<%@ Language=JavaScript %>  يوسف علي خان حوار مع صديق

 |  الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

  

 

 من يقرأ ومن يسمع

 

المحامي يوسف علي خان

 

اطلع احد الاصدقاء على ما اكتبه في الموقع الالكتروني بعد ان اخبرته بموافقة الموقع على النشروجائني مرتبكا ينبهني على حساسية ما اكتبه لبعض الناس مما تعنيهم بعض هذه المواضيع وقد تثير غضبهم وحفيضتهم وحقدهم 00 فاجبته ياصديقي العزيز في هذا اليوم من يقرأ ومن يسمع في هذا الزمان  فانا لو لم اخبرك باني قد نشرت العشرات من المقالات فانك سوف لن تعرف بانني اكتب او انشر ثم تتجه الى الموقع لتقرأ ما اكتبه انا وهكذا الحال بالنسبة لكل المواطنين العراقيين وغيرهم فلم يعودوا يقرأؤن الصحف والمجلات او الكتب والمقالات كما كمانت هي الحال قبل خمسين سنة او اكثر اذ لم يكن ما يشغل فراغ الناس سوى الكتب والصحف والمجلات فكنت تجد الالاف منهم يتجولون في شارع المتنبي بحثا عن كتاب صدر حديثا  او مجلة  كما وتجد المقاهي تزخر بروادها وهم يتابعون ما يكتب بالصحف للاطلاع على ما يدور في الاوساط السياسية وغيرها من الاخبار كل بما يهمه منها ويبحث عنها وان لم يجدوا مبتغاهم في العراق ارسلوا بطلبه من القاهرة او لبنان .

 اما اليوم فلا تجد اؤلائك القوم ولا تجد المقاهي فقد غادرها زوارها كما تجد المكتبات فارغة لااحد يقصدها إلا نادرا للبحث عن كتاب مضطر لشرائه لحاجته له في عمله او في دراسته .. وتلك الجماهير الغفيرة التي كانت تتناوب في الدخول والخروج الى المكتبة المركزية والجلوس فيها ساعات طويلة من النهار وحتى المساء لم يعد لها وجود  فقد قضى من قضى منهم وغادر الحياة او غادر البلد او اعتكف في بيته لايخرج منها إلا لقضاء حاجة ملحة او الذهاب الى طبيب .. وظهرت اجيال جديدة تهافتت على الحاسوب والانترنت لتنشد المتعة بمشاهدة الافلام او اللعب بالالعاب العديدة من (  كراندايزر ) او مشاهدة قنوات الرقص والغناء من المطربين والمطربات اللواتي ملأن القنوات كل منها تتبارى اكثر فاكثر في الاغراء والالتواء  او مشاهدة الحفلات الساهرات .. ولم يعد لهم الوقت لقراءة المقالات التي يكتبها فلان وفلان ومن يتكرم ويجشم نفسه تصفح المواقع فلربما لن يقرأ غير عناوين المقالات وقد يمر عليها مر الكرام  وكما يقول المثل المكتوب يقرأ من عنوانه .

 فمع ما ابدعه الحاسوب من عجائب ووفره من فرص للاطلاع على العالم وحققه من قدرات هائلة لمساعدة الانسان في مختلف مجالات حياته فان شبابنا لايستفيدوا منه إلا بما يوفره لهم من متع المشاهدة واللعب فقط إلا القليل منهم من يستغله لاغراض علمية مفيدة فلا تقلق يا اخي فحتى المتصيدون واصحاب الاهداف الاجرامية فاهدافهم لايستقونها من المقالات وانما هي مبرمجة لهم من رؤسائهم وزعمائهم وهم ليسوا بحاجة لقراءة مقالة فلان وعلان حتى يغيضوا منه ويجعلوه هدفا لهم فاهدافهم محددة لهم مسبقا من دون قراءة اية مقالة اما السياسيون فهم منشغلون بصراعاتهم فيما بينهم على المكاسب والمنافع والمناصب والكراسي فليس لهم الوقت لقراءة مقالتي او مقالة غيري فالذي يقرأ هو العاطل عن العمل والخاسر الخارج من اللعبة وهو انسان ضعيف معدم فقير سحقه الزمن فليس بامكانه ان يشتري له الحاسوب او يشترك بالانترنت وانت تعلم كم هي اسعار الاشتراكات الملتهبة التي تحصل عليها الشركات المستغلة التي تفرغ جيوب الناس  كما انه مشغول بالحصول على قوت يومه لاعالة عائلته .

 اما المتمكن الثري فهو مشغول بالسهرات والحفلات والسفر فلا تعنيه الكتابة او يهمه حتى  ما يكتب عنه فالقلم والورق لاتخدش له اصبع فهو غارق بنعيمه ولا يؤثر عليه ما يكتبه فلان او فلان عنه فاليكتبوا ما يكتبوا واليذهبوا الى الجحيم فكل ما يكتبوه هواء في شبك فماذا اثر كل ما كتب عن انعدام الخدمات  هل وفر الكهرباء وهل وفر السكن وهل وفر الامن وانهى التفجيرات والنهب وتخريب البلاد ..

 فكل ما استطاعت ان تفعله هذه المقالات هي تنفيس عن الضغط وازالة بعض الكرب عن الكاتب واراحة نفسه والتخفيف عن معاناته بما يسطره بقلمه على الورق .. وسوف يبقى الحال على ما هو عليه فلن يغير حال المرء سوى عمله اما الكتابة والكلام فهي سلوى الضعفاء والمساكين ولربما ربحا لاصحاب المواقع الالكترونية مما يستفيدون منه من كتابة الكتاب فبالعافية عليهم فمهما يكن المبلغ الذي يكسبونه  فهو اقل بكثير مما يدخل جيوب الاخرين من ملايين الدولارات من المتنعمين الذين لايخافون مما يكتبه المواطن ولكنهم يخافون مما يؤثر عليهم ويهدد مصالحهم تهديدا حقيقيا ومباشرا مثل القنوات الفضائية الكبيرة المشهورة التي يشاهدها الملايين فيحاولون اسكاتهم بالاغراءات والرشاوي بشتى الوسائل والسبل فان لم يسكتوا فانهم ينشؤون بالضد لهم قنوات فضائية بما يمتلكونه من اموال هائلة ورثوها عن اجدادهم الملوك والامراء وفاتهم انهم خرجوا من العراق بخفي حنين لايملكون قيراطا واحدا والحمد لله اليوم يملكون الملايين والمليارات فهنيئا مريئا ما يملكون  فيكون بامكانهم مقارعة بعضهم البعض وشن الحرب من شاشات القنوات ويشنونها  حربا شعواء ومثل هذه القنوات وصحفها التي تصدرها ومواقعها لاتنشر سوى من يدعمها وينتمي اليها ولا تقبل الغرباء مما لايفيدونها من كتاباتهم او ندواتهم او تحليلاتهم فهكذا تسير الامور ياصديقي العزيز فلا تخشى مما اكتبه انا في هذا الموقع او ذاك مما لايقرأه إلا القليل من الناس المتعاطفين على ما اكتب ... 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

مقالة للكاتب والمحامي

يوسف علي خان

 صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org 

 
 

 

لا

للأحتلال