<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان التجزأة خطط استراتيجية اوربية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

التجزأة خطط استراتيجية اوربية

 

 

يوسف علي خان

 

ان ما يجري اليوم في البلدان العربية هو تصحيح للمسار الذي انتهجته الدول الاستعمارية بعد الحرب العالمية الاولى واتفاقاتها حول تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية المندحرة في تلك الحرب فيما بين الفرقاء المنتصرين وذلك في مؤتمر سان ريمو  وهم بريطانيا وفرنسا بالنسبة للشرق الاوسط وايطاليا بالنسبة لبعض الدول الافريقية وشعورها باخطائها في تقسيم تلك الاملاك بما سبب لها كما تعتقد او اكتشفت الكثير من المشاكل التي تحاول الان اتخاذ الاجراءات بوضع مخططات بما يصحح تلك الاخطاء وبما يتلائم ومصالحها الاستعمارية وما يمكنها من فرض نفوذها مجددا على هذه الدول ولكن بصور واشكال تختلف عن اساليبها القديمة التي كانت تتبعها و التي ترى بانها لم تعد تنسجم والضروف الحالية 00

حيث انها كانت قد قسمت الدول باحجام كبيرة تجد بانه لابد وان تعمل على تجزئتها لان هذه الدول قد تمكنت ان تصبح دول لها قوتها التي اضحت مصدر قلق وازعاج لهذه الدول الاستعمارية الكبرى خاصة بعد اكتشاف النفط في معظم هذه الدول التي حررتها من تبعية الدولة العثمانية المهزومة وما اتضح للنفط في الوقت الحاضر من اهمية عظمى لانه اضحى المحرك الاساسي للصناعة الغربية التي تعتمد كل صناعاتها على الطاقة كي تدور عجلة محركات تلك المصانع 00فاذا فلا بد لها ان تخطط لهذه الدول الشرق اوسطية من تصميم جديد لدولها بما يسهل لها استغلال هذا النفط والاستحواذ عليه دون اية متاعب لها 00

فقد بدأت بخلق اسرائيل في المنطقة معتقدة بانها سوف تستطيع ان تروض هذه الدول وتخضعها بما زودتها من قوة فاقت قوة جميع الدول في المنطقة لكنها لم تستطع هذه الدولة الدخيلة ان تحقق ما كانت تصبو له هذه الدول الغربية مع كل الحروب التي ورطتها بها  كما حاولت ان تخلق في دول المنطقة  زعامات موالية لها بوضع رجال مغمورين على سدة الحكم وتمكنهم من الهيمنة على شعوبهم بصور واشكال مختلفة وقد استطاع اؤلائك الحكام ان يسيطروا على جميع موارد بلدانهم وسمحوا لتلك الدول الاستعمارية كي تنهب تلك الموارد ولكنهم في النهاية تمردوا على اسيادهم المستعمرين بغرورهم واصابتهم بجنون العظمة الذي ركبهم بعد ان مكثوا في حكم البلاد سنوات طويلة شعروا بانهم لم يعودوا بحاجة الى حماية البلدان الاستعمارية او انهم ضاقوا ذرعا من سيطرتها وعبوديتهم لها او ان شعوبهم وعت وتنورت بعد تلك الازمنة التي رضخوا فيها لهؤلاء الحكام المستبدين فانتفضوا عليهم واطاحوا بهم 00 كل هذه الامور وامور اخرى لم يلتفتوا اليها عند تقسيم البلدان فيما بينهم جعلتهم الان يتنبهوا لضرورة مراجعة خططهم وتغييرها بما يتناسب ومصالحهم في الوقت الحاضر التي يجب ان تبنى على اساس تجزأة البلدان الكبيرة الى ولايات صغيرة تسكنها شعوب محدودة العدد كي تتمكن من السيطرة عليها00

