%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال |
|
---|
الشعب الضمانة الوحيدة لكل الحكام
يوسف علي خان
يعتمد بعض الحكام الذين يجلسون على سدة الحكم عن أي طريق جاؤوا به ان كان عن طريق الدبابة او عن طريق الانتخابات على شلة من الانتهازيين الذين يلتفون حولهم مدعين دعمهم وتأييدهم وحمايتهم وقد يتحقق لهم ذلك فعلا في بداية الامر 00 غير ان هذه الشلة لا تقف هذا الموقف من الرئيس او الزعيم بالمجان بل انها تعتمد على ما يقدمه لهم من اثمان قد تكون لاول وهلة بسيطة لكنها سوف تتضخم يوما بعد يوم وتصبح في النهاية عبئا ثقيلا على الحاكم 00 ويكون هذا الثمن نوعان 00
وهو اما ان يطلق لهم العنان كي ينهبوا ويسرقوا اموال الشعب كيفما يشاؤون فيحيلون الاوضاع الى فوضى بسبب ما سيحدث من صراعات فيما بينهم على المكاسب والاموال 00او ان يعمد الحاكم الى تقنين وتحديد ما يدفعه لهم من اجر او اكراميات على ما يقدمونه له من دعم وهي بالاساس لايستحقونها ولا تتناسب وكفائاتهم وقدراتهم او شهاداتهم فهي عطايا مجزية بل وهائلة في كثير من الاحايين ولكنه يكون مرغم عليها كي يقفوا الى جانبه ويدعموه 00
وهو نموذج ما يحدث في العراق وبعض البلدان المشابهة 00 حيث اننا نرى بان كل زعيم قد احاط نفسه بشلة يدفع لها الرواتب والمخصصات ويوليها المراكز والمناصب التي لم يكن ليحلموا بها حتى في المنام او في ايام المنافي والتشريد عندما كانوا يغسلون الاطباق في المطاعم او ينضفون الاراضي والقاعات وذلك من خلال ما حاز عليه من قسمة الغرماء عن طريق التوافق والمحاصصات ولكن لم يستمر الحال على هذاالمنوال اذ يأخذ الطمع يدب في الابدان ويجد هؤلاء الاعوان بان ما حصلوا عليه لم يعد كاف فيبدأؤون بالمطالبة بالمزيد 00
خاصة كل ما شعروا بان صاحبهم في مأزق وهو بحاجة اليهم كي يدعموه ويسندوه ويؤيدوه في مستجد او في حالة طارئة فنجدهم يضغطون عليه لمنحهم امتيازات اضافية وامتيازات غير منطقية ويلمحون له بانهم سيتخلون عنه فيضطر للرضوخ كي يعبر المأزق ويتخلص من المحنة وقد يضطر الى مخالفة القوانين حتى يوفر ما يطلبون ويحقق اطماعهم وقد يعمد الى سرقة اموال الشعب من مخصصات المشاريع او مبالغ الخدمات فيلوث يده بها مرضاة لهم واشباعا لنهمهم 00 ومع ذلك لن تشبع بطونهم المنتفخة من السحت الحرام
00 ويستمرون في المطالبة بين الحين والحين كلما حدثت ازمة او احتاج صاحبهم لدعم جديد وكثيرا ما يطالبونه بامور تعجيزية فيها المخاطر والمغامرات بل قد يورطوه في جرائم شنيعة ومخالفات ويهددونه بعد ذلك بفضحه وافشاء سره فيضطر الزعيم المسكين ان يسكت على مضض ويفوض امره لله 00
وهذا ما وقع فيه صدام بعد ان فقد منصبه واصبح في قبضة الامريكان حيث تخلى عنه من اطلق ايديهم وعاثوا فسادا في البلاد طيلة تلك السنين التي حكم فيها البلاد 00 وهو ما حل بابن علي وما سوف يحل بامثالهم مما اطلقوا ايدي الذئاب بين شعوبهم فمزقت اجسادهم جوعا وحرمتهم من لقمة العيش البسيطة حيث نجد اليوم تشتعل الثورات ولم يعد تفيد معها كل المسكنات وخدع الكلام 00 فعلى الزعيم او الرئيس ان لا يتمادى باطلاق يد البعض وحفنة من الانتهازيين بحجة دعمه وحمايته فلن تستطيع هذه الشلة من حماية أي زعيم من الشعب اذا غضب بل على الزعماء الالتفات الى شعوبهم وايجاد فرص عمل فورية لهم ومنحهم رواتب مجزية تكفي معيشتهم حتى يجدوا لهم عمل يؤدونه فالمواطن لايستطيع الانتظار وبطنه خاوية واولاده جياع وعراة وهم يرون الذين يعدون على عدد الاصابع يتمتعون بما يجب ان يكون للشعب من اموال وموارد البلد فسوف لن يسكتوا وسوف يسري التيار فلو تتجه الدولة الى اشباع البطون ودفع رواتب للعاطلين سوف يتحقق الاستقرار دون الحاجة لكل هذه الالاف من العساكر المتناطحة المتعارضة المخترقة بعضها داخل بعض كما لايكونوا بحاجة الى هذه الزمر الانتهازية التي تلتف حول الزعماء في عزهم وتتخلى عنهم اوقات المحن 00
وان لا نحمل مشاكلنا على اكتاف الاخرين فمشاكلنا لاتحل إلا بايدينا وبدفع الاموال وهي موجودة في جيوب من لايستحقونها ولا نقلد النعام ونغمض العيون ونسد الاذان فالسونامي يزحف وباسرع مما نتصور ولن تستطيع المناطق المحصنة ان تحمي احد من شعبه الذي يطوقه من كل جانب فالشعب لا يريد غير المال فاغدقوا عليه الاموال قبل فوات الاوان والحل بسيط جدا فنصف ما يتقاضاه هؤلاء المنتفخون الذين يجلسون على الكراسي الوثيرة تكفي لاشباع الشعب برمته فاستعجلي ياحكومة وخصصي الدرجات الوظيفية الكافية فهناك خمسة ملايين عاطل وليس كما تعتقدين بان مائتي الف درجة ستسد افواه الناس فالحل الجزئي سوف لايوقف الزحف الكبير فهناك الملايين من اصحاب الشهادات يتسكعون في الشوارع والمقاهي وهم عرضة للابتزاز والسين والصاد00 ولاتحل المشاكل بخمسين الف دينار لليتامى والارامل التي تدفعها الضمان بغير انتظام فهي لاتكفي لمعيشة عائلة كاملة 00
فهي نسبة غير عادلة لما يأخذه المسؤول بالملايين من الدولارات فعلى الحكومة انتزاع كل هذه الاموال التي يتقاضاها من لايستحقها وضخها لشعبها المحروم 00 وان انشاء القنواة الفضائية التي تمجد بهذا وذاك وباموال مدفوعة من هنا وهناك والشعب يعرف مصادرها على وجه اليقين لا تستطيع ان تخدع الناس او تحمي احد مهما جندت من خبراء ومحللين ودفعت لهم من اموال فكل هذه الزمر لا تستطيع اقناع الشعوب واسكات اصحاب البطون الخاوية
00 فالشعوب قد شبعت تصريحات وندوات ومؤتمرات صحفية مرة باسم العرق ومرة باسم الطائفة ومرة باسم الدين فالجوع ليست له هوية 00 كما ان محاولات بعض القنوات الفضائية من التنقل باجهزتها بين هذا البلد وذاك بحثا عن الموارد والامان فلم تعد الموارد تكفي لاسكات الشعوب ولم تعد هناك اماكن امنة تستطيع ان تروج لهذا او ذاك فالاراضي كلها اخذت تحترق تحت الارجل وليس هناك غير ارض العراق الذي يجب على الجميع ان يقبل تربته ان كانت دمائه التي تجري فيه من تربة هذا البلد فالعراق لن يمجد إلا المخلصين وسوف يحاسب الخونة والمأجورين ولن يسكت على ضيم فعلى القنوات العراقية الصادقة ان تستمع الى كل المواطنين مهما اختلفت ارائهم وتنوعت وان لايكونوا انتقائيين يعتمدون على شلة واحدة من المتحد ثين فعلى وسائل الاعلام ان تكون حيادية في طرح كل الاراء التي تصلها ولكن ان تتصدى للخونة من اعداء العراق وتقف ضدهم وتفضحهم وان ترفع علم العراق اولا واخيرا 000!!!
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|