%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
من يغدر بمن
المحامي يوسف علي خان
اعتاد القادة والزعماء الذين يسيطرون على الحكم في أي بلد من البلدان نتيجة ثورة او انقلاب عسكري ان يهيمن احدهم على السلطة ويطيح برفاق الامس وكفاح دربه الذين شاركوه في تلك الثورة او ذلك الانقلاب ويلقي القبض عليهم او يكيل لهم التهم التي كثيرا ما تكون باطلة وغير حقيقية ويقدمهم الى محاكمات صورية ويصدر الحكم عليهم بالاعدام ويعدمهم بعد ان وقفوا معه وساندوه واشترك الجميع في التحضير والاعداد لربما سنين وعقود حتى تمكنوا من الانتصار 000 وهي عادة متجذرة ومتأصلة في الجميع لايستثنى منها احد على الاطلاق فهي ظاهرة شاملة جامعة في أي زمن واي عهد واي مكان 000 والشواهد كثيرة لا تعد ولا تحصى عبر بطون التاريخ او في الازمنة الحاضرة وهي سوف تستمر مع بقاء البشرية على ارض الواقع 00 بل وكثيرا ما يحدث هذا ليس مع رفاق الدرب بل داخل العائلة الحاكمة الواحدة فينقلب الابن على ابيه ويطيح به او الاخ على اخيه بل العبد على سيده وهو ما قرأنا عنه في عصر المماليك الذين انقلبوا على اسيادهم واستولوا على حكم البلاد 00 وغير ذلك من الصور التي يزخر التاريخ بذكرها 00فهو الطموح البشري والطمع والجشع وبريق السلطة المغري والروح الشريرة المترسخة في كل نفس بشرية 00 فاننا نجد المجاميع المضطهدة في عهد من العهود متكاتفة متعاضدة يعملون كفريق واحد تحت هد ف واحد وشعار واحد هو خدمة الشعب حتى اذا انتصروا واستولوا على السلطة00 حال ما افترقوا وانفرط عقدهم وغدى كل منهم يتأمر على صاحبه يحاول ازاحته والقضاء عليه 00ونسوا الشعب وانتزعوه من ذاكرتهم تماما ولم يعد هناك شعب وليس هو الذي اجلسهم على الكراسي 00او قاموا بانقلاباتهم باسمه وتذرعوا بالدفاع عن حرياته ومصالحه ولم يعد امامهم سوى زمر تتصارع على المراكز والمناصب ويحتدم القتال والنزاع 00 فلو تتبعنا تاريخ بريطانيا مثلا في العصور الوسطى وكيف تأمر الاخ على اخيه واقفل على راسه قناع من حديد او كيف تأمرت الام على ابنها وهو ما حدث في العصر العباسي او العصر الاموي وحتى في عهد الخلفاء الراشدين فالتامر والخيانة والغدر صفات متلازمة ومتجذرة دوافعها حب السلطة والجاه والمال وهو نفس ما يحدث في هذه الايام وما سيحدث في المستقبل بكل تاكيد 00 فالحاكم يريد ان يحصل على كل شيء دون ان يقدم أي شيء ودون ان يفكر بمصالح الاخرين حتى من ازره وساعده الى الوصول الى السلطة وبالطبع كثيرا ماتكون دافعها حب النفس والنرجسية المتجذرة وهي سبب البلاء وافة كل البشر التي يشعر من خلالها الحاكم بانه فوق كل الناس واحسنهم جميعا فلا يريد ان يكون له نظير او منافس ففي سبيل ذلك يعمد الى القمع والاضطهاد والقتل وملاحقة اقرب الناس له في سبيل ان يبقى متسيد الموقف صاحب السلطان وملك الانس والجان مع ان مثل هذه الصفات لايتمتع بها سوى الرحمن خالق السماوات والارض 00 ولكن الغرور البشري قد يدفع بعض المستبدين الى التطاول حتى على رب العالمين00 وكما حكى لنا التاريخ عن ذلك الملك الذي اراد ان يبني اعلى برج كي يصعد به الى السماء فخسف الله به الارض وانزله اسفل السافلين 00ومهما يكن من حقيقة هذه الرواية فهي تدل على شراهة الانسان وروحه الشريرة التي تتفاعل في نفسه وغروره وطمعه كل هذه الصفات تدفع الحكام الى ايذاء الاخرين واغتصاب حقوقهم فهي صفات كامنة فحتى الكفاح والنضال الذي تمارسه التنظيمات في معظمها دوافع الانانية وحب السلطة والحقد الدفين00 والدليل على ذلك بان هذه الجماعات التي تناضل وتكافح سنين طويلة وهي تتعرض للاضطهاد والملاحقة وهي في اعلى درجات الخلق الرفيع والمشاعر الانسانية حال انتصارها وتسلمها مقاليد الحكم تنقلب من تلك النفس الطيبة الرحيمة المسحوقة والمظلومة الى نفس شريرة ظالمة مستبدة شريرة تنقض على من حولها كي تقفز على اكتافهم وتسحقهم وتقضي عليهم 00 وهو ما نشهد نماذجه اليوم ونحذر منه وندعوا الشعوب ان لاتخلق الرموز فخطرها افضع من محاولة الاحتماء بها والركون في ظلها والالتفاف حولها والتصفيق لها او التبرك بطلعتها البهية وبكلامها المعسول ففي دواخل فمها انياب تمزق وفي كلماتها السم الزعاف 00,iوهي لا تبحث إلا على مصالحها الذاتية 00 وعليه فعلى الشعوب ان تحترم نفسها وتعي بان قوة هذا الرمز من قوتها وقد اثبتت الشعوب بان قوتها وعزيمتها بامكانها ان تطيح بكل الرموز فهي صاحبة السلطان وصاحبة الشأن العظيم 000!!!
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|