فقد اتضح بان الدول ذات الكثافة السكانية العالية  يمكنها ان تنظم نفسها في منظمات شعبية عارمة  تستطيع ان توجهها وتزجها في الشوارع بشكل ضخم وتتصدى لحكامها بل ويمكنها من اسقاطها اوتأجيج الرأي العام العالمي الذي بالتأكيد سيتعاطف معها ويقف الى جانبها ما قد يجعل الحكام عاجزين عن الوقوف في وجوه شعوبهم او تحريك قواته المسلحة لقمعهم00 على عكس ذلك لو استطاعت الدول الاستعمارية تجزأة الدول وتحجيمها  الى دول صغيرة ذات كثافات سكانية ضئيلة ومساحات صغيرة  فعند ذاك يكون  ليس بمقدورها ان تزج اعداد بسيطة يمكنها السيطرة عليها وتفريقها وتشتيت مجاميعها وهي امور لم تلتفت اليها في السابق قبل ان تتمكن الشعوب من تنظيم نفسها في كتل ضخمة افزعت كل الدول الاستعمارية 00 كما وجدت بان مخططاتها التي اعتمدتها ايضا في تكوين الدول باقحام عدة عرقيات متنافرة ضمن نطاق الدولة الواحدة لم يستطع ان يؤثر التأثير الكبير كما كانت تتوقع فقد اقتطعت جزء من المناطق العربية وضمتها الى ايران وهي عربستان اوما يطلق عليها  بالمحمرة ومع ان تعدادها زاد على الخمسة ملايين غير انها وخلال طيلة تلك المدة منذ نهاية الحرب العالمية الاولى وحتى اليوم لم يكن لها مفعول مؤثر في ايران وكذلك بالنسبة لادخال جزء من المناطق الكردية وادخالها ضمن خارطة العراق فقد بقيت مع كل ما خلقته من قلاقل للحكومة العراقية لكنها لم تستطع ان تشل نشاط الحكومة العراقية إلا بالقدر اليسير وبشكل اضر بمصالحها بدلا من ان يحقق لها الفوائد 00

كل هذه الامور جعلت الغرب يفكر بطريقة جديدة اخرى وهي تفسيخ الدول الى كانتونات صغيرة وذات اعداد قليلة قد لايتجاوز عدد الكانتون او المجمع عن مليون شخص وهي اعداد اضعف مما يكون بامكانها خلق المشاكل لهذه الدول الاستعمارية كما انها بنفس الوقت ستعادي بعضها وتصارع بعضها فلن يكون لها الوقت الكافي للتفرغ للدول الاستعمارية والوقوف في وجهها

00 وبذلك يكون بامكانها السيطرة عليها بسهولة ونهب مواردها النفطية وغير ذلك من الموارد المتوفرة فيها وهو ما تسعى له على ما يبدو في هذه الايام وذلك عن طريق خلق الصراعات بين الفصائل العرقية او الطائفية او الدينية وتحاول حصر كل فئة في مكان معين تمنحه حمايتها وبذلك تنتهي جميع الدول العربية التي سببت لها الصداع وهددت مصالحها النفطية ومصالحها الستراتيجية الاخرى في رغبتها في التواجد المستمر في المنطقة لاغراض ودوافع عسكرية وسياسية متنوعة  كما انها ستتخلص من الادعاء بان هذه المناطق هي خاصة بالعرب فتمحي من الاذهان اسم العروبة او القومية العربية باعتبار  ان هذه المناطق تسكنها عرقيات اخرى و  التي سببت لها الصداع خلال قرون عديدة

 فلو دققنا بمواقفها بالنسبة للاوضاع الجارية في المنطقة لتأكدت وجهة نظرنا للقاصي والداني فقد حققت الانفصال في شمال العراق وتحت حمايتها وجعلته حقيقة معترف به من قبل جميع الاوساط السياسية في العراق وفصلت الجزء الجنوبي من السودان وهي جادة في فصل دارفور بل واخذت تحاول تجزئة حتى الجنوب السوداني وكذلك تعمل على تقسيم ليبيا الى اربعة او خمسة مناطق بفرض الامر الواقع بتثبيت القذافي وبنفس الوقت الاعتراف بالقسم الشرقي في بنغازي وكذلك ما تفعله في المغرب وما تفعله في السعودية من تحريض الاقسام التي تسكنها الشيعة عن باقي اقسام المملكة السعودية كما تحاول ان تخلق المشاكل في اليمن لتجزئته واعادة انفصاله لاحبا باليمن الشمالي او الجنوبي ولكن لتمزيق الامة العربية وافنائها كما تحاول ان تفرق العرب السنة عن العرب الشيعة وتجعلهم اعداء لبعضهما بينما هم في الحقيقة كلهم عرب تربطهم قومية عربية خالصة واما المذاهب في معتقدات وليست جذور كالقومية العربية 0-

0 كما تحاول ان تخلق المشاكل في مصر بين المسلمين والاقباط وهي تنوه على عزلهم في مناطق مستقلة كي تكون لهم محمية خاصة بهم بل اكثر من ذلك هم عازمون حتى على تقسيم ايران نفسها بين ثلاثة طوائف وهي طائفة البلوش التي تشكل خمسة عشر مليون نسمة سنية في ايران والتي تسكن شرق البلاد00 وطائفة العرب في عربستان والقسم المتبقي يبقى ضعيفا قد فقد النفط الموجود في عربستان 00 وقد لايصدق هذا الكلام الكثيرون ولكن الايام المقبلة سوف تؤكد كل ما نذكره وما لم نستطع ان نذكره لوجود بعض المحاذير التي تمنعنا من ذكره في الوقت الحاضر 00!!!   

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا