظاهرة الانتهازية) للتملق لهذا القائد او ذاك، وكلما طال أمد الحزب وهو خارج الوطن كلّما تضاعفت مشاكله، وهذا ما هو قائم الآن في الواقع العراقي، وفي الحزب الشيوعي بشكل خاص، لذلك يتوقّف معها الكاتب بوضوح، لا سيما بعد الاحتلال الأمريكي لبلادنا، وانعزال الحزب بشكل واضح، وضَعُفَ دوره الى درجة غير مسبوقة، ولذلك يقول : ( إننا شرعنا في الصراع الداخلي ضد الانتهازية في حزبنا قبل أن ننتقل الى الصراع العلني، بعد نشر رسالتنا الى اللجنة المركزية للحزب عام 1990م، ولم ننطلق من أسباب أو عوامل ذاتية، ومنذ وقوع الاحتلال الإجرامي لبلدنا أخذت المعركة الحزبية أبعاداً أخرى، أشد خطورة من الصراع ضد الانتهازية أو الانحرافات اليمينية أو اليسارية، ولم تعد القضية قضية فكرية وطبقية وتنظيمية وحسب، وإنما دخلت في جوهر قضية الوجود الوطني العراقي ) ص 429 .
إن هذه النقطة تفترض أن تكون هناك إعادة تقييم لمسار الحزب منذ المؤتمر الثالث 1976م وصولاً الى لحظة الاحتلال الأمريكي، وتداعيات هذه المسألة ومراقبة وكشف التبدلات الفكرية والسياسية والتنظيمية وشكل التثقيف الذي مرّ به الحزب، وكنّـا نتوقّع أن نجد هذه المسألة موضوعة بحثٍ متأنّ في الكتاب، لكنها ذكرت فقط مسألة الاحتلال، ولم تُعرّج المعالجة الى ما ذكرناه، لكنه ذكر في ص 431 أن ( الشعور بالمسؤولية تجاه الشعب يتطلب وضع حدود فكرية لا تجوز المساومة عليها، مع اتباع المرونة في التكتيك والصلابة في الستراتيج والتخلّص من المنطلقات الذاتية أو الانفعالية، والحذر الجدّي من كل الذين تعاونوا واعتمدوا على العـدو الخارجي... والذي يُعـد إهـانة للشعب ما بعدها إهانة... إن بعض خدم الاحتلال بنوا سياستهم على فكرة رعـناء، ترى بأن الطعونات أسهل من شن الكفاح الفكري) . وهذه الملاحظة فيها شئ من الإنشاء المرسل، يفترض أن يكون التركيز فيها على أسماء وحركات وتتحرّك في المشهد السياسي العراقي من جهة، وتعلّم على خدم الاحتلال الذين ورّطوا الحزب في هذا الموقف، لأن مسألة (التستر أو التعفّف) من ذكر أسمائهم تساهم في عملية إيهـام المواطن العادي والسياسي البسيط لمعرفة من هُـم أعـداء الشعب، ولماذا كان الإسلاميّون أسرع منّـا في تبني شعارات النضال المطلبي؟ .. راجع ص 441 .
وفي سياقات تلك الحالة المتداعية وعدم قدرة الحزب على رسم سياسة تنظيمية سليمة حسب الظروف التي يمر بها الحزب من جهة، ومن جهة أخرى ظروف البلد ذاته، ولكون غياب تلك الرؤى المبدعة في السياسة والتنظيم لا يجد المؤلّف آذاناً صاغية لنداءاته ورسائله الى ( ل م ) فإنه يطرح جملة من التساؤلات تثير أسئلةً حيرى وصادمة بنفس الوقت، وكأنها صرخات ملتاعٍ يشاهد بـأمّ عينيه تـداعي ذلك البنيان الذي شُـيّـد بدماء الشهداء، فهو يقول: ( لم تُدرس بجديّـة مسألة العلانية والسريّة في التنظيم، فهل يمكن في حالة علانية الحزب أن يبقى جزء منه غير علني؟! واثرُ ذلك في تحطيم الجانب المعنوي، ألا توجد أساليب أخرى لحل هذه الإشكالية؟ إن الجو السائد والقمع الفكري في الحزب لا يساعد على تناول ومعالجة موضوعات هامة من هذا النوع، وهل من الترف أن ندرس أثر تطور وسائل الاتصال والتنصّت وأجهزة الإعـلام الجماهيري من إذاعة وتليفزيون وغيرها من الوسائل التكنلوجية والرقمية المتطورة، وما حقّـقه النظام (البعثي ) من اختراقات في صفوفنا على أساليب عملنا الكلاسيكية ) ثم يضيف: ( إن المهمّـات التنظيمية التي تواجهنا كثيرة وشائكة، ومن الظلم والخفّـة النظر إليها من خلال الالتزام الشكلي غير المبدع بالنظام الداخلي، واختزال السياسة التنظيمية والحياة التنظيمية عموماً الى مجرّد متابعة روتينية مكتبية لتفاصيل النشاط اليومي، والدوران في حلقة مفرغـة ) ص 33 .
إن تـداعيات هذه الحالة، كان يفترض في بعضها عرضها على المؤتمر الثالث للحزب عام 1976م ، بغية أخذ اجماع المؤتمِرين عليها من جهة، ومن جهة أخرى، تـأخّر انعقاد المؤتمر الرابع، وكان حرّيٌ بمنظمات الحزب أن تعقد ( مؤتمراً طارئاً) بعد خروجنا من العراق عام 1979م، لأن في هذه الفترة قـد تعرّض الحزب الى الملاحقة والمطاردة، وتنصّل البعث من كل التزاماته المبرمة مع الحزب الشيوعي في ميثاق الجبهة الوطنية، وقـد طالبنا بذلك المؤتمر – عندما كُـنّـا في لبنان – وقتذاك، ولكن لا حياة لمن تنادي، فليس اعتباطاً أن تتراكم مثل هذه المشاكل ونحن في المنافي، أضف الى ذلك ما سـاد من انتهازيّة واضحة ومسلكية خارجة حتى عن العُرف الأخلاقي والتي مورست ضد المخالفين لهذا الخـط الانتهازي، ومنها ما يندى له الجبين، لا سيما في محطّـة دمشق، ولذلك يؤشّـر الكاتب آرا خاجادور بضميرٍ واعٍ الى أن ( الاجتماع الأخير للّجنة المركزية ( آذار 1989م ) لم يخفق في مناقشة وضع الحزب العام فقط، والذي أصبح خارج الوطن في هذا الظرف الخطير بالذات، بل أخفق حتى في دراسة ومناقشة التقرير السياسي المقدّم من قبل المكتب السياسي، حيث صدر دون دراسة أو مناقشة، واتّـضح أن بعض الرفاق القادمين من الشام كان لديهم هـمٌّ واحد ووحيد هـو " إجراء بعض التعديل في قـوام المكتب السياسي" وهـذا ما عقدوا الراية عليه ) ص34 .
خطيرٌ هذا الكلام، ويحمل بين طيّـاته التأكيد على عملية (عـزل) بعض رفاق المكتب السياسي، بمعنى آخر، ان حالة الحزب العامة أصبحت ( تصفيات شخصية) بين بعض أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي، اما بقية همـوم الوطن والحزب والرفاق والأنصار وغير ذلك من الأمور المعقّـدة! فهي ليست بوارد الذكر عندهم في ذلك الاجتماع، أليست هذه الصورة تفضح حالة سياسة التـآمر؟ أوليس حريّـاً بالرفيق آرا خاجادور ذكر أسماء هؤلاء الذين أسـاءوا للحزب وتـآمروا على كيانه ووجوده ؟؟ .
إن من يطّـلع على الصفحات( 34 و 35 ) يقف مدهوشاً على تلك الأمور التي يفضحها الكاتب، بحيث انه يجعل من المكتب السياسي ألعـوبـةً بيد بعض أعضاء اللجنة المركزية، حتى انه ( يلوم عـزيز محمد لمواقفه اللاّمبدئية في اجتماع آذار 1979م) وان لا يدخل في مساومات وصراعات لا مبدئية حول جميع القضايا الفكرية والسياسية والتنظيمية والأنصارية، وأن يتحلّى بالجرأة والشجاعة في مواجهة الواقع الراهن. ص 35 . وهذا الأمر انعكس- وفق رؤية المؤلف- على لجنة تنظيم الخارج ( ل ت خ ) التي كُلّف بقيادتها هو نفسه، حيث يقول: ( اتّـضح لي بما لا يقبل الشك، أن وضع منظماتنا الحزبية في الخارج لا يحسـد عليه، حيث استشرت ظاهرة اليأس والإحباط والقنوط، وضعف الاقتناع بسير الحياة الحزبية والسياسية، وأن الارتباك يسود جميع نواحي العمل الحزبي، من حيث الإدارة والتوجيه والمتابعة، هـذا فضلاً عن تبادل الاتهامات والطعون، وتجلّت هذه الأوضاع في حجم الاستقالات الواسعة، والتخلّي عن المسؤوليات الحزبية، وعدم المبالاة وعـدم الاكتراث والانتقال الى منافٍ جديدة وما إلى ذلك) . ص35
* صادمٌ هذا النص ومفجعٌ في محتواه، وكان الأجدى بالرفيق آرا خاجادور ان يطرح هذه المسألة على شكل ( مقال) أو دراسة سياسية وينشرها على المـلأ، في ذلك الوقت عام 1989م ، وان لا يحبس مثل هذه الأمور الى مثل هذا الوقت الذي صدر بـه الكتاب ! رغم انه كان يطرح معالجات رفعها الى اللجنة المركزية في عام 1990م، ولكن ظلّت هذه المعالجات في أدراج من وضعوا أيـاديهم على مقدّرات الحزب في دمشق وغيرها .
كم كنتُ وادّاً لو أن الكاتب قد أضاف ( تعليقات هامشية) على نهاية المقال قبل الطبع، بغية ربـط ما هو ناتج عن تلك الملاحظات وتاريخها والوضع الحالي للحزب بكل تجلياته بغية الإشارة والتوضيح الى ما هو واقع، لا سيما بعـد الاحتلال، هذا من جهة ومن جهة ثانية، كانت الضرورة – لهذا الهامش – أن تشير الى ما هو مخبّـأ حتى هذه اللحظة، أو لحظة طبع الكتاب في تموز 2014م، أي بعـد مُضي 24 سنة على ذلك التقرير الذي قدّمه الكاتب الى اللّجنة المركزية . ثـمّ أن هناك نقـاطاً كثيرة تحتاج الى إيضاح يُسلّط عليها الضوء من حيث بُـنية الحزب التنظيمية والطبقية والقومية، وما رافق ذلك في اجتماع آذار 1989م، من حيث ( شكل التكتل التـآمري) والأسباب الموجبة لإقصاء ( أكثر من نصف ل م ) كون المُبعدين أغلبهم من الرفاق العرب!؟ .
* ثمّـة نقطةٍ هامـة لم يتوقّف معها الكاتب بشكلٍ واضح، هي ( مسألة إقصاء الكوادر الوسطى ) من بُنية الحزب ومناقشة الأسباب التي أدّت باستقالاتهم أو إبعادهم بهذا الشكل. كل هذه النقاط، كانت بحاجة الى لإيضاحاتٍ أكثر.
* وفي نقطةٍ هـامة وملفتة للانتباه، حملت عـنوان ( رسالة مفتوحة الى الرفاق والأصدقاء) ص40 ، يعترف فيها الكاتب آرا خاجادور بأنه ( ربما كان متأخّراً في هذا الأمر أولاً، وثانياً أراد لهذه الرسالة أن تكون مفتوحة ( لأني توصلت الى اقتناع بأن قيادة الحزب مُصرّة على نهجها في تفتيت الحزب والتفريط في اعضاءه وكوادره، انطلاقاً من مصالح أنانية ذاتية أدّت الى اضعاف دور الحزب في الحياة السياسية للبلاد الى درجة بالغة الخطورة، ومن ثم فإن هذه الرسالة المفتوحة، أُعِـدّت انطلاقاً من شعور صادق بالمسؤولية أزاء الشعب العراقي وحركتهِ العمالية والحزب ) ص40 .
هذا الاعتراف الهام يرسم أكثر من علامـة استفهام على ما يجري داخل اللجنة المركزية في الحزب، ومن ثم تنطلق الأسئلة المُحمّلة بقـلق الرفاق داخل صفوف الحزب وخارجه لما يجري من عملية تغييّب للوعي بشكلٍ متعمّـد أولاً، وإخفاءً للحقائق التاريخية ثانياً، وثالثاً خداع الجماهير وأبناء الشعب العراقي بشكل عام، ورابعاً لماذا هذا التأخير بطرح هذه الأمور ( بعـد خراب البصرة) كما يقال في المَـثَـل ؟ .
* يعترف الكاتب صراحة عن هذا التأخير بالقول: ( وإذ أُحمّـل قيادة الحزب، وأنا عضو في اللّجنة المركزية، المسؤولية الأولى أزاء الكثير من الأمور، كما سيجد القارئ الكريم، فإني لا أعفي نفسي من تحمّل قسط وافر من المسؤولية، لأني تأخّرت في طرح الحقيقة على جمهور الحزب ) ص 40 .
صادقٌ هذا الاعتراف، وصادمٌ بنفس الوقت، لأنّـه تأخّر كثيراً، وراحت ضحايا كثيرة من أبناء الحزب نتيجة هذه السياسية الخاطئة لأصحاب القرار في اللجنة المركزية، والأخطر من ذلك أن الرفيق آرا خاجادور- رغم هذا الاعتراف- لا يبوح عن الأسماء أو الجناح الذي قاد الحزب الى هذا الانزلاق الذي أثّـر في عموم بُنيـان الحزب وسياسته الوطنية ! .
لقد تعلّـمنا من المفكّـر المصري سـلامة موسى مبدأً يقول فيه: ( المسؤولية فيتامين الشخصية ) . والشيوعيون العراقيّون أقدر من غيرهم على ( نقـدِ أنفسـهم ) ويتعلمون من أخطائهم، ولكن أن يسكتوا عن مثل هذه الممارسات، ولمدة طويلة، فهذا غير مقبول، قياساً بالنتائج التي حلّت بالحركة الوطنية عموماً ، وبالحزب على أكثر خصوصية . ماذا يعني هذا الاعتراف المتأخّـر ؟ هـل سيعيد الشهداء الى الحياة؟ أوليس هذا الاعتراف يؤشّـر على وجود أخطاء أكبر، وممارسات أقبح، لم يكشف الستار عنها في أعضاء اللجنة المركزية ؟ ماذا يعني الاعتراف التالي للكاتب، وهو عضوٌ في اللجنة المركزية وعضو في مكتبها السياسي : ( لقد مضى الجزء النشيط من الحياة، فأنا أقترب من السبعين، ومن ثم اجدُ لزاماً عليّ بعـد قرابة نصف قرن في عضوية الحزب، ثلث قرن منها في عضوية ل م، أن أُفصحَ عمّا يدور في أوساط القيادة، وعن رأيي فيه، وفي غيره من شؤون الحزب، آملاً ان تساعد هذه الأفكار المناضلين الجُـدد على تلمّـس طريق الحل ومعالجة الأزمة، إن لم يكن اليوم فغـداً، وأعتقد أن الرعيل القديم تقع عليه مسؤولية في تقديم تجربته بأمانة ونزاهة الى الآخرين ) ص41 .
ولغرض ( تجنّب الإحراج )من ثقل السؤال وطرح معاناة المناضلين الذين لا يعرفون ( أسرار السياسة الداخلية للّجنة المركزية) فـإنه يقول: ( لابد لي من الإشارة الى اني شرعت في محاولة الكتابة هذه منذ بداية هذا العام ( 1991 ) وأذكر هذا لكي لا يقال أو يُشتبه بأن هذه الرسالة من قصائد المناسبات، فلقد اكّـدتُ في سنة 1989 عندما كنت عضواً في ( م س ) إنني سأصارع وسـأواصل الصراع حتى تنتصر مبادئ الحزب ) ص 41 .
كيف تنتصر مبادئ الحزب والرعيل القديم من القيادة لا يعي قوانين الديالكتيك في صراع الحياة السياسية والاجتماعية ؟ كيف تنتصر هذه المبادئ والحقائق مغيّـبة عن قواعد الحزب وجماهيره بقرار مركزي؟ كيف تنتصر هذه المبادئ ولا يذكر أسماء القيادات الانتهازية في الحزب بكل وضوح وشفّافية؟ أليس هذا يعني بقاء تلك القيادات اللاّمبدئية في قيادة الحزب وسوف يعاد انتخابها مرة أخرى في المؤتمرات القادمة؟
* لا اعتقد أن الرفيق آرا خاجادور لا يتذكّـر اعتراف جيورجي ديمتروف أمام لينين، عندما سأله أسباب عدم التحالف مع ( حزب الملاكين والمزارعين البلغاريين) حينما اجتاحت ألمانيا النازية بلغاريا، وبقي الحزب الشيوعي البلغاري متفرجاً ! قال ديمتروف : ( لم نكن بلاشفة جيدين ) تُرى هـل أنتم ( بلاشفة جيدون ) أيها الرعيل الأول في الحزب ؟ .
يبدو أن القيادة في الحزب في وادٍ والجماهير الحزبية في وادٍ آخر، وما يجري في العراق خارج سياق تفكير تلك القيادة، وفق رؤية الكاتب والقيادي في الحزب آرا خاجادور، والذي يعترف بأن عجز القيادة ظهر وسط الظروف والتطورات الخطيرة والمريعة في البلد . يقول: ( وقفت القيادة حائرة في الواقع الفعلي، ولم تُظهر قدرة نظرية أو عملية تستحق احترام الشعب العراقي ولا جمهور الحزب ولا العدو ولا الصديق، وإذا نحّينا جانباً الكلام غير المسؤول الذي تطلقه القيادة جُزافاً، ويتجسّـد بأبشع صوره في عبارة " لقد أثبتت الحياة صحّة سياستنا" في حين أن الحياة تثبت كل يوم ضعف، إن لم يكن انعـدام، تأثير تلك السياسة التي تخطّتها الحياة، وهذا في حـدّ ذاته يلخّص واقع التدهور الذي آل إليه وضع الحزب، ودليل ذلك أنّـهُ حتّى زلزال مثل الذي حدث لم يستطع ايقاظ القيادة الغـارقة في تخلّفها وخيبتها وصراعاتها الذاتية الأنانية، وبُـعدها عن الحياة الفعلية للشعب ومعاناتـه) ص 43 .
* إن هذا الاعتراف الخطير يضع الكاتب أمام مسؤولية تاريخية خطيرة، على اعتبار أنه من تلك القيادة، هـذا أولاّ، وثانياً، إذا كانت قيادة بهذا المستوى المتدني من الثقافة والإدراك، فعـلام استمر الكاتب على هذا الأمر تاريخياً؟ ومن ثم أن روح المسؤولية تفرض على القيادي وعلى العضو العادي بأن يقدّم معالجات نظرية لهذه القيادة ، وبعكسهِ يرفضها ويتوجّـه الى اعضاء الحزب ويفضح تلك القيادة بغية عزلها أو تركها، ومخاطبة أعضاء الحزب مباشرة، حتى وأن أدّى ذلك الى الانشقاق، لأن لينين يوصي بتعاليمه الداخلية للحزب ( كل عضو مسؤول عن الحزب، والحزب مسؤول عن كل عضوٍ فيه ) – راجع التعاليم اللّينينية عن حياة الحزب الداخلية – فهل أن ما جرى للحزب كان بسبب هذه القيادة ؟ ولماذا لم تنشر تلك المعلومات والتقيّيمات وتطرحها على ( المؤتمر الرابع) أو ما قبله ؟ لماذا تبقى القـاعدة الحزبية آخر من يعلم ؟
وردّاً على هذا السؤال الأخير، يقـر الكاتب ( بأن القيـادة تسعى لعقد مؤتمر يضفي الشرعية على قيادة أثبتت عجزها وقصورها) ثم يضيف ( ومن المتوقع أن تجري تغييرات طفيفة في " مؤتمرٍ مزعوم" لا يمس فيه نهـج القيـادة، ولا أساليب عملها ... ويُعقَـد بعـد استكمال الفريق المتنفّـذ في القيادة، وعلى الخصوص المكتب السياسي، الذي سيضع خططه ومناوراته ومخططاته، وبـدأ الآن بوضع القسم التمهيدي منها موضع التنفيذ، وستُستخدم أساليب الترغيب والاستمالة والترضية ، في حين تُحاك المؤامرات وراء الكواليس لاستبعاد من يرفض الإستزلام، وتقريب وتقديم هذا وذاك مِمّن يدخلون تحت جناح أو عباءة هذا المتنفّـذ أو ذاك من القـادة) ص 44 .
ورغم هذا الإفصاح والإقرار يبقى "هذا التقـرير" أو هذا النص يحتـاج الى كشف أكثر وأسطع، يتوجّب أن يتوفّـر فيه ما يلي :
1- من هُـم هـؤلاء القـادة ، الذين مارسوا هذا الأسلوب قبل المؤتمر المزمع عقده وبعـدهُ ؟
2- لماذا لم تذكر أسمائهم ومناصبهم القيادية، وهم يمارسون عملية التخريب المتعمّد في سياسة الحزب وبُنيتـهِ التنظيمية ؟
3- ما نوع المؤامرات والكواليس التي استخدمت ضد كل الشرفاء في الحزب ؟
4- لماذا هذا التردّد والخوف من ذكر الأسماء لهذه الشخصيات المخرّبة داخل القيادة في الحزب ؟
5- إن مسألة الصمت عن ذكرهم تضع مسؤولية كبيرة على عاتق الكاتب والقيادي في الحزب آرا خاجادور، وتُـدخِلهُ بموقع ( المتهـادن ) مع هذه القيـادات ؟
6- لماذا لم تصدر بيـاناً سياسيّـاً وتعلن فيه استقالتك من القيادة، وتبيّن فيه الأسباب التي دعـتك الى ذلك ؟
7- إذا كنت تعترف بأن ( حجب المعلومات وتشويهها وحتى انكار الوقائع، أي التضليل، ما هو إلاّ جزأً من وسائل إحكام السيطرة على مقدرات الحزب وحرمان اعضائه من المعلومات الضرورية للحكم على الاتجاهات والآراء والأشخاص ) في ص45 ، فلماذا أنتَ أيضاً – أيها المخضرم النبيل- ولا تبيح تلك المعلومات حول الأشخاص والاتجاهات المخرّبة داخل الحزب ؟ وبعكسه سوف نعتبر هذا الصمت "مشاركة في الجريمة " التي وقع فيها الحزب ؟
8- إن تشخيصك لمسالة ( البيروسترويكا عربياً ) وإعادة البناء، بوصفها ( هـدم البناء من الأساس ) وأن الموظفين في حزبنا طلبوا العون من واشنطن سِـرّاً وعلانية، بعـد أن أعربوا أمام أولياء نعمتهم الجُـدد بأنهم تخلّوا عن مبادئ الاشتراكية العتيقة ) ص46 ، فلماذا لم تفضحهم وقتها، وتنتقـد سياسة گـورباتشوف، كما فعل الراحل هـادي العلوي، حين كتب مقالاً مُـدويّـاً تحت عـنوان ( البيروسترويكا – اتجاه صهيوني في الحركة الشيوعية) ونشرها في مجلة الحرية، بعـد أن رفضت ( مجلات فخري كريم ) من نشرها، فلماذا لم تفعل مثلهُ ؟
9- تـذكر في فقرة ( سياسة الصفقات ) ص47 ( أن السياسة الواقعية والنزيهة لا تُرسم عبر صفقاتٍ وراء ظهر الجماهير وتعقـد مع قـوىً رجعية أجنبية، وحتى دونما وجود وجهٍ للتكافؤ، وان هذه السياسة الأنانية تفقـد الحزب جماهيره) . فإذا كنت قـد آمنت بهذا المنطق الصحيح، فعـلام لم تفصحهُ في وقته ؟ وقـد آل الأمرُ الى أسـوأ مما توقعت، فلو كنت أعلنت موقفاً لجماهير الحزب وقاعدته، لما وصلنا الى ما نحن عليه الان من وضعٍ مُـذٍّلٍّ .
10- في نقطة ( ملاحظات في التنظيم) ص 48 ،تشير الى أن ( وسائلنا القديمة لم تعـد كافية لحشد طاقات الجميع) وتشير أيضاً الى ( يجب ان نتعلّم وسائل التطوير والإبداع في التنظيم ، والتخلّص من التقليد المتزمّت الذي ما زال قائماً... ويجب أن نـدرك بأن شبكة الكادر في الخارج قـد تربّت على تلك الأساليب البائدة غير النافعة، ومن بينها، وليس حصراً، النظرة الى المسؤول الحزبي ونظرتهِ الى نفسه والنزعة الوظيفية المسلكية في العمل التنظيمي، واتباع سياسة غاية في القسوة مع الرأي الاخر والمعارضة الحزبية) ص49 ، والسؤال البسيط حول هذه ( المسلكيات الفوقية الجوفاء) للقيادة والكوادر الحزبية، كـم رفيقاً فقـدوا وجودهم في الحزب؟ هـل محصّلة السكوت عن وضعٍ كهـذا كان بخدمة الحزب؟ أم أن العكس كان هو الصحيح ؟ فعلام لم يجرِ فضح هذه الأساليب وتلك التوجهات والممارسات ؟
11- في نقطة ( في سياسة التحالفات ) ص49 ، تشير الى نقطة جوهرية في هذه المسألة تقول فيها ( أمّـا سياستنا في مجال التحالفات، فإن الخطأ الأساس يكمن في المنطلق، حيث يجري تغليب الأحداث والمصالح العابرة اليومية، وذات الطبيعة النفعية، وان جذور هذه الأخطاء تعـود الى نوعية التكوين الفكري والسياسي والثقافي للمتنفـذين في الحزب، حيث يجري تغليب الأهداف الآنية على الأهداف الاستراتيجية الرئيسية المفترض توخّـيها في كل تحالف، وهـذا أدّى بدورهِ الى فقـدان المواقف الوطنية المستقلة) ص49 .
فإذا كنت – ايها الرفيق آرا خاجادور- قد لمست مثل هذه السلوكيات، وعرفت المستوى الثقافي والفكري لهذه القيادات، وعرفت توجهاتها الخاطئة في رسم سياسة الحزب، فكيف صمتَّ طوال هذه الفترة ؟ ألا تعتقـد أنّـك في هذا الصمت قـد ساهمت – بشكلٍ أو بآخر- على نفـاذ وسيادة هذه الأساليب اللاّواعية في العمل السياسي والحزبي، وأن القيادات ذات التكوين الفكري والسياسي المتدنّي لا تعي المرحلة، فلِمَ سمحت له بالاستمرار وفرض السيطرة على قادة الحزب ومقدراته؟
كانت سياسة هذه القيـادة ( سياسة ذيلية، أخّرت واضرّت بكل الحركة الوطنية والديمقراطية، واليوم في الخارج نجري وراء القوى المتخلفة، ومن ثمّ ذيـلٌ بائس للحركة القومية الكردية، الى حـد ان بعض الأخطاء التكتيكية قد وضعتنا في موقعٍ واحدٍ مع الرجعية والقوى الإمبريالية وبقية التيارات المتخلفة) ص49 – 50 ، فإذا كنت أنتَ ، بوصفكَ قيادياً في الحزب تاريخياً، وشاهد عيان على كل المجريات، فهذا يعني أنّـك سمحت – بشكلٍ أو بآخر- لأن تبرز نتوءات هذا السلوك في مسارات الحزب، أفَـهل هذه الموافقة التاريخية تعتبر جُزأً من ( سلامة أمن الحزب) وانت مسؤول أمن الحزب؟ أم أن عاطفة الرفقة الحزبية، بمحمولها الاجتماعي هي السائدة على التنظيم الحديدي؟
إن الإقرار بأن الحزب أصبحت سياسته ذيليةً للقوى الكردية، فعـلام نطلق على الحزب صفة (الحزب الطليعي) ؟ أليست هذه التشخيصات تعني أن لا وجود لحزب شيوعي يتحلّى بالصفة الفولاذية للوعي، ومكافح لكل انواع الخروقات السياسية والطبقية والأمنية والسياسية، فعـلام سمحتم للحزب بأن يصبح في هذا الموقع وهذه الحالة ؟
12- كان المفترض على الكاتب آرا خاجادور أن يضع هوامشاً على نهاية ص55 من كتابه، ليستدرك الفجوة التاريخية بين كتابته لهذا الفصل عام 1991م وسنة صدور الكتاب عام 2014م، حيث هناك فترة زمنية طويلة تتجاوز العقدين من السنين، وهـذه فترة ليست بالقليلة .
، ، ،
* في ( فصل اللّجوء الى التدابير البيروقراطية- مؤشّر ضعف ) ص56 ، يتوقّف الكاتب آرا خاجادور عند " نشرة داخلية من الحزب صدرت بتاريخ ت2- 1992" تشير الى ( التشهير بـهِ لعدم تنفيذه مهمة عضوية قيادة الخارج) وأن النشرة لم تصله عن طريق التنظيم، بل وصلته عن طريق آخر! وفي ضوء هــذه (النشرة) قرّرت اللجنة المركزية ( إدانة هذه الممارسة وإعفائه من عضوية ل م، إن لم نقل انه وضع نفسه خارج الحزب) ص56 ، وبهذا القرار أصبح الرفيق آرا خاجادور خارج صفوف الحزب رسميّاً. وخاجادور يناقش سلبية هذا القرار وتـداعياته على الصفحات 56 – 63 من الكتاب، وهذا الأمر يكشف أمامنا أن أصحاب القرار في ل م ، لا يقبلون من يُغـرّد خارج سِربِهـم، مهما كان موقعه القيادي، وهـذا خلاف " النظام الداخلي للحزب" إذ يفترض أن عضو الحزب القيادي يفصل بمصادقة المؤتمر عليه، وبعكسه فهو خرق واضح لكل اللّـوائح الداخلية للحزب .
ثمّـة ملاحظة هامة، يظهر من خلالها السلوك الأخلاقي الرفيع عـند خـاجادور، حيث انه لا يريد ان يذكر أسماء من قـرّروا ابعاده عن مركز القيادة، لسببٍ هـو يراه بقوله ( لا يريد ان يضطر الى اعلانه، حفاظاً على ما تبقّى من سمعةٍ وهيبة للحزب) من جهة، ومن جهة أخرى هـو (لا يريــد الانزلاق الى المهاترات) ص59 . وهذه المسألة – أقصد الرفعة في الموقف الأخلاقي، ليست موجودة في الطرف المقابل له، فعـلام لا تُـفضح هذه الأسماء ؟ وبتقديري، أن السكوت عنهم ( مواطأة) ونقصان في المبدئية الثورية، لأن التيار المسيطر في الحزب ( تطرّق الى نشر الغسيل ) لمخالفي الرأي وأصحاب المواقف المبدئية .
* في ( فصل – هوامش على لحظاتٍ حرجة ومنعطفاتٍ حـادة) يتوقّف الكاتب آرا خاجادور عـند نقطة "حول ما عُرف بمذكرة الشخصيات الوطنية " ص168 ، حيث يعرض قلق بعض الرفاق وردود الأفعال التي اعقبت صدور مذكرة أو بيان مشترك ضمّ شخصيات وطنية، وربما بينها شخصيات غير وطنية كما يقول، إلاّ أنه يؤكد: ( من المفترض أن نتحاكم على القصد المُعلن في المذكرة وليس على النيّـات، على اعتبار أن ( جميع الذين وقّـعوا المذكرة، وكل شخص منهم هو رأس المذكرة، ولا يوجد فيهم محرّض أوّل، إنها كانت محاولة لتوسيع دائرة الحوار بين كل من يقاوم الاحتلال أو حتّى من يدّعي ذلك) على حدِّ وصفه في ص169 . ثم يمازج آراء بعض الرفاق أصحاب الرأي في الحزب من أمثال ( أبو خولة – باقر إبراهيم) حول موضوع اصدار المذكرة – ص171 ، والتي تخص الموقف من الاحتلال ومقاومته، وفيها آراء متعـدّدة، وتـداعيات الاحتلال والذين وقفوا معه . – راجع ص 165 – 174 .
* وفي نقطة أخرى، لافتة للانتباه أيضاً تحمل عنوان ( عـلاقات أمميّـة أم " عمالة" يسلّط الضوء فيها على طبيعة العلاقات الأممية مع السوفيات، يتوقّـف فيها مع الأسئلة المثارة حول علاقة الشيوعيين العراقيين وقياداتهم في جهـاز الـ ( K G B ) وهل هي بتكليف أو بعلم قيادة الحزب؟ ص182 ، والتي أثارت جدلاً كبيراً بين مختلف الجهات والأطراف السياسية والإعلامية وغيرها، وقـد اثار الكاتب أسئلةً خطيرة حول هذه العلاقة من قُبيـل: ( كيف كانت تَـتُم العلاقة مع هـذا الجهـاز) ؟ ومع من؟ وهل هي بتكليف أو بعلم قيادة الحزب؟ وماذا لو اكتشفت القيادة وجود علاقة دون علمها؟ فهل تستطيع أو تتجرّأ على اتخاذ إجراء بحق العضو القيادي أو الكادر؟ أم أنها أو بعض اعضائها على الأقل، سيتجهون لمداراة صاحب العلاقة، طالما اختارهُ " البـاب العالي" ؟ ص 182 .
ثم يلحقه بسؤال أخطر من الأسئلة السابقة هو: ( هـل قائد جهـاز أمن الحزب يجب عليه الذهاب الى الاتحاد السوفيتي لتلقي دراسة مكثّـفة في العمل المخابراتي، وتحديداً لدى الـ ( KGB ) ؟ ثم يضيف : ( يقـال أن عبد الرزاق الصافي درس في صوفيا ولكن المعهـد تابع لـ (KGB) في بلغاريا ) ص 182 .
وتبقى تلك الأسئلة مُبهـمة حول هذه الإشكالية الخطيرة وتـداعياتها على الوسط الحزبي أولاً والوسط الجماهيري ثانياً. ثـم يعرّج على حادثة (عقوبة الرفيق الراحل زكي خيري) حيث اخبره الرفيق الراحل عامر عبدالله – في أواسط الستينات بالقول ( لقد وافق الرفاق السوفييت على عضويتك في المكتب السياسي) ص182 .
وفي محاولة منه، يجيب على بعض تلك الأسئلة بنفسهِ، مُحاولاً أن ينفي تلك العلاقة بهذا الشكل الذي اثير، مكتفياً بعبارة قاطعة هي: ( لم يحدث في تاريخ الحزب أن تـدخّل الحزب الشقيق في شؤون اختيار القادة أو الشؤون الداخلية الأخرى ) ص 183 .
وأنا أعتقـد أن الكاتب آرا خاجادور، اثار هذه المسألة في كتابه هو لغرض الرد على كتاب شوكت خزنـدار ( الحزب الشيوعي العراقي – سفر ومحطّـات ) والذي اثار فيه هذه النقطة بشكلٍ متعمّـد، ليحرج كل قادة الحزب الشيوعي العراقي . إلاّ أن آرا خاجادور يسلط الضوء مرة ثانية بشكلٍ ساطع على هذه المسألة من خلال ( مسؤول جهاز أمن الحزب – فخري كريم ) بوصفهِ عضواً في المكتب السياسي حتى عام 1982م، إذ يعترف هذا الأخير ( فخري كريم ) بالقول : ( نعم أنا أعمل في المخابرات، ولكن في المخابرات السوفيتية ) ص184 . وفي هذه النقطة يشير الكاتب آرا خاجادور الى " مصدر المعلومة" ولا يوثّـقها قول قائلها ، وأين قيلت؟ وأمام مـن؟ وما هي المناسبة؟ راجع صـ 184 .
ثم يشير الى ذات الكاتب الذي أورد هذه المعلومة بأنه- يقصد شوكت خزندار ( يضيف اتهامات أخرى مستندة الى المصدر ذاته حين يقول: ( الرفيق – يقصد فخري كريم – كان متعـدد الجنسيات في العمل المخابراتي، بداية مع الدوائر الأمنية العراقية ، ثم مع السورية، والبريطانية والأمريكية) صـ 184 . وهذه الإحالات والإشارات تشير الى كتاب ( سفر ومحطّـات) . راجع تفاصيل أخرى حول الموضوع ذاتـه على ص184-189 .
يتبع ...............................
نبض السـنين : بين مـاضٍ تـولّـى
وحـاضــر يخـلخــل القـناعــــات
.آرا خاجـادور( نبض السنين ) في 9 حلقات.
) 1 / 9
نبض السـنين : بين مـاضٍ تـولّـى
وحـاضــر يخـلخــل القـناعــــات
.آرا خاجـادور( نبض السنين ) في 9 حلقات.
2 / 9
نبض السـنين : بين مـاضٍ تـولّـى
وحـاضــر يخـلخــل القـناعــــات .
آرا خاجـادور( نبض السنين ) في 9 حلقات.
3 / 9
نبض السـنين : بين مـاضٍ تـولّـى
وحـاضــر يخـلخــل القـناعــــات
آرا خاجـادور( نبض السنين ) في 9 حلقات.
4 / 9
نبض السـنين : بين مـاضٍ تـولّـى
وحـاضــر يخـلخــل القـناعــــات
آرا خاجـادور( نبض السنين ) في 9 حلقات
5 / 9
نبض السـنين : بين مـاضٍ تـولّـى
وحـاضــر يخـلخــل القـناعــــات
آرا خاجـادور( نبض السنين ) في 9 حلقات
نبض السـنين : بين مـاضٍ تـولّـى
وحـاضــر يخـلخــل القـناعــــات
آرا خاجـادور( نبض السنين ) في 9 حلقات
آرا خاجادور(نبض السنين) في 9 حلقات
الثامنة) 9 / 8
آرا خاجادور(نبض السنين) في 9 حلقات
) 9 / 9
الموضوع مفتوح للنقاش مع الأستاذ الناقد
د. خير الله سعيد أو مع القائد النقابي العراقي آرا خاجادور بشكل مباشر ..
والمشارك سيكون حرا في التركيز على موضوعة محددة حسب الأجزاء
المنشورة أو حول الكتاب بشكل عام
هيئة تحرير صوت اليسار العراقي
29.03.2015
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | إتصل بنا |
29.03.2015 |
---|
|
لا للتقسيم لا للأقاليم |
لا للأحتلال لا لأقتصاد السوق لا لتقسيم العراق |
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين
|
|
---|---|---|---|---|
|
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |