<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان هل نستلهم العبر ونستفيد من الخبر
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب يوسف علي خان                    

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

هل نستلهم العبر ونستفيد من الخبر

 

 

يوسف علي خان

 

المراقب للاحداث في الدول العربية اليوم وملاحظة ما يجري فيها يستطيع ان يفرزن بين حالة واخرى  وقد تكون بعض الدول متشابهة باحداثها ولكن نجد  في نتائجها غير ما نجده في البعض الاخر .. ولناخذ مصر والعراق ونجري يبينهما مقارنة في المصائر والنتائج فبعد ان تم الاحتلال في العراق وتغير على يده النظام جاءت الى الحكم مجاميع متصارعة متنافرة غير منسجمة ولكن يجمعها هدف واحد هو الحصول على المكاسب والمغانم واستلام السلطة والمنافع الشخصية البحتة وقد تمكنت هذه المجاميع ومن خلال حكمها الجماعي على يجد بريمر ان تخلق  الشقاق بين ابناء الشعب العراقي وتوسعه عن طريق نشر التفرقة  الطائفية والعرقية وتستقطب للغرض هذا مليشيات وتنظيمات ترتبط بمؤسسات عالمية كشفت عن بعضها في مقالات سابقة واحتفظ الكشف عن البعض الاخر لما يسببه الكشف عنه من مشاكل ومطبات لامجال لذكرها في الوقت الحاضر وقد حدث الانقسام بين فئات الشعب وتمركز كل في موقعه يناصب العداء للاخر محاولا  تحقيق اهدافه المختلفة  المتضاربة التي لاعلاقة ولا او جه تشابه بينها فنحن وكما نعلم بان الايديولوجيات تختلف في الفكر فهناك فكر شيوعي اشتراكي اممي وهناك فكر قومي متعصب يحلم باعادة الامجاد الماضية وهناك فكر واقعي يحاول الدفاع عن كيانه الوطني الذي يعيشه في الوقت الحاضر..

 اما ما موجود في الساحة العراقية فصراع على الاهداف المختلفة المتعارضة في نوعية الهدف.. وقد استغل الاحتلال هذا الاختلاف فشجعه ونماه حتى غدى قنابل تتفجر هنا وهناك في جميع انحاء العراق .. وذلك بواسطة اذرعه المنتشرة العسكرية منها كشركات الحماية وخاصة بلاك ووتر او ذراعها المدني السري من فرسان مالطة الذين قاموا بمعظم عمليات التفخيخ والتفجير والقتل بشكل مباشر او بتشجيع العناصر والفئات التي ترسلها الدول المجاورة وتسهيل مهمتهم او غض النظر عنهم مع اختلافهم معهم من اجل اشعال نيران الخصومات بانواعها الثلاثة العرقية والطائفية والدينية وحتى الايديولوجية ومع كل المحاولات التي اجريت من قبل البعض للاقلال من فعالية هذه الانتهاكات للتغطية على المسببين لها والمساعدين بها من المسؤؤلين الذين تولوا السلطات خلال كل تلك الفترات لابعاد الشبهات عنهم غير انها لازالت والى اليوم مشتعلة تثير القلق والفزع في النفوس وتهدد ارواح الناس وتزعزع الاستقرار بشكل دائم ..

 ومع ذلك فالشعب العراقي وللاسف لازال لايصدق بان كل ما يجري هو تحت اشراف الامريكان المباشر ومساعدة بعض الذين يتبارون على ساحة السياسة في صراع على استلاب السلطة من القدامى والعاملين في مطحنة التنافس من اجل انتزاعها والاستحواذ على ما حصلوا عليه  .. ولم يكتفون بذلك بل فقد باشروا بتنفيذ الخطوة التالية من المخطط الامريكي الامبريالي ومن خلال ارغام بعض اعوانهم لتشريع دستور ملغم متناقض واستغلال بعض مواده لاطلاق القنابل تلو القنابل من مناطق المتنازع عليها والمشاكل على النفط واخرها قنبلة الاقاليم الفدرالية  في العراق وعلى ايدي مواطنين عراقيين يضعونهم في واجهة العمل او اجانب منحتهم الجنسية العراقية بعد احتلالها العراق بعد نشر الفوضى واتلاف واحراق السجلات الرسمية التي تثبت حقيقة هويات الداخلين عبر الحدود دون رقيب او حسيب .. فقد نفذت اول خطواتها بترسيخ ما بدأت به قبل عشرين سنة وهي فدرالية المنطقة الجبلية من العراق وفي حقيقتها انفصال واقعي كامل .. واستمرار الخلافات بين المركز والاقليم ولا زال متأججا حتى يومنا هذا فبدأؤا بالخطوة الثانية بدفع بعض العراقيين من اعضاء مجالس المحافظات للمطالبة بانشاء الاقاليم واعلان الفدرالية فيها اسوة بما جرى للمنطقة الجبلية وهكذا بدأ التشرذم والتقسيم وما سيؤول اليه وما نوهنا عنه مرارا وسخر منا الكثيرون واستشاط غضب البعض الاخر واعتبروه اثارة للاحقاد واشعال للفتن لاسكاتنا وتمرير الامور بسهولة ونعومة منقطعة النظير .. 

هكذا نجد اليوم قد تحققت النبوءة وبوشر باعلان الاقاليم في الشمال والجنوب محافظة تلو محافظة حتى يتجزأ العراق الى ما خطط له وهو ثمانية عشر كيان مستقل والعمل جاري على قدم وساق والعراق يضيع وبالنهاية يموت وقد كتبت في فترة من الفترات مقالا بعنوان نعي العراق لكن احدا لم ينشرها ولربما اعتبرها مقال سخيف وها قد وقعت الواقعة وحل اليوم الموعود وبدأ العراق يلفظ انفاسه الاخيرة على ايدي الدخلاء  من اصحاب الجنسيات المزورة مما يرومون تدمير العراق  واصحاب المصالح مما يستعجلون الامر للنهب والسلب بمساعدة اسيادهم المحتلين الذين يضخون لهم المليارات لتنفيذ هذه المخططات وشراء الذمم والضحك على ذقون البسطاء والسذج من المواطنين لتأييدهم ودعم دعاويهم والنتيجة حتمية لامجال لنكرانها ألا اذا بادر الشرفاء من ابناء هذا الوطن وهم كثيرون بل وبالملايين الى الدفاع عن وطنهم الذي اضحى فريسة بيد اعدائه فيقفون وقفة رجل واحد ضد الاطماع الشخصية والمخربين الدخلاء والعملاء والمستعمرين فيفشلوا هذه المخططات الماسونية الخطرة والطمع الامبراطوري القديم ويعيدوا للعراق وجهه المشرق ووحدته التي حافظ عليها على الاقل ثمانون سنة ويدعمون جيشه ويعيدون مجده الحرفي الذي ظل سورا للبلاد ..

فما نراه اليوم بالمقارنة مع موقف الجيش المصري تجاه شعبه في ثورته على الظلم ثم موقف هذا الشعب عند تعرض هذا الجيش لخطر التدمير على يد بعض العناصر العميلة حيث حاولت خلق المبررات للتحرش به لالهاب المشاعر الساذجة ضده غير ان الشعب المصري ادرك اللعبة الخبيثة  فهب منتفضا ومدافعا عن هذا الجيش ضد التدخل الخارجي الماسوني  وضد التحرش المفتعل ففوت الفرصة على الاعداء ورد كيدهم الى نحرهم مع كل ما حشدوه ضده من منظمات سرية قادها منسق الثوراة العربية الصهيوني برنارد ليفي ولا زال يحاول غير اننا شاهدنا الشعب المصري كيف خرج يوم الجمعة بهذه الحشود الهائلة داعمة لجيشها المغوار والوقوف معه حيث انه أي الشعب اكتشف بان زوال الجيش يعني زوال مصر وهذا ما لم نشاهده للاسف الشديد في بلادنا والسبب ان شعب مصر  يشعر بانه شعب واحد هويته هي الهوية المصرية ولم يلتفت الى هوياته الطائفية او العرقية او الدينية على عكسنا تماما فقد فرقتنا الطائفية والعرقية ولا زالت تفعل مفعولها دون ان يتنبه العقلاء الى المخاطر المحدقة لو تجزأ العراق ودمر جيشه فسوف يصبح دويلات صغيرة لاحول لها ولا قوة ضعيفة فلا يحصل دعاة التفرقة والتجزأة لاعلى الخيط ولا على العصفور ولا على أي بقية باقية من الكعكة .. فاني اهيب بالمخلصين من ابناء هذا الوطن الدعوة الى ترسيخ الحس الوطني العراقي بدلا من هذا التشرنق الطائفي والعرقي فبوادر الانشقاق بدأت حتى بين من دعى الى الاقليمية ورسخ الفدرالية في مناطقه خلال السنين الماضية  فقد بدأ الصراع وسوف يكبر ويتعاظم ويتفجر الاقليم من جديد فعلى الجميع ان يتخلى عن عباءة الامريكان ويتشبث بالعباءة العراقية فهي ستر وغطاء له .. فمع اني عربي الاصل ومن الجزيرة العربية لكنني عراقي دخل اجدادي مع الفتح الاسلامي وسكنوا العراق واعلنوا عراقيتهم ودافعوا عن العراق خلال الهجمات الخارجية ولا اعترف انا بدوري سوى بعراقيتي وبهويتي التي لن اتخلى عنها مهما قست علي الضروف وجعلتني الى ما انا فيه من مأزق..

