<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان الحرب الليبية ودول التحالف
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org               مقالة للكاتب يوسف علي خان                    

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

 

الحرب الليبية ودول التحالف

 

 

يوسف علي خان

 

ان ما يحدث في ليبيا اليوم  هو نفس ما خطط له بوش الاب وما سار عليه من بعده الارئيس كلنتن وما تخطط له كل الدول الاوربية تحاه بلدان العالم الثالث

00 الذي لازال متخلفا عن ركب الحضارة الاوربية وما وصلت اليه من تطور  وتقدم وسوف يبقى لربما لاجيال عدة  ملتحفا بهذا التخلف بسبب سيطرة الخرافة والتنجيم والسحر والايمان بالابراج من الثور والميزان والسرطان وما شاكل ذلك من الخزعبلات على عقليته الساذجة التي تتقبل مثل هذه البدع 00

 ما يجعل سلوكيته منقادة دون وعي منه تحت طيف هذه الخرافات والتي هي بعيدة كل البعد عن ما يجري من تسابق صناعي وتنور فكري داخل المجتمعات الاوربية 00

 وكان احد هذه الظواهر المتخلفة انبثاق قيادات وزعامات مدعمة من قبل مروجي هذه الخرافات التي اعتمدوها للسيطرة على شعوبهم وما ابتكروه هم انفسهم من شعارات خادعة خدروا بها هذه الشعوب عصورا وقرونا عديدة واقنعوهم بانها مسلمات واجبة التمسك بها والخضوع لها وبهذه الطريقة تمكنت هذه الزعامات من القفز فوق ظهور شعوبهم والصعود على اكتافهم وابقوهم كالبهائم تتضور جوعا وتتلوى الما منتظرة الفرج من هؤلاء الزعماء المستبدين

00 وجعلت هؤلاء الزعماء منتفخين بكروشهم كالبالونات المطاطية التي كلما عبأتها بالهواء زادت انتفاخا فتصبح بعد وقت ضخمة جبارة تسيطر عليها العقد النفسية كجنون العظمة وكثيرا ما يكون لشعوبهم الدور الكبير في نفخهم اكثر مما يستحقون باضفاء هالات لا وجود لها فيهم وليسوا هم اساسا اهلا لكل هذا التفخيم والتبجيل والتعظيم 00

 وهكذا خلقت زعامات ورموز هي في حقيقتها نكرات لاقيمة لها لكنها رفعت الى مقامات ليست اهلا لها فاستهانت بشعوبها وفرضت جبروتها عليهم واخذت تنظر الى هذه الشعوب كانها مجرد اقزام بل ومجرد جرذان كما وصفهم زعيمنا الفذ القذافي فيأخذ الغرور يسيطر عليهم ويشعرهم يوما بعد يوم وكلما ارتفعوا اكثر فاكثر اتسعت رقعة الجرذان في نظرهم وتعدت حدود بلدانهم فيحاولون الهيمنة على رقع اكبر من الاراضي وحشد اكثر من الجرذان فيشنون الحروب ويدفعون بالملايين من شعوبهم الى المحارق 000 والتاريخ مليء بامثال هؤلاء الزعماء

00 ومع تغير الضروف وتبدل الاحوال في اواخر القرن العشرين حيث ظهرت المجتمعات الدولية فتأسست هيئة  الامم المتحدة على انقاض عصبة الامم بعد اندحار النازية واالفاشية الايطالية في الحرب العالمية الثانية وظهرت اقطاب دولية جديدة اذ تمثلت بقطبين كبيرين هما القطب الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفييتي والقطب الغربي بزعامة الولايات المتحدة الامريكية كما ترسخت قوة الامم المتحدة وانتشرت الثقافة وعم الوعي في اوساط الشعوب الاوربية فكان لابد لهذه الدول ان تتخذ مواقف جديدة تتلائم والعصر الحديث وبدأت تتصدى للزعامات المتعسفة والمستبدة وتشكل مجلس الامن من بعض الدول الدائمة والدول الاخرى المتغيرة كي تقف بالمرصاد لاي زعيم او حاكم يحاول ان يستبد بشعبه انطلاقا من الحفاظ عن الحريات العامة للشعوب التي كفلتها لائحة حقوق الانسان التي اقرتها الهيئة العامة

00 اضافة طبعا للدفاع عن مصالح هذه الدول الكبرى في بلدان الدول المتخلفة التي تملك العديد من الموارد التي تكون هذه الدول الكبرى بامس الحاجة لها كالنفط والمعادن النادرة الاخرى كما انها بحاجة الى اسواق كبيرة لتصريف ما تنتجه من عدد وادوات واسلحة وغير ذلك من الصناعات التي تنتجها تلك الدول ما يجعلها تتدخل في ترتيب اوضاعها بما يحقق مصالحها وانسيابية تصريف بضائعها المكدسة في مخازنها والتي لابد لها ان تجد من يشتريها وإلا اصيبت بانتكاسات اقتصادية وركود وانهيار في ميزانها التجاري خاصة الاسلحة التي تدر عليها بمليارات الدولارات وهي امور استهلاكية سريعة النفاذ فيما اذا استعملت بالحروب التي لابد من اشعالها بين الفرقاء من ابناء شعوبها او بين الدول المتجاورة في تلك الدول المتخلفة 00 وما يقتضي حرق الاف الاطنان من هذه الاسلحة التي يصنعها الغرب لابناء الشرق كي يقتلوا انفسهم بها

00 وهو ما يقتضي بالطبع شراء المزيد منها كل ما نفذت كمياتها المحترقة خلال هذه الحروب فتنتعش اقتصاديات الدول المصنعة لها وتدمر في نفس الوقت كل ما تكون قد بنته الدول المتخلفة وصرفت عليه مليارات الدولارات او على الاقل ما اختزنته في بنوكها او ما سرقته الطغمة الحاكمة ما يجعلها تعيد انفاقه بشراء الاسلحة لحماية نفسها من شعوبها او من الاعداء المجاورين 00 فهي تتراجع والدول الكبرى تتقدم ويصعب بعد ذلك على هذه الدول المتخلفة اللحاق بالدول الغربية فيما تصل اليه من تقدم وتطور 00

 فان ما يحدث اليوم بتدخل الدول الغربية في الصراع الدائر في ليبيا له عدة اغراض ولكن ليس بين كل تلك الاغراض الحفاظ على ليبيا وشعب ليبيا كما تدعي مع ان كل ما اتخذته الدول الكبرى المتحالفة من اجراءات هو بصالح الشعب الليبي ان كان هدفها الحقيقي الاطاحة بهذا القائد المستبد ومساعدتها للثوار  وتسهيلها للشعب  الليبي  التحرك بسهولة ضد طاغيته ولكنه في كل حساباتها هو مجرد  محاولة الفصل بين الطرفين المتصارعين وعزلهما عن بعضهما وابقاء الوضع على ما هو عليه بوقف القتال 00

وسوف تكون هذه عملية تقسيم لليبيا وجعلها بدلا من دولة واحدة تجعلها دولتين ولكل طرف موارد نفطية فبذلك تستطيع استغلال مجهود الطرفين بعد ان جعلتهما يستنفذان كل اسلحتهما في القتال فهي لم تتدخل عند نشوب الازمة مع كل المناشدة  بطلب المساعدة بل تركتهم لاكثر من شهر يحرقون بما يتوفر لديهم من اسلحة وما سببته قوات القذافي من قتل لابناء الشعب  حتى شعرت بان كفة القذافي اخذت ترجح لصالحه مما قد يعرض مصالحها للخطر ويكشف زيف ادعائاتها ولا بد لها ان تتدخل لايقاف القتال وعزل الطرفين عن بعضهما ولو واقعيا كي تتنمكن في المستقبل من بيع السلاح للطرفين وهو سيكون بكميات كبيرة ووافرة لما سيتخذه كل طرف من احتياطات ضد الطرف الاخر مما يدفعه بشراء المزيد من السلاح كي يساوي ما عند الطرف الاخر فتزيد مبيعات الدول المصنعة وهي السياسة التي دأبت على ممارستها هذه الدول منذ زمن بعيد ومع العديد من الدول والاطراف المتصارعة مثل الكويت والعراق والعراق وايران بل وبين اطراف داخل الدولة الواحدة

00 وقد نجحت الدول المتحالفة في لعبتها في ليبيا اليوم فقد حققت في تدخلها الكثير من المقاصد فقد كسبت رأيا عالميا لصالحها وخلقت جوا من التعاطف معها من قبل الثوار والعديد من الشعوب المتعاطفة مع الثورة الليبية وهذا الموقف سيدفع الثورة الليبية بعد نجاحها من دفع جميع التكاليف واثمان الاسلحة التي صرفتها دول التحالف لانقاذ الشعب الليبي

00 وان بقي القذافي كما قررت بعض هذه الدول ان تفعل فانهم سوف يعيدون تسليحه بمليارات الدولارات اضافة لما ستكلفه اعادة البنية التحتية التي دمرتها القوات المتحالفة وستضطر جماعات الثوار بنفس الوقت من تسليح انفسها خوفا من مهاجمة القذافي لهم مجددا ففي كل الاوضاع الرابح الوحيد من الصراع الدائر في ليبيا  هي الدول الاوربية والخاسر الوحيد هو الشعب الليبي إلا اذا سارت هذه الدول مع الثورة حتى نهايتها بالانتصار على القذافي واخراجه من السلطة فستكون رابحة هي الاخرى مع كل الخسائر المادية والبشرية والتضحيات التي قدمتها وهكذا يتعامل الغرب مع العرب والعرب في نوم عميق وصراع قبلي دائم واعتداءات متكررة على بعضهم البعض بمختلف الحجج فمرة باسم الطائفية ومرة باسم القومية وهكذا هم يعيشون في دوامة مستمرة لانهاية لها ووسائل الاعلام جاهزة كي تستنهض الهمم وتمجد بهذا الطرف او ذاك وبحسب الكوبونات النفطية وقيمها النقدية والاعانات الازلية ولكنه الويل الويل لمن يتحدث او يقول او يفشي الاسرار  فهو قومجي  انتهازي عميل وشيوعي الحادي كافر  ولبرالي علماني وفارسي اعجمي ايراني  وارهابي اسلامي  مصدر من دول الجوار فهم مستعدون ان يجمعوا فيه كل الصفات في وقت واحد إلا صفة العراقي الوطني المخلص 000!!!

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا