<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان شر البلية ما يضحك
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب يوسف علي خان                    

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

شر البلية ما يضحك

 

 

يوسف علي خان 

 

من المثير للسخرية والذي جعلني كاتبا ساخرا قد اكون متطرفا في بعض الاحيان هي المهازل والاكاذيب  التي اراها امامي ويطلب مني ومن كل المواطنين تصديقها والتغافل عن كل ما يجري من نهب وسلب ومؤامرات وصفقات وبعكسه فانا والمواطنون اعداء وخصوما الداء لهم يجب قمعنا واسكاتنا ولو بالقوة .. والامر لايقتصر على العلاقة بين الحكومة وابناء الشعب بل لقد تنجر الى العلاقة بين المؤسسات الاعلامية من صحف ومواقع الكترونية وقنواة فضائية فالموسسة الاعلامية اليسارية يجب ان تمتدح اليساريين دول كانت ام منظمات مجتمع مدني ام افراد على طول الخط ان اصابوا وان اخطأؤا بل وعلى المتعاملين معهم تبرير حتى الاخطاء مهما سببت من اضرار ومهما احتوت من تلفيقات وعلى المتعامل معهم تمجيدهم بكل الحالات وان لا يوجه أي نقد ولو تلميحا ومهما كان مصيبا وصحيحا وحتى لو كان غرضه التوعية والفات النظر والتنبيه فلا يوجد في قانون الايديولوجيات إلا الاستسلام والرضوخ والمصادقة  وإلا تغيرت على الفور مواقفهم واتهم المنتقد بالشوفينية والرجعية  والانحراف والخيانة وما تحتويه اللغة العربية من كلمات الذم والتشنيع والتقريع  وكذا الحال بالنسبة لليميني القومي المتزمت والطائفي الديني الاسلامي  المتشدد فعلى المتعامل معهم ان يكيل المدح والاطراء  بالاطنان للقومية العربية وزعاماتها وارثها العظيم وامبراطورياتها الشامخة التي سادت العالم قبل الف واربعمائة سنة ونحن الان في اللالفية الثالثة ولكن لابد وان نبقى نعيش في احلام تلك العصور وهو نفس الحال بالنسبة لرجال الدين من زعماء الطوائف فكل منهم يمجد بطائفته وعلى الكاتب ان يعظم بها ايضا وإلا حجبت جميع مقالاته ورميت في القمامة وكذا الحال بالنسبة لوسائل اعلام الاحزاب والكتل السياسية فعلى الكاتب ان يقدس زعمائهم  فكلهم منزهون نظيفوا الاذيال من كل سرقة او نهب مال فكل ما يصدر عنهم هو الصح لا شائبة فيه  وبنفس الوقت عليه ان يذم الحزب الاخر او الطائفة الاخرى او الكتلة الاخرى ويظهر مساوئها ولتحقيق هذه الاغراض فتجد كل وسيلة اعلام قد جندت واختصت بمجموعة من الزبائن واجبهم الابدي مدح الجهة التي يكتبون فيها او يتحدثون منها .. وهنا تبرز المشكلة  فتجد الكاتب الحر والمتحدث المحايد الذي ينتقد الاخطاء أي كان مصدرها او على الاقل من وجهة نظره اتخذت وسيلة الاعلام ان كانت صحافة او قناة فضائية موقفا سلبيا ضده .. فان انتقد موقفا عربيا خاطئا امتنعت الصحف والمواقع المرتبطة بكيانات قومية من نشر ما يكتبه وامتنعت عن دعوته للحديث مع كل تلك الفترات التي كانوا فيها اصحاب واصدقاء متعالونون فجرة قلم قد تقلب الطاولة عليه وتمحي اسمه من صفحاتها .. فان كان ينشر في صحف يسارية ووجد موقفا خاطئا او قرارا مجحفا اتخذته احدى الزعامات اليسارية او جهة مؤيدة لها ثار ت ثائرتها عليه واتهم بالرجعية والانحراف .. سبحان الله إلا يجوز ان يخطيء المرء ولو مرة واحدة ثم الا يحق له ان يبين وجهة نظره فيما يراه .. فحتى لنين الذي ظل يمجده الشيوعيون سبعون سنة اكتشفوا الكثير من اخطائه وغيروا نظرتهم اليه وكذلك عبد الكريم قاسم فمع حبي واعتزازي انا به فقد سجلت عليه العديد من الهفوات ولكن تلك لاتنقص من وطنيته واخلاصه لشعبه فليس هناك انسان معصوم من الخطأ .. فكل امرء خطاء وقد يكتشف خطأه بعد فوات الاوان او قد يستطيع ان يصلح ماوقع به من خطأ .. فعلى الصحافة الكريمة ووسائل النشر والاعلام ان تكون اكثر مرونة فلا بأس ان وجدت في احدى المقالات ما يثير الحساسية اذ الكاتب يكتب خلجات نفسه فبامكانها ان تنحي تلك المقالة او تقتطع منها او تصلحها وترفع ما تراه محرجا ثم تنشرها دون ان تتخذ موقفا صارما وتعتبر الكاتب قد انحرف عن المسار وان لاتكون عواطفنا هي معيار اسلوبنا في الحياة .. فصحيح ان يكون لكل انسان توجه واعتقاد مبدئيء معين وهو امر ضروري وإلا عد ذلك الشخص انتهازيا يسير مع الاهواء والمصالح ولكن مع ذلك فعليه ان يتقبل النقد فهو الطريق الى التقويم والتوعية وليس فيه أي انتقاص لا للشخص ولا للطائفة ولا للمبدأ بل قد يكتشف المرء في كثير من الاحيان خطأ ما كان يؤمن به  وهو شاب ولربما بعد اربعين او خمسين سنة عندما يشيخ فينتبه لاخطائه ويؤمن بغيرها .. وعلى الصحافة ان تكون منفتحة على الجميع تتقبل الاراء برحابة صدر وتنشرها كي يكون القاريء هو الحكم في صوابها من عدمه ويحكم عليها بالقبول او الرفض ويرد عليها بقلمه ان شاء ذلك وليس من المنصف ان ينخذ صاحب الجريدة القرار إلا فيما يخالف القانون او الاداب العامة فقط  فيمتنع عن النشرفصحيح ان الصحافة سلطة رابعة ولكن عليها ان تكون سلطة عادلة وليست مستبدة كبعض السلطات فيما نراه من البلدان ...!!!

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا