<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان الوطنية والقومية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب يوسف علي خان                    

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

الوطنية والقومية

 

 

يوسف علي خان

 

يخلط الكثير من الناس بين القومية والوطنية ويعتبروها شيء واحد او شيئان متلازمان وهو اعتقاد خاطيء ومغالطة اثارت العديد من المشاكل بسبب هذا الخلط فالوطنية انتماء الى الارض والقومية انتماء الى العرق وهو فرق كبير لاعلاقة لبعضهما من حيث الخصائص والصفات فالحديد عتصر والصوديوم كذلك عنصرولكن لكل منهما صفات وخصائص مختلفة 00 فبكونهما عنصرين لايبرر لنا اعتبارهما شيء واحد فكذ ا الحال بالنسبة للقومية والوطنية 00 فالقومية جذور وانتماء عرقي بشري والوطنية انتساب الى ارض  وهوية مكتسبة فانك لاتستطيع ان تغير جذورك العرقية ولكنك تستطيع ان تغير هويتك الوطنية 00 فكما يوجد عرق عربي يوجد عرق اري وهما عرقان مختلفان ولكن بالامكان ان يجتمع العرقان ليكونان هوية وطنية واحدة 00 فلو اقام الماني وهو من عرق اري في العراق واكتسب الجنسية العراقية وعاش مع اهلها واندمج في مجتمعها فسوف يكون مواطن عراقي ضمن ما يعيش في العراق من الاعراق العربية والكردية والتركمانية  وغيرها وهكذا الحال بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية التي تجتمع فيها المئات من الاعراق المتنوعة ولكن الجميع يحملون الهوية الامريكية ويعتبرون مواطنون امريكان نسبة الى الارض الامريكية ويكون له نفس الحقوق التي يتمتع بها الهنود الحمر سكانها الاصليون وعليهم نفس الواجبات 00 فالتمسك بالقومية كما يحاول البعض خطر مد مر وفكر مثير للخلافات التي لا تنتهي فمن يريد ان يختص بجزء من الارض كي يعتبرها وطن له خاصة بعرقه امر غير صحيح فلا يوجد اليوم في الدنيا ارض يسكنها عرق واحد 00 كما ان التجزأة ضعف والتجمع قوة فالولايات المتحدة بدأت مجزأة وخاضت حروب طاحنة مع اصحاب الفكر التقسيمي ولكنها في النهاية تجمعت ولولا تجمعها ما اصبحت بهذه القوة الهائلة والعكس صحيح فلقد شكل  الاتحاد السوفيتي قوة عظمى بتجمعه بعد قيام الثورة البولشفية واضحى بعد الحرب العالمية الثانية القطب الثاني في العالم وبقي كذلك ولكن عندما جزأه كرباتشوف وتقسم الى دول ضعف وفقد مكانته  الدولية وغدت دوله المجزأة كاي دولة ثانوية لاقيمة لها وبقيت الولايات المتحدة وحدها الدولة العظمى في هذا العالم 00 فالدعوات التقسيمية المبنية على المناطقية العرقية دعوات خاطئة غير مبنية على التعقل والحكمة بل على التعصب الوهمي المخالف للواقع والمستحيل وكذا الحال بالنسبة لدعوات التجزأة الطائفية فانها دعوات لا تنسجم لا مع الدعوات العرقية ولا مع الدعوات الوطنية فهي دعوات يدعمها ويروج لها الطامع الاجنبي الذي يبحث عن الاراضي الخصبة والمكتنزة بالموارد الطبيعية كي يسيطر عليها باضعافها بكل الطرق المتاحة له ومنها التجزأة العرقية او التجزأة الطائفية فيخترق الصفوف ويبث الاعوان والاجراء من الفرسان ويؤسس لهم المراكز في المناطق الرخوة من البلاد بصور واشكال متنوعة كشركات استثمارية او شركات حماية او مؤسسات مجتمع مدني او مؤسسات انسانية وثقافية او حملات تبشيرية كما حدث في الهند واندنوسيا فيثيروا القلاقل ويندسوا داخل الحركات الوطنية والثوراة والانتفاضات وغير ذلك من اساليب خلق الفتن كما يحدث اليوم في مصر وما تفعله منظمات ابريل وشعار القبضة السوداء من الانقضاض على ثورة مصر وخلق الفوضى العارمة فيها واخشى ما اخشاه ان يأتي الدور على العراق وتتحقق نبوءة المنجمين 00 فتنتشر الدعوات التقسيمية باذابة العنوان الوطني باغفاله والغائه كي يبرز بدله الشعار التقسيمي الذي يدعمه الشرق والغرب  لتحقيق مصالحه وبالتالي قتل الروح الوطنية التي من المفروض ان تسود والتي هي من اهم عوامل التوحد والاندماج 00 فالعراق بلد سكنته كل الاعراق البشرية ولم يحتكره عرق واحد فلا تمييز او مفاضلة او تفضيل بين عرق وعرق فلا افضلية لاحد على احد فالجميع متساوون فكل من سكن العراق واقام فيه هو مواطن عراقي اصيل له ما لغيره من الاعراق ولا يحق لنا ان نبحث عن الاصول والاعراق في الجذور 00 فان بحثنا فسوف نجد ان الكل غرباء عن هذا البلد ودخلاء فيه  حيث جاؤوا خلال حقب مختلفة من الزمان واستقروا فيه فاضحى العراق وطن للجميع  فحافظوا عليه ولا تمزقوه فالوطنية اثبت من العرقية ففي فرنسا ملايين العرب وكذا الحال في اسبانيا وامريكا وفي كل دول العالم حتى في ايران فهناك العرب والبلوش والتركمان والاكراد وغيرهم فلا يوجد بلد من عرق واحد خاصة في هذا الزمن الذي اصبح فيه التنقل سهلا وميسورا بفضل وسائل النقل السريع كالطائرات والسيارات والى ماذلك من الوسائل 00 فعوا يادعاة التفرقة والتقسيم فتوحدوا وعيشوا على هذه الارض المعطاء فهي تتسع للجميع وارفعوا شعار الوطنية العراقية فهي اولى واجدر من الدعوة للتجزاة والتقسيم بشتى الادعاءات الفدرالية 00 اما محاولات الالستئصال والتجريف التي تمارسها بعض الفئات في بعض المناطق للابقاء على عرق واحد محاولات خطرة قد ادت وتؤدي الى صراعات ومقاومة شرسة  من قبل العرقيات المضادة وقد راينا ما اودت اليه محاولات صدام في الماضي من اجتثاث وتهجير للعديد من العرقيات المتعايشة وما الت اليه من فشل ذريع كانت احدى اسباب الاطاحة به فالمواطن الذي يشعرل بانه يعيش داخل ارضه ليس من السهل ازاحته واجتثاثه منها وسيدافع عنها بحياته ويتمسك بها ولن يتخلى عنها 00 فعلى العقلاء من الناس التخلي عن فكرة الاجتثاث والشرنقة في منطقة واحدة ة والتسيد عليها ومنع الاخرون من العيش فيها فهي افكار وخيمة ومحالات عقيمة مهما لقيت من دعم من الاجنبي 00 فالمواطنة العراقية تحت خيمة الدولة العراقية هو السبيل الاسلم للحياة المستقرة والعيش الرغيد وإلا فسوف لن تكون هناك منطقة محمية من القلاقل والفتن والاضطراب فقد اعتقدت سورية ومصر واليمن وكل الدول التي ظنت بانها في امان فاشتعلت فيها النيران فكيف الحال اذا كان المكان هو في داخل العراق وظمن الدولة العراقية فان شعرت اليوم بالامان فهو امان موقت وبالتأكيد ستشتعل فيها النيران وان بوادر هذه النيران قد بان شررها والايام حبلى بالمستجدات فالنعش في وحدة متماسكة خير من هذه الدعوات الخائبة لامحال 00 فالاعداء الخارجيون متربصون ومستعدون للتحرش بكل الذرائع المتاحة فاصحى  ياشعب واستفيقي يا اعراق ودافعي عن هذا العراق 000 !!!   

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا