إبحث في صوت اليسار العراقي

 

الصفحة الرئيسية مقالات دراسات عمال ونقابات كتابات حرّة طلبة وشباب فنون وآداب المرأة صفحة الأطفال كاريكاتير مكتبة صوت اليسار صور من العراق العراق بين السلم والحروب         بعد الطرق يتطلب الأنتظار 4 - 5 دقائق  لتحميل برنامج التشغيل   حضارة بلاد الرافدين   إتصل بنا ملفات

مجموع زائري الموقع إرسلوا آراءكم حول الموقع

 

الثورة الليبية والحكام العرب

 

 

يوسف علي خان

 

كان للحركة التي قام بها المواطن البائس التونسي باحراق نفسه احتجاجا وتعبيرا عن سخطه من المعاملة السيئة التي تعامل بها معه ازلام ابن علي الشرارة التي الهبت مشاعر الجماهير التونسية فاشعلت نار الثورة في وجه طاغيتهم  وتمكنوا بالنهاية من اقتلاعه من سدة الحكم وفراره خارج تونس كما ادت الى الصحوة العظيمة لجميع الشعوب العربية واشعرتهم بقدراتهم الكامنة التي تمكنهم من الثورة على الطغاة من حكامهم واقتلاعهم كما فعل الشعب التونسي فكانت بحق وحقيق الصعقة الكهربائية التي افاقتهم من نومهم واستمرارهم بخنوعهم لحكامهم المستبدين الذين حكموهم عشرات السنين ولم يتمكنوا ان يقفوا في وجوههم ويتصدون لظلمهم لفقدانهم الثقة بقدراتهم على الوقوف في وجوه اولائك الجبابرة الطغاة غير ان ما جرى في تونس اعاد لهم الثقة الكاملة في نفوسهم واشعرتهم بانهم قوة هائلة تستطيع ان تكتسح كل الطغاة وتقتلعهم من جذورهم وتنفض عنهم غبار الذل والمسكنة والهوان  التي اذاقوها قادتهم لهم طيلة كل الحقب التي مرت ومنذ ان سصيطروا على الحكم بدباباتهم بغفلة من الزمن او بخداع الشعارات التي رفعوها و التي تخلوا عنها ساعة استلامهم السلطة والهيمنة على البلاد 00 فساموا شعوبهم سوء العذاب  الذي ما رسوه معهم وبمساعدة ودعم الاجنبي والخونة من الانتهازيين واشعروهم بانهم اضعف من ان يتمكنوا من الوقوف في وجه هؤلاء العتاة.

  فاستسلموا وفوضوا امرهم الى الله الواحد القهار , واستمر حالهم هكذا وفشلت كل المحاولات الخجولة والانتفاضات التي احتجواخلالها ولكنها قمعت ولم يستطيعوا ان يصمدوا  لانعدام ثقتهم بانفسهم انذاك حتى اعلن ثورته الجبارة ذلك التونسي فانهض في نفوس الشعوب العربية الهمم فثار الشعب التونسي استجابة لذلك المواطن الفقير وخلع طاغيته وبجهده المنفرد ودون مساعدة احد 00 وليس كما حدث في العراق حيث عجز الشعب العراقي من الخلاص من جلاديه إلا بمعونة الاجنبي وقوته العسكرية ولكن الشعب التونس هب شامخا فغير المعادلة ليثبت للعالم بان قوة الشعوب اقوى من قوة أي سلاح عسكري اخر لو سخرت بشكل صحيح لاستطاعت ان تطيح بكل الرؤوس المتسلطة التي تجثم على صدورها وتقذف بهم الى مزبلة التاريخ 00 وهبت رياح العاصفة الى مصر فثار الشعب المصري ثورته المباركة وزلزل الارض تحت اقدام حسني مبارك واطاح به وامتدت نيران الثورة الى كل الاقطار العربية كالعاصفة الهوجاء لتعلن الثورة في كل مكان 00 فخرجت الجماهير العربية في كل الميادين منتفضة على اوضاعها المزرية واهتزت عروش الحكام فارتعبوا فبادر كل منهم الى اظهار اصلاح ما خربه بيده بعمالته وخيانته وغدره  لشعبه محاولين خداع شعوبهم بترقيعات لايمكنها ان تصلح ما فسد وما حل من دمار وخراب هائل وما جرى من سرقات ونهب لاموال الشعب التي لاتفيد معها هذه الترقيعات الواهية إلا باجراءات حاسمة وجذرية قد يعجز عن القيام بها هؤلاء المستبدون لايغالهم الفضيع في هذا الفساد المستشري الذي وصل حتى النخاع , فاساليب التهدئة والترضية لم تعد تجدي نفعا , فانها اجراءات يتخذونها لكسب الوقت وتهدئة النفوس ولكن الشعب وعى ولم تعد تنطلي عليه هذه الالاعيب المكشوفة والمستهجنة , والتي مارسوها في الماضي من اساليب الجزرة والعصا واطلاق الوعود الفارغة والمشاريع الورقية كي يخدعوا شعوبهم من جديد ويتخلصوا من المصير الذي حل بابن علي وحسني مبارك 00 فقد فات اوانها وحل يوم اقتلاع الجذور والبدء من الاساس وسيعلم الظلمة أي منقلب سينقلبون ولن يستطيعوا بعد الان ان يستمروا جاثمين على صدور شعوبهم كما كانوا يفعلون وان ما يجري في ليبيا اليوم قد يمنحهم الامل ويعيد اليهم رباطة جأشهم واملهم في الثبات والانقلاب على شعوبهم للبقاء وكبت الانفاس وكتم الاصوات التي تطالبهم بالتخلي عن الحكم  00 فتجدهم وخلال هذه الايام يتوجهون بانظارهم لمراقبة الاوضاع في ذلك البلد الثائر ضد طاغيته وموقفه الاجرامي من شعبه بالتصدي له والامتناع عن النزوح والتخلي عن حكم هذا الشعب الاعزل الذي يجابهه بكل ما يمتلك من اسلحة دمار وقتل من دبابات وطائرات والمجتمع الدولي ساكت يتفرج وجامعة الدول العربية تؤجل اجتماعاتها كي تنتظر النتيجة لكي تحدد موقفها مع المنتصر حتى لوكان المنتصر هو الجلاد 00 وهذا ما يفعله الحكام العرب المرعوبين دائما املين ان يتمكن القذافي من الصمود وسحق الثورة كما فعل ذلك من قبل فرانكو واباد الثوار 00 وعند ذلك سيتنفسون الصعداء وتزول عنهم الكربة وهذه الكأبة التي اطبقت عليهم بفعل ثورة الشعوب 00 كي ينقضوا بانقلاب مضاد على شعوبهم فيعملون به قتلا وذبحا ويشفوا غليلهم منه حتى لا يفكر مرة اخرى بالتمرد على اسياده من الحكام 00وسوف يتبرأون من كل وعد يعدون به الان ويتخلون عن أي مبادرة للاصلاح يتعهدون بها اليوم خوفا وهلعا من قبضة الثوار وانتقامهم مما عانوه منهم طيلة تلك السنين العجاف 00 اما اذا انتصر الشعب الليبي مع كل ما يمارسه الجلاد المستبد من قمع وارهاب وبذل ورشاوي بالمليارات من اجل شراء الذمم والمرتزقة من هنا وهناك واستطاع الشعب ازاحته واجباره بالتخلي عن كرسيه الدامي فان مصير كل الحكام سوف يكون فوق كف عفريت ومهدد بانهيار وسوف يبدأ الزحف الكبير كي يقتلع جذور الظلم في كل مكان من الارض العربية وسوف لن يبقى ظالم يعيث فسادا وينتهك حقوق شعبه مهما اعتمد على الاجانب من أي لون او أي صنف فقوة الشعوب فوق كل قوى الطغيان 00 فلا زالت الشعوب تنتظر بخشية وحذر وكذلك الحكام المستبدون كل ينتظر نتيجة عكس ما ينتظرها الاخر 00 ولكن الشعب الليبي متماسك متعاضد يتسلح بمعنوياته العالية منتفضا لاستعادة حقوقه المغتصبة بارادة حديدية صلبة للتخلص من براثن هذه العصابة التي تهاجمه بكل عنف لكسر ارادته وتحطيم عزيمته 00 والمستبدون العرب ينتظرون بفارغ الصبر انتصار القذافي كي يغرسوا مخالبهم في اجساد شعوبهم المنتفضة ويمزقونها اربا اربا ردا على انتفاضتهم وانتقاما من احتجاجهم على ظلمهم فكل واحد متحفز ومتهيء لغريمه ينتظرون اللحظة الحاسمة والفوز الاخير لمن سيكون هل للقذافي فيعيد الظلم والاستبداد على المناطق التي حررها الثوار ام سيتمكن الثوار من التقدم لتحرير المزيد من المناطق حتى يصلوا الى عقر دار القذافي وينتزعوه بقوة عزيمتهم وارادة شعبهم 00 فهي حرب بكل ما في الكلمة من معنى حرب الحكومات مع الشعوب ولكن ان انتصر فرانكو في اسبانيا وقضى على الثوار فهناك العشرات من الثورات التي نجحت وقضت على الحكام الفاسدين المستبدين والتاريخ مليء  بشواهد انتصار الشعوب00 وما انتصار الشعب التونس ومن بعده بايام انتصار الشعب المصري سوى دليل قاطع على انتصار الشعوب دائما وابدا في نهاية المطاف 00 والايام القادمة حبلى بالمفاجئات 0 وان الشعب الليبي اليوم يحارب نيابة عن كل الشعوب العربية ويضرب اروع الامثلة في الكفاح والتضحية ضد الظلم والطغيان 00 فلو قدر لاسامح الله وانتصر القذافي على شعبه فالويل الويل للشعوب العربية برمتها مما سيفعله بهم قادتهم وكيف سينتقمون منهم شر انتقام على تجرئهم بالثورة على اسيادهم فلا زال جلاوزة الانظمة جاهزة متحضرة وهم كثر وللاسف الشديد فلا يخل شعب من مجموعة من الانتهازيين والنفعيين من المنافقين للحكام والمستفيدين من وجودهم على سدة الحكم في كل زمان ومكان وهم ينتظرون ما سوف تتمخض هذه الحرب الضروس بين القذافي وشعبه اذ سينقلب هؤلاء الذين اضحوا بقدرة قادر حمائم الى افاعي وعقارب وسوف يقطعون رؤوس شعوبهم باشد مما فعله الطغاة الذين سبقوهم فاقبية الطغاة وسجونها لازالت قائمة ومشاريعها واصلاحاتها لازالت حبر على ورق   ونسأل الله ان يخيب أمالهم ويرد كيدهم الى نحرهم وينتصر الشعب الليبي على جلاده كي تتاح الفرصة لبقية الشعوب العربية ان تتحرر وغد لناظره قريب 000!!!   

 

10/3/2011