واتمسك بقول الساعر (( بلادي وان جارت علي عزيزة واهلي وان ظنوا علي كرام )) فعلى كل ساكن ارض الرافدين ان يتمسك بهذه الهوية العراقية وينبذ كل الهويات الفئوية فهي مثار خلاف ونزاع لا ينتهي ولا تخدم صاحبها بل ستصبح وبالا عليه ان اجلا ام عاجلا.. ولنكن كشعب مصر موحدين مؤتلفين نقف خلف حكومتنا الوطنية ونراقبها باستمرار ونحتج عليها ونقاومها ان لم تلبي مطالبنا ولكن لا ان نلتجيء الى الهرب و التجزئة والتقسيم ونصبح كالبهائم التي تنهش جزء من الفريسة وتهرب بعيدة عن رفاقها حتى لايشاركوها بما حصلت عليه.. بل علينا ان نقف مع الحكومة ونشذب اخطائها وننتزع ادرانها بكل الوسائل المتاحة  دون مساعدة الاجنبي فهو يعمل لمصلحته ومصلحة بلده .. وعلينا ان ندرك بان كل ما اصابنا وما حل بنا من ويلات هو من هذا الدخيل الغادر وعلينا التخلي نهائيا عن فكرة التقسيم والتجزئة واسطوانة الاقاليم والفدرالية فهي اسطوانة مشروخة لا تصلح لبلدنا وان لانكون انهزاميين فان وجدنا الخلل علينا مواجهته ولا نحاول ان نستغل بعض الهفوات في الدستور نحاول ان ننفذ منها كي نحصل على بعض المال ونستفرد به فالمراقبة المركزية ضرورة جدا اذ لو سلمت الاموال الى مجالس المحافظات فسوف لن يحضى المواطن بفلس واحد منها فان كان هناك بصيص امل من بقائها بيد المركز فسوف لن يكون إلا الظلام عند مجالس المحافظات والادلة والقرائن عند من بيده الاوراق ولا يريد كشفها إلا في اوانها فالمراقبة تردع اللصوص وتقلل من القدرة على النهب والسلب .. فان البعض مما يطالب بالاقاليم غرضه الاستحواذ والانفراد بالموارد والحصص دون رقيب او حسيب .. فعن أي مشاريع يتحدثون ولم يجد الشعب منهم أي مشروع سوى مشاريع الابنية الفاخرة لاداراتهم ومقراتهم وبمقاولات بعشرات اضعاف قيمتها الحقيقية  ..

فالشعب العراقي لازال شعبا قبليا متاصلة فيه الجذور القبلية القديمة التي تعودت الغزو على بعضها كي تنهب وتسلب وتعد ذلك  مفخرة وشجاعة ورجولة فكلما تقلصت درجات المراقبة زاد الفساد كما يطلقون عليه في اروقة السياسيين وهو بالحقيقة سرقة ونهب للموارد والاموال.. ومهما تحضر القبلي وحتى لو حصل على اعلى الدرجات العلمية فطبيعة الغزو المتجذرة فيه تلاحقه وتدفعه لمد يده الى مال غيره فكيف سيكون الحال لوكان المال بين يديه من خلال الفدرالية التي يطالب بها ..؟؟؟؟؟؟؟

 وكما يقول المثل (( المال السائب يدعو للسرقة)) ...!!!!!

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا